قالوا عن القرآن: •" ليتنى لم انشغل إلا بالقرآن" •« ليتني كنت اقتصرت على القرآن » ...

قالوا عن القرآن:

•" ليتنى لم انشغل إلا بالقرآن"

•« ليتني كنت اقتصرت على القرآن »
سفيان الثوري.

• « وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن »
ابن تيمية.

• « والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله ، فمَن أحب القرآن؛ فقد أحب الله ، افقهوا ما يقال لكم »
سفيان بن عيينة.

• « اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة ؛ فإن الله لا يعذب قلبا هو وعاء للقرآن »
أبو أمامة الباهلي.

• « إذا أردتم العلم ؛ فانثروا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين »
ابن مسعود.

• « إن البيت الذى يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين ، وإن البيت الذي لايتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين »
أبو هريرة.

• « ومما رفعني الله به القرآن »
الأعمش.

• « والله ما دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة فقر
الحسن البصري.

• « كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء »
أحد السلف.

• « أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ »
إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا الضياء المقدسي لما أراد الرحلة للعلم.

• « فرأيت ذلك وجربته كثيراً ، فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير ، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي»
الضياء.

• « إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار »
الحسن بن علي.

• « لو طهرت القلوب ؛ لم تشبع من قراءة القرآن »
عثمان بن عفان.

• « لا تهذوا القرآن هذَّ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ؛ قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة »
ابن مسعود.

• قال رجل لأبي بن كعب: « أوصني »؛ قال: « اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً؛ فانه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم، وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم، وخبر ما بعدكم »

• « القرآن بستان العارفين، فأينما حلوا منه حلوا في نزهة »
محمد بن واسع.

• « عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم؛ وأحدث الكتب عهداً بالرحمن »
كعب الأحبار.

• «{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} هم أهل القرآن»
كعب الأحبار.

• « ما الأنس بالله؟ » قال : « العلم والقرآن »
ذو النون.

• « تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر؛ فإن وجدتموها، فامضوا و ابشروا، فإن لم تجدوها، فاعلم أن بابك مغلق »
الحسن البصري.

• « اعمروا به قلوبكم واعمروا به بيوتكم يعني القرآن »
قتادة.

• « إن هذه القلوب أوعية ؛ فاشغلوها بالقرآن ، ولاتشغلوها بغيره »
ابن مسعود.

• « عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تُسألون وبه تجزون وكفى به واعظاً لمن عقل »
عبد الله بن عمر.

• « إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك
ابن القيم.
...المزيد

يأجوجُ ومأجوج .. اللغزُ الذي قهر التكنولوجيا المعاصرة!! قومُ يأجوج ومأجوج حقيقةٌ ثابتةٌ بأدلةِ ...

يأجوجُ ومأجوج .. اللغزُ الذي قهر التكنولوجيا المعاصرة!!

قومُ يأجوج ومأجوج حقيقةٌ ثابتةٌ بأدلةِ القرآن والسنة، فقد قص الله علينا خبرهم في كتابه، وكذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته، وما كان من ذي القرنين معهم في بناء السد، وكذا ما يكون منهم عند خروجهم مما يحدثونه من الشر والافساد في الأرض، وتفاصيل ذلك معلومةٌ نطقت بها الأدلة..

إلا أنما نريد لفت الانتباه إليه أمرين:

▪︎︎الأول: أن قوم يأجوج ومأجوج عددهم مهولٌ وضخمٌ جدا..

ومما يؤكد ذلك ما يلي:

• حديث النواس بن سمعان الطويل كما عند مسلم وفيه:

( فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ – يعني الدجال - إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ...فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ...فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ .... فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ).

وجه الدلالة من الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم:( فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا ، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ).
يالله ما هذه الكثرة المهولة!
بحيرة طبرية والتي يبلغ طول سواحلها 53 كم وطولها 21 كم وعرضها 13 كم، ومساحتها تبلغ 166 كم2. بعمق يصل إلى 46 مترا..
كل هذا الكم الهائل من المياه يشربه فقط الدفعة الأولى من قوم يأجوج ومأجوج!!
حتى إن الدفعة الأخرى لما يبلغوا مكان البحيرة لا يجدون بها ماءً( فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ) فهذا يؤكد كثرة عددهم!

• وفي حديث النواس أيضا:( فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ).
فكون جثثهم تملأ الأرض حتى لم يبقى فيها موضع شبر إلا ملأته، فهذا يؤكد كثرتهم الهائلة أيضا!

• وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : أَبْشِرُوا ، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا). متفق عليه

• وكذا قوله تعالى:{ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}. يؤكد كثرتهم الهائلة..

إذاً فهم كثرةٌ ضخمةٌ ومهولةٌ جدا..

▪︎الأمر الثاني: أن قوم يأجوج ومأجوج موجودون بالفعل على سطح الأرض، ومنذ قرون كثيرة كما نص القرآن في خبر ذي القرنين وبناءه السد عليهم كما في سورة الكهف.

• وكذا مما يؤكد وجودهم حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي ﷺ دخل عليها فزعا، يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث. متفق عليه.

• وكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في السَّدِّ قالَ: يحفِرونَهُ كلَّ يومٍ، حتَّى إذا كادوا يخرقونَهُ قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستخرقونَهُ غدًا، قال: فيعيدُهُ اللَّهُ كأشدِّ ما كانَ، حتَّى إذا بلغَ مدَّتَهُم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم على النَّاسِ. قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستَخرقونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ واستَثنى، قالَ: فيرجعونَ فيجدونَهُ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيخرقونَهُ، ويخرُجونَ على النَّاسِ، فيستقونَ المياهَ، ويفرُّ النَّاسُ مِنهم، فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجعُ مخضَّبةً بالدِّماءِ، فيقولونَ: قَهَرنا مَن في الأرضِ وعلَونا مَن في السَّماءِ، قسوةً وعلوًّا، فَيبعثُ اللَّهُ عليهم نَغفًا في أقفائِهِم فيَهْلِكونَ، قال: فوالَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ تَسمنُ وتبطرُ وتشكُرُ شَكَرًا مِن لحومِهِم). رواه الترمذي وصححه الألباني.

• قال الامام البخاري: وقال رجل للنبي ﷺ رأيت السد.

قال: « وكيف رأيته؟ »

قال: مثل البرد المحبر.

فقال: « رأيته هكذا ».

ذكره البخاري معلقا بصيغة الجزم، ورواه ابن جرير في تفسيره مرسلا عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلا قال يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج.

قال: « انعته لي ».

قال: كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء.

قال: « قد رأيته ».

• وقد ذكر بعضُ أهل التاريخ والسير أن المسلمين اكتشفوا مكان سد يأجوج ومأجوج، وذلك في عهد الخليفة العباسي الواثق بالله، ذكر ذلك الامام ابن كثير وكذا الحافظ السيوطي وياقوت الحموي وغيرهم..
حيث يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان(3/197-200) :
سد يأجوج ومأجوج ...
ومن مشهور الأخبار حديث سلام الترجمان قال : (( إن الواثق بالله رأى في المنام أن السد الذي بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج مفتوح ؛ فأرعبه هذا المنام فأحضرني ، وأمرني بقصده والنظر إليه والرجوع إليه بالخبر .
فضم إليَّ خمسين رجلاً ، ووصلني بخمسة آلاف دينار وأعطاني ديني عشرة آلاف درهم ومائتي بغل ، تحمل الزاد والماء .
قال : فخرجنا من ( سرَّ من رأى ) بكتاب منه إلى إسحاق بن إسماعيل ، صاحب أرمينية ، وهو بتفليس ؛ يؤمر فيه بإنفاذنا وقضاء حوائجنا ، ومكاتبة الملوك الذين في طريقنا بتيسيرنا ؛ فلما وصلنا إليه قضى حوائجنا .
وكتب إلى صاحب السرير ، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللان ، وكتب ملك اللان إلى فيلانشاه ، وكتب لنا فيلانشاه إلى ملك الخزر ، فوجه ملك الخزر معنا خمسة من الأدلاء .
فسرنا ستة وعشرين يوماً ، فوصلنا إلى أرض سوداء ، منتنة الرائحة ، وكنا قد حملنا معنا خلا لنشمه من رائحتها بإشارة الأدلاء فسرنا في تلك الأرض عشرة أيام ، ثم صرنا إلى مدن خراب ، فسرنا فيها سبعة وعشرين يوماً ، فسألنا الأدلاء عن سبب خراب تلك المدن ؛ فقالوا خرَّبها يأجوج ومأجوج .
ثم صرنا إلى حصن بالقرب من الجبل الذي السد في شعب منه ، فجزنا بشيء يسير إلى حصون أخر ، فيها قوم يتكلمون بالعربية والفارسية ، وهم مسلمون يقرؤون القرآن ، ولهم مساجد وكتاتيب .
فسألونا من أين أقبلتم ؟ وأين تريدون ؟
فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنين ؛ فأقبلوا يتعجبون من قولنا ، ويقولون : أمير المؤمنين ؟! ؛ فنقول : نعم ، فقالوا : أهو شيخ أم شاب ، قلنا : شاب ، قالوا : وأين يكون ؟ ، قلنا : بالعراق ، في مدينة يقال لها : سر من رأى ، قالوا : ما سمعنا بهذا قط .
ثم ساروا معنا إلى جبل أملس ، ليس عليه من النبات شيء ، وإذا هو مقطوع بواد عرضه مائة وخسمون ذراعاً ، وإذا عضادتان مبنيتان مما يلي الجبل ، من جنبي الوادي ، عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعاً ، الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب ، وكله مبني بلبن حديد ، مغيب في نحاس ، في سمك خمسين ذراعاً ، وإذا دروند حديد طرفاه في العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعاً ، قد ركب على العضادتين على كل واحد مقدار عشرة أذرع ، في عرض خمسة أذرع ، وفوق الدروند بناء بذلك اللبن الحديد والنحاس إلى رأس الجبل ، وارتفاعه مد البصر ، وفوق ذلك شرف حديد في طرف كل شرفة قرنان بنثي كل واحد إلى صاحبه ، وإذا باب حديد بمصراعين مغلقين عرض كل مصراع ستون ذراعا في ارتفاع سبعين ذراعاً ، في شخن خمسة أذرع وقاتمتاها في دوارة على قدر الدروند ، وعلى باب قفل طوله سبعة أذرع ، غلظ باع وارتفاع القفل من الأرض خسمة وعشرون ذراعا ، وفوق القفل نحو خمسة أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل ، وعلى الغلق مفتاح معلق طوله سبعة أذرع ، له أربع عشرة دندانكة ، أكبر من دستج الهاون ، معلق في سلسلة طولها ثمانية أذرع ، في استدارة أربعة أشبار ، والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيق ، وارتفاع عتبة الباب عشرة أذرع ، في بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين ، والظاهر منها خمسة أذرع ، وهذا الذرع كله بذراع السواد ، ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس ، مع كل فارس مرزبة حديد ، فيجيئون إلى الباب ، ويضرب كل واحد منهم القفل والباب ضربات كثيرة ليسمع من وراء الباب ذلك ، فيعلموا أن هناك حفظة ، ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا في الباب حدثاً ، وإذا ضربوا الباب وضعوا آذانهم ؛ فيسمعون من وراء الباب دويا عظيماً ، وبالقرب من السد حصن كبير يكون فرسخاً ، في مثله يقال أنه يأوي إليه الصناع ، ومع الباب حصنان ، يكون كل واحد منهما مائتي ذراع ، في مثلها ، وعلى بابي هذين الحصنين شجر كبير ، لا يدرى ما هو ، وبين الحصنين عين عذبة ، وفي أحدهما آلة البناء التي بني بها السد ، من القدور ، الحديد والمغارف ، وهناك بقية من اللبن الحديد ، قد التصق بعضه ببعض من الصدإ ، واللبنة ذراع ونصف في سمك شبر .
وسألنا من هناك : هل رأوا أحدا من يأجوج ومأجوج ؟؟
فذكروا أنهم رأوا منهم مرة عددا فوق الشرف ، فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبنا ؛ فكان مقدار الواحد منهم في رأي العين شبراً ونصفا ، فلما انصرفنا أخذ بنا الأدلاء نحو خراسان ، فسرنا حتى خرجنا خلف سمرقند بسبعة فراسخ .
قال : وكان بين خروجنا من سر من رأى إلى رجوعنا إليها ثمانية عشر شهراً .
• قال ياقوت : قد كتبت من خبر السد ما وجدته في الكتب ، ولست أقطع بصحة ما أوردته لاختلاف الروايات فيه ، والله أعلم بصحته .
وعلى كل حال فليس في صحة أمر السد ريب ، وقد جاء ذكره في الكتاب العزيز.

• من هنا نأتي إلى التساؤل التالي:

أين التكنولوجيا الحديثة والمتطورة اليوم بكل ما وصلت إليه من أقمارٍ صناعية ووسائل الكشف المتطورة ؟ أين هي من اكتشاف مكان سد يأجوج ومأجوج؟؟
أين ما يسمى بالدول العظمى؟
أين دول الغرب والشرق والعالم قاطبة؟

إنهم قد عجزوا عن اكتشافه، وهذه بحد ذاتها معجزةٌ كبرى تحتم عليهم تصديق القرآن وبطلان ما هم عليه، وأنهم مهما بلغوا من العلم والتطور فهم عاجزون عن ادراك أسرار هذا الكون{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}.

كتبه: يوسف الشبيلي
...المزيد

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم). هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا ...

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم).

هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا وتداعياته، يعاد الحديث وبكثرة عن الكوكب المذنب؟
مما جعلني أعيد نشر هذا المقال، والذي نشرته سابقا ضمن مقالات #الدجال_كأنك_تراه:

(الكوكب المذنب وتدمير الغرب .. بين مروياتنا وتقاريرهم)؟
وعلاقته بظهور المهدي وخروج الدجال ؟

كثيرا ما سمعنا وقرأنا لكتاب الغرب ، وهم يتكلمون عن كوكب مدمر سيهبط على الأرض فيدمر جزءا كبيرا منها ، ويدعى ذلك الكوكب بالمذنب واسمه نيبيرو ..

وتعود هذه التسمية إلى الحضارتين القديمتين في الشرق الأوسط وهما ( البابلية والسومرية ) فهم كما يقول بعض الباحثين : أنهم أول من اكتشف ذلك الكوكب وسماه بذلك الإسم ، فأصبحوا بعد ذلك يعظمونه ويقدسونه ويعبدونه .

ثم جاء الكتاب المقدس كما يدعي اليهود و النصارى ، فجعل من ذلك الكوكب مصدر خطر سيحل بالبشرية في آخر الزمان ، ليتم بذلك تطهير الأرض حتى تتهيأ لعودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام !

جاء في العهد القديم - التوراة - سفر يوئيل ٢، ٢&٣ :

٢: ٢
يوم ظلام وبؤس ويوم غيم وزوابع ، شعب كثير وقوي مع انتشار الصباح على الجبال لم يكن لهذا اليوم مثيل منذ البداية ولن يكون مثله لاجيال واجيال .
٢:٣
قبله نار آكلة مدمرة خلفها لهيب يحترق ، الارض قبله كجنة عدن وبعده برية مهجورة ولن ينجو منه احد .

يقول الروائي باتريك جيريل Patrick Geryl : سينعكس الاتجاه المغناطيسي للقطبين مع اقتراب نيبيرو، وتحل الكوارث المدمرة كالأعاصير والفيضانات والزلازل والبراكين والمجاعة وقد تُنتزع قشرة الأرض .

الأمر الذي جعل منتجي الأفلام الغربية يتنافسون في تجسيد ذلك الحدث المهول ، كالفيلم الهوليوودي « ديب أمباكت » ( التأثير العميق ) حيث صور ذلك الفلم اصتدام جرم فضائي بالأرض، وإحالتها إلى خراب !

ويذهب بعضهم إلى أن موقع سقوط ذلك الكوكب ومكان التدمير ، سيكون على القارة الامريكية وخاصة جزءها الشرقي ، ويستدلون لذلك ببعض الروايات المذكورة في كتب أهل الكتاب ، التي تنص على تدمير مدينة كبرى في آخر الزمان ..ومن أوصافها :

- (الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها))

- (لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم ) .

وهذه أوصاف تنطبق على امريكا ...!

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل نجد عندنا من الآيات والأحاديث والآثار ما يوافق هذه النظرية ؟

نقول : من حيث العموم نجد أن هناك من الآيات والأحاديث والآثار ما يشير إلى تحقق ذلك ، بغض النظر عن تفاصيله التي يذكرها أهل الكتاب ..

ومن ذلك ما يلي :

- قال الله تعالى في سورة الدخان { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ..}


قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير الدخان المذكور في الآية ، بعد ان ذكر قول ابن مسعود وموافقة جماعة من السلف له بأن المراد بالدخان ما قد وقع لقريش في زمنه صلى الله عليه وسلم نتيجة دعوته عليهم بسنين كسني يوسف.

ثم قال رحمه الله :

وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : " لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى ابن مريم ، والدجال ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس - أو : تحشر الناس - : تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن الصياد : " إني خبأت لك خبأ " قال : هو الدخ . فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " قال : وخبأ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) .
وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب ، وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان ، وهم يقرطمون العبارة ; ولهذا قال : " هو الدخ " يعني : الدخان . فعندها عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادته وأنها شيطانية ، فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " .
ثم قال ابن جرير : وحدثني عصام بن رواد بن الجراح ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان - قال حذيفة : يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) - يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران ، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " .
قال ابن جرير : لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة ; لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث : هل سمعه من سفيان ؟ فقال له : لا قال : فقلت : أقرأته عليه ؟ قال : لا قال : فقلت له : فقرئ عليه وأنت حاضر فأقر به ؟ فقال : لا فقلت له : فمن أين جئت به ؟ فقال : جاءني به قوم فعرضوه علي ، وقالوا لي : اسمعه منا . فقرءوه علي ثم ذهبوا به ، فحدثوا به عني ، أو كما قال .
وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا ، فإنه موضوع بهذا السند ، وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير ، وفيه منكرات كثيرة جدا ، ولا سيما في أول سورة " بني إسرائيل " في ذكر المسجد الأقصى ، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا خليل ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يهيج الدخان بالناس ، فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة ، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه " .
ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري موقوفا . ورواه عوف ، عن الحسن قوله .
وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عوف ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال " .
ورواه الطبراني عن هاشم بن يزيد ، عن محمد بن إسماعيل بن عياش ، به وهذا
إسناد جيد .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : لم تمض آية الدخان بعد ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وتنفخ الكافر حتى ينفد .
وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ ، أي : المشوي على الرضف .
ثم قال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكة قال : غدوت على ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ذات يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس فذكره . وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن . وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين ، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما ، التي أوردناها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن .
قال الله تعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بين واضح يراه كل أحد . وعلى ما فسر به ابن مسعود ، رضي الله عنه : إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد .
(يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (11)
وهكذا قوله : ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : ( يغشى الناس ) . انتهى

والخلاصة : أن ما رجحه ابن كثير من كون آية الدخان لم تمضي ، وأنها ستقع مستقبلا وهي من علامات الساعة ، هو الحق الذي تشهد له سياق الايات والاحاديث والاثار كما أورد ذلك رحمه الله .
وبما أن الأمر كذلك فإنه لا يمنع أن يكون ذلك الدخان ، هو المذكور في روايات اهل الكتاب والذي ينتج عن الكوكب المدمر ذي الذنب ، وذلك ما يؤيده تأويل حبر الأمة وترجمان القرءان ابن عباس للدخان بالكوكب المذنب !

- وقال الله تعالى « وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ »
ورد عن السلف تفسيرهم للطارق بالنجم وهو محل اجماع بينهم على تفسيره بالنجم كما هو ظاهر القرءان ، الا انهم اختلفوا في تحديد ذلك النجم على اقوال اشهرها ثلاثة :

زحل - الثريا - الشهب التي ترمى بها الشياطين .

وزحل معروف عنه انه من اكبر الكواكب ..

الا انهم لم يذكروا ان ذلك له علاقة بآخر الزمان ، حيث ذكروا ان ذلك النجم المشار إليه بالثاقب ، يحصل منه ذلك كل ليلة !

واخذوا ذلك من تسميته بالطارق لانه يطرق ليلا كما يقول القرطبي :

فالطارق : النجم ، اسم جنس ، سمي بذلك ; لأنه يطرق ليلا ، ومنه الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق المسافر أهله ليلا ، كي تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة . والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقا . يقال : طرق فلان إذا جاء بليل . وقد طرق يطرق طروقا ، فهو طارق . ولابن الرومي :
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

هذا ملخص ماذكره المفسرون عن النجم الطارق ، وعند التأمل نجد أن الله قد عظم هذا النجم فقال ( وما أدراك ما الطارق ) والله سبحانه عندما يقول عن الشيء ( وما أدراك ) فإنه يدل على عظمة ذلك الشيء كما قال عن يوم القيامة معظما له وما يحصل فيه من الاهوال ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) وقال ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) .

ثم إن وصفه سبحانه له بالثاقب؟ فيه دلالة على عظمة ما يحدثه حين الثقب !
وهذا يطابق ما يقال عن الكوكب ذي الذنب . والله اعلم

- ومما يستأنس به في هذا ما ذكره بعض الباحثين حيث قال :

ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة انه سبحانه ارسل رسلا كثيرة الى اقوامهم لعبادة الله وحده ونبذ الشرك وما كان من هؤلاء الا ان كذبوا الرسل واصروا على اتباع آبائهم ورفضهم عبادة الله وحده ومعاداة ومحاربة رسل الله فأعطاهم الله قوة استدراجا لهم فلما كذبوا وتجبروا وبغوا حقت عليهم كلمة العذاب فأرسل الله عليهم الصيحة وتوعد الله سبحانه ان من يفعل فعلهم ويسير على دربهم فسيلقى مصيرهم واخبر ان مشركي زماننا استحقوا ذلك لانهم نسبوا الى الله الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكتفوا بذلك بل تجبروا وطغوا وقالوا من اشد منا قوة ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا التوحيد والموحدين فحقت عليهم كلمة العذاب فالصيحة قادمة لهم لا محالة اعاذنا الله ونجانا منها وسأذكر ان شاء الله الآيات التي اخبرت اوهددت بان عذاب الامم السابقة واقع بمشركي هذا الزمان او التي ذكرت الصيحة صراحة ومنها :-

1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30))
وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم)
وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
اذا أي وعيد للمشركين في القرآن بصيحة اوبصاعقة او بعذاب عام في الدنيا معناه ان الصيحة التي عذب الله بها الأمم المتجبرة السابقة مثل عاد وثمود قادمة لمشركي ومتجبري هذا الزمان لانها سنة الله في الذين خلو من قبل وعليه فاالآيات القادمة تؤكد ان الصيحة قادمة.
نلاحظ ايضا في قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوافَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ) هنا انذار ان اعرضوا فسوف يأتيهم صاعقة وهذه الصاعقة مثل صاعقةعاد وثمود فهذا تهديد ووعيد مشروط باعراضهم وكما قلنا ليس فقط للمشركين في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لكل من اشرك بالله وادعى له الولد - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا-
اذا فهذا تهديد مشروط فأين الاخبار بأن الصيحة واقعة بهم لامحالة تجده في آيات كثيرة جدا منها قوله تعالى(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوافَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوامِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
قال ابن عباس رضى الله عنه ان هذا عذابهم في الدنيا
لاحظ قوله تعالى (فَزِعُوا) اى اصابهم الفزع من شيء رهيب اذا فهي الصاعقةوالصيحة التي نفزعهم بها ومن ثم نأخذهم فلا مفر ولا مهرب لهم (فَلَا فَوْتَ).
لاحظ ان الكلام هنا ليس تهديدا مشروطا ولكنه اخبار انه واقع بهم لا محالة والكلام واضح بان الله سبحانه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال المشركين وقت الصيحة وكأنه يراه امامه ومعنى كلامه سبحانه اي لو ترى يامحمد حال المشركين اذ ارسلنا عليهم الصاعقة او الصيحة التي هي مثل صاعقة عاد وثمود فأفزعتهم ثم اخذناهم من مكان قريب فلم نغادر منهم احدا .
وايضا في قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10))] محمد[
لاحظ هنا قوله (دمر الله عليهم) وهذا عقاب الامم السابقة مثل عاد وثمود دمر الله عليهم بالصاعقة او الصيحة ثم يأتي الخبرالمؤكد بأن للكافرين امثال هذا العقاب(وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)وهذا اخبار وتأكيد بأن الصيحة قادمة ومعجزة قرآنية بأن الله اخبر ان الكفار سوف يعرضوا وسيظلوا على اعراضهم الى ان تأتيهم الصيحة كما جاءت لسابقيهم وهذا اخبار بالغيب ليس مشروطا وانما تأكيد على انه واقع بهم وهذا دليل على ان الصيحة قادمة لا محالة بسبب الذنوب كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواذَنُوبًامِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوامِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
جاء في لسان العرب (من المكتبة الشاملة)ص390
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ،والطَّويلُ الذَّنَبِ.
ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي،يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه،فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ،بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره،بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ،ليسَ لَهُ سَنامُ.ا.هـ
اتضح من هذا الكلام ان لفظة ذنوب عند العرب تستعمل ايضا لشيء طويل الذنب
لاحظ هذه الآية قوية جدافي ذكر الذنوب وهذه يفسرها قلق ابن عباس من كوكب ذو ذنب وفيما قرأت كثيرا لم اجداحدا ربط بين هذه الآية وهذا الآثر الا الفقير الى الله كاتب الموضوع فالله الحمدوالمنه
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الصيحة صريحا ويذكر ان المشركين لاينتظرون الا هي فتأمل .
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
وهنا ايضا نفس المعنى تأكيدا على ان الكفار لاينتظرون الا الصيحة اعاذنا الله منها
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ ...الخ .

قلت : ويضاف إلى ذلك ما ورد في الاحاديث من وصف الزمان الذي يخرج فيه الدجال ، حيث ذكرت تلك الاحاديث والاثار ، تغيرا رهيبا في أحوال الكون ، على غير عادته المعهودة لدى البشرية ، مما يدل على أن هناك أمرا جللا قد حدث في الكون ، أدى إلى كل تلك التغيرات والتأثيرات !؟
والله أعلم

كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي
...المزيد

( الأنبياء اليمانيون ) : لقد جرت سنة الله في الأمم الماضية أن يبعث إلى كل أمة نبيا ، يقيم عليهم ...

( الأنبياء اليمانيون ) :

لقد جرت سنة الله في الأمم الماضية أن يبعث إلى كل أمة نبيا ، يقيم عليهم الحجة ويبين لهم المحجة ويدعوهم إلى عبادة الله وحده .

قال سبحانه ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) .

( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ).

وكان من تمام إقامة الحجة عليهم أن يبعث الله إليهم رسولا منهم يتكلم بلسانهم ..
قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

وقد كانت العرب العاربة موطنها اليمن كما هو معلوم ، وهم يتناسلون فيه جيلا بعد جيل ، من هنا لم يكن الله ليذرهم بلا نبي يدعوهم إليه سبحانه ، فبعث إليهم أنبياء كثر ، منهم من أخبرنا الله عنهم ومنهم من لم يخبرنا عنهم ، كما هو الشأن في جميع الأنبياء والرسل قال تعالى
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء, منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل. رواه ابن جرير الطبري .

وفي حديث أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًاً ) ، قلت : يا رسول الله ، كم الرسل منهم ؟ قال : ( ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير) ، قلت : يا رسول الله ، من كان أولهم ؟ قال : ( آدم ) .
رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني .

فأنبياء الله ورسله كثيرون لا يحصي عددهم إلا من بعثهم سبحانه ومنهم أنبياء أهل اليمن .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (بعث الله فِي سبأ اثْنَي عشر نَبيا فكذبوهم فَأتوا مَكَّة فتعبدوا بهَا حَتَّى مَاتُوا) ذكره ابن الأثير .

وعن وهب بن منبه اليماني قال: لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيًّا فكذبوهم . رواه ابن جرير في تفسيره .

هذا من حيث العموم أما من حيث التفصيل فقد ورد ذكر بعضهم في القرءان والسنة والأثار ..

ومنهم :

1- نبي الله هود عليه السلام .

نسبه :

هو هود ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن برد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم .

بعثه الله إلى قومه عاد بالأحقاف في حضرموت

قال تعالى (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) .
روى ابن جرير عن ابن إسحاق, قال: كانت منازل عاد وجماعتهم, حيث بعث الله إليهم هودا الأحقاف: الرمل فيما بين عُمان إلى حَضْرَمَوْتَ, فاليمن كله, وكانوا مع ذلك قد فشَوْا في الأرض كلها, قهروا أهلها بفضل قوّتهم التي آتاهم الله.
وعن قتادة قال : ذُكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشِّحْر.
قلت : والشحر مدينة معروفة بحضرموت إلى اليوم .

فلما كذبه قومه أرسل الله عليهم الريح العقيم ونجاه ومن معه من المؤمنين كما قال تعالى
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ )

قال القرطبي في تفسيره عن عدد المؤمنين بهود عليه السلام الذين نجوا معه : وكانوا أربعة آلاف . وقيل : ثلاثة آلاف .

دفنه عليه السلام :

ذكر ابن هشام الحميري في كتاب (التيجان في ملوك حمير) (ص45) ما نصه : ودفن ـ أي النبي هود عليه السلام ـ بالأحقاف بموضع يقال له الهنيبق ، بجوار الحفيف.

قال أبو إسحاق الثعالبي في كتابه "عرائس المجالس في قصص الأنبياء " (ص 65):(الرواية القائلة بدفنه بحضرموت هي الأقرب للصواب ) .

وبالرغم من أن هود عليه السلام كان له أولاد ، وكان من أشهرهم قحطان بن هود وهو ممن آمن بأبيه هود عليه السلام وهو أبو اليمن كلها، وقيل : أنه هو أول من نزل بأرض اليمن بولده وملكها بعد قوم عاد، فسُمُّوا ولده اليمن حين تيامنوا إليها ونزلوها.

إلا أنه لم ينص أحد من أهل العلم بالتاريخ والسير ، على أن الله قد بعث من أولاد هود عليه السلام نبيا ..

وإن كان قد اشتهر مؤخرا عند العامة في حضرموت ، ذكر
نبي الله هادون بن هود
وذا ليان بن هادون بن هود عليه السلام

وأن (هدون) القرية المعروفة بوادي دوعن تنسب إلى هادون بن هود ،وأن القبر الطويل الموجود فيها هو قبره .
لكن ذلك لم ينص عليه أحد من أهل العلم المعتبرين قديما ولا حديثا ، وحتى لو ثبت أنه قبر نبي لما جاز أن يدعى من دون الله تعالى ويتوسل به ويتبرك ، كما يحصل من بعض من يزوره اليوم للأسف الشديد.
فإن ذلك يصادم دعوة الأنبياء والرسل ، ويخالف الغاية التي بعثوا من أجلها ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ..

( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ).
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ).

من هنا فلن نتعب أنفسنا في مجاراة العامة فيما لم يثبت
ذكره من أنبياء اليمن وننتقل إلى ما ثبت ذكره ..

ومنهم :

٢- شعيب بن ذي مهدم عليه السلام :

بعث عليه السلام إلى أهل حضور غرب صنعاء في بلاد بني مطر حاليا ، وهناك جبل شاهق يعد أعلى قمة في الجزيرة العربية والشام يرتفع عن سطح البحر ٣٦٧٠ مترا ، يسمى بجبل ( النبي شعيب ) عليه السلام إلى يومنا هذا .

قال تعالى (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) الأنبياء(11).
قال الامام القرطبي في تفسيره : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة. يريد مدائن كانت باليمن وقال أهل التفسير والأخبار : إنه أراد أهل حضور وكان بعث إليهم نبي اسمه شعيب بن ذي مهدم ، وقبر شعيب هذا باليمن بجبل يقال له ضنن كثير الثلج ، وليس بشعيب صاحب مدين .

قال ابن حجر : نزلت هذه الآية - يعني وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين. ..إلى قوله خامدين)
نزلت في أهل حضور بفتح المهملة وضم المعجمة قرية بصنعاء من اليمن...بعث الله إليهم نبيا من حمير يقال له شعيب وليس بصاحب مدين كان بين زمن سليمان وعيسى فكذبوه فقصمهم الله.
وذكر ابن الأثير في "اللباب في تهذيب الأنساب"(1/372): أن من أنبياء اليمن نبي الله شعيب بن ذي مهدم وهو غير نبي الله شعيب المرسل إلى مدين .

وقد ذكرالمفسرون: أن أهل حضور كانوا أهل ترف وبطر إلى درجة أن مغاليق بيوتهم كانت من الذهب ، وأنهم كذبوا نبيهم شعيبا عليه السلام فقتلوه ، فسلط الله عليهم بختنصر الملك الغاشم فغزاهم فقتلهم شر قتله ، وأنهم لما أرادوا الهروب منه نادتهم الملائكة قائلة لهم ( لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ).

٣- النبي حنظلة بن صفوان عليه السلام :

هو نبي الله حَنْظَلَة بن صَفْوان عليه السلام من الأقيون من بني فَهْم بن الحارث بن قحطان .

بعثه الله إلى قومه أصحاب الرس فكذبوه ثم قتلوه ووضعوه في بئر .

قيل أن الرس اسم للبئر وقيل أنه اسم لقوم حنظلة ..

قال تعالى ( وَعَادًا وَثَمُودَاْ وَأَصْحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونًۢا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا )
وقال :(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وثَمُودُ) .

ذكر الحافظ ابن عساكر في أول تاريخه عند ذكر بناء دمشق عن تاريخ أبي القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد ، أن أصحاب الرس كانوا بحضور، فبعث الله إليهم حنظلة بن صفوان، فكذبوه ، وقتلوه ، فسار عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح بولده من الرس، فنزل الأحقاف، وأهلك الله تعالى أصحاب الرس، وانتشروا في اليمن كلها، وفشوا مع ذلك في الأرض كلها .

وقد اختار ابن جرير الطبري أن المراد بأصحاب الرس هم أصحاب الأخدود ، الذين ذكروا في سورة البروج .
ومعلوم عن أصحاب الأخدود أنهم من نجران ونجران ترجع تاريخيا إلى اليمن ..

قال أبو المنذر الكلبي (ت 204هـ): في نسب معد واليمن الكبير(1 / 26):(رهط حنظلة بن صفوان من أهل الرس، والرس فيما بين نجران واليمن).

قلت : وهناك قبر في الجامع الكبير بصنعاء ينسب إلى النبي حنظلة وهو موجود به حتى اللحظة .

وقد نبهت في رسالتي ( فضائل الجامع الكبير بصنعاء بين الحقيقة والادعاء ) المطبوعة قبل ١٢ عام .
الى بعض المخالفات الشرعية التي توجد في الجامع المذكور ومنها التبرك والتمسح ببعض الآثار فيه كالمسمورة والمنقورة والقبر المنسوب إلى النبي حنظلة .

والخلاصة : أنه وبالرغم من وجود هذه المعلومات عن النبي حنظلة إلا أنها تعتبر شحيحة جدا ، مما يجعل الجزم بوجود نبي بهذا الاسم وتحديد مكانه أمرا صعبا ..

والله تعالى أعلم

وهناك أنبياء آخرون غير من ذكرنا ، قد ذكروا أنهم بعثوا إلى اليمن أو نزلوا بها ، لكن اثبات ذلك يحتاج إلى مزيد أدلة ، فإن وجدت مع الأيام ما يثبت ذلك فسنلحقه بمن ذكرنا إن شاء الله تعالى ..

وهناك أبيات نسبت إلى الصحابي الجليل حسان بن ثابت الأنصاري اليماني شاعر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها عددا من الأنبياء ونسبهم إلى اليمن ..
حيث يقول :
فَنَحنُ بَنو قَحطانُ وَالمُلكُ وَالعُلا
وَمِنّا نَبِيُّ اللَهِ هودُ الأَحابِرِ
وَإِدريسُ ما إِن كانَ في الناسِ مِثلُهُ
وَلا مِثلُ ذي القَرنَينِ أَبناء عابِرِ
وَصالِحُ وَالمَرحومُ يونُسُ بَعدَما
أَلاتَ بِهِ حوتٌ بِأَخلَبَ زاخِرِ
شُعَيبٌ وَإِلياسُ وَذو الكَفلِ كُلُّهُم
يَمانونَ قَد فازوا بِطيبِ السَرائِرِ

كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي
...المزيد

‏إن كانتْ غزوة أُحد قد انتهتْ، فإنَّ مهمة الرُّماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنتهِ بعد، فطوبى ...

‏إن كانتْ غزوة أُحد قد انتهتْ،
فإنَّ مهمة الرُّماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنتهِ بعد،
فطوبى للمدافعين عن هذا الدين كلٌّ في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
رافضي الانحناء والتَّلون،
كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ينادي فيهم :
" لا تبرحوا أماكنكم " ! ‎
...المزيد

إلى غلاة التجريح ... قال الإمام الذهبي - رحمه الله - : " ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في ...

إلى غلاة التجريح ...

قال الإمام الذهبي - رحمه الله - : " ولو أنَّا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له, قمنا عليه وبدَّعناه, وهجرناه, لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما, والله الهادي إلى الحق, وهو أرحم الراحمين, فنعوذ بالله مِن الهوى والفظاظة "

( السير 14/40) .
...المزيد

( سنوات الجوع والعطش المستقبلية بين تقاريرهم ومروياتنا ) تشير العديد من التقارير إلى ان ...

( سنوات الجوع والعطش المستقبلية بين تقاريرهم ومروياتنا )

تشير العديد من التقارير إلى ان الاقتصاد العالمي سينهار مستقبلا ، مما ينتج عنه شح الموارد الاقتصادية وندرة المياة ، الأمر الذي سيضطر البشرية لخوض المعارك الشديدة ، بغية السيطرة على أكبر قدر ممكن من تلك الموارد .

والسؤال : هل نجد في شرعنا ما يؤيد تلك التقارير ؟

نقول : إن الناظر في أحاديث فتن وملاحم آخر الزمن ، ليجد أن تلك الأحاديث تصف الحال بكل وضوح ، بأنه حال بؤس وشدة في المؤنة ، وأن الجوع والعطش سيخيم على الناس فيه ، ولا سيما تلك السنوات التي تسبق خروج المسيح الدجال ... ومن تلك الأحاديث ما يلي :

- عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر عندها الدجال فقال : إن قبل خروجه ثلاث أعوام تمسك السماء في العام الأول ثلث قطرها و الأرض ثلث نباتها و العام الثاني تمسك السماء ثلثي قطرها و الأرض ثلثي نباتها و العام الثالث تمسك السماء قطرها و الأرض نباتها حتى لا يبقى ذات ضرس و لا ذات ظلف إلا مات قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام). رواه الطبراني وأبو داود الطيالسي .

- وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته عن الدجال وحذرناه إلى أن قال: وإن قبل خروجه ثلاث سنوات شدائد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله فقيل ما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتسبيح والتكبير والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.. رواه ابن ماجه وابن خزيمة.وصححه الألباني.

- وفي حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري رضي الله عنه مع الدجال حيث قال الدجال لتميم وأصحابه :
فقال: أخبروني عن نخل بيسان .قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟قلنا له : نعم . قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر .قال : أخبروني عن بحيرة طبرية .قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟قال : هل فيها ماء ؟قالوا : هي كثيرة الماء .قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب .قال : أخبروني عن عين زغر.قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها… رواه مسلم

- وعند أحمد : وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله.
فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثلاثاً). فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان!
وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر .. ) .

وكذلك يستفاد من الأحاديث الصحيحة في كون الدجال معه جبال الخبز وأنهار المياه .. فيفتتن بها الناس وكونهم يفتتون بها يدل على أن هناك جوعا وعطشا قد لحقهم إذ لو كانوا شبعانيين ريانيين لما افتتنوا بها !!

وهذا الجوع والشدة في المعاش سيشترك فيها الجميع الصالح والطالح قبل خروج الدجال أما بعد خروجه فسيختص به المسلمون الثابتون على دينهم ويزول عن أتباع الدجال كما يدل عليه حديث جابر عن الدجال وفيه : وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَخُضْرَةٍ يَسِيرُ بِهَا فِي النَّاسِ ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ ، إِلا مَنِ اتَّبَعَهُ . رواه الطحاوي في مشكل الأثار .

كل هذه الأحاديث تفيد بشدة الجوع والعطش الذي يلحق بالمسلمين حين خروج الدجال .. وهذا يتعارض مع ما ثبت في الاحاديث الصحيحة أن أيام خلافة المهدي والتي تسبق خروج الدجال ستكون أيام خير وبركة ورخاء
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً -يعني حججاً-» (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني).

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله, حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث, حتى إذا جعله في حجرة وأبرزه ندم, فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده)) رواه الامام أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات .

فكيف نجمع بين هذه الاحاديث وبين تلك التي تقول بأن الأيام التي يخرج فيها الدجال والتي هي من أيام خلافة المهدي قطعاً ستكون أيام جوع وعطش ؟؟

فنقول يمكن توجيه ذلك بما يلي :

الأول : أن زمن المهدي في عمومه زمن خير ورخاء ولا يمنع وجود الشدة والبأساء شأنه كشأن عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان في عمومه عهد رخاء مع وجود بعض الشدة والجوع أحياناً كعام الرمادة مثلاً ..

الثاني : أن هذا الجوع والعطش يكون في نهاية خلافة المهدي وخروج الدجال وأما قبلها فيكون المسلمين ومنذ بداية ظهور المهدي في سنوات الرخاء والسؤدد .

الثالث وهو الأقرب : أن سنوات الشدة ستكون في بداية خلافة المهدي والتي يخرج فيها الدجال وهذا من التمحيص والاختبار لأولياء الله الصادقين ثم يفرج الله عنهم وتأتيهم سنوات الخير والدعة كالذي حصل للصحابة الكرام في بداية الاسلام من الشدة في المعاش ثم فتح الله عليهم بالفتوحات والغنائم ومما يؤيد هذا التوجيه أمران :
1- أن من أسباب افتتان الناس بالدجال هو ما يجدونه من الجوع والعطش ولهذا ناسب أن يأتي معه بجبال الخبز واللحم وأنهار الماء كما تقدم معنا . فيظل حالهم على هذا إلى أن يُقتل الدجال ويقضى على فتنته ثم يأتيهم الفرج كما يدل عليه الأمر الآتي .
2- أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن زمن المسيح عيسى بن مريم هو زمن الرخاء والهناء والذي يبتدأ بمقتل الدجال والذي هو من أيام خلافة المهدي عليه السلام كما تفيده الأحاديث التالية :
ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان في قصة الدجال وبعد أن يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قال عليه الصلاة والسلام : ... ثم يقال للأرض أنبتي تمرتك وردي بركتك، فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل -اللبن- حتى إن اللقحة من الإبل، - وهي قريبة العهد بالولادة - لتكفي الفئام من الناس،- والفئام هي الجماعة الكثيرة - ، واللقحة من البقر تكفي الفخذ،- وهم الجماعة من الأقارب وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة -، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة. قال: فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد".
ومما يؤيد هذا التوجيه أيضاً حديث عبد الله بن بشر مرفوعاً: "بين الْمُلْحَمَةِ وفَتْحِ الْمدينة سِتُ سنِيْن، ويَخْرُجُ الدّجّال في السّابِعَة". رواه أبوداود .
ووجه الاستشهاد من هذا الحديث أن المدة التي ستكون بين الملحمة والتي تقع في بداية خلافة المهدي وبين خروج الدجال ست سنين . وهذا يفيد بأن سنوات الشدة ستكون في أوائل خلافة المهدي وأن آخرها سيكون مدة رخاء وهناء لأنه قد ثبت أن خلافة المهدي ستمتد إلى تسع سنين فإذا كان الدجال قد خرج في السابعة فقد بقي من حقبة المهدي سنتان أو ثلاث وهي سنوات الرخاء والتي تكون أيضاً من أيام المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وهي أيام السؤدد والرخاء بالنسبة للمسلمين كما تقدم معنا . والله أعلم

كتبه / يوسف الشبيلي
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً