مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن ...

مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام


ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن غزوة واسعة المدى يشارك فيها جنودها من كل الولايات، وتُستهدف فيها كل طوائف الشرك والردة التي تطالها أيدي المجاهدين، بفضل من الله تعالى وتوفيق منه، ولكنها الغزوة الأولى من هذا النوع بعد إعلان طاغوت أمريكا حسم المعركة ضد الدولة الإسلامية في الباغوز.

وبالرغم من أهمية الخسائر التي وقعت في صفوف أعداء الله تعالى في غزوة الثأر لولاية الشام، فإن جوانب أخرى أبرزتها هذه الغزوة المباركة لا تقل في أهميتها عن النكاية بالمشركين والتي لم تتوقف -بحمد الله- ولن تتوقف حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لرب العالمين.

ومن أهم هذه الفوائد، إبراز ثمرة اجتماع المسلمين في كل مكان تحت إمرة إمام واحد، تطيعه جماعة المسلمين كلها في المعروف، في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وكذلك تنبيه الناس إلى الأسلوب الصحيح لنصرة المسلمين فيما يتعرضون له من ابتلاءات، بالإضافة إلى أنها زادت من خيبة الصليبيين وأوليائهم المرتدين بعد كل هذه الحرب الطاحنة بأن يروا من جديد جنود الخلافة ينكلون في أعدائهم، ويذكّروهم بأن دولتهم باقية بإذن الله تعالى.

ففي الوقت الذي يقنع أعداء الدولة الإسلامية أنفسهم وأتباعهم أن عقد جماعة المسلمين سينفرط، وأن حال مجاهديها سيعود كما كان قبل إعادة الخلافة، فصائل وتنظيمات وأحزاب، لا تتعدى نظرة كل واحد منهم حدود المنطقة التي يقاتل فيها، ولا تتعدى ولايته للمسلمين الأفراد الذين يقاتلون إلى جانبه، جاءت هذه الغزوة المباركة لتوقظهم من أحلامهم، وتكشف لأتباعهم زيف أوهامهم، وتذكرهم من جديد بأن لا عودة إلى الفرقة من بعد الائتلاف، ولا عودة للأحزاب من بعد الجماعة، وأن خلاف ذلك نكوص لا يرتضيه العقلاء فضلا عن المسلمين الأتقياء.

ولتنبّه من نسي من المسلمين أن لا جماعة إلا بإمام، وأن لا إمام إلا بطاعة، وأن الطاعة الحقيقية لا تظهر في المنشط والميسر، فذلك يطيقه حتى المنافقون، وإنما في العسر والمكره أيضا، حيث يقدّم المسلمون أمر الله تعالى على ما تهواه أنفسهم، ويستعذبون الصبر ساعة العسر على التنعّم بما قد يرونه يسرا، كما قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].

وكذلك فإن المشركين وأولياءهم ظنوا أنهم بعد كل ما فعلوه في حملتهم الماضية من قتل للمسلمين وحرق لمناطقهم وتدمير لمدنهم في العراق والشام قد زرعوا الخوف في قلوب المجاهدين، وأنهم سيطيعون من يدعوهم إلى طريق الضلالة والغواية باسم مصلحة الجهاد كي يتجنبوا ما أصاب إخوانهم القابضين على جمرة التوحيد في العراق والشام.

فجاءهم الجواب من أهل الإسلام في كل مكان موقّعاً بالدماء، بأننا مستمرون -بإذن الله تعالى- بما بدأه إخواننا حتى ننال ما نالوا أو يفتح الله بيننا وبين القوم المجرمين، كما هو حال الموحّدين في كل عصر، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

وهكذا أيضا جاءت عمليات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها لتعطي المسلمين في كل مكان درسا جديدا عن المفهوم الحقيقي للولاء بين المسلمين وتناصرهم، وتعلّمهم أن الولاء يجب أن لا يقتصر على التألم لمصاب المسلمين والغضب لجراحهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) [رواه البخاري]، وإنما أيضا بنصرتهم بالمستطاع، وأعظم صور النصرة للمسلمين هي جهاد المشركين، كما قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].

