جاء في كتاب معالم التنزيل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ ...

جاء في كتاب معالم التنزيل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ» ، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ برحمة منه وفضل» .
وفي شرح الحديث يقول العلامة ابن عثيمين : هذا الحديث يدلُّ علي أن الاستقامة علي حسب الاستطاعة، وهو قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسدِّدوا» أي: سدِّدوا علي الإصابة، أي: احرصوا علي أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع، وذلك لأنَّ الإنسان مهما بلغ من التقوى، فإنه لابد أن يخطئ، كما جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «كلُّ بني آدم خطّاء، وخيرُ الخطَّاءين التوابون»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لو لم تذنبوا لذهبَ الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» فالإنسان مأمور أن يقارب ويسدد بقدر ما يستطيع. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «واعلموا أنه لا ينجوا أحد منكم بعمله» أي: لن ينجوا من النار بعمله. وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله - عزَّ وجلَّ - من الشكر، وما يجب له علي عباده من الحقوق، ولكن يتغمد الله - سبحانه وتعالى - العبد برحمته فيغفر له.



فلما قال: «لن ينجوا أحد منكم بعمله» قالوا له: ولا أنت؟! قال: «ولا أنا» حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله «إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه».



فدل ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية، فإنَّه لن ينجو بعمله، حتى النبي عليه الصلاة والسلام، لولا أن الله مَنَّ عليه بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ما أنجاه عمله.



فإن قال قائل: هناك نصوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويدخل الجنة، مثل قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فكيف يجمع بين هذا وبين الحديث السابق؟



والجواب عن ذلك: أن يُقال: يجمع بينهما بأن المنفي دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة، أما المثبت: فهو أن العمل سببٌ وليس عوضًا. فالعمل - لا شك - أنَّه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، لكنه ليس هو العوض، وليس وحده الذي يَدْخل به الإنسان الجنَّة، ولكن فضل الله ورحمته هما السبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار.
...المزيد

جاء في كتاب معالم التنزيل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ ...

جاء في كتاب معالم التنزيل : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ» ، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ برحمة منه وفضل» .
وفي شرح الحديث يقول العلامة ابن عثيمين : هذا الحديث يدلُّ علي أن الاستقامة علي حسب الاستطاعة، وهو قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «قاربوا وسدِّدوا» أي: سدِّدوا علي الإصابة، أي: احرصوا علي أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع، وذلك لأنَّ الإنسان مهما بلغ من التقوى، فإنه لابد أن يخطئ، كما جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «كلُّ بني آدم خطّاء، وخيرُ الخطَّاءين التوابون»، وقال عليه الصلاة والسلام: «لو لم تذنبوا لذهبَ الله بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» فالإنسان مأمور أن يقارب ويسدد بقدر ما يستطيع. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «واعلموا أنه لا ينجوا أحد منكم بعمله» أي: لن ينجوا من النار بعمله. وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله - عزَّ وجلَّ - من الشكر، وما يجب له علي عباده من الحقوق، ولكن يتغمد الله - سبحانه وتعالى - العبد برحمته فيغفر له.



فلما قال: «لن ينجوا أحد منكم بعمله» قالوا له: ولا أنت؟! قال: «ولا أنا» حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله «إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه».



فدل ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية، فإنَّه لن ينجو بعمله، حتى النبي عليه الصلاة والسلام، لولا أن الله مَنَّ عليه بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ما أنجاه عمله.



فإن قال قائل: هناك نصوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويدخل الجنة، مثل قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فكيف يجمع بين هذا وبين الحديث السابق؟



والجواب عن ذلك: أن يُقال: يجمع بينهما بأن المنفي دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة، أما المثبت: فهو أن العمل سببٌ وليس عوضًا. فالعمل - لا شك - أنَّه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، لكنه ليس هو العوض، وليس وحده الذي يَدْخل به الإنسان الجنَّة، ولكن فضل الله ورحمته هما السبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار.
...المزيد

مفهوم الأعمال الصالحة عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ...

مفهوم الأعمال الصالحة
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء» رواه البخاري .
وإذا أردنا أن نسلط الضوء على مفهوم العمل الصالح في هذا الحديث الشريف فإن هذا المصلح يشمل كل أعمال البر والخير وهذا مايتعدى أن نحصر العمل الصالح في مجموعة من العبادات – والتي هي بلا شك جزءٌ هام من العمل الصالح – وهنا نبين أن العمل الصالح يتضمن الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار ، وفي المفهوم الشرعي للصدقة نجد - ومن خلال هديِ السنة المطهرة – أن الصدقة تشمل كل معروف حيث ورد فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ.» وهذا يعني أن هناك العديد من أعمال الخير تندرج تحت مفهوم الصدقة ومفهوم العمل الصالح ، بل ولربما كانت هذه الأعمال تفوق بفائدتها وأثرها الاجتماعي على الصدقة المتعارف عليها وهي الصدقة بالمال ! من أمثلة ذلك :الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنَّهُ دُعَاءٌ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَكَفٌّ عَنْ مَعَاصِيهِ، وَذَلِكَ خَيْرٌ مِنَ النَّفْعِ بِالْمَالِ، وَكَذَلِكَ تَعْلِيمُ الْعِلْمِ النَّافِعِ، وَإِقْرَاءُ الْقُرْآنِ، وَإِزَالَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالسَّعْيُ فِي جَلْبِ النَّفْعِ لِلنَّاسِ، وَدَفْعُ الْأَذَى عَنْهُمْ. وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ لِلْمُسْلِمِينَ وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ ، ورُبّ شفاعة تَفُكُّ بِهَا الْأَسِيرَ، وَتَحْقِنُ بِهَا الدَّمَ، وَتَجُرُّ بِهَا الْمَعْرُوفَ وَالْإِحْسَانَ إِلَى أَخِيكَ، وَتَدْفَعُ عَنْهُ الْكَرِيهَةَ خير من مالٍ لاتستطيع بذله لفقير لقلة ذات اليد عندك ، فأنت هنا تتصدق بلسانك ولك في هذا الأجر والثواب ، وانظر أخي المسلم إلى رحابة شرعنا الحنيف في مفهوم العمل الصالح : فَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " «عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ " قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا " قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: " تُعِينُ صَانِعًا، وَتَصْنَعُ لِأَخْرَقَ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: " تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ» . وَخَرَّجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ مِنْ نَفْسِ ابْنِ آدَمَ إِلَّا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ لَكَثِيرَةٌ: التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ» واقول إن هذا كله يندرج في جملة الأعمال الصالحة في هذه الأيام العظيمة المباركة ، ولاننسى أيضاً وفي هذه الأيام زيادة بر الوالدين ولإحسان إليهما بكل الطرق والوسائل .. وكذلك صلة الرحم والتواصل مع الأقارب الخالات والعمات والأخوال والأعمام وأولادهم جميعاً ونشر الحب والود بيننا جميعا ..
وبعد : وحيث أن أمتنا الإسلامية تواجه أشرس هجمة شريرة تستهدف وجودها الفكري والعقائدي وحتى وجودها المادي وما العدوان الصهيوني الهمجي على غزة إلاّ مظهراً من مظاهر هذه الهجمة الحاقدة وهنا يجدربنا أن نؤكد أن من أعظم الأعمال الصالحة في هذه الأيام الجهاد في سبيل الله وهو اليوم واجب الوقت وهو بحكم الشرع واجب على كل مسلم ومسلمة ويشمل ذلك الجهاد بالنفس والجهاد المال والجهاد بالكلمة والجهاد بالدعاء ..
أدعو الله تبارك وتعالى أن يعيد علينا هذه الأيام المباركة وقد عادت إلى دينها وتحررت إرادتها من المتربصين بها وتحررت أراضيها من دنس ورجس محتليها .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .
د. عمر ناموس
...المزيد

بشارات الكتب الهندوسية بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم : بعث الله محمداً بن عبدالله العربي القرشي ...

بشارات الكتب الهندوسية بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم :
بعث الله محمداً بن عبدالله العربي القرشي رسولاً وأنزل عليه القرآن الكريم مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، ومن المعلوم لدى عامة المسلمين أن هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد بشّرت به الكتب السماوية السابقة لبعثته : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم وبالمعروف وينهاهم عن المنكر .. ) – سورة الأعراف – وإذا أردنا ان نتوسع قليلاً في مجال البحث عن البشارات المأثورة في كتب الديانات السابقة للبعثة النبوية لوجدنا أن هذه البشارات قد وردت في الكتب المقدسة للديانة الهندوسية – وهذا قد لايكون معلوماً لدى الكثير من الناس – وسأورد في مقالتي هذه البشارات التي وردت في هذه الكتب والتي من أهمها كتاب الويدات الويد ( كتاب العلم والمعرفة ) فقد ورد أن هذه الكتب المقدسة في هذه الديانة تتبع أسلوباً تختار فيه فرداً من الأفراد المكرمين – حسب المعتقدات الهندوسية- من الملائكة أو الجن أو الإنسان ، وتقوم بمخاطبته وذكر محامده والثناء على ميزاته واوصافه وربما التبرك به ودعائه لكشف البلاء والكربات ، وهذا الفرد الذي يثنى عليه في هذه التراتيل والتي تسمى عندهم (المناتر ) يكون عندهم – حسب قناعتهم – إلهاً من آلهتهم المزعومة .. من الملائكة أوالجن وقليلاً جداً من الإنس . والملفت للنظر هنا أن من الشخصيات التي ورد ذكرها في كتب الويدات ( وهي أربعة أجزاء كبيرة ) شخصيةً تدعى : نِرأشنس ، وقد ورد ذكرها في الويدات الأربعة ، وقد قام عدد من العلماء الهندوس بدراسة هذه الشخصية والبحث في ميزاتها وصفاتها التي وردت في كتب الويدات واستنتجوا بشكل لايقبل الشك أن هذه الشخصية تتطابق تماماً مع شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك وفقاً للمعطيات التالية :
- تتألف كلمة نر أشنس – وهي من اللغة السانساكريتية - من مقطعين هما : نر : ومعناه الإنسان وفي هذا تنبيه أن المقصود هو من جنس البشر وليس من جنس الملائكة أو الجن ، وأشنس وهو الذي يحمده الناس ويثنون عليه وهذا ينطبق على إسم النبي الكريم محمد صلى عليه وسلم أوإسم أحمد .
- ورد في إحدى الترتيلات في آخر كتب الويدات وهو كتاب أتهرو وايد الذي جرى جمعه بعد ظهور السيد المسيح عليه السلام أن شخصية نراشنس سوف تحمل لواء الأمن معصومةً بين ستين ألفاً وتسعين من الأعداء، ومن المعلوم أن الجزيرة العربية كانت قبل البعثة النبوية تشهد حروباً عديدة كحرب البسوس وحرب عبس وذبيان ، والاقتتال بين الأوس والخزرج وغير ذلك وقد انتهت تلك الحروب بعد بعثة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وأما عن عدد أعداء النبي الذي ورد في هذه الترتيلة فقد تتبع الشيخ صفي الرحمن المباركفوري عدد من عادى النبي - صلى الله عليه وسلم- في حياته، فوجدهم بهذا العدد فعلا، والله أعلم .
- ورد في نفس الترتيلة وصفاً لشخصية نِرأشنس وهو كورم وكلمة كورم تعني أحد المعاني الثلاثة التالية :المعنى الأول وهو المهاجر ، وهذا ينطبق على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث أن الهجرة هي من أبرز الأحداث التي مرت بها دعوة النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وأما المعنى المحتمل الثاني فهو أنه ينشر الأمن والسلام وهناك المعنى الثالث وهو أن كورم أو قرم باللغة العربية تعني السيد والرئيس حيث القرم من الرجال هو السيد المعظم وهذه المعاني كلها تنطبق على شخصية نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
- ورد في الترتيلة الثانية من هذا الكتاب أن هذا الرجل ( نرأشنس ) سوف يكون مركبه الإبل ، وأن أزواجه تبلغ من العدد اثني عشر زوجة ، وأنه يحصل من علوِّ المنزلة وسرعة المركب أنه يلامس السماء ثم ينزل ! وتدل هذه الصفات وبما لايدع مجالاً للشك على شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فوصفه عليه السلام أن مركبه الإبل يدل من حيث الزمان أنه سيبعث في مرحلة ماقبل الحضارة الحديثة وما فيها من وسائل النقل المتطورة ، أما من حيث المكان فمن المعروف أن موطن الإبل الأساسي هو صحراء الجزيرة العربية وأن هذا يعني أنه لن يظهر في الهند حيث أن الهندوس يحرمون لحوم الإبل كما أن البراهمة وهم من قبائل الهندوس يحرمون ركوب الإبل ، هذا مع العلم أن المأثور في السيرة النبوية الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في معظم تنقلاته يستخدم الإبل وقلما كان يستخدم غيرها من الوسائل كالخيل أو الحمير .. وأما عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم فمن الثابت مطابقة هذا العدد مع ما ورد في هذه الترتيلة ، والأغرب من ذلك أنه قد جاء في نسخة أخرى لهذه الترتيلة أنه هذا الشخص تكون له أزواج وتكون له ناقتان جميلتان ، وهذا أيضاً ينطبق على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنه من المعروف أن له عليه الصلاة والسلام ناقتين لركوبه هما القصواء والعضباء ، وأما عن سرعة المركب وملامسته للسماء ففي دلالة قاطعة على حادثة الإسراء والمعراج فهذا لم يحصل إلاّ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث ركب البراق الذي من سرعته يضع قدمه عند منتهى طرفه (نظره ) وقد علا به صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة فلمس السماء ( حسب ما ورد في هذه الترتيلة ) ثم عاد إلى مكة في نفس الليلة فداه روحي وولدي ومالي، صلى الله عليه وسلم .
- ورد في الترتيلة الثالثة اسمٌ آخر لهذا الرسول المبشَّر وهو ( مامح ) وجاء في هذه الترتيلة : أنه أُعطي للرسول مامح : مئة دينار ذهبي وعشر قلائد وثلاثمئة جواد وعشرة آلاف بقرة .وهذه الترتيلة تشتمل على عدة أمور مهمة تدل على تعيين الشخصية المبَشَّر بها : حيث أن كلمة مامح تحتمل أحد وجهين فإما أن تكون من اللهجات العامية السنسكريتية ومعناها محمد وإما أنها كلمة في اللغة السنسكريتية ذات مقطعين : الأول ( ما ) وهذا معناه : عظيم والثاني (مح ) ومعناه : من يُحمد ويُثنى عليه ، وهذا ينطبق تماماً على شخصية نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني أن اسمه( محمد العظيم ) وأما دلالة أنه أعطي مئة دينار ( نَشَك وهوالدينار من الذهب الخالص بعد أن يصهر في النار ) فهي تشير إلى الصحابة الكرام الذين عذبوا في بداية الدعوة واكتووا بنارالفتنة من قبل المشركين ثم بعد ذلك هاجروا إلى الحبشة ، إذ من المعلوم أن عدد الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة هو مئة وواحد تنصر منهم عبيدالله بن جحش وارتد، ومن ثم هلك، فاستقام العدد بذلك مئة تماماً ، وأما القلائد العشرة التي أُعطيها الرسول فتدل على العشرة المبشرين بالجنة وهم من الصحابة الخلَّص أما إعطاؤه ثلاثمائة جواد، فهذا يشير إلى أصحاب بدر وكذلك الأمر أيضاً بالنسبة لمنحه عشرة آلاف بقرة (حسب الترتيلة ) ففيه دلالة على الصحابة الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة .

وبعد : فبالرغم من التناقضات التي تعاني منها الديانة الهندوسية وبالرغم من اختلاف مشاربها ومرجعياتها فإن هذه الديانة قد بشرت بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً للعالمين بأسلوب رمزي يشتمل على صفات في شخصيته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لاتنطبق إلا عليه حسبما أوردته فيما سبق، وقد استقيت هذه الحقائق من كتاب ( وإنك لعلى خلق عظيم ) والذي ألفه عدد من الباحثين الهنود بإشراف العالم العلامة العارف بالله الشيخ صفي الله المباركفوري الهندي الأصل . وبالله التوفيق .
...المزيد

معلومات

طبيب متقاعد .. متفرغ للمطالعة والبحث في المجال الفكري الإسلامي وفي مجال العمل الساسي الملتزم بقواعد العرف الإسلامي .

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً