الإسلام حياة

الإسلام حياة، والكفر موت، وكلما نقص إيمان الأمة زاد مرضها وتخلفها  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } الأنفال 24

الفوائد (47)- أرض الفطرة

أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها، فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد، وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مرّ.

الفوائد (25)- تفريغ القلب مما يضاد الإيمان (3)

إن إصغاء القلب كإصغاء الأذن، فإذا صغى إلى غير حديث الله، لم يبق فيه إصغاء، ولا فهم لحديثه، كما إذا مال إلى غير محبّة الله، لم يبق فيه ميل إلى محبّته. فإذا نطق القلب بغير ذكره، لم يبق فيه محل للنطق بذكره كاللسان. ولهذا في الصحيح عن النبي أنه قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا يريه خير له من أن يمتلئ شعرا». فبيّن أن الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها، والعلوم التي لا تنفع، والمفاكهات والمضحكات والحكايات ونحوها. وإذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغًا لها ولا قبولًا، فتعدته وجاوزته إلى محل سواه.

الفوائد (24)- تفريغ القلب مما يضاد الإيمان (2)

فكذلك القلب المشغول بمحبّة غير الله وإرادته، والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلّقه بغيره، ولا حركة اللسان بذكره، والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق، والعلوم التي لا تنفع، لم يبق فيها موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه.

الفوائد (23)- تفريغ القلب مما يضاد الإيمان (1)

قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه. وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فإذا كان القلب ممتلئًا بالباطل اعتقادًا ومحبّة، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبّته موضع، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع، لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه، إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل، وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (17)- المأزق الضنك!

قارن بين إصرار مستميت على دفع هذا الخزي، وإماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، بحمية تأنف من الاستكانة لذل وقهر أحدثه محمد الفاتح ورجاله من المسلمين الظافرين. ومن يومئذ بدأت أوربة تتغير، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان وتلاميذهم معركة آخرى أقسى معارك الحرب، معركة العلم والمعرفة الذي هيأ للمسلمين ما هيأ من أسباب الظفر والغلبة. لقد علموا الآن أن معركة السلاح لن تغني عنهم شيئًا، وهذه أمواج المسلمين تتدفق في قلب أوربة غربًا، ويدخل الإسلام سلمًا بلا إكراه جماهير غفيرة، كانوا بالأمس نصارى متحمسين في قتال المسلمين، الوثنين، كما أوهمهم الرهبان، فلم يغن هذا الإيمان عنهم شيًا.

يسكن الباطل القلب

لا يسكن الباطل القلب إلا لفراغه من الحق، ولا يميل لأهل العصيان إلا إذا مال عن أهل الإيمان، كل تباطؤ عن الخير هو في حقيقته إسراع نحو الشر!!

حري القبول سريع الوصول

حين تكون أعزل من كل شئ إلا من إيمانك الواثق بالخالق فدعاؤك حري القبول سريع الوصول {ربّ إني لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقير}

متابعة أخبار المنكرات

كثرة متابعة أخبار المنكرات، يكسر الهمة لمعالي منازل الإيمان والتمسك، وقد قال الله {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ} [المائدة من الآية:105]. 

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

في أواسط سورة السجدة ذكر الله المؤشرات التي تدل على الإيمان الباطن، حيث استفتحها بقوله {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِـَٔايَـٰتِنَا} [السجدة من الآية:15]، وفي ثنايا تلك المؤشرات صورت الآيات مشهد ذلك المؤمن الصادق، وهو في فراشه تهاجمه ذكرى الآخرة، فلا يستطيع جنبه أن يسترخي للنوم، تأمل قول الله تعالى {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًۭا وَطَمَعًۭا وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

كيف تقع قسوة القلب؟ كيف ينزف القلب إيمانه؟! الحقيقة أن قسوة القلب هي نتيجة طبيعية للمعاصي والخطايا بشكل عام، ولكن لا أعرف سببًا يجفف القلب ويقسيه مثل الغفلة عن ذكر الله، ولا أعرف سببًا يحيي القلب وينيره فورًا مثل ذكر الله، وقد جاءت الإشارة في كتاب الله إلى هذه العلاقة بين بعد العهد عن الذكر وقسوة القلب {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ} [الحديد:16].

مقتبسات من كتاب رقائق القرآن

هل يقف أمر قسوة القلب عند حرمان من مقامات الإيمان الرفيعة كالتضرع لله؟ لا طبعا! هناك ما هو أفظع من ذلك، وهو أن المرء إذا قسا قلبه قصًّر في طاعة الله، بدأ يلتمس لنفسه المخارج بتأويل النصوص لتوافق هواه، فتراه يدس رأسه في مسائل الخلاف يبحث عن قول الذي يوافق تقصيره، ويحني رماح النصوص كي لا تصيبه {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَـٰسِيَةًۭ ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [المائدة من الآية:13].
 

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً