الدولة الإسلامية / مفخرة سيدني لم تسلَم أي عملية للدولة الإسلامية في عقر دار الكافرين، من ...

الدولة الإسلامية / مفخرة سيدني

لم تسلَم أي عملية للدولة الإسلامية في عقر دار الكافرين، من التشكيك والتخوين سواء تبنتها الدولة الإسلامية رسميا أو أشادت بها ضمنيا أو سكتت عنها عمدا وتركت العدو حائرا مترددا، وسواء تلقّى المهاجمون توجيهها ودعمها أو كانوا ثمرة تحريضها ومنهاجها، وسواء استهدفت المرتدين أو الصليبيين أو حتى اليهود الملاعين، فكل بطولاتكم أيها الغرباء لن تعجب الغثاء والدهماء.

وكان من جملة المزايدات على تلك الهجمات العابرة للحدود أنها لا تستهدف اليهود، فلمّا وقعت مذبحة اليهود في أستراليا على أيدي الثنائي الفريد، ازدادوا طعنا وفجورا وتخوينا، بل أشادوا بخائن اعترض طريق الأسود صونا لدماء اليهود، في مفارقة ليست عجيبة -على الأقل بالنسبة إلينا- لأننا ندرك يقينا أن جُدُر اليهود تملأ الآفاق، ولا يحلم المسلمون أن ينتصروا على اليهود قبل إسقاط هذه الجُدُر، وبالطبع لا نقصد الجُدُر المصطنعة فهذه تهون.

على هامش الهجوم، نخاطب الذين يقيسون الحق بقتال اليهود دون غيرهم! ويزكّون الأفراد والجماعات تبعا لذلك؛ في لوثة وطنية أُشربتها قلوبهم وأَلبسوها -غصبا- عمامة وثوبا قصيرا، ويظن هؤلاء أنه بمجرد مهاجمة اليهود، فإن الناس سيصفّقون لهم ويرضون عنهم ويلتحقون بهم، فإليكم عينة واسعة من ردود الغثاء على مفخرة سيدني، الناس -قبل الحكومات- يطعنون ويخوّنون وينسجون خيوط نظرية المؤامرة على أنغام الحانوكاه!، فأكثر الناس للحق كارهون وعنه معرضون.

ومع أن الدولة الإسلامية لم تتح لها ظروف الالتحام مع اليهود بعد؛ لم تتوقف محاولات جنودها ووفودها وأنصارها عن التخطيط لضرب اليهود في كل مكان في حرب مستعرة غير مرئية بين أجناد الخلافة وأجهزة المخابرات العالمية المسخّرة طوعا أو كرها لحماية اليهود، وقد قضى في هذه الحرب نفر أباة من خيرة جنودها لا تعلمونهم الله يعلمهم.

ولذلك، فامض أيها المجاهد في طريقك ولا تنشغل بهؤلاء ولا تلتفت إلى أولئك، وإذا عزمت فتوكل على الله، فما جاء أحدٌ بمثل ما جئتَ به إلا عودي، فأنت في سنوات خداعات كما أخبرك نبيك -صلى الله عليه وسلم- يُؤمَّن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، حتى غدا فيها قاتل اليهود -تديُّنا- مشبوها منبوذا، وحاميهم الشقي الأذمّ بطلا محمودا يتصدر الشاشات ويتلقى الإشادات! هذا هو واقع أمتنا اليوم، ومن الخيانة للدين، تزييفه وتجميله فانتبهوا أيها الدعاة.

أما أنتم أيها الصليبيون واليهود، فابحثوا عن هيكلية تطاردونها، وقيادة تغتالونها وخلية تعتقلونها، ابحثوا عن معسكر أو مضافة تقصفونها، وابحثوا عن مصادر تمويل تجفّفونها وخطوط إمداد تقطعونها، ابحثوا وابحثوا فلن تجدوا سوى الحسرة، ولن تجنوا سوى الفشل، فلقد دخل الجهاد مراحل أصعب وأعقد، تقف فيها كل تقنياتكم عاجزة عن وقفه، بل لعلها تكون سببا في إمضائه!

فلم يعد المجاهد اليوم بحاجة إلى كل تلك التجهيزات والتعقيدات التي كانت في مرحلة "ما قبل الدولة الإسلامية"، ولم تعد هناك حاجة ماسة إلى تحمُّل كل تلك الأعباء التشغيلية؛ الأمر يحتاج فقط إلى مجاهد تشرَّب التوحيد ونجا من شِباك الجماعات قبل شراك الحكومات، ثم تلقّى "شيفرة جهادية" هنا أو هناك عربية أو معرّبة! فانطلق كالإعصار يبحث عن هدف يهودي أو صليبي يُعْمل فيه ما تعلمه في منهاج النبوة.

منهاج النبوة لا غير، هو الضامن الوحيد لاستمرار مثل هذه الهجمات المتفرّدة، وهو ما تقدّمه الدولة الإسلامية اليوم لمجاهديها المنتشرين في بقاع العالم، تجنّدهم منهجيا وتعبئهم معنويا، ثم ترمي بهم في نحر عدوها فتدميه وتصيبه في مقتل، ولم يعد بإمكانه فعل أي شيء للخروج من هذا الكابوس.

إن إستراتيجية تلقّي الأوامر عبر الفضاء الإلكتروني تطبيقا للأمر الإلهي بقتال المشركين أينما ثُقفوا؛ هي إستراتيجية ناجعة لا تتطلب الكثير من موارد الجهاد وتتخطى كثيرا من العقبات، وتُدخل الأعداء في دوامة غير متناهية من الاستنزاف، والحل الوحيد لمواجهتها هو غلق هذا الفضاء الإلكتروني الذي صار نقمة عليهم.

ولطالما حرّضت خطابات الدولة الإسلامية وكتاباتها الرسمية باستمرار على استهداف اليهود والنصارى في أعيادهم وتجمّعاتهم، وشرحت طرقا عملية لذلك، وبيّنت أن نجاح الهجوم مقدّم على توثيقه إذا تعسّر أو تعذر، وسواء ترك المهاجم تذكارا صغيرا في مسرح الهجوم أو لم يفعل؛ فليست متلهفة لتبنّي كل هذه الهجمات المباركة -رسميا-، خصوصا أن اسمها محفور عليها بمنهاجها ودماء مجاهديها، فمن يُطيق ما تطيق؟ ومن يتبنى ما تتبنى في زمن الرقة والاستجداء؟!

وها هم اليهود اليوم ينزفون في شوارع أستراليا بعد أن لبّى الغيارى النداء ونفّذوا التوصيات باستهداف الأعياد والتجمُّعات، وتزودوا بمنهاج النبوة وانطلقوا لا يلفتون وجوههم، وانغمسوا حاسرين في عيد الحانوكاه وأحالوه مأتما، ولم يستمعوا لكل أصوات الغثاء من الأدعياء والدهماء، الذين عصموا دماء اليهود بمناهج الوهن والتمييع.
وعطفا على ما سبق، فإننا ندير سهام التحريض نحو "بلجيكا" التي تغص بـ "اللاجئين" نقول لهم: أما آن لكم أن تسجّلوا أسماءكم في قوائم المهاجرين وتترفعوا عن مراتع اللجوء، ثم تمتثلوا الأوامر الإلهية بقتال اليهود والنصارى، وهم في كل شارع بين ظهرانيكم تختلط أنفاسكم بأنفاسهم وتتراءى ناركم ونيرانهم! وتعترضكم كُنُسهم وكنائسهم، فسارعوا وسابقوا وانتهزوا الفرصة فما زال موسم الأعياد قائما، وسوق الجنة مشرعا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

من زاوية أخرى، كشفت بعض ردود الأفعال على "هجوم سيدني" حقيقة التعاطف الكاذب مع غزة، فكثير ممّن أعاروها عواطفهم كانوا أول من استنكر الهجوم وخوّن منفّذيه، فالثوار مثلا ردّدوا في "عيد تحريرهم" في شوارع سوريا: "غزة شعار" لكن سرعان ما بان كذب هذا الشعار بعد أيام فقط في شوارع "سيدني" إلى درجة أنهم اتهموا اليهود بتدبير الهجوم!! لأسباب يندى جبين كل عاقل لمجرد مناقشتها.

وأما التعليق على مقتل جنود البنتاغون في تدمر، فمن المعضلات توضيح الواضحات، وليس أوضح من اختلاط دماء جنود "الصليب" بجنود "الثورة" في الدلالة على حقيقة القوم لمن لا يؤمن بغير المحسوس، فماذا ينتظر المترددون أكثر من ذلك وقد سبقهم السابقون وحسموا أمرهم وهاجموا القوات المشتركة معا، وكأنّ الطلقات قد أصابت قلب الجولاني ونظامه قبل أن تصيب البنتاغون وجنوده؛ تماما كما وقعت طلقات أبطال "سيدني" في قلوب المنافقين قبل اليهود أنفسهم؛ كأنهم جسد واحد أو روح في جسدين، فهل بعد هذا البيان بيان؟ {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

المقال الافتتاحي:
مفخرة سيدني
...المزيد

صحيفة النبأ (526) - فوائد جهادية ▪ إخلاص النية لله وحده يجب على المجاهد إخلاص نيته ...

صحيفة النبأ (526) - فوائد جهادية



▪ إخلاص النية لله وحده

يجب على المجاهد إخلاص نيته وتنقيتها من كل ما يشوبها لتكون في سبيل الله، للحديث: (من قاتل لتكونَ كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله)، ولذلك شرع الجهاد نصرة للدين ودفاعا عن المسلمين.


▪ السمع والطاعة للأمير

يجب على المجاهد طاعة أميره في الجهاد فيما يحب ويكره، في غير معصية لله تعالى، والصبر معه والنصح له وعدم منازعته، للحديث: (ومَن يُطِع الأميرَ فقَدْ أطاعَنِي، ومن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي).


▪ الخروج من المعسكر

لا يجوز للمجاهد الخروج من معسكره أو مضافته أو نقطة رباطه، ولو للإغارة على العدو، إلا بإذن الأمير المسؤول عنه لأنه الأدرى بالميدان، كما أورد ابن قدامة في المغني: "ولا يخرجون إلا بإذن الأمير".


▪ استئذان الوالدين للجهاد

يجب استئذان الوالدين في جهاد فرض الكفاية وفيه ورد حديث: (ففيهما فجاهد)، أما الجهاد المتعيّن علينا اليوم، فلا يُشترط فيه ذلك باتفاق الفقهاء، وهو مما يتعمد دعاة السوء تعويمه وتلبيسه على العامة.


▪ استئذان الدائن للجهاد

في الجهاد المتعين لا يُشترط إذن الدائن للخروج للجهاد، لعموم قوله: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، قال السدي: "أغنياء وفقراء"، وقال ابن تيمية في الفتاوى: "إذا كان الجهاد المتعين لدفع الضرر.. قُدم على وفاء الدين".


▪ الانغماس في العدو

يُشرع الانغماس في العدو طلبا للإثخان، والانغماسيون من أفضل الشهداء للحديث: (أفضلُ الشهداء الذين يُقاتلونَ في الصفِّ الأولِ فلا يلْفتونَ وجوهَهم حتى يُقتلوا) وعملياتهم أنكى العمليات منذ سلفهم البراء بن مالك.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

صحيفة النبأ (526) - فوائد جهادية ▪ إخلاص النية لله وحده يجب على المجاهد إخلاص نيته ...

صحيفة النبأ (526) - فوائد جهادية



▪ إخلاص النية لله وحده

يجب على المجاهد إخلاص نيته وتنقيتها من كل ما يشوبها لتكون في سبيل الله، للحديث: (من قاتل لتكونَ كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله)، ولذلك شرع الجهاد نصرة للدين ودفاعا عن المسلمين.


▪ السمع والطاعة للأمير

يجب على المجاهد طاعة أميره في الجهاد فيما يحب ويكره، في غير معصية لله تعالى، والصبر معه والنصح له وعدم منازعته، للحديث: (ومَن يُطِع الأميرَ فقَدْ أطاعَنِي، ومن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي).


▪ الخروج من المعسكر

لا يجوز للمجاهد الخروج من معسكره أو مضافته أو نقطة رباطه، ولو للإغارة على العدو، إلا بإذن الأمير المسؤول عنه لأنه الأدرى بالميدان، كما أورد ابن قدامة في المغني: "ولا يخرجون إلا بإذن الأمير".


▪ استئذان الوالدين للجهاد

يجب استئذان الوالدين في جهاد فرض الكفاية وفيه ورد حديث: (ففيهما فجاهد)، أما الجهاد المتعيّن علينا اليوم، فلا يُشترط فيه ذلك باتفاق الفقهاء، وهو مما يتعمد دعاة السوء تعويمه وتلبيسه على العامة.


▪ استئذان الدائن للجهاد

في الجهاد المتعين لا يُشترط إذن الدائن للخروج للجهاد، لعموم قوله: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، قال السدي: "أغنياء وفقراء"، وقال ابن تيمية في الفتاوى: "إذا كان الجهاد المتعين لدفع الضرر.. قُدم على وفاء الدين".


▪ الانغماس في العدو

يُشرع الانغماس في العدو طلبا للإثخان، والانغماسيون من أفضل الشهداء للحديث: (أفضلُ الشهداء الذين يُقاتلونَ في الصفِّ الأولِ فلا يلْفتونَ وجوهَهم حتى يُقتلوا) وعملياتهم أنكى العمليات منذ سلفهم البراء بن مالك.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

صحيفة النبأ 526 - مقتطفات نفيسة مقتطفات نفيسة (58) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري ...

صحيفة النبأ 526 - مقتطفات نفيسة



مقتطفات نفيسة (58) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله تعالى-


• طارِدوا اليهود والنصارى في شوارعِ أمريكا وأوروبا

فيا أيها الأسدُ المتأهبةُ للثأر لدينكم وأعراض إخوانكم، أيها الموحدون الغيارى، نستنفرُكم اليومَ لتجديدِ نشاطِكم، وإحياءِ العملياتِ المباركةِ في عقرِ ديار اليهودِ والنصارى، والتي كبّدتهم من قبلُ خسائرَ كبيرة، وأدخلتهم في دوّامةٍ من الرعبِ والترقُّب.

يا ليوثَ الإسلام.. طاردوا فرائسَكم من اليهود والنصارى وحلفائهم، في شوارعِ وطرقاتِ أمريكا وأوروبا والعالم، اقتحموا عليهم بيوتَهم، واقتُلوهم ونكِّلوا بهمْ بكلِ وسيلةٍ تقدِرون عليها، وضعوا نصبَ أعيُنِكم أنكم اليومَ يدُ الدولة الإسلاميةِ التي تضربُ في عُقرِ الكافرين، وتثأرُ للمسلمين في فلسطين والعراقِ والشام، وسائرِ بلاد المسلمين.

أحكموا الخطط ونوّعوا العمليات: فنسفا بالمتفجرات، وحرقا بالقنابل الحارقات، ورميا بالطلقات الفالقات، وحزا ونحرا بالسكاكين القاطعات، ودهسا وسحقا بالحافلات، ولن يَعدمَ الصادقُ حِيلةً يُدمي بها قلوبَ اليهودِ والنصارى وحلفائِهم، ويَشفِي مِنهم صُدورَ قومٍ مؤمنين.

ادخُلوا عليهم من كلِّ باب، واقتُلوهم شرَّ قِتلة وأحيلوا تَجمعاتِهم واحتِفالاتِهم مجازرَ دامية، لا تُفرقوا بين كافر مدني أو عسكري، فكلُهم كفارٌ وهم في الحكم سواء.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

صحيفة النبأ 526 - مقتطفات نفيسة مقتطفات نفيسة (58) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري ...

صحيفة النبأ 526 - مقتطفات نفيسة



مقتطفات نفيسة (58) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري -حفظه الله تعالى-


• طارِدوا اليهود والنصارى في شوارعِ أمريكا وأوروبا

فيا أيها الأسدُ المتأهبةُ للثأر لدينكم وأعراض إخوانكم، أيها الموحدون الغيارى، نستنفرُكم اليومَ لتجديدِ نشاطِكم، وإحياءِ العملياتِ المباركةِ في عقرِ ديار اليهودِ والنصارى، والتي كبّدتهم من قبلُ خسائرَ كبيرة، وأدخلتهم في دوّامةٍ من الرعبِ والترقُّب.

يا ليوثَ الإسلام.. طاردوا فرائسَكم من اليهود والنصارى وحلفائهم، في شوارعِ وطرقاتِ أمريكا وأوروبا والعالم، اقتحموا عليهم بيوتَهم، واقتُلوهم ونكِّلوا بهمْ بكلِ وسيلةٍ تقدِرون عليها، وضعوا نصبَ أعيُنِكم أنكم اليومَ يدُ الدولة الإسلاميةِ التي تضربُ في عُقرِ الكافرين، وتثأرُ للمسلمين في فلسطين والعراقِ والشام، وسائرِ بلاد المسلمين.

أحكموا الخطط ونوّعوا العمليات: فنسفا بالمتفجرات، وحرقا بالقنابل الحارقات، ورميا بالطلقات الفالقات، وحزا ونحرا بالسكاكين القاطعات، ودهسا وسحقا بالحافلات، ولن يَعدمَ الصادقُ حِيلةً يُدمي بها قلوبَ اليهودِ والنصارى وحلفائِهم، ويَشفِي مِنهم صُدورَ قومٍ مؤمنين.

ادخُلوا عليهم من كلِّ باب، واقتُلوهم شرَّ قِتلة وأحيلوا تَجمعاتِهم واحتِفالاتِهم مجازرَ دامية، لا تُفرقوا بين كافر مدني أو عسكري، فكلُهم كفارٌ وهم في الحكم سواء.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "إن الطّاعة حصنُ الله الأعظم، من ...

مِن أقوال علماء الملّة


قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"إن الطّاعة حصنُ الله الأعظم، من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوِفُ من كلّ جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوِفُ في حقّه أمانا، ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنّه بين جناحي طائر، إن حرّكت الرّيح الباب قال: جاء الطّلب! وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب! يحسب أنّ كلّ صيحة عليه! وكلّ مكروه قاصد إليه، فمن خاف اللهَ آمنه من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كلّ شيء". [الجواب الكافي]



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "إن الطّاعة حصنُ الله الأعظم، من ...

مِن أقوال علماء الملّة


قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"إن الطّاعة حصنُ الله الأعظم، من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوِفُ من كلّ جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوِفُ في حقّه أمانا، ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنّه بين جناحي طائر، إن حرّكت الرّيح الباب قال: جاء الطّلب! وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب! يحسب أنّ كلّ صيحة عليه! وكلّ مكروه قاصد إليه، فمن خاف اللهَ آمنه من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كلّ شيء". [الجواب الكافي]



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

حديث شريف عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ...

حديث شريف


عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:


(تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله). [متفق عليه]

مقال: احذروا المزالق الشيطانية على مر العصور تساقطت أقنعة كثيرة وانتكس أفراد وجماعات من الناس، ...

مقال: احذروا المزالق الشيطانية

على مر العصور تساقطت أقنعة كثيرة وانتكس أفراد وجماعات من الناس، فمن مؤمن موحد إلى كافر مرتد، ومن عالم عابد إلى شيطان مارد، ومن مجاهد أبيّ إلى خائن شقيّ، كل هذا يجعلنا نتساءل عن أسباب انتكاسة هؤلاء وانقلابهم على أعقابهم مخافة أن تدركنا، كما كان حذيفة -رضي الله عنه- يسأل عن الشر مخافة أن يدركه.


• (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ)

يكاد المرء وهو يقرأ عن سير المنتكسين عبر التاريخ، ينسى أو يغفل عن قصة زعيم المنتكسين وقائد المنقلبين الخاسرين، من استبدل بالنور نارا وبالجنة سعيرا، إنه إبليس عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

لقد كان إبليس عابدا لله في السماء ظاهره العلم والصلاح، لكن الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية، يعلم حاله وما استتر في قلبه من سوء طوية، فلما خلق سبحانه آدم وجعله مكرما؛ بدأ مكنون الصدر الإبليسي يظهر للعلن، وأخذت بذرة الحسد تكبر في داخله شيئا فشيئا، إلى أن جاء وقت التمحيص الذي لا مفر منه في طريق العبودية، فأمر الحق -جل جلاله- الملائكة بالسجود لآدم -سجود تكريم لا عبادة-، فقال تعالى واصفا ما جرى في ذلك الموقف: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.

وقد كشف القرآن الكريم عن السبب الذي قاد إبليس إلى هذه الانتكاسة والانقلاب: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}، وكانت تلك أولى عداواته لبني آدم، فكان العقاب الإلهي الطرد من رحمته وجنته: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}.

لقد كان الكبر والحسد كفيلا بطرد إبليس من رحمة الله ليغدو بعدها رجيما لعينا إلى يوم القيامة، وما ذلك إلا بمرض استقر في قلبه لم يُبده إلا بعد أن دخل محطة الابتلاء.

وقد روى ابن كثير القصة بأسلوب ماتع فقال: "فامتثل الملائكة كلهم ذلك سوى إبليس ولم يكن منهم جنسا، كان من الجن فخانه طبعه وجبلّته أحوج ما كان إليه، فاستنكف عن السجود لآدم وخاصم ربه -عز وجل- فيه، وادعى أنه خير من آدم.. وقد أخطأ في ذلك وخالف أمر الله وكفر بذلك؛ فأبعده الله وأرغم أنفه وطرده عن باب رحمته ومحل أنسه وحضرة قدسه، وسماه "إبليس" إعلاما له بأنه قد أبلس من الرحمة! وأنزله من السماء مذموما مدحورا إلى الأرض".

يدعونا هذا الموقف إلى أن نحذر كل الحذر من علل القلوب وأمراضها الخفية وطواياها الردية، فقد يكون ظاهر العبد الصلاح والتقوى، لكنه يبدأ في التغير والتلون كالحرباء، فتبدأ علامات الاستغراب بادية على وجوه معارفه كيف ولماذا؟ وما ذلك إلا بمرض خفي في قلبه لم يعالجه، من رياء أو عجب أو حسد أو كبر أو غيرها، أو سريرة سوء، أو ذنوب خلوات لم يتب منها، فاستحكمت حتى استفحلت فطردت وأبعدت، نسأل الله العافية.


• أركان الكفر أربعة!

إن المقتدين بإبليس والمتشبعين بأمراضه في عصرنا كُثر، سيَرهم وقصصهم متشابهة، ولا تزال غرابيل التمحيص تسقطهم واحدا تلو الآخر، وليس الجولاني الغر أولهم ولن يكون آخرهم، وقد رأينا كيف ضاق الظلام في صدره فأبى إلا أن يكتسح وجهه الذي تعلوه ظلمة يراها كل مؤمن متبصّر.

وما زلنا نقرأ قصص من انتكسوا وارتدوا على أدبارهم كعابد بني إسرائيل وبلعام بن باعوراء والسامري وغيرهم، وكم من حفيد لهم في زماننا ممن انتسبوا للحق ودافعوا عنه، فما مرت سنوات بهم إلا وقد غرقوا في لجج الفتن حتى رؤوسهم، فمنهم من غرّته الوجاهة فضرب بفتاواه القديمة عرض الحائط، ومنهم من نفخ صدره حب الناس له، فخشي على نفسه من فقدان مدحهم فميّع الدين لأجلهم وما أكثرهم، ومنهم من فتنته الدنيا بملذاتها فانساق خلفها.. ومهما كانت الأسباب فإن القاسم المشترك بين هؤلاء المنتكسين المتساقطين هو كما قال ابن القيم في الفوائد: "أركان الكفر أربعة: الكبر والحسد والغضب والشهوة". وبين هذه الأربعة تربّع إبليس وزمرته.


• (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ)

كانت تلك دعوات خرجت من قلب سليم لرجل، بل نبي اتخذه الله خليلا، ووصفه بأنه أمة وحده، إنه إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-، فرغم ما حباه الله من منزلة إلا أنه لم يغتر بذلك -حاشاه-، ولم يركن لنفسه، ولا نسب ما نجح فيه من اختبارات إلى ذاته، بل على النقيض تماما كان مع نبوّته واصطفاء الله له؛ يخشى تقلُّب قلبه والوقوع في الشرك فخرجت هذه الدعوات الصادقة: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ}.
وهذا حفيده سيد ولد آدم وأحب الخلق إلى الله محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يقول: (يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك)، كيف لا وعليه أُنزل: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}، قال القرطبي: "ولولا أن ثبتناك أي على الحق وعصمناك من موافقتهم، لقد كدت تميل إليهم ركونا قليلا، قال قتادة: لما نزلت هذه الآية، قال عليه السلام: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

فإنْ كان إبراهيم الخليل هادم الأصنام يخاف على نفسه وبنيه عبادتها!، وسيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- يخاف تقلُّب قلبه، فكيف بي وبك أنت أخي المجاهد؟، ونحن نسمع الواحد منا يقول ويكرر: أنا هاجرت وعانيت وأُسرت وفعلت، وكأن ذلك مِن فعل نفسه لا من توفيق الله له وفضله عليه، فلينتبه المؤمن وليخش على نفسه من هذه الأمراض الدقيقة، التي تكون سببا في التردي وانقلاب الحال وسوء الخاتمة عياذا بالله منها.


• (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا)

وليتذكر كل واحد منا، أنه ليس بيننا وبين الله تعالى نسب!، إنما هو الإيمان والتقوى، فمهما علت عباداتك وزادت قرباتك؛ استصغِرها ولا تعجب بها، ولا تطلب عرضا زائلا مقابلها، فلرُب عُجب بالنفس أحبط أعمالها، ولرُب كلمة: "أنا خير منه" أهلكت صاحبها.

وكم من قلوب ملأها الكبر والغرور والتعالي على المسلمين؛ رأينا أصحابها قد أُوردوا المهالك ووُكلوا إلى أنفسهم فدخلوا الفتنة من أوسع أبوابها، بعد أن كانوا نبراسا للحق في الظاهر، ولكن يأبى الله إلا أن يبقي الخالص النقي ويطرح ما سواه!، ولهذا كانت أسمى أماني المؤمنين قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.

فالحذر الحذر أخي المجاهد من هذه المزالق الإبليسية فإنها بريد الانتكاس، فالأمر جد خطير، ولا يأمنن أحدكم نفسه تقلُّب القلوب، فإن الثبات عزيز والعقبة كؤود، فاستمطِروا الثبات بالدعاء واتهام النفس لا تزكيتها أو العجب بها أو الركون إليها، فمن وكله الله إلى نفسه أهلكه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أدنى، ونسألك اللهم ثباتا حتى نلقاك وأنت راض عنا، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

مقال:
احذروا المزالق الشيطانية
...المزيد

حديث شريف عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ...

حديث شريف


عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:


(تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله). [متفق عليه]

الدولة الإسلامية / قصة شهيد • حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان) كانت باكستان ...

الدولة الإسلامية / قصة شهيد


• حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان)

كانت باكستان واحدة من تلك البلدان التي وصلتها قافلة الدولة الإسلامية، والتحق بها المجاهدون هناك بعد أن تبرأوا من تنظيماتهم السابقة، وحققوا الولاء والبراء متجاوزين كل القيود القومية والعوائق الجاهلية.

كان من هؤلاء الأبطال الأخ المجاهد حافظ سعيد أحمد البلوشي، حامل القرآن الذي اشتهر بشجاعته وإتقانه قطف رؤوس المرتدين من أبناء جلدته، انتقامًا وولاءً لأبناء دينه.


• نشأته وبحثه عن الجهاد

نشأ الأخ المجاهد حافظ سعيد في كنف عائلة بلوشية محافِظة في منطقة (كالي ديبا) بمدينة (كويتا) عاصمة منطقة (بلوشستان)، حيث تكثر الميليشيات القومية والأحزاب الوطنية.

في مقتبل عمره تلقى الأخ حافظ العلوم الشرعية الأساسية في التفسير والحديث والفقه في المدارس الدينية التقليدية المنتشرة في (كويتا)، واستمر فيها حتى أكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم كاملا، فأصبح القرآن قائدا وموجّها لشخصيته، وحافَظ على فطرته يقِظةً خصبةً لقَبول الحق والدفاع عنه.

بدأ الأخ حافظ البحث عن طريق الجهاد مبكّرا في بلاده التي تحكمها الحكومة الباكستانية، وتتحكم فيها أمريكا الصليبية، وتنشط فيها الكثير من الأحزاب الجاهلية.

انتمى في بداية مشواره إلى ما يسمى "حركة طالبان باكستان" بعد أن انخدع بها كغيره من شباب المسلمين ومكث فيها أكثر من عامين، قبل أن يتضح له الحق بظهور راية الدولة الإسلامية وإنما تُعرف الأمور بأضدادها، حيث كانت معركة التمايز المنهجي قد وصلت بفضل الله ساحة باكستان وأفغانستان، بعد عقود من الاضطرابات المنهجية وسطوة الرايات العمية على تلك البلاد؛ حيث تصدّر المشهد الجهادي هناك حركات وجماعات وطنية انتهى بها المطاف بتشكيل حكومات كفرية، وأخرى تسعى لذلك بكل قوة، وبين هذه وتلك تذبذبت تنظيمات أخرى تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض.


• بيعته للدولة الإسلامية

في عام 1437هـ يسّر الله للأخ حافظ سبيل الالتحاق بالدولة الإسلامية بعد التقائه بمجموعة من إخوانه المجاهدين، في مقدمتهم الأخ مطيع الله، المعروف بالحاج خالد -تقبله الله- الذي كان أحد أمراء المجاهدين هناك، وفي تلك المرحلة بايع الأخ حافظ الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي -تقبله الله- ليصبح بذلك جنديا من جنود دولة الخلافة التي كان وصولها إلى أرض باكستان خيرا ورحمة لشباب المسلمين هناك، بعد سنوات التيه والضياع في حبائل الحركات والأحزاب الجاهلية، والارتهان للصراعات والأجندات المخابراتية التي ترسم شكل الحرب هناك، في ظل الصراعات السياسية المزمنة بين الحكومات والدول المتجاورة، التي دأبت على استغلال هذه الحركات في تصفية حساباتها وتسديد الضربات إلى خصومها.


• ورعه وحسن سيرته

شهد له إخوانه بشدة ورعه وتقواه في أقواله وأفعاله، وحرصه على اجتناب موارد الشبهات حتى لقّبه إخوانه بالتقي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

كانت الاستقامة التي تجلت في حياة هذا الشاب مثيرة للإعجاب، فرغم نشأته في بيئة حضرية تفتحت له فيها زهرة الحياة الدنيا وبهجتها، إلا أنه أشاح بوجهه عنها ولم يتلوث بملوثاتها التي يغرق فيها أبناء جيله، بل خاف وقوفه بين يدي الله تعالى غدا، ونهى النفس عن الهوى واختار ما عند الله تعالى، فما عند الله خير وأبقى.

تميز الأخ حافظ بحسن سيرته وطيب خصاله وأخلاقه بين المسلمين، ولا عجب فهذا الأصل في حامل القرآن؛ أن يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ويتخلق بخلقه ولذلك أُنزل، وهذا هو الفرق بين عصرنا والقرون المفضلة، لقد كان القرآن حاديهم في حياتهم، بينما نبذ أهل عصرنا كتاب الله وراء ظهورهم وعطلوه في حياتهم، فتردّوا في دركات الشقاء والهوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لم تكن ابتسامته الهادئة تفارق محيّاه، بشوشا في وجه إخوانه يمتثل حديث نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فكان حسن العشرة معهم، رفيقا بهم متواضعا لهم، بينما كان شديد البأس على المرتدين من بني جلدته، يُخفي خلف ابتسامته بغضا وغلظة على الكافرين، محقِّقا بذلك أصل الأصول -الولاء والبراء- الذي يتعرض لعمليات تمييع ممنهج من قبل الحركات والأحزاب المرتدة ليس في باكستان وحسب، بل في سائر بلدان المسلمين.


• قائد عسكري في (كويتا)

وإلى جانب تفانيه في نصرة الإسلام، حظي الأخ حافظ بصفات وخصال قيادية أهّلته لتولي زمام بعض المهام الجهادية في باكستان، وتحديدا في مسقط رأسه (كويتا) التي ترعرع فيها وخبر دروبها.

لقد أجاد الأخ حافظ قيادة العمليات العسكرية، فكان يُحسن تخطيطها والإعداد لها، ويشرح بدقة أدوار المشاركين فيها، وكانت هذه إحدى مهاراته الميدانية التي أتقنها وبرع فيها.

وبالإضافة إلى مهاراته السابقة، تمتع الأخ حافظ بشجاعة وجرأة كبيرة في الميدان، دفعت الشيخ مفتي هداية الله -تقبله الله- إلى تعيينه قائدا عسكريا للمجاهدين في (كويتا).

• اغتالَ الهدف وجهّزَ الاستشهادي

لقد شارك الأخ حافظ بنفسه في معظم العمليات في مدينة (كويتا) بنشاط كبير وهمة عالية، يبتغي القتل والأجر مظانه. حيث قاد وخطّط العديد من العمليات النوعية خلال فترة مسؤوليته، كان أقواها العملية الدامية التي استهدفت تجمُّعا لكبار المحامين أواخر عام 1437هـ.

حيث نجح -مع أحد إخوانه- في اغتيال "رئيس نقابة المحامين" المرتد "بلال أنور قاسي" أحد أشهر طواغيت القانون الكفري في (بلوشستان) بعشر رصاصات على طريق (مانو جان) في (كويتا).

وبعد تجمُّع حشد كبير من "المحامين والقانونيين" لتشييع جثة كبيرهم الذي علّمهم الكفر، كان الأخ حافظ قد جهّز الاستشهادي محمد علي -تقبله الله- بسترة ناسفة، فجّرها بين جموع دعاة الديمقراطية، مخلّفا في صفوفهم نحو 100 قتيل وعشرات المصابين، مُحدثا صدمة كبيرة في أوساط الحكومة الباكستانية المرتدة التي كانت تنفي وجود الدولة الإسلامية داخل باكستان.

لقد قضت هذه العملية -بفضل الله تعالى- على جيل كامل من كبار المحامين أرباب القانون الكفري وعباد الديمقراطية، كان بينهم مرشحون لمنصب "المدعي العام" والعديد من المناصب الأخرى في "وزارة الظلم" الباكستانية.


• اغتال 3 جنود وأسر ضابطا

كما برع الأخ حافظ في عمليات الاغتيال السريع والانسحاب والتواري عن الأنظار، فاغتال بنفسه العديد من جنود وجواسيس القوات الباكستانية بعمليات خاطفة جريئة ومن هذه العمليات: استهداف دورية لقوات "حرس الحدود" على إحدى الطرق السريعة في (كويتا)، فقتل منهم ثلاثة جنود دفعة واحدة وانسحب مسرعا قافلا إلى إخوانه.

وفي عملية جريئة أخرى، تمكن الأخ حافظ رفقة مجاهد آخر، من أسر أحد ضباط الجيش الباكستاني بمدينة (كويتا)، واقتياده إلى أحد مواقع المجاهدين، والتحقيق معه قبل قتله.


• اغتيالان في نصف ساعة!

ومن تلك العمليات التي اشتهرت بين المجاهدين لجرأتها الكبيرة، نجاح الأخ حافظ في اغتيال جاسوس وشرطي في عمليتين منفصلتين خلال نصف ساعة في نفس اليوم، قبل أن يعود سالما إلى قواعده، بفضل الله تعالى.

وفي هذه رسالة لكل المجاهدين في كل مكان، أن المجاهد يستطيع -بفضل الله- أن يحرز الكثير من الأهداف الميدانية ولو كان منفردا؛ إذا ما جمع بين حسن التوكل على الله تعالى، وحسن التخطيط والجرأة والإتقان، خصوصا إتقان فنون الرماية والإجهاز على العدو وعدم مفارقته إلا جثة هامدة تشخب دما.


• غيور ينتقم لإخوانه

ومما تميز به حامل القرآن حافظ، الغيرة على إخوانه المجاهدين والحرص الشديد على الانتقام لهم من كل مرتد تورط أو تسبب بأذيتهم؛ ومن أبرز العمليات المتصلة بذلك، مطاردته بنفسه الضابط السري في المخابرات الباكستانية المرتد "أمين بورو" الذي كان دوما في طليعة عمليات المداهمة واقتحام بيوت المسلمين، حيث استطاع حافظ الوصول إليه بعد عملية رصد ومطاردة طويلة انتهت بطلقات فالقة من مسدسه، أردته قتيلا.

في عام 1438هـ نصب جاسوس صاحب متجر بمنطقة (فندق بورما)، كمينا لأحد المجاهدين حيث أبلغ عنه للقوات الباكستانية التي كانت تنتظره داخل المتجر بزي مدني وأسرته، وعندما وصل الخبر إلى الأخ حافظ ذهب إلى هذا الجاسوس وقتله داخل متجره في وضح النهار.

بعد هذه العملية العلنية قدّر الله تعالى وصول القوات الباكستانية إلى الأخ حافظ وأسره بوشاية من أحد الجواسيس في المنطقة، لكن الأخ حافظ لم يكن ليرضخ للطاغوت أو يستسلم، بل حافظ على صبره ورباطة جأشه حتى في أحلك الظروف، وظل رمزًا للتحدي والاستعلاء بعقيدته داخل السجن، واستمر يصدح بدعوة التوحيد ويدافع عن منهاج النبوة في وجه سجّانيه.

وبهدف التخلُّص منه، اصطنعت القوات الباكستانية "مواجهة وهمية" بمنطقة (كاناك) في (ماستونغ)، أعدمت خلالها الأخ حافظ مع ثلاثة آخرين من الأسرى المجاهدين -تقبلهم الله جميعا-.

وهي حيلة دأبت الحكومة الباكستانية المرتدة على اتّباعها في حالات كثيرة، تتمثل في أسر المجاهدين سرا دون إعلان ذلك رسميا، ثم تدبير عمليات إعدامهم في "مشاهد تمثيلية" وادّعاء حدوث مواجهات مع المجاهدين داخل الأسر أو أثناء نقلهم.


• نموذج لشباب بلوشستان

انتهت قصة الأخ حافظ الشاب البلوشي الأبي الذي ترك النعيم ورونقه، وفاصل الباطل وفارق حزبه، وقاتل الطاغوت وأدمى جنده، ثم رحل أسيرا صابرا مضرّجا بدمائه ثابتا على توحيده، مقدِّما نموذجا مشرّفا لأبناء الإسلام في (بلوشستان)، بعد أن داس القومية والوطنية، وقدّم عليها الولاء لله ورسوله والمؤمنين، وما زالت الفرصة سانحة لغيره من شباب الإسلام أن يحذوا حذوه، فنعم حامل القرآن هو قولا وعملا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

قصة شهيد:
حافظ سعيد أحمد (تقبله الله)
(مجاهد من بلوشستان)
...المزيد

الدولة الإسلامية / قصة شهيد • حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان) كانت باكستان ...

الدولة الإسلامية / قصة شهيد


• حافظ سعيد أحمد (تقبله الله) (مجاهد من بلوشستان)

كانت باكستان واحدة من تلك البلدان التي وصلتها قافلة الدولة الإسلامية، والتحق بها المجاهدون هناك بعد أن تبرأوا من تنظيماتهم السابقة، وحققوا الولاء والبراء متجاوزين كل القيود القومية والعوائق الجاهلية.

كان من هؤلاء الأبطال الأخ المجاهد حافظ سعيد أحمد البلوشي، حامل القرآن الذي اشتهر بشجاعته وإتقانه قطف رؤوس المرتدين من أبناء جلدته، انتقامًا وولاءً لأبناء دينه.


• نشأته وبحثه عن الجهاد

نشأ الأخ المجاهد حافظ سعيد في كنف عائلة بلوشية محافِظة في منطقة (كالي ديبا) بمدينة (كويتا) عاصمة منطقة (بلوشستان)، حيث تكثر الميليشيات القومية والأحزاب الوطنية.

في مقتبل عمره تلقى الأخ حافظ العلوم الشرعية الأساسية في التفسير والحديث والفقه في المدارس الدينية التقليدية المنتشرة في (كويتا)، واستمر فيها حتى أكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم كاملا، فأصبح القرآن قائدا وموجّها لشخصيته، وحافَظ على فطرته يقِظةً خصبةً لقَبول الحق والدفاع عنه.

بدأ الأخ حافظ البحث عن طريق الجهاد مبكّرا في بلاده التي تحكمها الحكومة الباكستانية، وتتحكم فيها أمريكا الصليبية، وتنشط فيها الكثير من الأحزاب الجاهلية.

انتمى في بداية مشواره إلى ما يسمى "حركة طالبان باكستان" بعد أن انخدع بها كغيره من شباب المسلمين ومكث فيها أكثر من عامين، قبل أن يتضح له الحق بظهور راية الدولة الإسلامية وإنما تُعرف الأمور بأضدادها، حيث كانت معركة التمايز المنهجي قد وصلت بفضل الله ساحة باكستان وأفغانستان، بعد عقود من الاضطرابات المنهجية وسطوة الرايات العمية على تلك البلاد؛ حيث تصدّر المشهد الجهادي هناك حركات وجماعات وطنية انتهى بها المطاف بتشكيل حكومات كفرية، وأخرى تسعى لذلك بكل قوة، وبين هذه وتلك تذبذبت تنظيمات أخرى تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض.


• بيعته للدولة الإسلامية

في عام 1437هـ يسّر الله للأخ حافظ سبيل الالتحاق بالدولة الإسلامية بعد التقائه بمجموعة من إخوانه المجاهدين، في مقدمتهم الأخ مطيع الله، المعروف بالحاج خالد -تقبله الله- الذي كان أحد أمراء المجاهدين هناك، وفي تلك المرحلة بايع الأخ حافظ الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي -تقبله الله- ليصبح بذلك جنديا من جنود دولة الخلافة التي كان وصولها إلى أرض باكستان خيرا ورحمة لشباب المسلمين هناك، بعد سنوات التيه والضياع في حبائل الحركات والأحزاب الجاهلية، والارتهان للصراعات والأجندات المخابراتية التي ترسم شكل الحرب هناك، في ظل الصراعات السياسية المزمنة بين الحكومات والدول المتجاورة، التي دأبت على استغلال هذه الحركات في تصفية حساباتها وتسديد الضربات إلى خصومها.


• ورعه وحسن سيرته

شهد له إخوانه بشدة ورعه وتقواه في أقواله وأفعاله، وحرصه على اجتناب موارد الشبهات حتى لقّبه إخوانه بالتقي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

كانت الاستقامة التي تجلت في حياة هذا الشاب مثيرة للإعجاب، فرغم نشأته في بيئة حضرية تفتحت له فيها زهرة الحياة الدنيا وبهجتها، إلا أنه أشاح بوجهه عنها ولم يتلوث بملوثاتها التي يغرق فيها أبناء جيله، بل خاف وقوفه بين يدي الله تعالى غدا، ونهى النفس عن الهوى واختار ما عند الله تعالى، فما عند الله خير وأبقى.

تميز الأخ حافظ بحسن سيرته وطيب خصاله وأخلاقه بين المسلمين، ولا عجب فهذا الأصل في حامل القرآن؛ أن يأتمر بأمره وينتهي بنهيه ويتخلق بخلقه ولذلك أُنزل، وهذا هو الفرق بين عصرنا والقرون المفضلة، لقد كان القرآن حاديهم في حياتهم، بينما نبذ أهل عصرنا كتاب الله وراء ظهورهم وعطلوه في حياتهم، فتردّوا في دركات الشقاء والهوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لم تكن ابتسامته الهادئة تفارق محيّاه، بشوشا في وجه إخوانه يمتثل حديث نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فكان حسن العشرة معهم، رفيقا بهم متواضعا لهم، بينما كان شديد البأس على المرتدين من بني جلدته، يُخفي خلف ابتسامته بغضا وغلظة على الكافرين، محقِّقا بذلك أصل الأصول -الولاء والبراء- الذي يتعرض لعمليات تمييع ممنهج من قبل الحركات والأحزاب المرتدة ليس في باكستان وحسب، بل في سائر بلدان المسلمين.


• قائد عسكري في (كويتا)

وإلى جانب تفانيه في نصرة الإسلام، حظي الأخ حافظ بصفات وخصال قيادية أهّلته لتولي زمام بعض المهام الجهادية في باكستان، وتحديدا في مسقط رأسه (كويتا) التي ترعرع فيها وخبر دروبها.

لقد أجاد الأخ حافظ قيادة العمليات العسكرية، فكان يُحسن تخطيطها والإعداد لها، ويشرح بدقة أدوار المشاركين فيها، وكانت هذه إحدى مهاراته الميدانية التي أتقنها وبرع فيها.

وبالإضافة إلى مهاراته السابقة، تمتع الأخ حافظ بشجاعة وجرأة كبيرة في الميدان، دفعت الشيخ مفتي هداية الله -تقبله الله- إلى تعيينه قائدا عسكريا للمجاهدين في (كويتا).

• اغتالَ الهدف وجهّزَ الاستشهادي

لقد شارك الأخ حافظ بنفسه في معظم العمليات في مدينة (كويتا) بنشاط كبير وهمة عالية، يبتغي القتل والأجر مظانه. حيث قاد وخطّط العديد من العمليات النوعية خلال فترة مسؤوليته، كان أقواها العملية الدامية التي استهدفت تجمُّعا لكبار المحامين أواخر عام 1437هـ.

حيث نجح -مع أحد إخوانه- في اغتيال "رئيس نقابة المحامين" المرتد "بلال أنور قاسي" أحد أشهر طواغيت القانون الكفري في (بلوشستان) بعشر رصاصات على طريق (مانو جان) في (كويتا).

وبعد تجمُّع حشد كبير من "المحامين والقانونيين" لتشييع جثة كبيرهم الذي علّمهم الكفر، كان الأخ حافظ قد جهّز الاستشهادي محمد علي -تقبله الله- بسترة ناسفة، فجّرها بين جموع دعاة الديمقراطية، مخلّفا في صفوفهم نحو 100 قتيل وعشرات المصابين، مُحدثا صدمة كبيرة في أوساط الحكومة الباكستانية المرتدة التي كانت تنفي وجود الدولة الإسلامية داخل باكستان.

لقد قضت هذه العملية -بفضل الله تعالى- على جيل كامل من كبار المحامين أرباب القانون الكفري وعباد الديمقراطية، كان بينهم مرشحون لمنصب "المدعي العام" والعديد من المناصب الأخرى في "وزارة الظلم" الباكستانية.


• اغتال 3 جنود وأسر ضابطا

كما برع الأخ حافظ في عمليات الاغتيال السريع والانسحاب والتواري عن الأنظار، فاغتال بنفسه العديد من جنود وجواسيس القوات الباكستانية بعمليات خاطفة جريئة ومن هذه العمليات: استهداف دورية لقوات "حرس الحدود" على إحدى الطرق السريعة في (كويتا)، فقتل منهم ثلاثة جنود دفعة واحدة وانسحب مسرعا قافلا إلى إخوانه.

وفي عملية جريئة أخرى، تمكن الأخ حافظ رفقة مجاهد آخر، من أسر أحد ضباط الجيش الباكستاني بمدينة (كويتا)، واقتياده إلى أحد مواقع المجاهدين، والتحقيق معه قبل قتله.


• اغتيالان في نصف ساعة!

ومن تلك العمليات التي اشتهرت بين المجاهدين لجرأتها الكبيرة، نجاح الأخ حافظ في اغتيال جاسوس وشرطي في عمليتين منفصلتين خلال نصف ساعة في نفس اليوم، قبل أن يعود سالما إلى قواعده، بفضل الله تعالى.

وفي هذه رسالة لكل المجاهدين في كل مكان، أن المجاهد يستطيع -بفضل الله- أن يحرز الكثير من الأهداف الميدانية ولو كان منفردا؛ إذا ما جمع بين حسن التوكل على الله تعالى، وحسن التخطيط والجرأة والإتقان، خصوصا إتقان فنون الرماية والإجهاز على العدو وعدم مفارقته إلا جثة هامدة تشخب دما.


• غيور ينتقم لإخوانه

ومما تميز به حامل القرآن حافظ، الغيرة على إخوانه المجاهدين والحرص الشديد على الانتقام لهم من كل مرتد تورط أو تسبب بأذيتهم؛ ومن أبرز العمليات المتصلة بذلك، مطاردته بنفسه الضابط السري في المخابرات الباكستانية المرتد "أمين بورو" الذي كان دوما في طليعة عمليات المداهمة واقتحام بيوت المسلمين، حيث استطاع حافظ الوصول إليه بعد عملية رصد ومطاردة طويلة انتهت بطلقات فالقة من مسدسه، أردته قتيلا.

في عام 1438هـ نصب جاسوس صاحب متجر بمنطقة (فندق بورما)، كمينا لأحد المجاهدين حيث أبلغ عنه للقوات الباكستانية التي كانت تنتظره داخل المتجر بزي مدني وأسرته، وعندما وصل الخبر إلى الأخ حافظ ذهب إلى هذا الجاسوس وقتله داخل متجره في وضح النهار.

بعد هذه العملية العلنية قدّر الله تعالى وصول القوات الباكستانية إلى الأخ حافظ وأسره بوشاية من أحد الجواسيس في المنطقة، لكن الأخ حافظ لم يكن ليرضخ للطاغوت أو يستسلم، بل حافظ على صبره ورباطة جأشه حتى في أحلك الظروف، وظل رمزًا للتحدي والاستعلاء بعقيدته داخل السجن، واستمر يصدح بدعوة التوحيد ويدافع عن منهاج النبوة في وجه سجّانيه.

وبهدف التخلُّص منه، اصطنعت القوات الباكستانية "مواجهة وهمية" بمنطقة (كاناك) في (ماستونغ)، أعدمت خلالها الأخ حافظ مع ثلاثة آخرين من الأسرى المجاهدين -تقبلهم الله جميعا-.

وهي حيلة دأبت الحكومة الباكستانية المرتدة على اتّباعها في حالات كثيرة، تتمثل في أسر المجاهدين سرا دون إعلان ذلك رسميا، ثم تدبير عمليات إعدامهم في "مشاهد تمثيلية" وادّعاء حدوث مواجهات مع المجاهدين داخل الأسر أو أثناء نقلهم.


• نموذج لشباب بلوشستان

انتهت قصة الأخ حافظ الشاب البلوشي الأبي الذي ترك النعيم ورونقه، وفاصل الباطل وفارق حزبه، وقاتل الطاغوت وأدمى جنده، ثم رحل أسيرا صابرا مضرّجا بدمائه ثابتا على توحيده، مقدِّما نموذجا مشرّفا لأبناء الإسلام في (بلوشستان)، بعد أن داس القومية والوطنية، وقدّم عليها الولاء لله ورسوله والمؤمنين، وما زالت الفرصة سانحة لغيره من شباب الإسلام أن يحذوا حذوه، فنعم حامل القرآن هو قولا وعملا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 526
السنة السابعة عشرة - الخميس 27 جمادى الآخرة 1447 هـ

قصة شهيد:
حافظ سعيد أحمد (تقبله الله)
(مجاهد من بلوشستان)
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
7 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً