رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله • لم يدم اجتماع الأب والابن ...

رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله

• لم يدم اجتماع الأب والابن طويلا، فنظرا لحداثة تجربة الجهاد تمكن جاسوسان أرسلهما اليهود من الدخول إلى صفوف المجاهدين، وتسببا في قصف المعسكر وقتل جميع من كان فيه، وذلك بعد هجوم بري وإنزال جوي، نفذه الصليبيون، قتل نتيجته كل من كان في المعسكر وهم قرابة التسعين مجاهدا، ونجا الله الإخوة الذين كانوا لحظة الهجوم خارجه، وكانوا لا يتجاوزون العشرة، بينهم أبو محمد الذي فقد ابنه أبا سهيل في هذا القصف، إذ كان في مدينة القائم ينجز بعض الأعمال، لتصبح كنية أبي محمد اللبناني بعد فقدانه ابنه «أبا الشهيد»، ليلتحق الشبل بالرفيق الأعلى، سابقا أباه إلى جنان الخلد، بإذن الله، حيث ادّخر الله تعالى أبا محمد لأمر أعظم هو به أعلم، حيث كان مقدرا له حمل لواء الجهاد في هذه البلاد مع من تبقى من معسكر راوة.

فجأة وجد أبو محمد نفسه وقد فقد جناحيه، فلذة كبده محمدًا، ورفيق درب الهجرة والجهاد، أبا الدرداء، ومعهم عضيد جهاده، أمير المعسكر أبو رغد، الذي هاجم الأمريكيين من الخلف أثناء هجومهم على المعسكر، فقاتل مع ثلة من الإخوة تبايعوا على الموت في سبيل الله، حتى قُتل ومن معه تقبلهم الله جميعا.

ما وهن أبو محمد وما لان مع كل ما أصابه، بل واصل المسير، يلملم الجراح، مقررا الثأر، فكان أول ما بدأ به نحر أحد الجاسوسين، في الوقت الذي انتحر الآخر بتناول سم كان قد خبأه.

عاد الغضنفر أبو الشهيد إلى المعارك، وذاع صيته في كل أرجاء العراق، ففي كل مدينة كان له موطئ قدم حتى وصلت أخبار بطولاته إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي، فأرسل إليه في الأشهر الأخيرة من العام الأول للغزو الصليبي، فدعاه إلى الانضمام إليه، فوافق على الفور ولم يتردد، بل قال: «عن مثل أبي مصعب كنا نبحث»، فأصبح عضوا في مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد وأميرها العسكري لفترة طويلة، فكان خير جندي لخير أمير، واضعا بين يدي شيخه كل إمكانياته، فبات لأمير الاستشهاديين الشيخ أبي مصعب الزرقاوي -رحمه الله- الكلمة الفصل في المناطق التي ينشط فيها أبو محمد اللبناني ورفاقه.

أخذ المجاهد الهمام يصول ويجول في المنطقة الغربية والفلوجة وبغداد والموصل، وصَحِبه المجاهد مناف الراوي، تقبله الله، كما عمل على إدخال عشرات المهاجرين لأراضي الجهاد، وأمسى الأسد الهصور في أوار المعارك رقما صعبا، وكان من أوائل الإخوة الذين التقى بهم الشيخ أبو محمد العدناني -حفظه الله- لدى دخوله أرض الرافدين، وكان الشيخ العدناني كثيرا ما يُثني عليه ويصفه بأحسن الأوصاف.

قصص جهاده غزيرة وأكثر من أن تعد أو تحصى في سطور، فما كان يدخل عملية إلا ويبايع إخوانه على الموت، وما تخلف عن غزوة خطط لها، بل تجده في مقدمة الصفوف، وكان له دور بارز في إشغال العدو في بغداد وغيرها أثناء معارك الفلوجة الأولى، ويشهد له شارع حيفا بالإقدام الذي لا نظير له.

كان الشيخ أبو مصعب كثيرا ما يطلب منه أن يأتيه بأسرى أمريكيين، لما لذلك من تأثير كبير على الصليبيين، فحاول مرة مع مجموعة من المجاهدين قطع طريق مطار بغداد، وتحديدا على مقربة من جسر العامرية، وكان هناك رتل يضم مجموعة سيارات رباعية الدفع تابعة لـ«الاستخبارات الأمريكية CIA»، فاشتبك معهم، ولم يتمكن من أسر أحد منهم، لأنه اضطر لقتلهم جميعا نتيجة شدة المعركة.

وبقي يترصد الصليبيين حتى حصل على معلومات تفيد بوجود وكر لهم في حي المنصور في بغداد فيه ثلاثة أمريكيين وبريطاني يعملون في الدعم اللوجستي للجيش الأمريكي، وضع أبو محمد اللبناني خطة الهجوم النوعية عليهم بهدف أسرهم، وبعد أيام من المراقبة والاستطلاع تم الهجوم على الوكر ليتمكن المهاجمون، وعلى رأسهم أبو محمد، من أسر الأمريكيين الثلاثة والبريطاني لينطلق بهم عائدا إلى الفلوجة.

وحينما وصل بهم إلى الفلوجة وجد إخوانه المجاهدين، وفي مقدمتهم الشيخ أبو أنس الشامي، تقبله الله، وقد تجهزوا لغزوة (سجن أبو غريب)، فقرر مشاركتهم الغزوة، فأكثر ما كان يؤلمه الأسرى والأسيرات في سجون الصليبيين، لكن الله -عز وجل- شاء أن يسقط هذا الليث صريعا بقصف عنيف وهو يسعى لفكاك الأسرى، إلى جانب مقتل ثلة أخرى من أسود الجهاد، بينهم الشيخ المجاهد أبو أنس الشامي، تقبله الله، لتنتهي رحلة أبي محمد اللبناني في هذه الحياة، وليكمل المسيرة من بعده رجال ما هانوا ولا استكانوا، عاهدوا الله أن يسيروا على الطريق ذاته الذي سلكه قبلهم.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

قصة شهيد:
رفيق درب الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
أبو محمد اللبناني.. تقبلهما الله
...المزيد

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً • لعشرات السنين هيمنت قضية فلسطين واحتلال اليهود لها على مجمل حياة ...

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً

• لعشرات السنين هيمنت قضية فلسطين واحتلال اليهود لها على مجمل حياة المسلمين في كل أنحاء العالم، فغلا فيها الغالون، وتاجر بها المتاجرون، حتى راج عند معظم الناس أن فلسطين هي قضية الإسلام الأولى، بعدما أعلن القوميون أنها قضية العرب الأولى، فلا يصح أن تطرح أي قضية أخرى ما لم تحرر فلسطين، لكي لا تتشتت الجهود وتضيع الإمكانيات، بل ولا يصح في نظر الكثيرين أي جهاد ما لم يكن في فلسطين، وبات دعاة الفتنة وعلماء السلاطين في كل مكان يستنكرون على المجاهدين في كل الساحات، ويلبسون على الجهلة بالسؤال: لماذا لا يجاهد هؤلاء في فلسطين؟

وتعدى الأمر بهؤلاء المنحرفين ليدخل في باب الولاء والبراء، إذ لم يعد هناك عدو للأمة المسلمة غير اليهود المحتلين لفلسطين، وحتى من أراد أن يوسع الدائرة لتشمل الصليبيين النصارى، انحرف عن الشريعة بإعلانه أن السبب الوحيد لعدائه لهم هو دعمهم لليهود، ولا عدو من الطواغيت إلا من صالح اليهود، أو تحالف معهم.

ومن جانب آخر صار كل من يعادي الدولة اليهودية بطلا محبوبا ترفع راياته، وتعلق صوره، بغض النظر عن دينه وعقيدته، وبهذا تعلقت قلوب الناس بالشيوعيين من أمثال مقاتلي الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحلفائهم من الحركات الماركسية العالمية لفترة من الزمن، ومُجّدوا، وسُمّي قتلاهم شهداء، رغم أنهم ملاحدة كفار، لا يؤمنون بالله ربّا، ولا بالإسلام دينا، ولا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولا، ولكن كان يكفي عند أصحاب «قضية العرب الأولى» أنهم يقاتلون اليهود في فلسطين.

ثم تعلقت قلوبهم بالروافض الأنجاس من أمثال حزب اللات، وحركة أمل، لقتالهم لليهود في جنوب لبنان في السنوات الماضية، حتى وصل الأمر بالناس في حرب عام «2006» المعروفة بحرب تموز أن ارتفعت رايات الرافضة، وصور المرتد حسن نصر اللات في منازل الملايين من الناس.

وعلاوة على ذلك تعلقت قلوب عشرات الملايين من الناس بشرار الطواغيت العرب من أمثال جمال عبد الناصر، وحافظ الأسد، ومعمر القذافي، وصدام حسين، بسبب متاجرتهم بقضية فلسطين، وبيعهم الأوهام للمتعلقين بهم من خلال الخطابات الحماسية عن إلقاء اليهود في البحر، أو إحراق دولتهم بالصواريخ.

- الأحزاب المنحرفة

قضية المتاجرة بفلسطين تعدّت القوميين واليساريين والرافضة، حيث دخلت منذ زمن في صلب مناهج العمل للأحزاب والفصائل والجماعات التي تنتسب كذبا للإسلام، باعتبارها وسيلة لحشد الناس، وتوحيد الصف، حيث لم يجدوا في الساحة أمامهم قضية يُجمع عليها الناس غير قضية فلسطين التي تاجر بها الجميع دون استثناء، واستسهلوا بناء مناهجهم الحركية على أساس «قضية فلسطين» الذي أشرف على بنائه القوميون لعقود، وذلك لما وجدوه من بُعد للناس عن الدين، فسولت لهم أنفسهم أن يجمعوا الناس حولهم على هذا الأصل الفاسد وينطلقوا بهم -بزعمهم- لتحقيق الأهداف المعلنة لجماعاتهم في إقامة الدين وتطبيق الشريعة، دون أن يلتفتوا لاختلاف طبائع الناس ممن تجذبه الدعوات لاستنقاذ فلسطين وأنهم خليط من المسلمين والكفرة، من القوميين واليساريين، والنصارى، فهل يمكن أن يتم حشد هؤلاء جميعا لإنجاح أي مشروع «إسلامي» حقيقي؟.

وبعدما يقارب سبعة عقود من الشعارات الفارغة، لا زالت فلسطين تحت حكم اليهود، ولا زال الرافضة وحلفاؤهم من الأحزاب الضالة يتاجرون بالقضية، بعد أن انقسمت فلسطين القديمة إلى ثلاثة أقسام، كل منها يحكم بحكومة طاغوتية تزعم العداء للأخرى.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً
...المزيد

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً - الجهاد لاستنقاذ بيت المقدس يخضع لضوابط الشريعة • إن وضع قضية ...

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً

- الجهاد لاستنقاذ بيت المقدس يخضع لضوابط الشريعة

• إن وضع قضية فلسطين في إطارها الشرعي الصحيح، وكسر وثن «قضية المسلمين الأولى» الذي تم تعبيد الناس له لعقود، يجب أن يكون الأساس الذي ينبني أي عمل حقيقي باتجاه تلك البقعة المباركة من الأرض.

فقضية المسلمين الأولى هي إقامة التوحيد، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، ولأجلها أرسل الله الرسل وشرع الجهاد، لتطهير كل الأرض من الشرك، وتعبيدهم لرب العالمين عز وجل، كما قال تعالى: {وقاتلوهم حتىٰ لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله}، وينطبق على بيت المقدس وأكنافها في ذلك ما ينطبق على باقي الأرض، بل إن الجهاد لاستنقاذ بيت المقدس من أيدي اليهود لا يجوز إلا إذا كان في سبيل إزالة حكم الطاغوت عنها، وإقامة الدين فيها كاملا غير منقوص، أما أن يستبدل بحكم اليهود، حكم الطواغيت من أمثال من يحكم حاليا في غزة والضفة الغربية، فالجهاد في سبيل ذلك باطل، وهو قتال في سبيل الطاغوت، لا جهاد في سبيل الله.

ولو نظرنا إلى واقع الأرض اليوم لوجدناها تحكم كلها بالشرك وقوانينه، خلا بقاعا منها مكن الله الدولة الإسلامية من إقامة الدين فيها، والجهاد لدفع الكفار عن أراضي المسلمين المغصوبة واجب على المسلمين، ومنها بيت المقدس وأكنافها، وأرض الحرمين، وباقي ديار المسلمين، وبالتالي يتساوى الحكم على الجهاد في فلسطين مع غيره دون تمييز، ولو كان فضل الأرض يقدم خيار الجهاد فيها، فالجهاد لاستنقاذ مكة والمدينة من أيدي الطواغيت من آل سعود مقدم ولا شك على سائر بقاع الأرض.

ومن باب آخر فإن الله عز وجل أمر عباده أن يقاتلوا المشركين كلهم، دون استثناء لبعضهم دون بعض، أو تخصيصه ببعضهم دون بعض، فقال تعالى: {وقاتلوا المشركين كافةً كما يقاتلونكم كافةً واعلموا أن الله مع المتقين}، فما الذي أعطى لليهود الميزة من بين كل أصناف المشركين كي يحصر المنحرفون الجهاد بهم دون غيرهم، فالطواغيت المرتدون الحاكمون لديار الإسلام أشد كفرا منهم، وقتالهم مقدم على قتال المشركين الأصليين، فالجهاد المشروع يكون بقتال اليهود في فلسطين وبقتال الطواغيت وأتباعهم من المرتدين في كل مكان في الوقت نفسه، وكذلك الصليبيين، وكل المشركين في العالم، أما حصر الجهاد باليهود فقط فهو تبديل لشرع الله، واتباع لأهواء الطواغيت الذين يريدون منع المسلمين من جهاد المشركين والمرتدين في البلدان التي يحكمونها.

وكذلك فإن الله تعالى أمر المؤمنين أن يتوجهوا في جهادهم إلى الأقرب إليهم من الكفار، في إطار قتالهم للمشركين كافة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}، وبالتالي فإن على المسلمين في كل مكان أن يقاتل كل منهم الأقرب إليه من الكفار، فيبدأ المسلمون تحت حكم اليهود بقتالهم، ويبدأ أهل الشام بقتال الطاغوت النصيري وغيره من أصناف المرتدين كالصحوات والـ PKK، ويبدأ المسلمون في العراق بقتال مرتدي الرافضة والبيشمركة والصحوات، والمسلمون في مصر وسيناء بقتال الطاغوت الحاكم لمصر، وهكذا في كل ديار الإسلام، حتى إذا انتهى المسلمون في أي قطر من الأقطار من قتال الكفار الذين يلونهم وأخضعوا أرضهم لحكم الله، انتقلوا إلى الكفار الذين يلونهم، وهكذا حتى تطهر الأرض من الشرك والكفر.

وتتأكد هذه الحقيقة إذا أخذنا بالحسبان أن الطواغيت في جوار بيت المقدس، يشكلون هم وجيوشهم خط الدفاع الأول عن دولة يهود، وبالتالي لا يمكن بحال التوصل إلى قتال اليهود إلا بالتخلص من هؤلاء الطواغيت وإزالة حكمهم، وتدمير جيوشهم، وبالتالي الوصول إلى تخوم دولة اليهود والاشتباك مع جيشهم بشكل مباشر.

إن الجهاد لاستنقاذ بيت المقدس وأكنافه من أيدي اليهود والذي نسأل الله أن يكون قريبا، هو مسألة شرعية، تخضع لضوابط الشريعة في كل أجزائها، ولا يصح بحال أن يغلو أحد فيها فيرفعها فوق توحيد الله، مثلما لا يصح أن يتهاون فيها أحد ممن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا، فهو واجب شرعي، يجب على كل المسلمين العمل عليه، لكونه من ديار المسلمين التي استولى عليه الكفار اليهود، وحولوه إلى دار حرب، وحكموه بشريعة الطاغوت، ومنعوا فيه شعائر الإسلام، وقتلوا المسلمين، ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من أرضهم، فقتال هؤلاء اليهود واجب على كل مسلم، ولكن هذا الواجب أوكد على أهل بيت المقدس لكونهم أقرب إليهم، على أن تكون غاية هذا القتال هي إقامة دين الله لا مجرد استعادة الأرض والمال، أو لمجرد الثأر من اليهود على جرائمهم طيلة العقود الماضية، وواجب على كل المسلمين في العالم إعانتهم في ذلك بما يستطيعون إيصاله إليهم من المال والرجال، وكذلك التخفيف عنهم، والنكاية في عدوهم عن طريق استهداف اليهود وحلفائهم أينما ثقفوهم، وقتلهم، وإتلاف أموالهم، وتعطيل مصالحهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً
...المزيد

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً • ولو نظرنا إلى واقع الأرض اليوم لوجدناها تحكم كلها بالشرك ...

بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً

• ولو نظرنا إلى واقع الأرض اليوم لوجدناها تحكم كلها بالشرك وقوانينه، خلا بقاعا منها مكن الله الدولة الإسلامية من إقامة الدين فيها، والجهاد لدفع الكفار عن أراضي المسلمين المغصوبة واجب على المسلمين، ومنها بيت المقدس وأكنافها، وأرض الحرمين، وباقي ديار المسلمين، وبالتالي يتساوى الحكم على الجهاد في فلسطين مع غيره دون تمييز، ولو كان فضل الأرض يقدم خيار الجهاد فيها، فالجهاد لاستنقاذ مكة والمدينة من أيدي الطواغيت من آل سعود مقدم ولا شك على سائر بقاع الأرض.

ومن باب آخر فإن الله عز وجل أمر عباده أن يقاتلوا المشركين كلهم، دون استثناء لبعضهم دون بعض، أو تخصيصه ببعضهم دون بعض، فقال تعالى: {وقاتلوا المشركين كافةً كما يقاتلونكم كافةً واعلموا أن الله مع المتقين}، فما الذي أعطى لليهود الميزة من بين كل أصناف المشركين كي يحصر المنحرفون الجهاد بهم دون غيرهم، فالطواغيت المرتدون الحاكمون لديار الإسلام أشد كفرا منهم، وقتالهم مقدم على قتال المشركين الأصليين، فالجهاد المشروع يكون بقتال اليهود في فلسطين وبقتال الطواغيت وأتباعهم من المرتدين في كل مكان في الوقت نفسه، وكذلك الصليبيين، وكل المشركين في العالم، أما حصر الجهاد باليهود فقط فهو تبديل لشرع الله، واتباع لأهواء الطواغيت الذين يريدون منع المسلمين من جهاد المشركين والمرتدين في البلدان التي يحكمونها.

وكذلك فإن الله تعالى أمر المؤمنين أن يتوجهوا في جهادهم إلى الأقرب إليهم من الكفار، في إطار قتالهم للمشركين كافة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}، وبالتالي فإن على المسلمين في كل مكان أن يقاتل كل منهم الأقرب إليه من الكفار، فيبدأ المسلمون تحت حكم اليهود بقتالهم، ويبدأ أهل الشام بقتال الطاغوت النصيري وغيره من أصناف المرتدين كالصحوات والـ PKK، ويبدأ المسلمون في العراق بقتال مرتدي الرافضة والبيشمركة والصحوات، والمسلمون في مصر وسيناء بقتال الطاغوت الحاكم لمصر، وهكذا في كل ديار الإسلام، حتى إذا انتهى المسلمون في أي قطر من الأقطار من قتال الكفار الذين يلونهم وأخضعوا أرضهم لحكم الله، انتقلوا إلى الكفار الذين يلونهم، وهكذا حتى تطهر الأرض من الشرك والكفر.

وتتأكد هذه الحقيقة إذا أخذنا بالحسبان أن الطواغيت في جوار بيت المقدس، يشكلون هم وجيوشهم خط الدفاع الأول عن دولة يهود، وبالتالي لا يمكن بحال التوصل إلى قتال اليهود إلا بالتخلص من هؤلاء الطواغيت وإزالة حكمهم، وتدمير جيوشهم، وبالتالي الوصول إلى تخوم دولة اليهود والاشتباك مع جيشهم بشكل مباشر.

إن الجهاد لاستنقاذ بيت المقدس وأكنافه من أيدي اليهود والذي نسأل الله أن يكون قريبا، هو مسألة شرعية، تخضع لضوابط الشريعة في كل أجزائها، ولا يصح بحال أن يغلو أحد فيها فيرفعها فوق توحيد الله، مثلما لا يصح أن يتهاون فيها أحد ممن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا، فهو واجب شرعي، يجب على كل المسلمين العمل عليه، لكونه من ديار المسلمين التي استولى عليه الكفار اليهود، وحولوه إلى دار حرب، وحكموه بشريعة الطاغوت، ومنعوا فيه شعائر الإسلام، وقتلوا المسلمين، ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من أرضهم، فقتال هؤلاء اليهود واجب على كل مسلم، ولكن هذا الواجب أوكد على أهل بيت المقدس لكونهم أقرب إليهم، على أن تكون غاية هذا القتال هي إقامة دين الله لا مجرد استعادة الأرض والمال، أو لمجرد الثأر من اليهود على جرائمهم طيلة العقود الماضية، وواجب على كل المسلمين في العالم إعانتهم في ذلك بما يستطيعون إيصاله إليهم من المال والرجال، وكذلك التخفيف عنهم، والنكاية في عدوهم عن طريق استهداف اليهود وحلفائهم أينما ثقفوهم، وقتلهم، وإتلاف أموالهم، وتعطيل مصالحهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

والجهاد لاستنقاذ بيت المقدس من أيدي اليهود لا يبرر الانتساب إلى الفصائل والأحزاب المرتدة، مثل حزب اللات الرافضي، وحركة «الجهاد الإسلامي» المرتبطة بها، أو الحركات العلمانية والشيوعية، كحركة فتح والجبهتين الشعبية والديموقراطية، ولا الحركات المنتسبة للإسلام اسما، الممتنعة عن تنفيذ شرع الله حكما، المطبقة لشرك الديموقراطية واقعا كحركة حماس المرتدة.

فقتال الكفار تحت راية كفرية لا يجوز بحال، وإنما يجاهد المسلم تحت راية جماعة المسلمين فإن لم يستطع الالتحاق بالخلافة، فبيعتها وجهاده وحده أبرّ له عند الله من أن يهلك نفسه في سبيل إزالة حكم اليهود وإحلال حكم الأحزاب والفصائل الطاغوتية المرتدة.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
بيت المقدس.. قضية شرعية أولاً
...المزيد

سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت» • تعرضنا في الأعداد الأربع الماضية، إلى صور مشرقة من ...

سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»

• تعرضنا في الأعداد الأربع الماضية، إلى صور مشرقة من تاريخ المرابطين، وأميرهم الصالح يوسف بن تاشفين رحمه الله، وصور قاتمة لملوك الطوائف الخونة، الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، فلا دين الله أقاموا، ولا على نعيمهم داموا، فنالوا عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة، ورأينا كيف أن ابن تاشفين وهو في عز انتصاره وأوج قوته، سارع إلى بيعة الخليفة القرشي، رغبة منه في توحيد كلمة المسلمين ولمّ شملهم.

سار علي بن يوسف بن تاشفين -رحمه الله- على نهج والده في الحكم، عُرف عنه حبه للعلم والعلماء، وانغماسه فكي الطاعات والعبادات، إلى درجة إهماله أمور الحكم آخر عهده، فتولى شؤون المسلمين يومئذٍ أمراء وولاة على غير نهج المرابطين الأول، الذي ارتكز على العقيدة السلفية والمداومة على جهاد الصليبيين والخونة ومنازلتهم.

فتفشت مظاهر الانحلال والمجون بين الأمراء والولاة أواخر عهد علي بن يوسف -رحمهما الله- فكفّوا عن قتال النصارى في الأندلس، واستطابوا القعود والطرب والأُنْس، واستمتعوا بالملذات والشهوات المحرمة، فجرت في دولة المرابطين سنن الله، فاستبدلهم -عز وجل- حين حادوا عن المنهج المستقيم، بعد أن نصرهم بالأمس ومكنهم حين لزموا دينه وشرعه، وعظَّموا شعائره، ووقفوا عند حدوده.

هي سنة الله عز وجل، ولن تجد لسنة الله تبديلا: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].

وقد دمّر الله عز وجل ملوك الطوائف في الأندلس، فجعلهم بين سجين وقتيل وشريد، ولم تغن عنهم حصونهم ولا قلاعهم.

لم تقتصر مظاهر السفور والمجون على قصور الأمراء والولاة فحسب، بل تفشت في سائر فئات المجتمع، فزاد الاختلاط بين الرجال والنساء، وخرجت النساء إلى الشوارع سافرات الوجه، وراج الخمر، ولُعب القمار، وعادت البدع، بعد أن قمعها يوسف بن تاشفين وابنه علي من قبل.

وشيوع المنكرات والمعاصي، كان من أهم أسباب سقوط الدولة المرابطية، إضافة إلى نشوب اضطرابات وحركات تمرد في عدة مدن، كفاس وقرطبة، ساهمت هي الأخرى في إضعاف الدولة، وزوال هيبتها.

كما أن فقدان الدولة المرابطية كثيرا من شيوخها وعلمائها، كان له دور في سقوطها، فمن الأخطاء القاتلة لدولة المرابطين، أن الشيوخ الربانيين الذين كانوا يتقدمون الصفوف في غزوات ابن تاشفين، لم تنشر أفكارهم ومبادئهم في الجيل الذي تلاهم، وأهملت الدعوة، فكان جيل المرابطين الثاني -أواخر عهد علي بن يوسف- على النقيض من الجيل الأول، وهذا دَرْس مهم للمسلمين اليوم، فتوريث العقيدة الصحيحة والمنهج الصافي للجيل الناشئ من أهم الواجبات وأعظمها، لضمان الاستمرارية على النهج النبوي القويم.

الأزمات الاقتصادية التي مرت منها دولة المرابطين كانت أيضا سببا في انهيارها، كانحباس المطر والجفاف وهجمات أسراب الجراد على المحاصيل الزراعية وانتشار الأوبئة، إلا أن هذه المظاهر كلها لا يمكن عزلها عن السياق العام الذي كانت تعيشه الدولة، فما الأزمات والقلاقل والمشاكل إلا عقوبات ربانية لأولئك الذين انشغلوا بالملذات، وتركوا طريق الحق الذي ليس بعده إلا الضلال.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس بخمس، ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأُخِذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر)، فهذه خمس سنن إلهية ثابتة لا تتغير.

أما السبب المباشر لانهيار الدولة المرابطية، فكان ظهور دعوة محمد بن تومرت الذي تمرد على المرابطين، متسترا بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، متقمصا دور المصلح، إلا أن حقيقة دعوته هي طمع في السلطة، ورغبة منه في نشر عقيدته الأشعرية الضالة.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

من التاريخ:
سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»
...المزيد

سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت» - ابن تومرت، يبيح الكذب لنفسه، ويستبيح دماء المسلمين ...

سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»

- ابن تومرت، يبيح الكذب لنفسه، ويستبيح دماء المسلمين لنشر عقيدته وبدعه.

• عاد ابن تومرت إلى المغرب سنة 514 هـ حيث أقام في قرية تينمل بجبال الأطلس، فبدأ يدعو الناس إلى العقيدة الأشعرية الضالة، وادّعى أيضا العصمة لنفسه وأنه المهدي المنتظر، ولقب نفسه «المهدي بن تومرت»، وسمى جماعته «الموحدين»، تعريضا باسم المرابطين الذي اتهمهم بـ «التجسيم»، وعطّل ابن تومرت أسماء الله الحسنى وصفاته، كما ادعى أنه من سلالة الحسين بن علي رضي الله عنهما، مع كونه أعجميا من قبيلة صنهاجة البربرية.

وأظهر ابن تومرت بعد أن قويت شوكته، موقفه من دولة المرابطين وعقيدتها السلفية، حين وصفهم بالـ «مجسّمة» والمنافقين، وأفتى بكفرهم، واستحل دماءهم، وأقنع أتباعه أن قتال المرابطين خير من قتال النصارى والمجوس، كونهم «مجسّمة»، على عادة المبتدعة من معطلي الصفات في تشويه عقيدة أهل السنة، إنما كانت عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي إثبات أسماء الله وصفاته.

قال ابن تومرت في كتابه «أعز ما يطلب»: «لا يصح قيام الحق في الدنيا إلا بوجوب اعتقاد الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، ولا يكون الإمام إلا معصوما ليهدم الباطل، وإن الإيمان بالمهدي واجب، وإن من شك فيه كافر، وإنه معصوم فيما دعا إليه من الحق، وإنه لا يكابَر ولا يضاد ولا يدافَع ولا يعانَد ولا يخالَف ولا ينازَع، وأنه فرد في زمانه، صادق في قوله، وإن أمره قائم إلى قيام الساعة».

ابتدع ابن تومرت ما أسماه «التمييز» بين أهل الجنة والنار، فاستعان ابن تومرت برجل على شاكلته يُسمَّى أبا عبد الله الونشريسي وكان يُلقبه بالبشير لخداع الناس وإضلالهم، وقد طلب ابن تومرت من الونشريسي أن يخفي علمه وحفظه القرآن ويظهر أمام القبائل كأنه مجنون يسيل لعابه.

قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» وابن الأثير في «الكامل»: فلما كان عام تسعة عشر وخمسمائة، خرج يوما، فقال: تعلمون أن البشير -يريد الونشريسي- رجل أميّ، ولا يثبت على دابة، فقد جعله الله مبشرا لكم، مُطَّلعا على أسراركم، وهو آية لكم، قد حفظ القرآن والموطأ في ليلة، وتعلم الركوب، وقال: اقرأ، فقرأ من القرآن ما سألوه، وركب حصانا وساقه، فقال ابن تومرت: نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في هذه الأمة محدثين، وإن عمر منهم»، وقد صَحِبَنَا أقوام أطلعه الله على سرِّهم، ولا بد من النظر في أمرهم، وتيمم العدل فيهم، ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعا للمهدي فليأت، فأقبلوا يهرعون، فكانوا يُعرضون على البشير، فيُخْرِج قوما على يمينه، ويعدهم من أهل الجنة، وقوما على يساره، فيقول: هؤلاء شاكّون في الأمر، وهم يعلمون أن مآلهم القتل، فلا يفرّ منهم أحد، وإذا تجمع منهم عدد قَتَلهم ورماهم من الجبال».

وقد عمد ابن تومرت إلى هذه الحيلة للخلاص من خصومه، وممّن يشك أنهم يشكلون خطرا على دعوته ودويلته، فإن كان هذا حاله مع أتباعه، فكيف الأمر بخصومه؟ وقد سجل التاريخ تورط ابن تومرت بقتل عشرات الآلاف من المسلمين.

في سنة 541 هـ دخلت قوات «الموحدين» بقيادة عبد المؤمن بن علي مدينة مراكش، فاستباحوها وقتلوا أهلها، كما كانت عادة هذه الدولة الأشعرية الضالة، وقتلوا كل من ينتمي إلى قبيلة لمتونة، قبيلة المرابطين.

لما بدَّل أواخر سلاطين المرابطين وغيروا، استبدلهم الله، سنة الله التي لا تتحول.

كانت دعوة ابن تومرت دعوة تدميرية، قامت على أطماع دنيوية بحتة، بنت أسسها على جماجم المسلمين، واستندت إلى الكذب والتحايل وادعاء المهدوية والعصمة، ارتكزت على قبائل بربرية جاهلة بأمور دينها، «صائمة عن علوم الشريعة» كما وصفها بعض المؤرخين، فكان من نتائج تمرد ابن تومرت توقف جهاد المرابطين في الأندلس، وسحبهم خيرة جنودهم وقادتهم لرد عادية المتمردين، مما أدى لسقوط مدن وقرى أندلسية كثيرة بيد النصارى، كما أن ابن تومرت وخلفاءه من بعده فرضوا العقيدة الأشعرية على أهل المغرب بالحديد والنار، وكفّروا وقتلوا من يقول بغيرها، ولا زالت الأشعرية منتشرة بين طبقة أدعياء العلم في المغرب، والله المستعان.

فهذا التاريخ، وذي دروسه، فهل من معتبر؟ هذا وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

من التاريخ:
سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»
...المزيد

وجوب صلاة الجماعة ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها • الحمد لله ذي الإنعام، والصلاة ...

وجوب صلاة الجماعة ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها

• الحمد لله ذي الإنعام، والصلاة والسلام على خير الأنام، وعلى آله وصحبه الكرام، أما بعد:

فلقد أكثر سبحانه من ذكر الصلاة في كتابه الكريم، وعظم شأنها، وأمر بالمحافظة عليها وأدائها في الجماعة، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة معلومة، فالواجب على كل مسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يقيمها كما أمر الله بها، وأن يؤديها مع إخوانه المسلمين جماعة، ولا يقدم عليها أمور الدنيا ومشاغل الحياة.

- إغلاق المحلات التجارية وقت صلاة الفريضة:

ومن هنا كان أول واجبات الإمام إقام الصلاة وأمر الناس بها، قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41]، وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته) [متفق عليه].

لذا عمد المجاهدون في الدولة الإسلامية إلى إلزام الرعية بالصلاة في جماعة، والأمر بإغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة، ذلك لأن صلاة الجماعة واجبة على الرجال، وشهودها لا يتحقق لأصحاب المحلات التجارية إلا بإغلاقها، و(ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).

قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 36-37].

قال ابن كثير: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}: هي المساجد، أمر الله ببنائها ورفعها، وأمر بعمارتها وتطهيرها. {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}: يتلى فيها كتابه. {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}: التسبيح هو الصلاة، ويعني بالغدو: صلاة الغداة، وهي صلاة الفجر، ويعني بالآصال: صلاة العصر، وهما أول ما افترض الله من الصلاة، فأحب -سبحانه- أن يذكرهما وأن يذكر بهما عباده. {رِجَالٌ} فيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية، التي بها صاروا عُمّارا للمساجد. {لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}: لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وربحها عن ذكر ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم. {وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}: قال هشيم: عن سيار قال: «حدثت عن ابن مسعود أنه رأى قوما من أهل السوق، حيث نودي بالصلاة، تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة، فقال عبد الله: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}»، وهكذا روى عمرو بن دينار القهرماني عن سالم عن عبد الله بن عمر: «أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد، فقال ابن عمر: فيهم نزلت: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}»، وقال عمرو بن دينار الأعور: «كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد، فمررنا بسوق المدينة وقد قاموا إلى الصلاة وخمروا متاعهم، فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد، فتلا سالم هذه الآية: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} ثم قال: هم هؤلاء»، وكذا قال سعيد والضحاك: «لا تلهيهم التجارة والبيع أن يأتوا الصلاة في وقتها»، وقال الوراق: «كانوا يبيعون ويشترون، ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه، وأقبل إلى الصلاة»، وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: «{لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}: عن الصلاة المكتوبة»، وقال السدي: «عن الصلاة في جماعة»، وعن مقاتل بن حيان: «لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة، وأن يقيموها كما أمرهم الله، وأن يحافظوا على مواقيتها».


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
وجوب صلاة الجماعة
ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها
...المزيد

- وجوب صلاة الجمعة: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ ...

- وجوب صلاة الجمعة:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 9-11].

قال القرطبي في تفسيره: «قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} منع الله عز وجل منه عند صلاة الجمعة، وحرمه في وقتها على من كان مخاطبا بفرضها، والبيع لا يخلو عن شراء فاكتفى بذكر أحدهما، كقوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، وخص البيع لأنه أكثر ما يشتغل به أصحاب الأسواق».

ثم قال: «وفي وقت التحريم قولان: إنه من بعد الزوال إلى الفراغ منها، قاله الضحاك والحسن وعطاء، الثاني: من وقت أذان الخطبة إلى وقت الصلاة».

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على أعواد منبره: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)، وعند ابن ماجه بلفظ: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات...) الحديث.

وعن أبي الجعد الضمري -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه) [رواه أحمد والأربعة، وحسنه الترمذي].

- عواقب عدم شهود صلاة الجماعة:

إن المعصية بريد المعصية، وما من سيئة إلا وتدل على أختها، ولذا فإن لترك صلاة الجماعة عواقب كثيرة؛ منها:

أولا: غضب الله وعدم رضاه: قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، قال الطبري في تفسيره: «قال بعضهم: عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها».

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ناسا في بعض الصلوات، فقال: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم) [متفق عليه].

ثانيا: تفويت الأجر: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) [متفق عليه].

ثالثا: الاتصاف بصفة من صفات المنافقين: عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلِم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة»، كما قال -رضي الله عنه- أيضا: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه» [رواهما مسلم].

رابعا: التشبه بالنساء: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها) [رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
وجوب صلاة الجماعة
ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها
...المزيد

- وجوب صلاة الجماعة: قال تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ ...

- وجوب صلاة الجماعة:

قال تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} [النساء: 102].

فلم يأذن الله سبحانه بترك الجماعة للمجاهدين حال قتالهم للكافرين، فكيف يؤذن للقاعد بتركها انشغالا بالمحلات والدكاكين؟!

وأوجب سبحانه أداء الصلاة في الجماعة في حال الحرب فكيف بحال السلم؟! ولو كان أحد يسامح في ترك الصلاة في جماعة، لكان المصافّون للعدو المهدَّدون بهجومه عليهم أولى بأن يسمح لهم في ترك الجماعة، فلما لم يقع ذلك؛ عُلم أن أداء الصلاة في جماعة من أهم الواجبات، وأنه لا يجوز لأحد التخلف عنها.

وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، فكما أمرنا الله سبحانه بإقام الصلاة في قوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}، فكذا قد أمرنا الله تعالى بأدائها جماعة كما في قوله: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}.

وعن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحيما رقيقا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى النبيَ -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسولَ الله أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى، دعاه، فقال: (هل تسمع النداء بالصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب) [رواه مسلم]، قال ابن قدامة المقدسي: «وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا له، فغيره أولى» [المغني].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له، إلا من عذر) [رواه ابن ماجه، وصححه الحاكم].

قال ابن قدامة المقدسي: «الجماعة واجبة للصلوات الخمس، روي نحو ذلك عن ابن مسعود وأبي موسى، وبه قال عطاء والأوزاعي وأبو ثور» [المغني].

وبوب البخاري في صحيحه فقال: «باب وجوب صلاة الجماعة»


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
وجوب صلاة الجماعة
ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها
...المزيد

فضائل القرآن (6) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين • وقوله تعالى: ...

فضائل القرآن

(6) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين

• وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ} الآية، وقوله عز وجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الآية.

• عن أسماء أن رسول الله ﷺ قال: "إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم [فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء] فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا.

• وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ".أخرجاه. وفي حديث البراء في الصحيح: "أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"

فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب
...المزيد

لن ننحني، لن ننثني وسنظهرُ وستظلُ جيوشُنا في كل الثغور لمعاقل الكُفرِ الأثيم تُفجِرُ، لن ننحني، ...

لن ننحني، لن ننثني وسنظهرُ وستظلُ جيوشُنا في كل الثغور لمعاقل الكُفرِ الأثيم تُفجِرُ، لن ننحني، ولنضربنَّ رِقاب كُّلَّ طُغاتِه لن يسلموا حتى المسيح الأعورُ

مقتطف من إصدار "سبايكـر" [وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ] ...المزيد

جنود الخلافة يتصدون للزحف الشيطاني الرافضي على بلدان المسلمين فالخطر الرافضي اليوم يجتاح عواصم ...

جنود الخلافة يتصدون للزحف الشيطاني الرافضي على بلدان المسلمين

فالخطر الرافضي اليوم يجتاح عواصم أهل السنة ويبذر بذوره الشرڪية في أرضهم ويغرس مخالبه الكفرية في بلادهم، وينشر فتنته بين أبنائهم، وكفى به خطرا وفتنة أنه اخترق فلسطين عبر وكلاء إيران وبيادقها، وها هو يحوم حول جزيرة العرب مهبط الوحي بل يخترقها من جهة عُمان والبحرين واليمن، ولن يتوقف حتى يُدنس الحَرم وينتهك الحُرم! ولات ساعة مندم.

ولله ثم للتاريخ فإن الدولة الإسلامية وحدها من تصدت لهذا الزحف الشيطاني الرافضي على بلدان المسلمين منذ البداية قولا وعملا، ولم تدخر وسعا في حربه بالسنان واللسان، في الوقت الذي تمدّ له الحركات والأحزاب المرتدة أيادي الوصل والولاء على حساب أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين ودماء المسلمين وديارهم ومقدساتهم في أسوأ مفارقة وهدم للولاء والبراء عرفه التاريخ الإسلامي المعاصر، ولاء لمن يتهمون أمهات المؤمنين بالفاحشة! ويحتفلون بسبّ أبي بكر وعمر رضي الله عنهم, وغضب على الرافضة ومن شايعهم.

صحيفة النبأ العدد 452
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً