بشارة زكريا

وكانت آية زكريا و معجزته التي طمئن الله بها قلبه : أن أمسك لسانه علن أي كلام لمدة ثلاثة أيام إلا عن ذكر الله , فنفس اللسان الذي عجز عن النطق بكلام الدنيا ينطلق بالذكر و التسبيح . قال تعالى : { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم 7 - 11] . ... المزيد
رؤية الكل

زكريا : صاحب النداء الخفي

يعترف زكريا لربه سبحانه أنه بسلاح الدعاء الدائم نال العافية و الخير كله و ابتعد عنه الشقاء سائر عمره . و ها هو و قد قارب على مفارقة الحياة يخاف على دين الناس و إمامتهم أن يتولها من بعده من ليس لها بأهل فيضل العباد و يفسد البلاد . فسأل ربه الوريث الصالح الذي يتولى إمامة الناس و قيادة الأمة من بعده رغم علمه بضعف الأسباب فالزوجة عاقر و الزوج مسن , و لكن سبحان الرزاق إذا أراد شيئاً كان. قال تعالى : {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [الكهف 1-6] . ... المزيد
رؤية الكل

تكريم أهل الإيمان

جمعوا بين الإيمان الصحيح الخالي من الشرك , و العمل الصالح الخالي من البدع و الرياء , و استقاموا على ذلك و بذلوا قصارى جهدهم لبلوغ مرضاة الملك , فكان تكريمهم ملكياً . { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا } [ الكهف 107-108] . ... المزيد
رؤية الكل

على من يا رب تعرض جهنم عرضاً ؟

لإعراضهم عن الرسالة و بعدهم كل البعد عن مرسل الرسالة و رسوله صلى الله عليه و سلم , كارهين مبغضين لكل من يدلهم عليه , محتقرين مستهزئين بهم في كثير من الأحيان , مقللين من شأنهم في معظم الأحيان . {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف101] ... المزيد
رؤية الكل

ذو القرنين بدأها بالعدل و السداد

الله تعالى أعطى لذي القرنين أسباب التمكين و فتح الله على يده البلاد فكان الاختبار الأول في أساس الملك و قاعدته لما خيره الله تعالى في شأن هؤلاء : {قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} فكان الرد العادل و كان النجاح الباهر : { قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} . و على هذا تبنى الدول و بهذا تقوم الحضارات . أما أن يكون العكس و الضد هو السائد , فاعلم أن زوال الدول و الحضارات يكون أشد اقتراباً ... المزيد
رؤية الكل

ذو القرنين : الملك الصالح و بناء السد ونصرة الضعفاء

فاما رأى من هؤلاء المحاويج ما هم فيه من الحاجة الملحة للنصرة على ظلم و إفساد يأجوج و مأجوج كان ما كان من بناء السد الذي امتنع به العالم بأسره من فساد يأجوج و مأجوج حتى يومنا هذا . و لما عرضوا عليه الثمن أبى و أرجع الأمر و الأسباب كلها لله و رفض إلا أن يستلم أجره من مولاه . تأمل مع ذي القرنين و عدالة الحكم في الإسلام مع التمكن من أسباب القوة و إرادة الإصلاح في الأرض : ... المزيد

طلب العلم : بين موسى و أمة محمد صلى الله عليه و سلم

أحد الخمسة الكبار أولي العزم و كليم الرحمن لما أعلمه الله أن هناك من هو أعلم منه في بعض الأمور هب مسافراً لله طالباً للعلم راغباً في الزيادة متحملاً للمشقة مصراً ...

أكمل القراءة

ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا

و لو كانت لهم قلوب و عقول و إحساس صادق لانتبهوا لما حدث للمكذبين من قبلهم , و أكبر الأدلة على انتهاء عناد الأولين و استكبارهم أن يسألوا أنفسهم فقط : أين كل من سبق ؟؟؟؟ قال تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا * وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلا * وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا } [ الكهف 57-59] . ... المزيد
رؤية الكل

هل تنتظر الهلاك؟

هل ينتظر هؤلاء أن ينتهي الإمهال و تأتيهم العقوبة كما حلت على المعاندين المستكبرين من قبلهم , و قد تكررت سنة الله في الأولين من الأمم السابقة . { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا } [الكهف 55] . ... المزيد
رؤية الكل

و يوم يقول نادوا شركائي

إذن من عدل الله أن يأمرهم بالمناداة على شركائهم عسى أن ينقذوهم من هول الحساب و مشاهد و معاينة العذاب و لكن هيهات ...بينهم مفاوز و مهالك و مسافات موبقة مهلكة و من المسحيل أن يسمع هؤلاء أو يستجيبوا فهم في شدة و كرب لا يوصف . هنا فقط يعترف الجميع بافتقاره إلى الله و لكن أين ؟؟ في قعر جهنم !!! اللهم توبة قبل الممات . { مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا * وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا } الكهف 51-52. ... المزيد
رؤية الكل

الباقيات الصالحات

كتب الفناء على كل حي و لو كان البقاء مكرمة لبقي محمد صلى الله عليه و سلم . أما الباقيات الحقيقية فهي تلك الأعمال الصالحة التي تسبقك إلى دار الخلود . قال تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا } الكهف 46 . ... المزيد
رؤية الكل

ظالم جهول : و لئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً

لم يكتف بالاغترار بالدنيا بل زعم أنه سيد من سادة الآخرة . لم يطلبها من صاحبها و لم يقدم بين يدي طلبه خوفاً و لا رجاء فيما عند الله و لم يمهد بأعمال صالحة و إنما ادعى المغرور أنه المستحق بجدارة لسيادة الآخرة كما نال السيادة في الدنيا . { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [ الكهف 35و36] ... المزيد
رؤية الكل

معلومات

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً