أشراط الساعة والآيات يقول الله تعالى {{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم ...

أشراط الساعة والآيات
يقول الله تعالى {{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا }}
" محمد , 18 "
عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا بالوسطى والتي تليها {{ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ }} " صحيح البخاري " فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة أذان باقتراب الساعة وبداية أشراطها وهذه الأشراط أو العلامات تنقسم إلى ثلاثة أقسام
الأول : قسم يدل على اقتراب الساعة ومنه قوله تعالى {{ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ }} " القمر ,1-2 " : انشقاق القمر كان معجزة من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم حينما طلب منه كفار قريش أن يريهم آية {{عن أنس رضي الله عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم أية فأراهم انشقاق القمر}} " الصحيحين " ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : {{ لاَتَقُومَ السَّاعَةُ حَتَى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِئُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى }} " الصحيحين " وقد ذكر النووي في شرحه لهذا الحديث في صحيح مسلم أن هذه النار خرجت من أرض الحجاز فرأها الناس بمدينة بصرى بالشام وذلك في عصره ومنها قوله صلى الله عليه وسلم {{ لاَتَقُومَ السَّاعَةُ حَتَى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي مَكَانَهُ }} " الصحيحين " : أي كثرة الانتحار وتمني الموت بسبب ضيق الدنيا .
وقد حصل هذا في زماننا بكثرة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم {{ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ }}"صحيح البخاري" ومن راجع تاريخ المدعين للنبوءة كأمثال مسيلمة الكذاب والمختار ابن أبي عبيد الثقفي يجدهم قريبا من الثلاثين ونكتفي بهذا القدر من القسم الأول مع العلم أنه اكثر من هذا .
الثاني : قسم بين يدي الساعة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم {{إنَّ بين يَدَيِ الساعةِ أيامًا، يُرفَعُ فيها العلمُ، وينزلُ فيها الجهلُ، ويَكثُرُ فيها الهَرْجُ»، والهَرْجُ القتلُ}} "صحيح البخاري ": ما أصدق هذا الحديث على أيامنا هذه التي رفع فيها العلم الشرعي


بسبب كثرة المدعين لمعرفته واختلافاتهم وضلالاتهم ونزل الجهل بسبب ذلك وكثر الهرج وهو القتل بسبب طبيعة المعارك اليوم وبسبب فتاوى من ليسوا أهلا للفتوى ومنه قوله تعالى {{ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }} " الزخرف ,60 -61 " : الآيات تتحدث عن استخلاف لله لملائكة من البشر ربما يكون المقصود بها نزول عيسى صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة ملكا يخلف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وخلاصة هذه الاستنباطات أن هذه الآية فيها إشارة إلى نزول عيسى صلى الله عليه وسلم وأن ذلك علم للساعة أي إمارة تدل على شدة اقترابها وقد تواترت الأحاديث بنزوله صلى الله عليه وسلم منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ " ومنها قوله تعالى {{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }} " الأنبياء , 96 - 97 " الآيات تدل على فتح بلاد يأجوج ومأجوج و خروجهم على الناس من كل حدب ينسلون : أي من كل صوب أو مرتفع يسرعون وقد نشرت عدة بحوث حولهم والراجح فيهم أنهم بلاد روسيا والصين وأن الردم الذي بناه ذا القرنين لمنعهم من الإغارة على أهل الجنوب هو الردم الحديدي الموجود ساد للطريق بين السلاسل الجبلية في بلاد جورجيا المحاذية للروس ويعرف هذا الردم ب { بهاك كوراي أو كابان كوراي } : معني الكلمتين واحد وهو مضيق غورش أو ممر غورش الذي اصبح معروفا اليوم أنه ذا القرنين ومنها قوله تعالى {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى
النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}} " سورة الدخان " : وقد جزم الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات أن هذه الدخان لم تأتي بعد وستكون بين يدي الساعة كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {{ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَوِ الدُّخَانْ أَوِ الدَّجَّالْ أَوِ الدَّابَّةَ أَوْ خَاصَّةُ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرُ الْعَامَّةِ }} " صحيح مسلم "



الثالث الآيات : وهي الأمور العظام التي تدل على الإيذان بقيام الساعة يقول سبحانه {{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }} " الأنعام , 158 " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَأَهَا النَّاسُ ءَامَنُوا أَجْمَعُونَ فَذَاِكَ حِينَ{{ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا }} " الصحيحين " ويقول سبحانه {{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ }}
"لنمل , 82 " وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {{ إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحاً وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيباَ }}"صحيح مسلم" ولا أحد يعلم متى تقوم الساعة إلا الله وحده سبحانه وتعالى {{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }} " الأعراف ,187 " .
...المزيد

تفسير آية البر لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ...

تفسير آية البر
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " البقرة , 177 "
التفسير
قال الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية " فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس ثم حولهم إلى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين فأنزل الله بيان حكمته في ذلك وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل وامتثال أمره والتوجه حيث ما وجه واتباع ما شرع فهذا هو البر والتقوى "
نزلت الآية في الإرشاد إلى البر وهو درجة عالية من الإيمان والثواب أنه يكون في قلب المؤمن الصادق سواء وجه وجهه قبل المشرق أو المغرب فإذا تحققت فيه صفات البر فهو من الصادقين المتقين وصفات البر هي
أولا {{ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ }} : أن تؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن لا تشرك به شيئا وباليوم الأخر أنه كائن على الوجه الذي حدد الله وبالملائكة أنهم مخلوقات نورانية لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يسبحون الله لليل والنهار لا يفترون وبالكتاب أن الله أنزل الكتب على أنبيائه مثل (التوراة والإنجيل والقرآن ... ) وبالنبئين أن الله أرسلهم وأيدهم بالوحي لئلا يعبد أحد سواه ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
ثانيا {{ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ }} : وهو الإنفاق في سبيل الله من مالك الذي تحب ويقول سبحانه في آية أخرى {{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }} " آل عمران .92 "
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قال كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ {{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ }} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ " صحيح البخاري "
وَابْنَ السَّبِيلِ : المسافر
وَالسَّآئِلِينَ : هو المتسولون يقول سبحانه {{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ }} " الضحى, 10 "
وَفِي الرِّقَابِ : وهم الإماء والعبيد المسلمون , والإنفاق عليهم هو شرائهم وعتقهم
ثالثا : {{ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ }} : يعني أداء الصلوات الخمس الواجبة والزكاة المفروضة
رابعا : {{ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ }} :أن من صفات البر الوفاء بالعهد يقول سبحانه {{ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }} " الإسراء , 34 " وقد أثنى الله تعالى على نبيه إبراهيم بأنه أوفى عهده حين أبتلاه بكلمات يعمل بها فأتمهن فقال سبحانه {{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى }} " النجم , 37 " ويقول {{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }} " الأحزاب , 23 " : نزلت هذه الآية بعد غزوة الأحزاب في الصادقين من الصحابة رضي الله عنهم كسعد ابن معاذ فكان ممن ينتظر وكان من الذين قضوا نحبهم أي استشهدوا على ما عاهدوا الله عليه من الإيمان به والجهاد في سبيله أنس ابن النضر في غزوة أحد .
خامسا : {{ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ }} : أي أن من صفات البر الصبر في جميع الظروف من الفقر والمرض والعجز و{{ وَحِينَ الْبَأْسِ }} : أي حين الأهوال العظيمة كالقتال والحصار وسقوط الدار وهلاك الأهل المال وغيرها
وقد كان نبي الله أيوب عليه السلام مثالا في ذلك يقول سبحانه عنه {{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) }} " ص "
وكان من قصته أن الله ابتلاه بأنواع البلاء من الفقر والمرض وفقدان المال والولد فصبر واحتسب حتى كان مثالا في الصبر كما قال عنه سبحانه {{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }} وقد أثاب الله الصابرين بالمغفرة {{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }} " الزمر , 10 " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : {{يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلاَّ الجنة }} "صحيح البخاري "
صفيَّه : يعني أحب الناس إليه

هذه الصفات هي الصفات التي يجب أن تتحقق فيمن يريد أن يكون من أهل البر ومن كانت هذه صفاته كان من الصادقين المتقين لقوله سبحانه {{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }} .
...المزيد

أمر الساعة يقول الله تعالى {{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ ...

أمر الساعة
يقول الله تعالى {{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} " النحل , 77 " الآية تحدد سرعة أمر الساعة وهي سرعة أسرع من الضوء مما لاشك فيه لذا فهي غير ما يتصور علماء اليوم ويشاهدونه من موت النجوم وابتلاع الثقوب السوداء لها بل هي كلمح البصر أو أقرب وهي عنيفة جدا تدك بسببها الأرض والجبال وتنشق السماء {{ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ((17 }} " الحاقة "

واهية : أي ضعيفة جدا لا تتماسك بسبب التشقق فيها {{ وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا}} " النبأ ,19 " والراجح أن المقصود بالسماء هنا الغلاف الجوي بطبقاته السبع فهو سمواتنا السبع التي خلقت لنا وترتبط بنا كما بينا في (خلق السموات
والأرض ) : فإذا تشقق وأصبح واهيا ودكت الأرض تتابعت الآيات الكونيه وأمر الساعة كما في صورة التكوير .
{{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) }}
{{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }} : أي انطفأ نورها وكورت بالظلام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ الشّمْسُ وَالْقَمَرُ يُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} " صحيح البخاري "
ولربما يحدث ذلك لها بسبب تمزق الغلاف الجوي (انشقاق السماء ) وذلك أن الذي يخرج خارجه الآن يرى الشمس قرصا مكورا بالظلام من كل ناحية فإذا تمزق سنراها من الأرض كذلك لأن الغلاف الجوي هو الذي يشع ضوءها ويشتته فإذا تمزق سنراها كذلك وكذلك القمر وأما النجوم فلن نراها .
{{ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }} انكَدَرَتْ : أي طمست واختفى نورها لقوله سبحانه
{{ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ }} " المرسلات , 8 " , {{ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ }} : سيرت أي جعلت تسير في الجو وذلك بسبب دكها وجعلها كالعهن المنفوش وهو الصوف المتناثر {{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ }} " القارعة , 5 "
فتسير متناثرة حتي تكون سرابا {{ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا }} " النبأ , 20 " {{ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ }} سُجِّرَتْ : أي أوقد عليها بالنار حتى احترقت مياهها وربما يحدث ذلك لها بسبب الزلزال العام للأرض حينئذ {{ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا }} : فهذا الزلزال كما وصفه الله يخرج أثقال الأرض ومن الثابت علميا أن كل قيعان المحيطات تقع على براكين إذا انفجرت ستسجرها فإذا خرجت أثقال الأرض ستخرج معها هذه البراكين .
هذه الأحداث الجيلوجية العنيفة التي ستقع على الأرض ذلك اليوم سوف تغير سطحها وشكلها لتصبح ممدودة الشكل ومبسوطة كالخبزة واسعة لا بحار فيها
ولا جبال فذلك قوله سبحانه {{ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }} " الإنشقاق " : يمد شكلها فيصبح قطرها ضعف قطرها اليوم وتلقي ما فيها من الأثقال فتكون بذلك أرضا جديدة غير الأرض السابقة متكونة على
أنقاض التي سبقتها فذلك قوله سبحانه {{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{{ " إبرهيم , 48 " لكنها ستظل محتفظة بالذرات التكوينية لكل كائن حي حتى يخرجه الله منها ويبعثه ليحاسبه لقوله سبحانه {{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }} " طه , 55 " فإذا حشر الناس وصار كل منهم إلى مصيره يحولها الله إلى خبزة لأهل الجنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أُحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلاً لِأَهْلِ الْجَنَّةِ }}
" الصحيحين "
قوله " كَمَا يَكْفَأُ أُحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ " ليس المقصود به التشبيه وإنما المقصود أن الله على تسوية الأرض خبزة أقدر على ذلك من أحدنا إذا أراد تسوية خبزة عادية
{{ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }} " الزمر , 67 " .
هذه نهاية الأرض أما عن نهاية السماء فهي : المور والانشقاق والانفطار والطي يقول سبحانه {{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا}} " الطور , 8 " : أي تحركت وتموجت واضطربت كموج البحر ويقول سبحانه {{ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ }} " االانفطار , 1 " انفَطَرَتْ : أي انشقت ثم تكون كالمهل وهو ردئ الزيت {{ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ: {{ أي لونها فتكون سماء غير سماءنا {{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{{ : أي أنها بسبب هذه الأحداث الكونية العظيمة تكون سماءا غير التي نراها الأن ثم تطوى وتكشط لقوله سبحانه {{ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }} " الزمر , 67 " , {{ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ }} أي نزعت وجذبت " التكوير , 11 " .
...المزيد

أمر الساعة يقول الله تعالى {{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ ...

أمر الساعة
يقول الله تعالى {{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} " النحل , 77 " الآية تحدد سرعة أمر الساعة وهي سرعة أسرع من الضوء مما لاشك فيه لذا فهي غير ما يتصور علماء اليوم ويشاهدونه من موت النجوم وابتلاع الثقوب السوداء لها بل هي كلمح البصر أو أقرب وذلك أن الله سبحانه يقول (( سنفرغ لكم أيها الثقلان )) وهو فراغ عظيم بسببه تكور الشمس وبأعظم ثقب دودي (جهنم ) فبذلك تقوم الساعة الساعة وهي عنيفة جدا تدك بسببها الأرض والجبال وتنشق السماء {{ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ((17 }} " الحاقة "

واهية : أي ضعيفة جدا لا تتماسك بسبب التشقق فيها {{ وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا}} " النبأ ,19 " والراجح أن المقصود بالسماء هنا الغلاف الجوي بطبقاته السبع فهو سمواتنا السبع التي خلقت لنا وترتبط بنا كما بينا في (خلق السموات
والأرض ) : فإذا تشقق وأصبح واهيا ودكت الأرض تتابعت الآيات الكونيه وأمر الساعة كما في صورة التكوير .
{{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) }}
{{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }} : أي انطفأ نورها وكورت بالظلام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ الشّمْسُ وَالْقَمَرُ يُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}} " صحيح البخاري "
ولربما يحدث ذلك لها بسبب تمزق الغلاف الجوي (انشقاق السماء ) وذلك أن الذي يخرج خارجه الآن يرى الشمس قرصا مكورا بالظلام من كل ناحية فإذا تمزق سنراها من الأرض كذلك لأن الغلاف الجوي هو الذي يشع ضوءها ويشتته فإذا تمزق سنراها كذلك وكذلك القمر وأما النجوم فلن نراها .
{{ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }} انكَدَرَتْ : أي طمست واختفى نورها لقوله سبحانه
{{ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ }} " المرسلات , 8 " , {{ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ }} : سيرت أي جعلت تسير في الجو وذلك بسبب دكها وجعلها كالعهن المنفوش وهو الصوف المتناثر {{ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ }} " القارعة , 5 "
فتسير متناثرة حتي تكون سرابا {{ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا }} " النبأ , 20 " {{ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ }} سُجِّرَتْ : أي أوقد عليها بالنار حتى احترقت مياهها وربما يحدث ذلك لها بسبب الزلزال العام للأرض حينئذ {{ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا }} : فهذا الزلزال كما وصفه الله يخرج أثقال الأرض ومن الثابت علميا أن كل قيعان المحيطات تقع على براكين إذا انفجرت ستسجرها فإذا خرجت أثقال الأرض ستخرج معها هذه البراكين .
هذه الأحداث الجيلوجية العنيفة التي ستقع على الأرض ذلك اليوم سوف تغير سطحها وشكلها لتصبح ممدودة الشكل ومبسوطة كالخبزة واسعة لا بحار فيها
ولا جبال فذلك قوله سبحانه {{ وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }} " الإنشقاق " : يمد شكلها فيصبح قطرها ضعف قطرها اليوم وتلقي ما فيها من الأثقال فتكون بذلك أرضا جديدة غير الأرض السابقة متكونة على
أنقاض التي سبقتها فذلك قوله سبحانه {{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{{ " إبرهيم , 48 " لكنها ستظل محتفظة بالذرات التكوينية لكل كائن حي حتى يخرجه الله منها ويبعثه ليحاسبه لقوله سبحانه {{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }} " طه , 55 " فإذا حشر الناس وصار كل منهم إلى مصيره يحولها الله إلى خبزة لأهل الجنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ تَكُونُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أُحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلاً لِأَهْلِ الْجَنَّةِ }}
" الصحيحين "
قوله " كَمَا يَكْفَأُ أُحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ " ليس المقصود به التشبيه وإنما المقصود أن الله على تسوية الأرض خبزة أقدر على ذلك من أحدنا إذا أراد تسوية خبزة عادية
{{ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }} " الزمر , 67 " .
هذه نهاية الأرض أما عن نهاية السماء فهي : المور والانشقاق والانفطار والطي يقول سبحانه {{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا}} " الطور , 8 " : أي تحركت وتموجت واضطربت كموج البحر ويقول سبحانه {{ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ }} " االانفطار , 1 " انفَطَرَتْ : أي انشقت ثم تكون كالمهل وهو ردئ الزيت {{ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ: {{ أي لونها فتكون سماء غير سماءنا {{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{{ : أي أنها بسبب هذه الأحداث الكونية العظيمة تكون سماءا غير التي نراها الأن ثم تطوى وتكشط لقوله سبحانه {{ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }} " الزمر , 67 " , {{ وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ }} أي نزعت وجذبت " التكوير , 11 " .
...المزيد

صفات الله تعالى صفات الله تعالى هي الصفات الدالة على ربوبيته وألوهيته وعظمته وعلوه وأنه {{ليْسَ ...

صفات الله تعالى
صفات الله تعالى هي الصفات الدالة على ربوبيته وألوهيته وعظمته وعلوه وأنه {{ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }} " الشورى , 11 " وأول هذه الصفات الوحدانية : فهو الواحد لا ند له ولا مثيل له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته يقول سبحانه {{ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }} " البقرة , 163 "
والقدرة والعلم {{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }} " الطلاق , 12 "
{{ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا }} " طه , 98 " والوجود ومن أدلته {{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) }} " القصص "
{{ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }} " الحج , 65 " {{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }} " النمل , 62 " وأدلة وجود لله من الأدلة العقلية والنقلية لا حصر لها .
ومن صفات الله القدم : وهو أن الله لا بداية له جاء في صحيح البخاري من حديث عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {{ كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ غَيْرُهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شيءٍ، وخَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ }}
ويقول سبحانه {{ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }} " العنكبوت , 20 " والبقاء : يعني أن الله لا نهاية له فهو الباقي بعد فناء الكون بقاءا لا نهاية له {{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }} " الرحمن , 27 " , {{ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }} " القصص 88 " والحياة {{ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ}}
والإرادة {{ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ }} " البروج , 16 " و السمع والبصر {{ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }} " الشورى ,11 " والكلام {{ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }} " الكهف , 109 " , {{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }} " النساء , 164 " .
هذه بعض صفات الله تعالى ويضاف إليها جميع أسماء الله الحسنى وما يشتق منها من الصفات كما يضاف إليها ما أثبته الله لنفسه من الصفات الذاتية دون تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه كصفة الاستواء {{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }} " طه , 5 "
وصفة اليد {{ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }} " الزمر , 67 " وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر{{ وكلتا يديه يمين }} وصفة الوجه {{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }} " الرحمن , 27 " وقد بسطت كتب العقيدة هذه الصفات بالتفصيل فمن أراد معرفة المزيد فليرجع لتلك الكتب
...المزيد

أسماء الله الحسنى يقول سبحانه {{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }} " الأعراف , ...

أسماء الله الحسنى
يقول سبحانه {{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }} " الأعراف , 180 "
اعلم أخي أنه لما شرع الله التوسل إليه بأسمائه الحسنى فهذا دليل كاف على أنه لا يجوز التوسل إليه بغير ذلك من الملائكة والرسل وغيرهم لأن هؤلاء عباد أما أسماء الله فهي صفاتٌ لِله والتوسل إليه بها أفضل من غيره . هذا ما يجب على المسلم اعتقاده والعمل به أما إذا اعتقد أن التوسل إلى الله بالملائكة وغيرهم كالرسل والصالحين أفضل فقد أشرك .
وأسماء الله الحسنى أكثر من أن تحصى وتعد لأن بعضها استأثر الله به في علم الغيب عنده دل على ذلك ما روي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم {{للَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي}}" رواه أحمد وصححه الأرنؤوط : دل الحديث على أن أسماء الله الحسنى أكثر من أن تحصى أو تعد وأنها أكثر مما هو مدون في الكتب والمشهور منها تسعة وتسعون إسما هي :
الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الأخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور .
وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {{ إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ }} .
...المزيد

معلومات

داعية إلى الله حاصل على شهادة الثانوية في علوم الشريعة 2003م ثم شهادة الإجازة في اللغة العربية من جامعة أنواكشةط 2010 ثم تسجيل الماجستير في قسم النحو بكلية دار العلوم جامعة القاهرة 2013م مؤلف كتاب الخلاص وله عدة بحوث في الإعجاز والتاربخ الجليلوجي للأرض من القرآن

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً