✍قال الغَزاليُّ: ((جاءَ رَجُلٌ إلى عَبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ فشَكا إليه بَعضَ ولدِه، فقال: هَل ...

✍قال الغَزاليُّ:
((جاءَ رَجُلٌ إلى عَبدِ اللهِ بنِ المُبارَكِ فشَكا إليه بَعضَ ولدِه، فقال: هَل دَعَوتَ عليه؟ قال: نَعَم، قال: أنتَ أفسَدتَه))
((إحياء علوم الدين))(2/217)

🔗 اضغط هنا للمتابعة:👇 https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25 ...المزيد

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } كثيرة هي الأساطير والخرافات ...

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }


كثيرة هي الأساطير والخرافات المتداولة في أوساط الأحزاب المنتسبة للإسلام زوراً، والتي يتلقفها الأفراد مِن أفواه مَن يتبعونهم على ضلال دون تحقيق أو قياس إلى الواقع، بعضها يكون منشؤه دعائيا ثم يتحول إلى منهج عمل، وبعضها لا يقصد منه إلا خداع السذج والأغرار من الأتباع ليستمروا في السير على الطريق المرسوم لهم.

ومن الكلام الدارج كثيراً على ألسنة قادة تلك الأحزاب المرتدة، والذي جعلوه قاعدة ثابتة وأصلاً راسخاً، قولهم إن الناس في بلدان المسلمين إذا رُفعت عنهم قبضة الصليبيين والطواغيت فإنهم سيختارون -بدون شك- أن يُحكموا بشريعة الإسلام، ولذلك فإن تلك الأحزاب تزعم أن عملها يقتصر على فتح المجال أمام الناس ليختاروا هم إقامة الدين بحرية، وأنهم بذلك يحترمون إرادة الناس.

ومثل هذا الكلام ينطوي على أمور عديدة، منها ما هو أخبار لا تثبت أمام امتحان الشرع والعقل والواقع، ومنها ما هو وعود وعهود أثبت الواقع كذبها وغدْر مَن يُطلقها، ومنها ما هو إعلان مراوغ للرضا بالكفر يخفيه مطلقوه تحت ستار من الوجوه المحتملة.

ويكفي لتكذيب هذا الكلام ما رأيناه ونراه واقعا في بعض البلدان التي يختار فيها الناس مَن يريدون مِن الحكام وما يحكمون به، فإنهم لم يختاروا كلهم مَن يزعمون أنهم يدافعون عن الإسلام، ويسعون لإعادته حاكما للناس، بل اختاروا بدلاً عنهم مَن يصرّحون علناً بمعاداة الإسلام والحرص على العلمانية! وحسبنا أن نعلم أن عدد الكفار والمرتدين الذين اختاروا الطاغوت "محمد مرسي" لحكم مصر مساو -تقريباً- لعدد مَن انتخبوا خصمه الطاغوت "أحمد شفيق"! ولا شك أن "شفيق" كان معروفا لأهل مصر بكفره وعدائه للدين لكونه مِن رجال الطاغوت الأسبق "مبارك"، وكذلك الأمر في تركيا إذ أن الكفار والمرتدين المنتخبين للطاغوت "أردوغان" هم أقلية إذا ما قورنوا بمجموع الكفار والمرتدين الذين انتخبوا كل خصومه في الانتخابات.

فإن كان مقياس الانتخابات الشركية التي يسعى إليها مرتدو الأحزاب الكافرة مقبولاً لديهم، فهو قد أثبت مراراً أن الأمر ليس كما يزعمون، وأن الناس إن تُركوا لحريتهم فسيختار كل منهم مَن يوافق هواه، أو يحسب أنه سيقدم له نفعاً أو يدرأ عنه ضرراً، أو مَن هو أقدر على خداعهم وتضليلهم بالوعود والشعارات، ولن يختار مَن يزعمون رغبتهم بتحكيم الشريعة إلا أقلية!، خاصة إن خاف الناس أن تؤدي إقامة الدين إلى إغضاب الكفار وأن تتأثر بذلك معاشاتهم واقتصادات بلدانهم.

ويندرج تحت هذه القضية سؤال مهم يتهرب مرتدو الديموقراطية من الإجابة عنه، وهو إن كانوا يعذرون متخذي الطواغيت الحاكمين آلهة لهم بأنهم متأولون بفعلهم، لكونهم يختارون إقامة الإسلام من خلال انتخاب أولئك الطواغيت، فلا يكفرونهم، فبأي عذر يعذرون مَن ينتخبون الطواغيت الذين يصرّحون علناً بعدائهم للإسلام وعزمهم على تغيير شرائعه وتبديل أحكامه؟! ولعل معرفتنا أنه في حالة مَن انتخبوا الطاغوت "أحمد شفيق" في مصر كانوا قرابة 12 مليوناً من الناس يوضح حجم المشكلة على حقيقتها.

ومن جانب آخر نرى أن تلك الأحزاب المرتدة تكذّب بنفسها مزاعمها السابقة بثقتها في رغبة أكثر الناس في بلدان المسلمين بتحكيم الشريعة، بمجرّد أن يمكنها الله تعالى في أي بقعة من الأرض، حيث تمتنع عن إقامة الدين معلنة أن الناس غير مهيئين بعد لأن يحكموا بالشريعة، وأنهم سيفرغون جهودهم لدعوة الناس وتعريفهم من جديد بدين الإسلام حتى يصبحوا مهيئين لأن يحكموا بدين الإسلام.

والحق الذي هدى الله تعالى قادة الدولة الإسلامية إليه هو التفصيل الذي يتيح تكوين تصور واقعي لحال الناس والحكم عليه ومعاملتهم وفق ذلك، فليس كل الناس الذين يعيشون في بلدان المسلمين هم من الذين سينصرون الدعوة لإقامة الدين وتحكيم شريعة الله على كل حال ومهما كانت التوقعات لتعرضهم لضرر في معاشهم جراء ذلك، ولا أغلبهم، وكذلك فليس كلهم سيُظهرون المعاداة لهذا الأمر ويناصبونه العداء ويمنعونه بكل ما استطاعوا.

بل الناس منقسمون إلى ثلاث طوائف، مؤمن بالله تعالى يحبّ دينه ويحرص على إقامته ويدافع عنه، فهذا يُحكم بإسلامه ويعامل معاملة المسلمين في كل شيء، وقسم ثانٍ كافر معاند محارب لدين الله تعالى، يُظهر العداء له والحرب عليه، أو يظاهر أولياءه الكافرين على المسلمين لمنع إقامة الدين وتثبيت حكم الجاهلية، فهذا يُحكم بكفره ويقاتل عليه، وقسم ثالث لا يحبّ الدين وأهله أو يحبّ الشرك وأهله، أو يحبّ ما ينفعه في دنياه ويكره ما يضرّه فيها ولو كان دين الله سبحانه!، ولكنه مع ذلك لا يظهر شيئا من ذلك بل يعيش بين المسلمين ويظهر أنه واحد منهم ولا يظهر الموالاة للكفار والمرتدين عليهم، فهذا منافق يُعامل معاملة المسلمين ما بقي على حاله، فهو مسلم في الظاهر كافر مرتد في الباطن حسابه على الله العظيم، فإن أظهر الكفر بأي صورة كانت، ألُحق بالطائفة السابقة وعومل معاملة المرتدين ولو كان يزعم الإسلام.

فمن المهم على العاملين لإقامة الدين أن ينتبهوا لهذا الأمر قبل تمكنهم في الأرض، وأن يفرقوا بين الناس، فينصروا المؤمنين ويستنصروهم لإقامة الدين، ويحذروا من المنافقين ويتعرفوا عليهم بسيماهم، ويحاربوا الكفار والمرتدين ويغلظوا عليهم، والحذر كل الحذر أن يخلطوا بين هذه الطوائف في المعاملة، فيعاملوا المؤمن معاملة الكافر، أو يعاملوا المنافق معاملة المؤمن، فهو ظلم عظيم، وهو من أبواب الهزيمة والخسارة في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 274
الخميس 6 رجب 1442 هـ
...المزيد

صراخ الرافضة على قدر آلامهم إن من يتابع أخبار الروافض في العراق ويشاهد الحالة الجنائزية التي ...

صراخ الرافضة على قدر آلامهم


إن من يتابع أخبار الروافض في العراق ويشاهد الحالة الجنائزية التي تطغى عليهم عند كل ضربة يتلقونها من جنود الدولة الإسلامية، والحالة الاحتفالية التي يشيعونها عند تحقيق أي نصر مزعوم مهما كان صغيرا، سيدرك جيداً مدى الضعف الذي يشعرون به والخوف الذي ينتابهم، فهم يخشون من كل ضربة للمجاهدين أن تقصم ظهورهم، فيحاولون إظهار القوة والسيطرة لتغطية ما هم عليه في حقيقة الأمر من ذلة وانكسار.

ففي كل مرة تنجح مفرزة من مفارز المجاهدين المنتشرة في العراق بتوجيه ضربة إلى قواتهم، نتفاجأ بقوة صراخهم وشدة عويلهم المبالغ فيه، لأن الضعف الذي هم فيه يجعلهم يشعرون بالألم أضعافاً مضاعفة عما قد يشعر به غيرهم من الكفار والمرتدين المحاربين للدولة الإسلامية والذين نالهم من البطش أكثر مما نال الروافض أحيانا.

وفي كل فترة يطالعوننا بأخبار مزعومة عن تمكنهم من قتل أعداد كبيرة من المجاهدين أو إحباط مخططات كبيرة لهم أو استهداف قياداتهم وأمرائهم، ونتفاجأ أيضا بحجم الاحتفالات التي يقيمونها لتلك المزاعم، وذلك لأنهم يحاولون التغطية على الهزيمة النفسية التي يشعرون بها ويخشون أن تؤول قريبا إلى هزيمة عسكرية في الميدان بأخبار انتصارات وفتوحات وتمكين، وهكذا الضعيف المهزوم يفرح لأي خبر انتصار مهما صغر، وينفخ فيه حتى يصبح بحجم هزيمته وانكسار نفسه، علّه يغطي عليهما ويحجبهما عن أعين الآخرين.

وليس بخاف اليوم على أحد أن أسباب ضعف الروافض في العراق كثيرة خطيرة، وليست حربهم المنهكة ضد جنود الخلافة الوحيدة فيها، وإن كانت من أكثر عوامل الكشف عن ذلك الضعف، ومما يقوي أثر بقية الأسباب المضعفة للحكومة الرافضية وميليشياتها.

فالحكومة الرافضية تدرك واقع جيشها المتهالك، الذي سُحق تماماً في الحرب ضد الدولة الإسلامية طوال السنوات الماضية، وصار أشبه بالميليشيات ضعيفة الأداء قليلة التسليح منه إلى الجيوش النظامية القوية، وتدرك أيضا أنه أصبح كالمريض المنهك الذي تؤدي كل حركة منه إلى زيادة إنهاكه وتعزيز ضعفه، وفي الوقت نفسه لا أمل في تجديد هذا الجيش وتعزيز قوته، في ظل حالة الإفلاس التي قد تدفع الحكومة الرافضية حتى إلى قطع أو تخفيض رواتب الجنود، ما سيشكل كارثة حقيقية على هذا الجيش المرتد وقيادته، بإذن الله تعالى.

كما أنها تدرك جيداً الحالة الاقتصادية والمالية السيئة لها، في ظل الديون التي تراكمت عليها خلال الحرب مع الدولة الإسلامية، والتي عجزت عن سداد أي جزء منها، بل زادت عليها أضعافا كثيرة، لتغطية نفقات هذه الحرب، ولضمان استمرارية عمل الحكومة ولو بشكل صوري، خاصة في ظل تراجع مواردها النفطية، وزيادة ضغوط الميليشيات عليها لتحصيل مكاسب أكبر للأحزاب، ولتأمين المزيد من الوظائف والخدمات للسكان الذين يعيشون تحت حكمها، فلذلك كله فإنهم يخشون كثيرا من عجزهم في الفترة القادمة عن تمويل الحرب على الدولة الإسلامية، أو أن يفتح الله تعالى على جنود الخلافة من جديد فلا يجدوا شيئا يستعينون به على حربها مرة أخرى.

كما أن الحالة السياسية لرافضة العراق اليوم ليست في أفضل حالاتها، فالصراع بين الأحزاب والميليشيات في تصاعد خطير، ويكاد يقترب من عتبة الصدام والتطاحن وينفلت من يد أجهزة استخبارات إيران وحرسها الثوري، وكذلك فإن حمّى المظاهرات والاحتجاجات لم ترفع منذ عام تقريبا، ضاغطة بشكل دائم على أعصاب الحكومة الرافضية وأحزابها، مهددة بحريق خطير في مناطق الوسط والجنوب، لن يكون من السهل عليهم إخماده، وفوق ذلك كله فموعد الانتخابات التي تتجه إليها أنظار المتصارعين يقترب أكثر، مقرَّبا مواعيد صدامات مؤجلة فيما بينهم، بإذن الله رب العالمين.

وهذه الأمور وغيرها مما تدركه الحكومة الرافضية في العراق وميليشياتها أكثر من غيرهم، تكشف لهم ضعف قوتهم وقلة حيلتهم، بخلاف ما يظهرونه للناس من قوة وتمكين، ولذلك فإنهم يشعرون بألم كل ضربة يتلقونها من المجاهدين شديدا عليهم، فهم يتألمون لضعفهم أكثر مما تؤلمهم الضربات، ويتألمون لعجزهم عن التوقّي من الهجمات أكثر من تألمهم من تلك الهجمات، نسأل الله أن يزيدهم على ضعفهم ضعفا، وعلى مصائبهم مصائبا، وأن يقوينا عليهم ويمكننا منهم، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 275
الخميس 13 رجب 1442 هـ
...المزيد

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٧/١٢🌃 {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٧/١٢🌃
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم﴾
🔻 🔻 🔻
كل مؤمن وكل تقي وكل ولي تجب ولايته ، فمن علامات الإيمان محبة المؤمنين والمصلحين والمرشدين والوعاظ وأهل العلم وأهل الخير عموماً وأفضلهم في ذلك وأعظمهم الصحابة لما كانت لهم مزية الصحبة.
🔻 🔻 🔻
فمن أبغض الصحابة أو سبهم أو تنقصهم فقد كذَّب الله ورسوله ، فكيف يترضى عنهم الرب ويسبهم العبد ؟ ثم إن سبهم أيضاً سب للدين الذي حملوه ، فهم الذين حملوا إلينا الشريعة والقرآن والسنة ، فكيف يوثق في دين ينقله كفار أو فساق ، فمن سب الصحابة كلهم أو كفرهم أو فسقهم فهو مرتد مكذب لله ولرسوله.
https://t.me/azzadden
...المزيد

ثم زخرف20 وسيبر هيرو كان معه واستغربوا من مدينة غراهام الميتال والمعدن وكان عيشهم عل ماء او ...

ثم زخرف20 وسيبر هيرو كان معه
واستغربوا من مدينة غراهام الميتال والمعدن
وكان عيشهم عل ماء او ارض

نبي قال اني اراكم بخير منتدى ازرق منتدى فيولي ربما فرامة تحدثو بعضكم16

نبي قال اني اراكم بخير منتدى ازرق منتدى فيولي
ربما فرامة تحدثو بعضكم16

ولما كان عرض نت انلاين مفضلة اومن تصبح موسوعة عربية gdevolp سعودية

ولما كان عرض نت انلاين مفضلة اومن
تصبح موسوعة عربية

gdevolp سعودية

مِن بغداد إلى إفريقية! "قسما قسما، لنهدمنّ الساتر ولنردمنّ الخندق ولنُزيلنّ الأسلاك ولتُمسحنّ ...

مِن بغداد إلى إفريقية!


"قسما قسما، لنهدمنّ الساتر ولنردمنّ الخندق ولنُزيلنّ الأسلاك ولتُمسحنّ الحدود من الخارطة ولتُزالنّ من القلوب، ولتضربنّ المفخخات الروافض من ديالى إلى بيروت"؛ تلك كانت كلمات الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني تقبله الله، قبل نحو سبع سنوات من الآن يوم أن تمددت الدولة الإسلامية انطلاقا من العراق نحو الشام واجتمعت يومها شياطين الإنس والجن لوقف هذا التمدد المبارك.

وبينما كانت الدولة الإسلامية -قادتها وجنودها- على يقين بوعد الله تعالى؛ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في تلك الفترة يتخيلون أن يصل هذا التمدد أبعد مِن حدود الشام القريبة، فضلا عن أن يتجاوز حدود المنطقة العربية بل والقارة بأسرها، ولم يكن هؤلاء جميعا يتوقعون أن تضرب المفخخات اليوم من بغداد إلى إفريقية! وليس الروافض فحسب بل سائر الكفرة والمشركين.

لقد أدخلت الدولة الإسلامية دويلات غرب ووسط إفريقية في أتون لهيب الحرب الذي انقدحت شرارته من العراق، وأصبح جنود الخلافة يصولون ويجولون في نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي...، كما لو كانوا في ديالى وكركوك وصلاح الدين.

فلا يكاد يتوقف إعلام الدولة الإسلامية عن نشر تقارير وصور الهجمات الواسعة والانتصارات الكبيرة التي يحققها المجاهدون بفضل الله تعالى في مناطق نيجيريا والنيجر وتشاد ومالي والكونغو وموزمبيق وغيرها، وهم يقتحمون البلدات والمعسكرات، ويحرقون المقرات والثكنات، ويديرون رحى المعمعات ويشعلون ضرام الغارات على المشركين كافة من الجيوش والشرط والقوات الكافرة والمرتدة والميليشيات الموالية لهم.

كما لم ينسَ جنود الدولة الإسلامية -وكيف ينسون؟- ثأر المسلمين المستضعفين من نصارى إفريقية الكافرين والذين يذوقون اليوم بأس المجاهدين بعد أن صارت قراهم وتجمعاتهم وكنائسهم في نيجيريا والكونغو وغيرها هدفا دائما لصولاتهم، وهم عازمون بإذن الله تعالى على أن يواصلوا حربهم ضد النصارى ويزيدوها ضراما، فلم يذق النصارى في إفريقية إلا بعض الثأر ولم يزل للثأر بقايا! ولم يدفعوا سوى جزءا من فاتورة حساب طويل ثقيل ينتظرهم لما اقترفوه بحق إخواننا المسلمين هناك.

نعم، لقد أثلجت الهجمات المستمرة في غرب ووسط إفريقية صدور الموحدين وأغاظت وأرعبت قلوب المرتدين والصليبيين، وأصبحت القارة السمراء في دائرة الاهتمام العالمي وصارت أخبار موزمبيق -مثلا- تطغى على أخبار أمريكا الصليبية!

وفي غمرة الأحداث وتسارعها جدّد المجاهدون ضرب الرافضة في بغداد بتفجير جديد جاء برغم العمليات الأمنية المستمرة لتأمين مدن ومناطق حزام بغداد، وخصوصا بعد التفجير السابق الذي نثر أشلاءهم في ساحة الطيران، ومع ذلك وقع التفجير الجديد مرة أخرى داخل الحزام! ونجح المجاهدون في استهداف قلب العدو وتجاوز تحصيناته والتفنن في إيصال مطايا الموت لأتباعه المشركين.

ومِن مفخخة بغداد التي لن تكون الأخيرة بإذن الله تعالى، إلى العمليات المتواصلة في مناطق العراق والشام وسائر الولايات، إلى هجمات غرب ووسط إفريقية؛ يواصل جنود الدولة الإسلامية تصعيد جهادهم وإمضاء وعودهم وبرّ أيمانهم بكسر الحدود وهدم السواتر وضرب المفخخات.

لقد دخلت أمريكا الصليبية ومعها حلفها البائس الحرب ضد المجاهدين وهي تظن أن بإمكانها أن تستفرد بهم في العراق أو الشام ثم تأمن في غيرها من البلاد، إلا أن الاجتماع والاعتصام الذي حققته الدولة الإسلامية بإعلان الخلافة أفسد على الصليبيين مخططاتهم وأفشل مكائدهم، وصار العراق والشام وإفريقية وغيرها من الولايات جسدا واحدا، فنقلت الدولة الإسلامية بذلك مفهوم وحدة المسلمين من التنظيرات والشعارات إلى التطبيق العملي على أرض الواقع، وصنعت صفا مؤمنا قويا كالبنيان المرصوص.

هذا البنيان الذي أقامته الدولة الإسلامية من أول يوم على التقوى، على التوحيد والإيمان، على الولاء والبراء، على المفاصلة التامة مع الكافرين كافة؛ هو سر قوتها واستمرارها، وسر تمددها وانتشارها، وهو سر ثباتها في وجه هذه التحالفات العالمية.

فهي بفضل الله تعالى تجاوزت كل الحدود والعرقيات والقوميات التي فرضها البشر على البشر، وكفرت بكل دساتيرهم وقوانينهم وآمنت فقط بالشريعة التي فرضها الله على العباد، وعقدت الولاء لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، ولذلك لم يعد غريبا اليوم أن نرى هذا الانسجام والالتئام التام بين الولايات والجبهات التابعة للدولة الإسلامية برغم بعد المسافات واختلاف اللغات، فدينهم واحد، وعقيدتهم واحدة، وغايتهم واحدة؛ هي إقامة الدين وإزالة الشرك من الأرض وتعبيد الناس لربهم سبحانه، وهي الغاية التي من أجلها بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.

لقد أكرم الله تعالى عباده المجاهدين وأتمّ عليهم نعمه بأن حفظ جهادهم وأوصله إلى مشارق الأرض ومغاربها في الوقت الذي كان الصليبيون يظنون أنهم قضوا عليه في العراق والشام، ولئن كان الصليبيون والمرتدون قد تورطوا سابقا في حرب العراق، فإنهم اليوم تورطوا في حروب كثيرة ليس آخرها في إفريقية، وغدا أسود إفريقية اليوم بفضل الله تعالى رقما صعبا في ساحة الصراع بين الحق والباطل، وأصبحت تهتزّ على وقع هجماتهم جيوش وعروش وحكومات.

وهذه دعوة للمسلمين في كل مكان، ليتأملوا كيف فتح الله تعالى على تلك العصبة المؤمنة القليلة التي انطلقت في العراق؟ وأمدّها وأيدها وبارك فيها حتى وصلت دعوتها إلى أقاصي الأرض ولحق بركبها من لا يتحدث لغتها، برغم ما تعرضت له من فتن وزلازل تنهدّ لها الجبال، وعلى المجاهدين الذين يعيشون اليوم ظروف عصبة العراق الأولى أن يعلموا أنه ما هي إلا السنن والمحن ثم يجنون ثمار صبرهم وثباتهم من حيث لا يحتسبون وأبعد مما يطلبون بإذن الله تعالى.

وإلى جنود الخلافة في إفريقية نقول: بيّض الله وجوهكم فلقد شفيتم صدور الموحدين بعملياتكم وتنكيلكم في جيوش الكافرين، وتخذيلكم عن إخوانكم المجاهدين، فواصلوا ما أنتم فيه وسلوا الله تعالى الثبات عليه وأدّوا شكره على هذه النعمة العظيمة، وتذكروا أن لوقع خطواتكم اليوم في تلك البقاع البعيدة ما بعده بإذن الله تعالى، وإن غدا لناظره لقريب.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 283
الخميس 10 رمضان 1442 هـ
...المزيد

عدْوى الحملات الفاشلة لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات ...

عدْوى الحملات الفاشلة


لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات الحكومات الكافرة والمرتدة في الولايات والمناطق التي يُمارس فيها جنود الدولة الإسلامية عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ناسية أو متناسية هذه الجيوش والحكومات أنها قد أعلنت من قبل النصر النهائي على المجاهدين ودبّجت لأجل ذلك البيانات وأرّخت لذلك أيام الاحتفالات والعطلات!
ففي العراق مثلا أطلقت الحكومة الرافضية على مدار الأسابيع والأشهر الماضية عشرات الحملات العسكرية والأمنية مستهدفة بذلك ما تصفه بـ "مخابئ وملاجئ" المجاهدين، وزجّت بالمئات من فرق الجيش والشرط والميليشيات المرتدة وبمشاركة جوية من طيرانهم الحربي ودعم مباشر وغير مباشر من القوات الصليبية، وأصبحت أرتالهم كأسراب الجراد تهيم في كل جبل وواد، ومواقعهم لا تتوقف عن نشر صور وأخبار وتحركات هذه الحملات، ثم ماذا كانت النتيجة على أرض الواقع؟ فشل أمني وعسكري كبير لعل بعض معالمه ظهرت في الحملة الأخيرة على جبال مخمور وتلال حمرين والتي لم يجدوا لها صورا يعرضونها حول "الإنجازات" التي زعموها، فعادوا إلى التنقيب في أرشيفهم البائس لعلهم يجدون فيه ما يستر كذب قادتهم الذين أسرفوا على أنفسهم في نشر البيانات والتصريحات الكاذبة كما بالغ ضباطهم وجنودهم في التقاط الصور الاستعراضية الباهتة أمام أكوام القش في البساتين!

من زاوية أخرى، فإن هذه الحملات الرافضية المستمرة في الفشل، المتواصلة في الإخفاق، الموغلة في استنزاف خزينة حكومتهم، المتسببة بإنهاك قواتهم وميليشياتهم التائهة في عمق الصحاري والوديان؛ ما هي إلا دليل على ما سبق أن أكّد عليه المجاهدون حول زيف "النصر" الذي أعلنته الحكومة الرافضية ومِن خلفها الصليبيون، وردّ عليهم المجاهدون يومها بقولهم: "فهل لمنتصر وحاسمِ معركة يُطلق الحملات تلو الحملات؟".
عدوى الحملات الفاشلة لم تقتصر على الروافض في العراق وحسب، فقد سبقتها حملات أخرى شنّها الجيش والميليشيات النصيرية بدعم ومشاركة القوات الروسية الصليبية على بوادي الشام والتي تحوّلت إلى أنبار أخرى يتيهون فيها وتختفي فيها أرتالهم وآلياتهم بفضل الله تعالى، وأصبح جنودهم لا يأمنون على أنفسهم من السير على طرق البوادي في حمص وحماة إلا تحت غطاء الطائرات المروحية!

ومن آخر أخبار فشل حملات أعداء الدولة الإسلامية، الحملة التي شنتها قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة على مواقع المجاهدين في ولاية الصومال، والخسارة الفادحة التي مُنيت بها هذه القوات على أيدي المجاهدين بفضل الله تعالى، وكان الأمر اللافت أيضا في هذه الحملة هو حجم الكذب الكبير الذي رافقها ومزاعم الحكومة المرتدة والتي فنّدها المجاهدون في تقاريرهم، وكان الكذب مِن أكثر أعراض هذه العدوى وضوحا، وحجمه يتناسب طرديا مع شدة الإصابة! وذلك عام في جميع هذه الحملات.

وقبلها الحملة الفاشلة التي شنّها الجيش النيجيري المرتد على مناطق المجاهدين في غابات (ألغارنو) والتي حشد لها ما لم يحشده في حملاته السابقة، ومع ذلك تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من صدّ حملتهم وإفشالها وإلحاق خسائر كبيرة فيها.
لقد أصابت عدوى الحملات الفاشلة جميع الجيوش المحاربة للدولة الإسلامية، وأصبحت حملاتهم العاثرة فرصة للمجاهدين ليكثّفوا استنزافهم لهذه الجيوش، بل ويقلبوها عليهم وبالا ونكالا.

ولعل العالم بأسره رأى ماذا حصل في موزمبيق عقب الحملات الأخيرة التي كان الجيش الموزمبيقي وحلفاؤه الأفارقة قد أطلقوها ضد مجاهدي الدولة الإسلامية في مناطق شمال شرق موزمبيق خلال الفترة السابقة، وكيف استطاع المجاهدون امتصاص الحملات وقلب الطاولة على رؤوس الصليبيين يوم استيقظ العالم على أخبار اجتياح المجاهدين لمدينة (بالما) الاقتصادية، وكيف صدم هذا الهجوم الحكومات الصليبية التي راحت تهذي عبر وسائل إعلامها وتندب حظها وهي ترى أن غرس الخلافة التي حاربوها في العراق والشام قد أثمر في وسط إفريقية، وأن الأموال التي أنفقوها والجيوش التي حشدوها والأحزاب التي حزّبوها والتحالفات التي أقاموها لم تحقق لهم شيئا سوى الحسرة كما أخبرنا الله تعالى: { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36]

وبات الصليبيون اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يبدأو بتشكيل "تحالف دولي جديد" ويجمعوا له أضعاف ما جمعوه -من تمويل ومقدرات وجيوش- لتحالفهم السابق الذي انتهى به الحال ممزقا منقسما على نفسه سياسيا مستهلَكا عسكريا محصورا مختبئا في بعض قواعده العسكرية؛ في الوقت الذي تنشغل فيه دول هذا التحالف بمحاولة ترميم بيتها وإصلاح أزماتها الاقتصادية ومشاكلها الداخلية ونكباتها الاجتماعية التي ما زالت في بدايتها!

والخيار الثاني هو أن يدعموا الحكومات والميليشيات الموالية لهم من أجل القتال نيابة عنهم ضد الدولة الإسلامية، وهذا الخيار قد جرّبوه مرارا مِن قبل وجنوا حصاده مرّا علقما ولم يستفيقوا إلا وجنود الخلافة يفتحون الموصل والرقة وتدمر وسرت وغيرها ويعلنون إقامة الدولة الإسلامية التي غيّرت مجرى العالم وإلى الأبد.
أما جنود الخلافة فما زادتهم هذه الحملات إلا إصرارا وعزما على المضي قدما في طريق جهادهم المبارك، كيف لا وهم يرون بأعينهم معية الله تعالى وحفظه لهم، ومكره سبحانه بأعدائهم واستدراجهم من حيث لا يعلمون.

كما منحتهم هذه الحملات الفاشلة فرَصا أكثر لزيادة إغراق أعدائهم في دوامة الاستنزاف التي تتعاظم يوما بعد يوم، حتى أصبحت طلقة أو طلقتان تدُمّر (كاميرا) حرارية على أطراف ديالى أو شمال بغداد كفيلة بأن تستدرج جيشا بأكمله من قطعان الروافض وميليشياتهم نحو الفخاخ والكمائن، وأصبحت عبوة واحدة تنفجر في أرياف الخير أو الرقة أو البركة قادرة على إشغال فِرَق بأسرها من المرتدين في حملات البحث عن السراب.

لقد أنهكت عدوى الحملات الفاشلة جيوش وحكومات الكفر وأغرقتهم في بحور الاستنزاف الذي لا يملكون أمامه إلا الاستمرار في الغرق أكثر فأكثر حتى ينتهون، أو التوقف وترك الساحة للمجاهدين ليعيدوا رسم خارطة العالم على منهاج النبوة، وهو الهدف الذي لن يحيدوا عنه بإذن الله تعالى.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 282
الخميس 3 رمضان 1442 هـ
...المزيد

عدْوى الحملات الفاشلة لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات ...

عدْوى الحملات الفاشلة


لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات الحكومات الكافرة والمرتدة في الولايات والمناطق التي يُمارس فيها جنود الدولة الإسلامية عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ناسية أو متناسية هذه الجيوش والحكومات أنها قد أعلنت من قبل النصر النهائي على المجاهدين ودبّجت لأجل ذلك البيانات وأرّخت لذلك أيام الاحتفالات والعطلات!
ففي العراق مثلا أطلقت الحكومة الرافضية على مدار الأسابيع والأشهر الماضية عشرات الحملات العسكرية والأمنية مستهدفة بذلك ما تصفه بـ "مخابئ وملاجئ" المجاهدين، وزجّت بالمئات من فرق الجيش والشرط والميليشيات المرتدة وبمشاركة جوية من طيرانهم الحربي ودعم مباشر وغير مباشر من القوات الصليبية، وأصبحت أرتالهم كأسراب الجراد تهيم في كل جبل وواد، ومواقعهم لا تتوقف عن نشر صور وأخبار وتحركات هذه الحملات، ثم ماذا كانت النتيجة على أرض الواقع؟ فشل أمني وعسكري كبير لعل بعض معالمه ظهرت في الحملة الأخيرة على جبال مخمور وتلال حمرين والتي لم يجدوا لها صورا يعرضونها حول "الإنجازات" التي زعموها، فعادوا إلى التنقيب في أرشيفهم البائس لعلهم يجدون فيه ما يستر كذب قادتهم الذين أسرفوا على أنفسهم في نشر البيانات والتصريحات الكاذبة كما بالغ ضباطهم وجنودهم في التقاط الصور الاستعراضية الباهتة أمام أكوام القش في البساتين!

من زاوية أخرى، فإن هذه الحملات الرافضية المستمرة في الفشل، المتواصلة في الإخفاق، الموغلة في استنزاف خزينة حكومتهم، المتسببة بإنهاك قواتهم وميليشياتهم التائهة في عمق الصحاري والوديان؛ ما هي إلا دليل على ما سبق أن أكّد عليه المجاهدون حول زيف "النصر" الذي أعلنته الحكومة الرافضية ومِن خلفها الصليبيون، وردّ عليهم المجاهدون يومها بقولهم: "فهل لمنتصر وحاسمِ معركة يُطلق الحملات تلو الحملات؟".
عدوى الحملات الفاشلة لم تقتصر على الروافض في العراق وحسب، فقد سبقتها حملات أخرى شنّها الجيش والميليشيات النصيرية بدعم ومشاركة القوات الروسية الصليبية على بوادي الشام والتي تحوّلت إلى أنبار أخرى يتيهون فيها وتختفي فيها أرتالهم وآلياتهم بفضل الله تعالى، وأصبح جنودهم لا يأمنون على أنفسهم من السير على طرق البوادي في حمص وحماة إلا تحت غطاء الطائرات المروحية!

ومن آخر أخبار فشل حملات أعداء الدولة الإسلامية، الحملة التي شنتها قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة على مواقع المجاهدين في ولاية الصومال، والخسارة الفادحة التي مُنيت بها هذه القوات على أيدي المجاهدين بفضل الله تعالى، وكان الأمر اللافت أيضا في هذه الحملة هو حجم الكذب الكبير الذي رافقها ومزاعم الحكومة المرتدة والتي فنّدها المجاهدون في تقاريرهم، وكان الكذب مِن أكثر أعراض هذه العدوى وضوحا، وحجمه يتناسب طرديا مع شدة الإصابة! وذلك عام في جميع هذه الحملات.

وقبلها الحملة الفاشلة التي شنّها الجيش النيجيري المرتد على مناطق المجاهدين في غابات (ألغارنو) والتي حشد لها ما لم يحشده في حملاته السابقة، ومع ذلك تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من صدّ حملتهم وإفشالها وإلحاق خسائر كبيرة فيها.
لقد أصابت عدوى الحملات الفاشلة جميع الجيوش المحاربة للدولة الإسلامية، وأصبحت حملاتهم العاثرة فرصة للمجاهدين ليكثّفوا استنزافهم لهذه الجيوش، بل ويقلبوها عليهم وبالا ونكالا.

ولعل العالم بأسره رأى ماذا حصل في موزمبيق عقب الحملات الأخيرة التي كان الجيش الموزمبيقي وحلفاؤه الأفارقة قد أطلقوها ضد مجاهدي الدولة الإسلامية في مناطق شمال شرق موزمبيق خلال الفترة السابقة، وكيف استطاع المجاهدون امتصاص الحملات وقلب الطاولة على رؤوس الصليبيين يوم استيقظ العالم على أخبار اجتياح المجاهدين لمدينة (بالما) الاقتصادية، وكيف صدم هذا الهجوم الحكومات الصليبية التي راحت تهذي عبر وسائل إعلامها وتندب حظها وهي ترى أن غرس الخلافة التي حاربوها في العراق والشام قد أثمر في وسط إفريقية، وأن الأموال التي أنفقوها والجيوش التي حشدوها والأحزاب التي حزّبوها والتحالفات التي أقاموها لم تحقق لهم شيئا سوى الحسرة كما أخبرنا الله تعالى: { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36]

وبات الصليبيون اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يبدأو بتشكيل "تحالف دولي جديد" ويجمعوا له أضعاف ما جمعوه -من تمويل ومقدرات وجيوش- لتحالفهم السابق الذي انتهى به الحال ممزقا منقسما على نفسه سياسيا مستهلَكا عسكريا محصورا مختبئا في بعض قواعده العسكرية؛ في الوقت الذي تنشغل فيه دول هذا التحالف بمحاولة ترميم بيتها وإصلاح أزماتها الاقتصادية ومشاكلها الداخلية ونكباتها الاجتماعية التي ما زالت في بدايتها!

والخيار الثاني هو أن يدعموا الحكومات والميليشيات الموالية لهم من أجل القتال نيابة عنهم ضد الدولة الإسلامية، وهذا الخيار قد جرّبوه مرارا مِن قبل وجنوا حصاده مرّا علقما ولم يستفيقوا إلا وجنود الخلافة يفتحون الموصل والرقة وتدمر وسرت وغيرها ويعلنون إقامة الدولة الإسلامية التي غيّرت مجرى العالم وإلى الأبد.
أما جنود الخلافة فما زادتهم هذه الحملات إلا إصرارا وعزما على المضي قدما في طريق جهادهم المبارك، كيف لا وهم يرون بأعينهم معية الله تعالى وحفظه لهم، ومكره سبحانه بأعدائهم واستدراجهم من حيث لا يعلمون.

كما منحتهم هذه الحملات الفاشلة فرَصا أكثر لزيادة إغراق أعدائهم في دوامة الاستنزاف التي تتعاظم يوما بعد يوم، حتى أصبحت طلقة أو طلقتان تدُمّر (كاميرا) حرارية على أطراف ديالى أو شمال بغداد كفيلة بأن تستدرج جيشا بأكمله من قطعان الروافض وميليشياتهم نحو الفخاخ والكمائن، وأصبحت عبوة واحدة تنفجر في أرياف الخير أو الرقة أو البركة قادرة على إشغال فِرَق بأسرها من المرتدين في حملات البحث عن السراب.

لقد أنهكت عدوى الحملات الفاشلة جيوش وحكومات الكفر وأغرقتهم في بحور الاستنزاف الذي لا يملكون أمامه إلا الاستمرار في الغرق أكثر فأكثر حتى ينتهون، أو التوقف وترك الساحة للمجاهدين ليعيدوا رسم خارطة العالم على منهاج النبوة، وهو الهدف الذي لن يحيدوا عنه بإذن الله تعالى.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 282
الخميس 3 رمضان 1442 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
11 جمادى الآخرة 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً