سبيل الاستخلاف وإن وقود الاستخلاف في الأرض حتى يكون السلطان والحكم فيها لله وحده مصداقا لقوله: ...

سبيل الاستخلاف


وإن وقود الاستخلاف في الأرض حتى يكون السلطان والحكم فيها لله وحده مصداقا لقوله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}؛ هو الجهاد في سبيل الله والصبر على مشاقه وتكاليفه؛ وذلك ببذل المهج وإرخاص الأرواح كما قال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ}، فلم يقل: سايروهم أو سالموهم أو شاركوهم لأن الدم لا يُحقن إلا بالدم! والحديد لا يُفل إلا بالحديد، وكرامة النصر والتمكين ليست غنيمة باردة تأتي بالمجان دون مقابل، والقعود والانبطاح والاستسلام وكل دعاوى الانهزام بجميع أشكالها وصورها لم تكن يوما سبيلا لإقامة الحق ونصرة الدين والعقيدة، بل القتال هو الطريق الأوحد والسبيل الآكد لتحقيق ذلك، لذلك أمر به سبحانه فقال: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، قال ابن عباس رضي الله عنه: "حتى لا يكون شرك، ويخلص التوحيد لله". [ابن كثير]، وبهذا السبيل لا بغيره استطاع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تشييد أعظم دولة عرفها التاريخ، بنوها بجماجمهم وسقوا أصولها بدمائهم حتى غدت سيرتهم في ذلك منارة شماء تهدي الأجيال الوافدة، وموكب نور يضيء شعاعه وسط الدجنة الحالكة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

سلسلة سؤال وجواب (2) ما هي أقسام التوحيد؟ وما تعريف كل قسم منها؟ 1 - توحيد ...

سلسلة سؤال وجواب (2)

ما هي أقسام التوحيد؟
وما تعريف كل قسم منها؟

1 - توحيد الربوبية.
تعريفه: إفراد الله في أفعاله، مثل: الخلق والرزق وإنزال المطر... إلخ.


2 - توحيد الألوهية.
تعريفه: إفراد الله بأفعال العباد التي شرعها لهم، مثل: الدعاء، والذبح، والسجود.


3 - توحيد الأسماء والصفات.
تعريفه: هو إفراد الله سبحانه بما يختص به من أسماءٍ وصفاتٍ.
...المزيد

رسالة لحكام الخليج فحكام الخليج يعلمون أنَّ زعماء إيران وأتباعهم في المنطقة سيتبعون معهم سنتهم ...

رسالة لحكام الخليج


فحكام الخليج يعلمون أنَّ زعماء إيران وأتباعهم في المنطقة سيتبعون معهم سنتهم التي اتبعوها مع صدام، أي سيضحون بهم في يوم العيد على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وحجتهم في ذلك أنهم كانوا حلفاءه في حرب الخليج الأولى نيابة عن أمريكا ضد إيران، ألم يقدِّم حكام الرياض دليلًا يدينهم أمام طهران عندما اعترفوا بدعم صدام بخمسة وعشرين مليار دولار في تلك الحرب؟

فهذا الاعتراف مسطر ومحفوظ في إيران وسوف يستخدمونه في الوقت المناسب بالطريقة التي يرونها.


مقتبس من:
مسودة كلمة لم تنشر عن (إيران وأمريكا)
لشيخ المجاهدين أسامة بن محمد بن لادن -تقبله الله تعالى-

توقيتها بعد 1427هـ
...المزيد

زين له الشيطان أما من اختطّ له طريقا غير التوحيد وسلك سُبلا أخرى غير سبيل الجهاد، زاعما ...

زين له الشيطان


أما من اختطّ له طريقا غير التوحيد وسلك سُبلا أخرى غير سبيل الجهاد، زاعما بسلوكها نصرة المستضعفين ومجابهة الظلم والظالمين، فقد ضل الطريق وتاه عن السبيل وزين له الشيطان سوء عمله فرآه حسنا، قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}، فلقد جعل الله تعالى القتال سبيل نصرة الإسلام والمسلمين، ولو سلك الناس كل سبيل لرفع الاستضعاف عن أمة الإسلام؛ فلن يجدوا غير الجهاد سبيلا، شريطة أن يكون جهادا في سبيل الله على منهاج النبوة، وليس قتالا جاهليا في سبيل الطاغوت كالذي يملأ نتنه الآفاق اليوم.



• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

تكاليف هذا الطريق لقد احتمل مجاهدو دولة الإسلام تكاليف هذا الطريق وأعباءه ومشاقه ودفعوا ضريبته ...

تكاليف هذا الطريق

لقد احتمل مجاهدو دولة الإسلام تكاليف هذا الطريق وأعباءه ومشاقه ودفعوا ضريبته طوعا، من نفير وهجرة وقرح وجرح وقتل وأسر وفقدان للأحباب ومفارقة للأصحاب وإيثار السكنى في الأودية والشعاب، وافتراش الأرض والتحاف السماء في العراء وسط الرمضاء، لقد عاينوا كل ألوان المحنة والشدة واللأواء؛ جريا منهم على نهج وسيرة خاتم الرسل والأنبياء وصحابته السادة النجباء الذين ذاقوا من البأساء في سبيل إقامة الدين ألوانا وتجرعوا من العلقم كيزانا، في ترجمة واقعية لسنة الله في حمل أمانته ونصرة دينه وشريعته يسلّيهم قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}؛ قال ابن كثير: "أي: أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد.. أي: لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تُبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

بالغلبة والقهر ويقينًا فإن الغلبة والتمكين لهذا الدين، وإن النصر والعاقبة لأولياء الله المتقين؛ ...

بالغلبة والقهر

ويقينًا فإن الغلبة والتمكين لهذا الدين، وإن النصر والعاقبة لأولياء الله المتقين؛ تصديقا وثقة بوعد الله القائل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} قال ابن عباس: "بِالْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ"، والتصديق بذلك الوعد إيمان والتكذيب به كفر.

وإن كانت المؤشرات والموازين المادية تَغرُّ من لا دين له ولا إيمان فلا عجب، فقد اغتر من كان قبلهم حتى جاء أمر الله وعذابه من حيث لم يحتسبوا، فلم تغن عنهم قوة ولا كثرة، ولم تكن تلك الانتفاشة والغطرسة سوى استدراج من الله لهم، ليستوجبوا من العذاب أشده وأوفاه.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جُفاءً"
...المزيد

وبشراهم وإن ما يسطره جنود الدولة الإسلامية -ثبّتهم الله- من ملاحم عظيمة ومعارك شرسة في ظروف غير ...

وبشراهم

وإن ما يسطره جنود الدولة الإسلامية -ثبّتهم الله- من ملاحم عظيمة ومعارك شرسة في ظروف غير متكافئة بكل المقاييس، تراق فيها الدماء وتمزق الأشلاء وتتساقط فيها جماجم الشهداء، متصدّين فيها لحملات الصليبيين وأوليائهم المرتدين في سائر الولايات والميادين؛ شاهد وبرهان على أن وقود التوحيد باهظ وطريقه شائك، ليس عنه محيد، وخوضه طاعة لله واحتمال ما فيه، هو أمارة صدق وبشرى للسائرين عليه الباذلين فيه أغلى ما يملكون وبشراهم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

البذلُ والعطاءُ أساسُ نصرةِ الدين إن ضريبة تحكيم شريعة الله في أرضه ونقلها من حيز التنظير إلى ...

البذلُ والعطاءُ أساسُ نصرةِ الدين

إن ضريبة تحكيم شريعة الله في أرضه ونقلها من حيز التنظير إلى أرض الواقع تحتاج منكم -معاشر المجاهدين- إلى كثير من التضحيات، وهذا هو قدره الغالب وحكمته البالغة وسنته الماضية في خلقه لم تحاب أحدا قبلكم بمن فيهم الأنبياء والرسل {مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا}، مع أنه سبحانه قادر على نصرة دينه وإهلاك أعدائه بدون قتال ولا جهاد، ولكنه سبحانه فرض ذلك على عباده امتحانا لإيمانهم واختبارا لصبرهم وتمحيصا لصفوفهم ورفعا لدرجاتهم، كما قال في كتابه: {ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

أحلام الجولاني المفتون بالحكم في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع ...

أحلام الجولاني المفتون بالحكم

في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع المشهد السوري الجديد، الطريقة الأولى تتمثل في حسم الملف أمنيا وعسكريا، وعدم الوثوق بالنظام الجديد مهما قدّم من قرابين وعرابين، ومهما التزم بآداب حسن الجوار أسوة بنظيره الأردني والمصري وهلم جرا.

بينما الطريقة الثانية وتؤيدها مراكز أبحاث "الأمن القومي اليهودي" تتمثل في التعامل مع النظام السوري الجديد كحليف محتمل مستقبلا، أسوة بسلفه "الأسد" الذي كان يرفع شعار "المقاومة" في الهواء وعلى الأرض يلتزم التزاما حديديا بحماية الحدود اليهودية! مع فارق أن الطاغوت الجديد لا يرفع أي شعارات سوى "السلام".

لكن تبقى النزعة الأمنية اليهودية حتى الآن متغلبة على غيرها في التعامل مع المشهد السوري، وهو ما يصطدم بالأحلام الجولانية الواعدة لمد جسور السلام والوئام مع العدو التقليدي للمسلمين تشبُّثا بالحكم وليس ثمة شيء آخر.

فالسلوك الرسمي للنظام السوري الجديد بدا واضحا منذ الأيام الأولى لتسلُّمه الحكم، وكان حاسما لا يقبل المواربة بأن "سوريا الجديدة" لن تشكل خطرا على اليهود! ولن تسمح لأحد بذلك! وهذا شيء متوقع ليس في الفترة الانتقالية فحسب، بل حتى لو حكم الجولاني مئة عام فلن يسعى لإغضاب الجار اليهودي!، فالرجل المفتون بالحكم طلّق دينه ثلاثا من أجل هذه "اللحظة التاريخية!" أتراه يغامر باللعب في الملف الأخطر على الإطلاق وهو الأمن اليهودي؟!

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا ...

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب


يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا وبهتانا للسلف ونصرتهم لطواغيت العرب.

فهل تعلم أن هنالك جامية "سلفية" في إيران يدعون للسمع والطاعة لخامنئي، وفي العراق يدعون للسمع والطاعة لرؤساء الرافضة المتعاقبين في بغداد، وفي أمريكا يدعون للسمع والطاعة لبوش ومن أتى بعده!!!

وهنالك جامية على المذهب الصوفي والإخواني، ففي روسيا الصوفية يدعون للسمع والطاعة لبوتين، وفي الصين يدعون للسمع والطاعة للرئيس الشيوعي، وفي بريطانيا وعدة دول يدعو الإخوان المرتدون للسمع والطاعة للدول التي هم فيها!!

وهنالك الجامية القواعدجية التي تدعو للسمع والطاعة لحركة طالبان الوطنية التي طردتهم لاحقا!

وهنالك الجامية الهتشية التي تدعو للسمع والطاعة لطاغوت سوريا الجديد! ومن سماتهم؛ ما رآه الطاغوت حسنًا ولو كان كفرًا زيَّنوه، ولو حرَّم الطاغوت شعيرة إسلامية أجازوه.
...المزيد

طاعة الغفَّار بكتمان الأسرار الحمد لله الذي نوَّع لعباده الابتلاءات ليرى امتثالهم لأوامره في ...

طاعة الغفَّار بكتمان الأسرار


الحمد لله الذي نوَّع لعباده الابتلاءات ليرى امتثالهم لأوامره في جميع الأحوال، والصلاة والسلام على رسوله الذي آتاه الحكمة، فكان يتصرف وفقها في الجهر والإسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد...

فإن مما ابتلى الله به عباده وخاصة المجاهدين أمر حفظ الأسرار والتثبت من الأخبار، وهناك أمور شرعية ومصالح عامة وخاصة يحب الله فعلها علناً وجهراً، ومنها ما يُستحب كتمانه ومنها ما يجب إخفاؤه، قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 271].


• صلاح الأحوال بكتمان الأسرار

من المعلوم لدى العقلاء أن هناك أموراً لا يصلح أن تكون معلنة، ولذلك يستأمن الناس بعضهم بعضاً على إسرارها، فأمور السياسة والحرب لا يمكن أن تكون كلأً مباحاً لكل الناس، يتكلم عن تفاصيلها الجميع أهل الشأن وغيرهم ممن لا مصلحة له في معرفة الأسرار، بل المفسدة متحققة بنشر الإنسان كل ما يصله من أخبار وإفشائه للأسرار، فلدولة الإسلام أعداء كثر متربصون يبحثون عن كل ثغرة لاستغلالها، ولذلك يستخدمون جواسيسَ ظاهرهم الإسلام ليصلوا إلى الأسرار والمخفيات، وقد صار للجاسوسية عالم كبير من الأجهزة والوسائل والأشخاص، ومن المؤسف أن يقوم مسلمون بل ومجاهدون بخدمة الأعداء دون قصد بأن لا يقيموا وزناً للمعلومات والأخبار التي يجب أن تبقى سرية، فيسارع الواحد إلى التفكه والتسلية في المجالس بحكاية الأخبار، وربما يحاول أن يبرز نفسه بأنه يعرف ما لا يعرفه غيره، ويصل إلى ما لا يصل إليه غيره، ويدعي مكانة ليست حقيقية، وهذا داءٌ خطير يقدح في إخلاص المسلم ويفسد قلبه وعمله، بل يتعدى فساده إلى المصلحة العامة للجماعة والدولة.


• الحفاظ على معنويات المجاهدين بكتمان ما يضرهم سماعه

في غزوة الأحزاب، لما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- لقاء حيي بن أخطب ببني قريظة، أرسل الزبير بن العوام يستطلع الأمر، فرجع فقال: يا رسول الله رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم وقد جمعوا ماشيتهم، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدداً من الصحابة فيهم سيد الأوس سعد بن معاذ وسيد الخزرج سعد بن عبادة، وقال لهم: (انطلقوا حتى تنظروا أحقٌ ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتُّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس).

فلما ذهبوا إليهم جاهروهم بالعداوة وقالوا: مَن رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، وتشاتموا مع الوفد، فرجع الوفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: عضل والقارة، أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع، فكبَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أبشروا يا معشر المسلمين بنصر الله وعونه.

راعى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حال المعركة نفوس الناس، وحرص على ألا يسمع المجاهدون إلا ما يقوي قلوبهم ويشجعهم على القتال، ومثل هذا الخبر وهو غدر بني قريظة سيعلم به المسلمون، وأول ما سمعوا من النبي القائد -صلى الله عليه وسلم- أنه كبَّر وبشَّر المسلمين بالنصر والعون من الله، فبهذا التصرف الحكيم من النبي -صلى الله عليه وسلم- ترتفع معنويات المؤمنين ويزداد يقينهم وإيمانهم وتعلق قلوبهم بالله، فلا يضرهم بعد ذلك أن يصلهم خبر نقض بني قريظة للعهد، فبدلاً من أن يتأثر الصحابة سلباً بالخبر يتأثرون إيجاباً، لأنهم يرون سنة الله في نصره للرسل وأتباعهم وهي تجري عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، وهذا ما جعل المسلمين يستبشرون بنصر الله فيقولون لما رأوا الأحزاب: {هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، وما زادهم تحشد الكفار وتحزبهم عليهم إلا إيماناً بوعد الله لهم بالنصر وتسليماً لأمر الله الحكيم العليم.


• خطورة الأسرار العسكرية

(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) [رواه مسلم].

هذا منهج وضعه لنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الأخبار، في حالَي السلم والحرب، والأمر حال الحرب أعظم خطراً، فلا يصح أن نقبل أو ننقل كل خبر دون تثبت ودون نظر في المصلحة الشرعية لجماعة المسلمين، بل نتثبت ونبحث عن مصدر الخبر، وننظر هل يصح نشر الخبر أم لا، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [متفق عليه].
وهناك أمور عامة كخطط المعارك ومواعيدها وأخبار الانتصارات أو المصائب فهذه مما يختص أولياء الأمور بالنظر والبت فيها، لا يصح للأفراد من الجنود والرعية التساهل في قبولها أو نقلها أو تحليلها، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، عاب الله -تعالى- في هذه الآية على هؤلاء المتساهلين في إذاعة الأخبار ونشرها والحال أنها تمس المصلحة العامة لجماعة المسلمين، وأمر بردِّ هذه الأخبار إلى أهل الاختصاص من أولي الأمر والخبرة ليحللوها ويروا ما يصح نشره مما لا يصح، وبيَّن -تعالى- أن رد الأمور إلى أهلها هو شأن المهتدين المنتفعين بفضل الله ورحمته، وأن من لا يتبعون هذا المنهج الرباني يخسرون فضل الله ورحمته وهم بأمس الحاجة إليهما، ويتسلط عليهم الشيطان فيضلهم ويرديهم.


• الصِدِّيق يحفظ سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتوفي بالمدينة، فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبِلتُها [رواه البخاري].


• حفظ الأسرار خلق فاضل وإفشاؤها من الرذائل

ومن الحِكَم: سرك دمك. وقالوا: "مِن وَهْي الأمر -أي ضعفه- إعلانه قبل إحكامه" وقال بعض الشعراء:

قد أركب الهول مسدولاً عساكره
وأكتم السرّ فيه ضربة العنق

نسأل الله أن يوفقنا لخدمة دينه والحفاظ على دولة الإسلام وأسرارها، وأن يثبتنا فيها حتى نلقاه وهو راض عنا، والحمد لله رب العالمين.
 
 
صحيفة النبأ - العدد 112
الخميس 10 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

الوقاية من أسباب الانتكاسات الحمد لله الذي يثبِّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ...

الوقاية من أسباب الانتكاسات


الحمد لله الذي يثبِّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، ويُضل الظالمين ويفعل ما يشاء، والصلاة والسلام على رسوله الذي كثيراً ما كان يدعو (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فإن غاية خلق الله للإنسان أن يعبد الله ويستمر على عبادته حتى يلقاه فيفوز برضاه، وعلى هذا المعنى يدُلُّ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، يريد الله منا أن نثبُت على تقواه حتى يأتينا الأجل ونحن على الإسلام، وهذا يتطلب من المسلم أموراً، منها أن يسأل الله الثبات على دينه، فكما أنه بحاجة إلى الهداية، هو بحاجة إلى الثبات عليها حتى الممات، وهذا داخل في دعاء المسلم في كل ركعة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، والذي ينتفع بهذا الدعاء العظيم هو من يكون طالباً للهداية والثبات مستشعراً حاجته إليهما، خائفاً من الضلال بعد الهدى، غير مُعجب بعمله، بل يعترف بفقره إلى الله، ويُقرُّ بنعم الله عليه التي أعظمها الهدايةُ إلى الصراط المستقيم ومخالفةُ المغضوب عليهم والضالين.


• العلم الشرعي معين على الثبات

كما على المسلم كي يرزق الثبات أن يتعلم العلم الشرعي الذي به يعرف ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال حتى يتقي الله حق التقوى، والعلم الشرعي مبني على أصلين هما الكتاب والسنة، كما فهمهما سلف هذه الأمة، قال ابن القيم، رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة هم أولو العرفان

ثم عليه بعد ذلك أن يحرص على العمل بما علم، فلا تحقيق للتقوى بلا علم، ولا تحقيق لها بلا عمل بالعلم الشرعي.


• الخوف من الانتكاس

ويجب أن يبقى المسلم خائفاً من الانتكاس على عقبيه، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من الخصال التي يجد المؤمن بها حلاوة الإيمان: (أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) [متفق عليه]، وقد أخبرنا -تعالى- أن الراسخين في العلم يخافون من العودة في الكفر والزيغ بعد إذ نجَّاهم الله منهما، ويدعون الله -تعالى- قائلين: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 8].

وعليه أن يحقق التقوى بفعل جميع ما أوجبه الله وترك كل ما حرَّم على عباده، وتعاهُد النية لتكون الأعمال خالصة لوجه الله تعالى، وإلا لم تقبل. فإن وقعت منه معصية اعترف لله بذنبه وبادر إلى التوبة والعودة إلى الله، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].


• الحذر من أسباب الانتكاسات

وإذا لم يحذر المسلم أسباب الانتكاسات أصابته في مقتل، وأعظم الخسارة خسارة الدين، قال حذيفة، رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني" [صحيح البخاري].


• ومن أسباب الانتكاسات:

- اتباع الهوى وترك الهدى المستفاد من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50]، والخطر كل الخطر في الإعراض عن العمل بالحق بعد معرفته، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].

قال الإمام أحمد: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله: (أي قول النبي، صلى الله عليه وسلم) أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك". وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، وقد يعاقب الله العاصي بأن يضله ويوقعه فيما هو أكبر من المعصية، كما عاقب الذي في قلبه مرض ولم يسع إلى مداواته بأن زاده مرضاً حتى صار من أهل النفاق الأكبر والعياذ بالله، قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10].- ومنها: اتباع الأئمة المضلين من قادة وعلماء، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: 3 - 4]، والعلماء منهم من هو كالدواء للناس، ومنهم من هو سبب مرضهم وهلاكهم، لأن الناس تسمع لهم وتقتدي بهم، ويظن البعيدون عن الحق أن العلماء جُنة من عذاب الله ولو كانوا من أئمة الضلال! فيقول بعضهم: "اجعل بينك وبين النار عالماً"، وقد قطع الله حجة من يتبع المضلين ولو كانوا من أهل العلم الشرعي، بأن بيَّن -سبحانه- أنه سيسألنا عن اتباعنا للأنبياء لا للعلماء، وأن العلماء الذين ينفعهم علمهم وينتفع الناس بهديهم هم أشد الناس خشية لله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وأخبرنا -سبحانه- عن علماء أهل الكتاب الذين لبَّسوا الحق بالباطل وكتموا الحق واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله، وذلك لنحذر من تضليل من يشابههم من علماء هذه الأمة، وأخبرنا -سبحانه- عن تبرؤ المتبوعين المضلِّين من علماء وقادة من أتباعهم، وتمني الأتباع أن تكون لهم كرة أخرى فيتبرؤوا من أئمتهم المضلين، قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 166 - 167]، فواجب المسلم أن يتحرى العالِمَ الذي يتبعه ويستفتيه، وينظر في حاله من حيث التقوى والبعد عن الشبهات والشهوات المحرمة.

- ومنها: عدم تعويد النفس على ترك التعلق بالدنيا، وقد أهلك هذا الأمر خلاصةَ الناس وخاصَّتهم وهم علماء كانوا أعرف الناس بالحق وعرفوا ما في اتباعه من الثواب، وما في الإعراض عنه من العقاب، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176].

- ومنها: عدم تعاهد القلب حتى يقسو فتجمد العين وتضعف التقوى، وخاصة بعد طول الأمد، لأن الإنسان إذا انتقل من الغفلة والضلال إلى التمسك بالدين يكون في أول الأمر متحمساً للحق مقبلاً عليه بقوة، ولكن هذا الحماس يضعف مع الأيام ويعقبه فتور، فإن لزم المسلم طاعة الله وجاهد نفسه وهواه نجا بإذن الله تعالى، وإن أدى به الفتور إلى العودة إلى ما كان يألف من معاص قبل هدايته فهذا يهلك والعياذ بالله إن لم يتغمده الله برحمته، جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قال (إن لكل شيء شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه) [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. وقال –تعالى- محذراً من مشابهة أهل الكتاب في قسوة القلوب، وأن الواجب أن يحرص المسلم على خشوع قلبه لذكر الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].

وهذا الموضوع يحتاج إلى استعراض جوانب أخرى كثيرة لمحاولة استيفاء الكلام عنه، ولعل الله أن ييسر ذلك في مقالات قادمة، وبالله التوفيق وهو المستعان.

نسأل الله -تعالى- أن يثبتنا على دين الإسلام ونصرته ونصرة دولته حتى نلقاه، ونسأله –تعالى- أن يمن علينا بالنصر على القوم الكافرين، والحمد لله رب العالمين



صحيفة النبأ - العدد 112
الخميس 10 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً