انبهار الهدهد بحضارة سبأ لم يحجُبُه عن رؤية كفرهم، قال: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ الله وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} [سورة النمل:23-24].

لكل هدية ثمن؛ فلا تقبل منها ما يُضَيِّعُ دينك، قالت بلقيس: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35] فقال سليمان: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ} [النمل:37].

 أول صفات النبي في الكتب السابقة: الحسبة { يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [من سورة الأعراف:157]، وهي أول صفات أتباعه.

ينبغي أن تكون بطانة الحاكم محلَّ شَكِّه، كما أنها محل تصديقه؛ فيختبر صِدقُها حتى لا تُضل الأمة، قال سليمان للهدهد:  {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل:27].

نعمة العلم: هي حقيقة التفاضُل بين البشر {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} [النمل:15].

لا يُعاقَب أحدٌ على خطأ حتى يُسْمَعُ عُذره وحُجَّتَه: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} [المنل:20-21].

كل شيء في الكون يُظهره الله لك ثم يُخفيه عنك، لتعلم أنك كذلك تظهر ثم تزول، وأن لبدايتك خفاء ونهاية.

يريدون من الإسلام أن يكون اسماً لا معنى، ودعوى وهوية لا عمل، كقريش كانت تُعظّم إبراهيم وتضع له تمثالاً ولما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى دعوته قاتلوه.

الإسلام لا ينقص كلما زادت حربه اشتد، كالنار يُذْكيها من ينفخها ليُطفيها {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَ‌ ٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ} [التوبة:32].​

اجتمع على الشام عدوّان طاغية ظالم وبرد شديد، يدفع الأول بالسلاح، والثاني باللباس، فأعينوهم، قال عمر بن الخطاب: "الشتاء عدو فتأهبوا له أهبته".

من عصى الله في سِره فليُطع الله في سِر مثله، والحسنات تمحو السيئات، ولكن ذنوب الخلوات عظيمة لا يكاد يوازيها إلا طاعات الخلوات.

تعرف منزلتك عند الله؛ بمنزلته عندك إذا خلوت!