ولسان حال المجاهدين وهم يشاركون في مختلف ولايات الدولة الإسلامية في غزوة الثأر لولاية الشام المباركة، أنهم إن أبعدتهم المسافات وحالت بينهم وبين الوصول إلى المستضعفين منهم ونصرتهم الحواجز والحدود، فإنهم قد أعذروا إلى ربهم -نحسبهم والله تعالى حسيبهم- بجهاد من يليهم من الكفار والإغلاظ فيهم، حتى يأذن الله تعالى بأن يدحروا جميعا أعداءهم، ويوحّدوا أرضهم، تحت حكم ربهم، وتسير الظعينة من شرق آسيا إلى غرب إفريقية لا تخشى إلا الله تعالى والذئب على غنمها، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 177
الخميس 6 شعبان 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟! عبد ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد

يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟!

عبد المنان المهاجر
سؤال دفعه للبحث عن الحقيقة... فهاجر وصبر وقاتل وقتل -نحسبه والله حسيبه-

(كيف يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يكفّرون من تلبّس بها؟! بل كيف يدرّسون الكفر بالطاغوت ثم يجعلونه وليّ أمر تجب طاعته؟!) سؤالان جعلاه في مواجهة مباشرة مع علماء الضلال وشيوخ الإرجاء، لكن أحدا منهم لم يُجب، فبحث ودرس وطلب العلم وأمعن، فأيقن أنهم ليسوا على شيء.

فجدّ في المسير وألزم نفسه قول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، إلى أن ارتقى مراتب الشرف وبلغ غاية المقصود، وقاتل وقتل في سبيل الله.

إنه الأخ المجاهد عبد المنان المهاجر (أحمد خالد) -تقبله الله- كان يعلم أن الدعوة إلى الله تعالى لا تتم إلا بمتلازمتين -اللسان والسنان- وأن ذلك طريق الرسل وسبيل الصالحين ودأب المتقين، والصادق من الدعاة هو من يدعو إلى سبيل الله بأفعاله قبل أقواله، ملتزما الحكمة في دعوته، ممتثلا أمره تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125).


• أتبع العلم بالعمل

فلقد كان -تقبله الله- داعية بقوله وفعله، لم يكتفِ بحفظ القرآن الكريم كاملا وبإجازته برواية حفص عن عاصم رحمهما الله، وطلب العلم واكتفى بالقعود كما هو حال الكثير من طلبة العلم -والله المستعان-، بل أتبع العلم بالعمل فلم يشغله شاغل ولم يمنعه مانع، فألقى ما في كفّه من متاع وأبعد ما على قلبه من وَهَن، ولم يصدّہ شيء عن طاعة ربه القائل:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،(التوبة: 41)، ولم يخدعه تلبيس الملبسين من علماء السوء المرجئة الذين كان يدرس عندهم مُحسنا الظن بهم، فما لبثت الفتن أن بيّنت حقائقهم وكشفت سوءاتِهم فهم ليسوا سوى جند للطواغيت، ولا فرق بينهم وبين العسكر إلا في الزي الذي يرتدونه، فأولئك يقاتلون بالسنان وهم يقاتلون باللسان.

كان تقبله الله يتحرق كمدا وحزناً عندما يرى الناس معرضين عن شرع الله لاهية قلوبهم عنه، منغمسين في ملذات الدنيا الفانية وبهرجتها الزائفة.


• بين الدعوة والتعليم والتحريض

وُلد هذا البطل في منطقة (المنصورة) في مدينة عدن، وكان تقبله الله متفوقا في دراسته، شديد الغيرة على دينه، طلب العلم الشرعي فرزقه الله منه بحظ وافر، وعرف ما عليه علماء السوء من تناقضات، الأمر الذي دفعه للبحث عن أهل الدين العاملين به، فتعرف إلى منهج الجهاد، ورأى فيه الحق الواضح، فلزمه ولم يلتفت إلى علماء الضلال وشيوخ الإرجاء الذين حاولوا ثنيه.

فلما أُعلنت الخلافة وتمددت لليمن، سارع في النفير والهجرة في سبيل الله مؤثرا ما عند الله، تاركا زوجته التي لم يمض على زواجه بها سوى أربعة أشهر، عَمِل مع إخوانه في المجال الطبي فكان مسعفا موَفّقا وجليسا مؤنِسا، اختير ليكون أحد أعضاء اللجنة الدعوية في الولاية، فاستعمل ما أعطاه الله من العلم في خدمة إخوانه وتعليمهم وتصبيرهم والتنفيس عن كربهم، وقد شارك في نشر الدعوة بشكل فعّال ولم يغفل عن طلب العلم، بل لم يكن يفارق حاسوبه الخاص أي منزل ينزله، مقسّما وقته بين طلب العلم وزيارة نقاط الرباط، متفقدا إخوانه شادّا عزيمتهم، يعظهم وبالله يذكرهم، متحمّلا في ذلك مشاقّ الصعود والنزول من جبل إلى آخر ليروّح عن إخوته بمشاهدة إصدارات دولته المغيظة للكفرة والمرتدين في كل مكان.

وعُرف عنه شدة تمسكه بالسنة وإيثاره ما يرضي ربه، فكان غليظا على الكافرين والمرتدين، رحيما رفيقا بإخوانه الموحدين، متبعا هدي نبيه (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأخيار(رضوان الله عليهم أجمعين) الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).

لم يصدّه أي شيء عن جهاده في سبيل ربه واختار ما عنده، ولم يُفتن بأهله كما هو الحاصل لكثير من المتخلفين والمنتكسين الذين تركوا الجهاد بسبب أبنائهم وزوجاتهم -والله المستعان-.

• لم تقنعه السفاسف ولم يرض بالدون

نعم لقد صبر مع الموحدين المجاهدين المبتغين لمرضاة الله المقاتلين لأعدائه رغم صعوبة طريقهم ووعورته وقلة السالكين وضعف حال اليد من عدة وعتاد، ولم تُغرِہ زينةُ الحياة الدنيا ولم يطعِ الغافلين الراكضين خلف ملذّاتها الفانية، فإن أصحاب الهمم العالية لا يعطون الدنية، ولا يقنعون بالسفاسف، ولا يرضون إلا بمعالي الأمور.

وكأن لسان حاله يقول:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

فإن الموت نهاية الجميع، لكن شتان بين من يموت وهو يحمل همّ الإسلام مجاهدا في سبيل ربه مقبلا غير مدبر، وبين من يموت وهو منغمس في شهوات الدنيا وملذّاتها مرتكب لكبيرة القعود.

ولقد كان تقبله الله يُلّح على أمرائه طالبا منهم تنفيذ عملية استشهادية ويُكثر الطلب ولكن لم يأته الاذن بها، وقد تأثر كثيرا بتنفيذ أخيه الإعلامي (أبو علي العدني) -تقبله الله- بحزامه الناسف على جند الطاغوت في عدن، فكان يقول: "سبقني أبو علي" وكان يتمنى اللحاق به في أقرب وقت.

كان تقبله الله حريصا على الشهادة ساعيا لها، حتى حان الوقت الذي تمناه والساعة التي سعى لها، فعند حصول الغدر من (تنظيم قاعدة اليمن) الذين لم يدّخروا وُسعا في تضليل الناس عن دينهم ولم يألوا جهداً في جمع كيدهم لمحاربة الموحدين والتحريض عليهم ونشر الأكاذيب عنهم، مستغلين بُعد الناس عن الحقيقة، غير أن الله سبحانه وتعالى بمنّه وفضله على المجاهدين الصادقين أوقع التنظيم بشر مكرهم، فبدؤوا بقتال المجاهدين صراحة، فأخزاهم الله تعالى، وعرف القاصي والداني كذبهم وسوء بضاعتهم ووقوعهم في نصرة المرتدين ومحاربة الموحدين والغدر بهم، وكان أخونا (عبد المنان المهاجر) -تقبله الله- ممن هبّ دفاعا عن عقيدته ودينه ناصرا لإخوانه، رادًا صيال عدوه ليكون على موعد مع ساعة لطالما تمنّاها واستبطأ الليالي والأيام في انتظارها، فنال الشهادة -نحسبه والله حسيبه-.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ...

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة

يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ثورتهم، وقد استولى الطاغوت بشار الأسد على الأرض، وعاد ليحكم الناس فيها بعنف أشد مما كان وقت انطلاق المظاهرات ضده قبل 8 سنين، وهم اليوم يوزّعون الاتهامات في مختلف الاتجاهات، علهم يجدون من يُمكِنهم تحميله جرم فشل (الثورة).

ونسمع منهم مرارا قولهم إن هذه الثورة يتيمة، وأنها وُئدت لأنها لم تجد من يدعمها ويحميها، ويقصدون بذلك طبعا الدول الصليبية والطواغيت الحاكمين لبلاد الإسلام، ويزعمون أن أحدا من هؤلاء لو تبنّى ثورتهم لنجحت في إسقاط الطاغوت بشار في فترة قصيرة، ولما تكبّد الناس كل هذا القتل والتشريد والدمار.

وهذه الأقاويل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فالصليبيون والطواغيت، لم يكونوا بعيدين يوما عن تبني هذه الثورة، والسعي في دعمها، حتى أدى تنازعهم على أبوتها إلى تمزيقها إربا، وأدى إتخامها بالدعم إلى اختناقها بالمال الحرام الذي باع من أجله لقطاؤها كل شيء.

فمنذ الأيام الأولى للمظاهرات والتي كان فيها المتظاهرون يصرخون في الشوارع وهم يقتلون على أيدي النصيرية "مالنا غيرك يا الله"، صدّر بعض الانتهازيين أنفسهم قادة لهؤلاء الشباب، ورفعوا الصوت بالاستجداء وطلب التبني من أيٍ كان، فلا يهمهم النَسب بمقدار ما يهمهم حجم الدعم.

ونظرا لكثرة طالبي التبني، كان ممكنا لكل من يريد التدخل في أبوة الثورة والثوار أن يحصل على مبتغاه، سواء كان من أجهزة المخابرات الدولية، أو العاملة في خدمة الطواغيت، أو صاحب مال أراد أن يستثمره بطريقة جديدة، وبمقدار ما يمنحه كلٌّ من هؤلاء بمقدار ما تعظم أبوته للثورة وثوارها، وصار كل من آباء الثورة يسعى للاستفراد بها، ولمنع شركائه فيها من ذلك، فيوجهها باتجاه يريده، ويحرفها عن الاتجاهات التي يريدها شركاؤه، وصار كل من يثبت أبوته لها من خلال استعراض قدرته على بيع ما وضعه اللقطاء تحت يده من أمرها.

وبلغ مدى الأبوة على الثورة ومجرياتها، أن يتمكن أي شخص معه ما يكفي من الدولارات، أن يصبح من آباء الثورة، بأن يتبنى أحد اللقطاء ويشكل له فصيلا يجمع عليه الأغرار، ويجعل له اسما، ويحدد له هويّة واتجاها، ويعين له الأعداء والأصدقاء، ويخطط له معاركه، ويقرّر له حربه وسلمه، ويأمره بالتقدم أو التراجع، والهدنة أو الانسحاب، فما بالنا بالدول الكبرى، ذات الأرصدة الكبيرة، والنفوذ المديد، والإعلام الفعّال.

وبلغ من ولاء اللقطاء لمن تبنّاهم أن يؤدي نزاع بين طاغوتين في الخليج على إرضاء سيدهم الأمريكي، أن يؤدي إلى تراشق بالبيانات بين الفصائل في الشام، ورسائل تأييد للآباء وتنديد بخصومهم.

وهكذا تحولت بنادق الثوار ذات يوم من صدور النصيرية إلى ظهور من تقدم الصفوف الأولى من المجاهدين، وهكذا ظهرت الحروب والنزاعات بين الفصائل على المناطق، وهكذا عقدت الهدن وتساقطت المدن، وكل ذلك بسبب الآباء الفجرة المتشاكسين، واللقطاء البررة المطيعين.

ولقد رأينا كيف سلّم مرتدو الصحوات مدينة حلب استجابة لأمر الأب التركي، ورأينا كيف كان آخرون ينتظرون أوامر الأب السعودي ليقرر القتال أو الانسحاب من غوطة دمشق وقت اقتحام النصيريين لها، ورأينا ما حصل في درعا من انهيار الجبهات واستسلام التنظيمات بأوامر من طواغيت الأردن والإمارات، ونرى ما يحصل اليوم في سوتشي وأستانا.

إن "الثورة السورية" لم تكن يوما يتيمة كما يزعم أبناؤها، بل مشكلتها الكبرى في كثرة آباءها، وأما الأيتام حقا فهم اللقطاء من مرتدي الصحوات الذين تبرأ منهم آباؤهم بعد استنفاد النفع فيهم، بعد أن مزّقوا الساحة بفصائل وأحزاب وتنظيمات متنازعة، بمنافع متضاربة، وأهواء متخالفة، وولاءات متصارعة، ولم يجتمعوا على شيء أبدا، إلا على ما اجتمع عليه آباؤهم وتشاركوا فيه من الحرب على جنود الدولة الإسلامية تحت إمرة سيدهم الصليبي.

ومثل ما حدث في الشام حدث في كل ساحات الجهاد تقريبا، وبرز في فلسطين وخراسان والعراق بشكل واضح، وسيبقى هذا التخريب للجهاد بما يخدم الطواغيت مستمرا، ما دام يُؤذن للقطاء الثورات أن يخدموا من يتبنّاهم وينفق عليهم، ولن يوقفه إلا نصر من الله تعالى عليهم يقمع فسادهم وينهي خياناتهم، ويقطع أيادي آبائهم من التطاول على جهاد المسلمين، كما فعل المجاهدون في العراق من قبل، والله لا يهدي القوم الخائنين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

ملة الكفر واحدة لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار ...

ملة الكفر واحدة


لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار المسلمين في مصرَ والأردنَ ولبنانَ ودُولِ الخليجِ وغيرِها، وأنهم جزءٌ من الحربِ اليهوديةِ الصليبيةِ على المسلمين، فهم حلفاءُ وأولياءُ لهم في حربهم ضد المسلمين ليس في حربِ غزةَ وحسب، بل على مدارِ سنواتِ حُروبِهم السابقةِ في أفغانستانَ واليمنِ والعراقِ والشامِ وغيرِها، والله تعالى قد بيَّن وحسمَ حُكمَ هؤلاءِ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فالحكوماتُ والجيوشُ العربيةُ المواليةُ والمتحالفةُ مع اليهود والنصارى هي مِنهم ومثلُهم، وقتالُهم وجهادُهم واجب على المسلمين تماما كقتال اليهود والنصارى.


− الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)
من الكلمة الصوتية: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)
...المزيد

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار ...

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة


في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار المجاهدين في السودان، بوجوب العمل والسعي الحثيث لاستغلال الأحداث لمصلحة الجهاد، عبر الاستقطاب والتجنيد والإعداد والاستعداد بغية إنشاء نواة للجهاد تتصدى للأخطار المحدقة وتؤسس لجهاد طويل المدى، وهذا لا يتأتى إلا بالإخلاص والجهد وضبط العقائد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

أيها المسلمون في السودان وكل مكان، إن الحل في العودة إلى الله سبحانه، واتباع أمره جل وعلا وتحقيق الولاء للمؤمنين جميعا والبراء من الكافرين جميعا، وإعلان الجهاد على منهاج النبوة لإقامة حكم الشريعة، ودحر جنود الطاغوت كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثالثة: الفقرة 3 أوقف خصائص جوجل أو ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية

سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثالثة: الفقرة 3


أوقف خصائص جوجل أو ويندوز أو أبل من جهاز المناصرة، مثل التحليل المعلوماتي وتحديد الموقع والمتصفح الذي يأتي معهما، وغيرها حتى لا يسجل نشاطك ...المزيد

شمروا عن ساعد الجد ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا ...

شمروا عن ساعد الجد


ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا من عزَّ عليكم النفير وأنتم اليوم بين ظهراني المشركين شمّروا عن ساعد الجد واصدقوا في سعيكم، واعلموا أن حربنا مع عدونا حرب شاملة، ومصالحه يسيرة سهلة المنال، فأشغلوهم بأنفسهم عن خلافتكم ودار الإسلام، وتذكروا قول نبيكم -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا" [رواه مسلم].


− الشيخ أبو الحسن المهاجر (تقبله الله تعالى)
من كلمته الصوتية: فاصبر إن وعد الله حق
...المزيد

التحاكم إلى الطاغوت فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله ...

التحاكم إلى الطاغوت

فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله أيضا، ما لم يكن مكرها. ولا يُعذر المتحاكم إلى الطاغوت بكونه يريد بذلك تحصيل حقه المغتصب أو استرداد مظلمته، أو حل مشكلة مستعصية، وهو وإن لم يؤمن بصحة هذه القوانين الجاهلية، ولا بكونها مساوية لحكم الله فضلا عن أن تكون أفضل منه، وإن كان عارفا بكفر هذا الفعل، كارها له، غير مستحل للوقوع فيه، فهو بفعل التحاكم قد نفى عن نفسه الكفر الواجب بالطاغوت الذي لا يكون المرء مؤمنا إلا به، وبإيمانه بالله وحده، وهو فعل يكفر المرء بمجرد مباشرته كتمزيق المصحف أو لبس الصليب أو سب الله –تعالى- وغير ذلك من المكفرات.


• المصدر:
مقال صحيفة النبأ العدد 74
"أضواء على الهجوم المبارك الذي استهدف تجمع المحاكم الطاغوتية في دمشق"
...المزيد

السودان بين الإسلام والوطنية إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان ...

السودان بين الإسلام والوطنية

إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان في بورما أو غزة أو السودان؛ لا تتحقق إلا بتحطيم موانعها وكسر الحدود والقيود التي تحول دونها، ومعلوم لدى كل مسلم يعرف دينه وحق الله تعالى عليه، أن الوطنية وحراسها ودعاتها وجيوشها هم حائل ومانع دون وحدة المسلمين ورص صفوفهم واجتماع كلمتهم على الصورة التي صوّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا)، وكما فصّلها في حديث آخر: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) [متفق عليه].

هذا التصوير النبوي الدقيق للأخوة الإيمانية، وهذا البنيان المحمدي المنشود، لا يمكن تشييده على أرض الواقع إلا بمباشرة أسبابه التي باشرها النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون من بعده، وجميعها قامت على أصل الأصول وهو التوحيد الذي يهدم كل الوشائج الجاهلية ويبقي وشيجة الإيمان، وهذا الأصل لا يتحقق إلا بأم الوسائل وأوحدها وأحدّها وهو الجهاد ومعه الهجرة في سبيل الله، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في دولة الإسلام الأولى التي قامت بالهجرة والجهاد، وطاب بنيانها واستوى على سوقه بالمؤاخاة التي كانت ثمرة لغلبة التوحيد وقيادته للنفوس وسلطانه وهيمنته التامة عليها، عندها فقط صار المسلمون أمة واحدة تكافأت دماؤهم.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"
...المزيد

مقتطفات نفيسة (56) من كلام الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني -تقبله الله تعالى- النعمة ...

مقتطفات نفيسة (56) من كلام الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني -تقبله الله تعالى-


النعمة الجسيمة

إن من أعظم منن الله عليكم أن أبقاكم إلى هذه الساعة التي عز فيها الناصر وقل الداعم وخان الصاحب وكثر الشاك واللائم، فاشكروا الله على هذه النعمة الجسيمة التي هي في ظاهرها فتنة عظيمة، واحمدوه على هذه المنحة الكريمة التي هي في ظاهرها محنة أليمة، فوالله لو أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وغيرهم من السابقين الأولين -رضي الله عنهم أجمعين- حاضرون في هذا الزمان والمكان لكان من أفضل أعمالهم جهاد هؤلاء القوم المجرمين من المرتدين والروافض والصليبيين وإعادة الخلافة ودولة المسلمين، فلا يفوت هذه المشاهد إلا من سفه نفسه وكان عن الصواب حائدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 520
السنة السابعة عشرة - الخميس 15 جمادى الأولى 1447 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

حديث شريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل أمتي ...

حديث شريف


عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا: يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). [رواه البخاري] ...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وأقسم بالعصر، الذي هو زمن سعي ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"وأقسم بالعصر، الذي هو زمن سعي الخاسرين والرابحين، على أن من عداهم فهو من الخاسرين، ولم يكتف منهم بمعرفة الحق والصبر عليه، حتى يوصي بعضهم بعضا به ويرشده إليه ويحضه عليه.

وإذا كان من عدا هؤلاء فهو خاسر، فمعلوم أن المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي، وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه، بل قد يتوارد على القلب حتى ينعكس إدراكه كما ينعكس سيره، فيدرك الباطل حقا والحق باطلا". [الجواب الكافي]
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً