البلايا على مقادير الرجال

البلايا على مقادير الرجال. فكثير من الناس تراهم ساكتين، راضين بما عندهم من دين ودنيا، وأولئك قوم لم يُرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو علم ضعفهم عن مقاومة البلاء فلطف بهم.

الفوائد (58)- ما أخذ العبد ما حرم عليه

ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين: إحداهما: سوء ظنه بربه، وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيراً منه حلال. والثانية: أن يكون عالماً بذلك، وأن من ترك لله شيئاً أعاضه خيراً منه (أعطاه خيراً منه)، لكن تغلب شهوته صبره، وهواه عقله. فالأول من ضعف علمه، والثاني من ضعف عقله وبصيرته.

خواطر شهر الميلاد-1-

أخي الحبيب :-....................
أنا أعلم أنك تصوم منذ سنوات عديدة ، فهل تحاول معي أن نجعل من رمضان هذا العام رمضاننا الأول ؟!!
إنه علي الأبواب، يكاد يطرقها ـ فهل نحاول أن يكون مختلفاً هذه المرة ؟
هل نجرب أن نقاوم تقاليد الطعام الذي يملأ الأفواه ؟
هل نحاول أن نقاوم عيوننا التي تلح علينا أن تنظر إلي البرامج و المسلسلات ؟
هل نحاول أن نجلس مع أنفسنا جلسة مراجعة نُبْحر فيها في مجاهل تلك الأنفس لنخرجها من سراديبها المظلمة إلي نور الهداية الجميل ؟
هل نراجع ماضياً قد ملأناه بالمعاصي فامتلأ بالهموم والمتاعب ؟
هل نحاول تغيير ما بأنفسنا ؛ لنفكر في المستقبل بعين الأمل ؟
د/محمد محمد بدري

مزالق الدراسات

يكثر المحللون الكلام عن مستقبل العلوم والاكتشافات .. ومستقبل التطورات السياسية ومستقبل الحروب والمياه واﻷمراض .. وكذا مستقبل العملات النقدية وأسعار النفط والسلع اﻷخرى . وقد لاحظت عدم وجود دراسات منهجية حول مزالق الدراسات المستقبلية السابقة ، فخلال العشرين سنة الماضية صدرت دراسات عدة تستشرف المستقبل وتتنبأ بأمور ، وإلى اليوم لم تجر في عالمنا العربي أبحاث تحليلية نقدية لتلك الدراسات لتستكشف مواطن الخلل في توقعاتها ، والعوامل التي أغفلتها ، وأسباب إخفاقها كلياً أو جزئياً . راجعت قبل مدة مجلة اسمها العلم كانت تصدر في بيروت في سبعينيات القرن العشرين .. وقرأت توقعاتهم لسنة 2000 فلم أجدهم توقعوا الجوالات ولا الكمبيواترات الشخصية ولا الانترنت ولا الفضائيات .. وأغلب توقعاتهم كانت حول سيارات تطير وسكنى الناس للقمر ..! من الخطأ أن يظن أن الكتابات المستقبلية صحيحة تماما أو دقيقة..يجب أن يكون الكلام عن المستقبل تحت طائلة المساءلة والتقويم والنقد !

الفوائد (37)- التقوى

التقوى ثلاث مراتب:

إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

الفوائد (36)- دافع الخطرة

دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة، فإن لم تدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركها بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

الفوائد (21)- في عرش الرحمن وقلب عبده

وخلق الله القلوب وجعلها محلًا لمعرفته ومحبّته وإرادته، فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبّته وإرادته، فهذا من المثل الأعلى، وهو مستوٍ على قلب المؤمن فهو عرشه، وإن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث؛ لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة، فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وإرادتها والتعلق بها، فضاق وأظلم وبعد من كمال هو فلاحه حتى تعود القلوب على قلبين: قلب هو عرش الرحمن ففيه النور والحياة والفرح والسرور، وقلب هو عرش الشيطان، فهناك الضيق والظلمة، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال. وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إذا دخل النور القلب، انفسح وانشرح»، قالوا: "فما علامة ذلك يا رسول الله؟"، قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله». 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (57)- اللغة والثقافة (2)

اللغة، هي التي تمهد له الطريق إلى الإحاطة بأسرار الثقافة، لأن أمر الإحاطة عندئذ منوط كله بالقدرة على تمحيص مفردات اللغة تمحيصًا دقيقًا، وتحليل تراكيبها وأجزاء تراكيبها بدقة متناهية، حتى يرى ما هو زيف جليًا واضحًا. ثم منوط أيضًا بالقدرة الفائقة على النظر في الثقافة على ترتيب مادتها بعد نفي زيفها وتمحيص جيدها، متحريًا وضع كل حقيقة من الحقائق في حق موضعها، لأن أخفى إساءة في وضع إحدى الحقائق في غير موضعها، خليق أن يشوه عمود الصورة تشويهًا بالغ القبح والشناعة.  

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (56)- الثقافة واللغة (1)

وبديهي، بل هو فوق البديهي، أن شرط الثقافة بقيوده الثلاثة، ممتنع على المستشرق كل الامتناع، بل هو أدخل في باب الاستحالة من اجتماع الماء والنار في إناء واحد! وذلك لأن الثقافة واللغة متداخلان تداخلًا لا انفكاك له، ويترافدان ويتلاقحان بأسلوب خفي غامض كثير المداخل والمخارج والمسارب، ويمتزجان امتزاجًا واحدًا غير قابل للفصل، في كل جيل من البشر وفي كل أمة من الأمم. ويبدأ هذا التداخل منذ ساعة يولد الوليد صارخًا، ثم يظل يرتضع لبان اللغة الأول ولبان الثقافة الأول، شيئًا فشيئًا عن أمه وأبيه حتى يعقل، فإذا عقل تولاه معهما المعلمون والمؤدبون حتى يستحصد، فإذا استحصد وصار مطيقًا إطاقة ما للبصر بمواضع الصواب والخطأ، قادرًا قدرة ما على فحص الأدلة واستنباطها فناظر وباحث وجادل، فعندئذ يكون قد وضع قدمه على أول الطريق، لا طريق المنهج وما قبل المنهج، بل الطريق المفضي إلى أن تكون له ثقافة يؤمن بها عن طريق العقل والقلب، ويعمل بها حتى تذوب في بنيانه، وينتمي إليها بعقله وقلبه وخياله انتماءً يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (55)- شرط الثقافة وقيودها

وإذا كان أمر اللغة شديدًا لا يسمح بدخول المستشرق تحت هذا الشرط اللازم للقلة التي تنزل ميدان المنهج وما قبل المنهج، فإن شرط الثقافة أشد وأعتى! لأن الثقافة كما قلت آنفًا: سر من الأسرار الملثمة في كل أمة من الأمم، وهي في أصلها الراسخ البعيد الغور، معارف كثيرة لا تحصى، مطلوبة في كل مجتمع إنساني، للإيمان بها أولًا من طريق العقل والقلب، ثم العمل بها حتى تذوب في بنيان الإنسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به، ثم الانتماء بعقله وقلبه انتماءً يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار. وهذه القيود الثلاثة، الإيمان والعمل والانتماء، هي أعمدة الثقافة وأركانها التي لا يكون لها وجود ظاهر محقق إلا بها، وإلا انتقض بنيان الثقافة صارت مجرد معلومات ومعارف وأقوال مطروحة في الطريق، متفككة لا يجمع بينها جامع، ولا يقوم لها تماسك ولا ترابط ولا تشابك. 

كل صلاح في الأرض

كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى غير الله ( مجموع الفتاوى [15/25]).

أسرار الصلاة (34)- رب اغفر لي

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر الاستغفار في هذه الجلسة فيقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي"، ويكثر من الرغبة فيها إلى ربه. فشرع للعبد إذا رفع رأسه من السجود أن يجثو بين يدي الله تعالى مستعدياً على نفسه، معتذراً من ذنبه إلى ربه ومما كان منها، راغباً إليه أن يرحمه ويغفر له ويرحمه ويهديه ويرزقه ويعافيه.

وشرع له أن يعودَ ساجداً كما كان، ولا يكتفي منه بسجدة واحدة في الركعة كما اكتفى منه بركوع واحد؛ وذلك لفضل السجود وشرفه وقرب العبد من ربِّه وموقعه من الله عز وجل، حتى إنَّه أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد، وهوأشهر في العبودية وأعرق فيها من غيره من أركان الصلاة؛ ولهذا جُعل خاتمة الركعة، وما قبله كالمقدمة بين يديه، فمحلّه من الصلاة محل طواف الزيارة.

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
13 ذو القعدة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً