اغتنم فراغك قبل شُغلِك 2/2 • كلما ذهب منك يوم ذهب بعضك: وهناك من كبر سنه وانحنى ظهره ...

اغتنم فراغك قبل شُغلِك

2/2

• كلما ذهب منك يوم ذهب بعضك:

وهناك من كبر سنه وانحنى ظهره ولديه من يعينه على أمر دنياه من مال أو ولد، وقد أنعم الله عليه مع تلك النعم بالفراغ، لكنه لا يعرف كيف يقضيه، فإلى من هذه حاله تفكَّر ملياً في تلك السنين التي قضيتها ولم يكن لك فيها حظ من الآخرة، تفكر كم أنت قريب من لقاء ربك، أما آن الأوان لك لتحرِّض أبناءك وأحفادك على البذل لدين الله ونصرته، أما آن الأوان لتقضي فراغك خالياً بالله بالدعاء لنفسك وللمسلمين المستضعفين ولعباد الله المجاهدين، أما آن أوان الانقطاع إلى الله والتقرب إليه بكل أنواع القُرب.

فإن كثيراً من الناس بلغوا من الكبر عتياً ثم تراهم يعيشون بعقل التائهين من الشباب الذين لا يفكرون بالموت وساعة السؤال والحساب، وهذا -والله- هو طول الأمل والهلكة بعينها، فأين أنت من قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]؟ قال الإمام البغوي: "وجاءت سكرةُ الموت: غمرتُه وشدتُه التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله، بالحق: أي بحقيقة الموت، وقيل: بالحق من أمر الآخرة حتى يتبيَّنه الإنسان ويراه بالعيان. وقيل: بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة. ويقال: لمن جاءته سكرة الموت، ذلك ما كنت منه تحيد: تميل، قال الحسن: تهرب. قال ابن عباس: تكره" [معالم التنزيل في تفسير القرآن].

فاغتنم فراغك قبل أن تصير في قبرك، واغتنم صباحك فلربما لا تدرك مساءك، عن الحسن قال: "ابنَ آدم، إنما أنت أيام وكلما ذهب يوم ذهب بعضك" [الزهد لأحمد بن حنبل]، واقتد بأولئك الشيب الذين قدموا أشلاءهم في سبيل الله وسابقوا الشباب على الجنة لا على الدنيا.

• اغتنم ساعات فراغك:

إن هنالك صِنفاً من الأبرار كفاه الله -تعالى- مؤنة العيش فكان رزقه تحت ظل رمحه، فهو يستعمله في تنغيص عيش الكافرين ونصرة دين رب العالمين، ومن هؤلاء الموفَّقين أيضا من اكتفى في رباطه بأداء نوبة الحراسة في ساعات قليلة ثم يعود إلى فراغه الطويل، وتلك الأوقات هي نعمة للمجاهد قد لا يدركها، فلو استغلها بذكر الله وقراءة القرآن والدعاء أو المحافظة على النوافل أو ساعة تذكرة لإخوانه فيحرِّض بعضهم بعضاً، لكان في ذلك منفعة عظيمة وثبات عند لقاء الكفار ورفعة في الدرجات وزيادة في الحسنات.

فاعلم أيها المجاهد أن فراغك نعمة من الله فاغتنمها لئلا تكون من المغبونين، واجعلها ذخراً لك عند الله تعالى، فإن الله أعد للمجاهدين في الجنة مئة درجة، فدرجة المجاهد الذي يذكر الله -تعالى- ويتطوع في الصلاة ويقرأ القرآن ويجتهد في الحراسة والرباط والقتال ليست كدرجة المجاهد المرابط الذي لا يذكر الله إلا قليلاً، ويؤدي نوبة حراسته ثم يعود إلى فراغه الطويل.

فعلى المجاهدين المرابطين الصادقين أن يجتهدوا في فراغهم لنيل أعلى الدرجات ويعلموا أن ما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، وأن نعيم المنازل العلى أفضل وأكمل مما دونها، فلا يزهد المرابط في التزوُّد من العمل الصالح مع عظيم عمله الذي أخبر عنه النبي، صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتَّان) [رواه مسلم]، فأي فضل عظيم للمرابط الذي يُقتل فيجرى له عمله الذي شغل فراغه به؟ فعليك بقراءة القرآن وقيام الليل وغير ذلك من العبادات، واحرص على طلب العلم والتفقه في الدين وحفظ كتاب الله جل وعلا، فالفراغ الذي تعيشه ما بين نوبات الحراسة يغبطك عليه كثير من الصالحين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 88
الخميس 12 شوال 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 88 الافتتاحية: • وليمحِّص الله الذين آمنوا إن مغفرة ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 88
الافتتاحية:

• وليمحِّص الله الذين آمنوا

إن مغفرة الله ذنوب عباده من أسباب نصرهم الإلهي في الدنيا، وفوزهم في الآخرة، ولذلك دلّ الله -سبحانه- عباده على الحرص على هذا السبب عند التقاء الصفوف مع الأعداء، كما في قوله: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 147].

ومغفرة الذنوب لها أسباب كثيرة ولله الحمد، منها التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ومنها استغفاره سبحانه، ومنها فعل الطاعات، ومنها الصبر عند الابتلاءات، ومنها ما يمنّ الله به على من يشاء من عباده من مغفرة، دون توبة منهم أو استغفار.

وأكثرها مهيَّأة للعبد في طريق الجهاد، وعلى رأسها، قيامه بعبادة الجهاد التي هي ذروة سنام الإسلام، وصبره على الابتلاءات التي يمحو الله بها الخطايا، ويرفع بها الدرجات، فطريق الجهاد كله طريق لمحو ذنوب الموحِّدين مهما كثرت، وتكفير لخطاياهم مهما كبرت، قال تعالى: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 11 - 13].

وإذا كان ما يصيب المسلم من أنواع الابتلاءات يكفِّر الله به خطاياه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه]، فكيف بالمسلم المجاهد؟

فما تمر طائرة من فوق رأس المجاهد، وهو يخشى أن تلقي عليه قنابلها، إلا كان كفارة لذنوبه، وما تقع بجانبه قذيفة فيخيفه صوتها، ويؤذيه غبارها، ويصيبه من ريح بارودها، إلا كان كفارة لذنوبه، وما يصيبه من حزن على ما ينال إخوانه المجاهدين، أو سائر المسلمين، من الحرب وآثارها، إلا كان كفارة لذنوبه، فضلا عما يصيبه هو من الجراح والأذى في سبيل الله.

ولا يزال المجاهد في سبيل الله -تعالى- متعرضا لنفحات رحمة الله ومغفرته، بقيامه بأمر الله تعالى، وصبره على الطريق وما فيه، فينقِّيه الله بذلك من الخطايا والآثام، حتى يكون أهلا لنيل إحدى الحسنيين، شهادةٍ في سبيله سبحانه، يتوفاه بها مغفورا له ذنبه، ما عليه يوم القيامة من حساب ولا عقاب، أو نصرٍ يمنّ الله به على المؤمنين الصابرين، كما قال تعالى: {إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 140 - 142]، وقوله: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}، أي: ليكفِّر عنهم خطاياهم بما يصيبهم.

فتمحيص الذين آمنوا من ذنوبهم هو ثمرة من ثمرات الجهاد في سبيل الله، وثمرة من ثمرات الابتلاءات التي تصاحبه، ولذلك كان أمر المجاهد كلُّه خيرا له، فإن أصابه الفتح، وكُتب له النصر، نال ما نال من أجر وغنيمة، وإن أصابته جراحات وأذى، كان ذلك كفارة له من ذنوبه، وإعظاما له في أجره، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجَّلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم) [رواه مسلم].

وبعد، فلا يركننَّ مجاهد إلى هذا الأمر، رغم فرحه به، وليستعن بالله، مجتهدا في الطاعات، مجتنبا للمعاصي الموبقات، وليستغفر الله -تعالى- من كل ذنب يصيبه، ومن كل خطيئة يقع فيها، وليسأله دوما أن يغفر له ذنبه، وأن يثبت أقدامه، وأن ينصره على القوم الكافرين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 88
الخميس 12 شوال 1438 ه‍ـ

للمزيد من المواد.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ • قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ...

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ

• قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:١٧٥]

• يحملون العلم ولا يعملون به، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:٥]

• يتركون المحكم ويأخذون بالمتشابه، قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ آيَٰتٌ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [آل عمران:٧]

• يكتمون ما أنزل الله، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة:١٥٩]

• يكذبون على الله ورسوله ﷺ، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُۥنَ أَلْسِنَتَهُم بِٱلْكِتَٰبِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:٧٨]

• ينقضون ميثاق الله، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:١٨٧]

• يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:٧٩]

إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى ١٤٣٨ هـ
...المزيد

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين • وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء ...

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين

• وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء فما أكثرهم -لا كثّرهم الله- فعلماء الآخرة غرباء بين علماء الدنيا كما ذكر ابن رجب - رحمه الله - من أنواع الغربة أن "غربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق" اهـ.

أخي المسلم من المعلوم أن كل من ينتسب للعلم لابدّ أن يقع في الزلل والهلاك إنْ هو آثر الدنيا، يقول ابن القيم رحمه الله: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق، في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه، لأن أحكام الرب - سبحانه - كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرئاسة والذين يتّبعون الشهوات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبا للرئاسة، متبعا للشهوات لم يتم له ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق" اهـ.

هذا أخي المسلم يفسر لك لمَ يبيع هؤلاء دينهم ويفتون بحرب الخلافة وبدعم الصحوات وغيرها، ذلك أن أغراض أهل الجاه والملك من الحكام ضد الخلافة التي تريد إقامة الدين وهم يريدون حربه، وتريد الجهاد وهم يريدون الشهوات، فيأتي دور علماء السوء من القاعدين وتأتي الفتاوى والبرامج والرسائل وغيرها لحرب الخلافة.

أخي المسلم إن كثيرا من علماء السوء من القاعدين الذين يحاربون دولة الخلافة نصرها الله، يعلمون أنها على الحق، وأنها دولة الإسلام، ولكنهم لا يريدون المشقة والتعب وعداوة الطواغيت وغيرهم، وهذا يحصل في كل زمان ومكان، حيث يقوم كل صادق بدعوة للدين والحق والجهاد، نعم أخي المسلم حين قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة للتوحيد وحرب الشرك وافقه من يسمّون العلماء، ولكن حين بدأ رحمه الله الجهاد والقتال وتكفير الطواغيت رفضوا ذلك لمشقة ذلك عليهم وعلى دنياهم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "صدﱠقني مَن يدّعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد ونفي الشرك، وردوا علي التكفير والقتال" اهـ.

وهذا ما نراه الآن، فكم من محسوب على العلم من القاعدين كان يقرر أحكام الجهاد والجزية وحرب المرتدين ويبشر بالخلافة وأنها قادمة، وحين قامت الخلافة وأعلنت التوحيد وهدمت الشرك وجاهدت الكفار وأهل الردّة وهدمت الحدود الطاغوتية، رفض هؤلاء ذلك، لأنهم يريدون الراحة والدعة والعيش في القصور والمزارع والجاه والسمعة، هذه هي العلة الكبرى التي جعلت الكثير منهم يحارب دولة الخلافة المجاهدة.

أخي المسلم لا تعجب من ذلك فإن في من ينتسب للعلم والعلماء من يقدّم الكفر على الإيمان، ويفضل الطاغوت على الشرع، وذلك لأجل الدنيا والعياذ بالله مع معرفته بأن ذلك هو الهلاك المبين في الآخرة، يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "في من ينتسب إلى العلم من يختار الكفر على الإيمان مع علمه أن من اختاره لا حظ له في الآخرة" اهـ.

أخي الموحد لتعلم أن العالم إذا ترك ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله فهو مرتد كافر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" اهـ.

وختاما أخي المسلم في دولة الإسلام، فلتحمد الله على هذه النعمة العظيمة الكبيرة أن تعيش في دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتهدم الشرك وتنشر التوحيد، فهي نعمة عظيمة وكبيرة، نسأل أن يرزقنا شكرها، ويستعملنا في مرضاته، والحمد لله رب العالمين.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال: العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين
...المزيد

أهلُ النار خمسَة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ ...

أهلُ النار خمسَة


قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ؛ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ) [مسلم]

1- (الضعيف الذي لا زَبْرَ له؛ الذين هم فيكم تبعا..)
أي لا عقل له يقوده للهدى، فهم كما بيّن القرطبي: "ضعفاء العقول، لا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية ولا فضيلة دينية، يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، لا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام". فغاية أمرهم اتباع شهواتهم.


2- (والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانه)
أي لا تظهر له فرصة للخيانة ولو صغُرت إلا أتاها، كما قال القاضي عياض: "أي لا يخفى عليه شيء مما يمكن أن يطمع فيه (وإن دقّ) بحيث لا يكاد يُدرك؛ إلا سعى في التفحص عنه والتطلع عليه حتى يجده فيخونه".


3- (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك..)
هو المخادع الذي صار الخداع صفة ملازمة له لا تنفك عنه، فيقضي ليله ونهاره وهو يتربص بالمسلمين يراوغهم ويخادعهم في أهليهم وأموالهم بالحرام، فلا يأمنه المسلم على عرضه ولا ماله.


4- (وذكَر البخل أو الكذب)
أي والبخل والكذب صفتان ذميمتان من صفات أهل النار، وهما يتقاطعان في دناءة الطبع ووضاعة النفس، والحرص على الدنيا، ولذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من البخل، ويحذر أمته من الكذب.


5- (وَالشِّنْظِيرُ الفحّاش)
هو الفاحش البذيء كما قال النووي: "الشِّنْظِيرُ: السيئ الخلق، والفحّاش المبالغ في الفحش". فلا صبر للمسلم الحيي على سماع كلامه ولا رؤية فعاله ولا حتى مجالسته، لأنه متفحش في كل أحواله، وهو مما شاع في زماننا.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد

للإطلاع على الصحيفة كاملةً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493 الافتتاحية: الحروب النفسية 2/2 ومن أساليبها ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493
الافتتاحية:
الحروب النفسية

2/2
ومن أساليبها الإجرائية اعتمادها على "التكرار" فالعدو لا يكل ولا يمل من تكرار محاولاته ويسخّر لذلك ميزانياته ووزاراته، ومن أساليبها الرائجة اعتمادها على العاطفة فأكثر المهزومين في الحروب النفسية هم العاطفيون" الذين تأسرهم البسمة وتؤذيهم النسمة مع التنبيه على أنّ العاطفة تختلف عن رقة القلب وحضوره وخشيته ووجله فذلك غذاء لقوة الروح المعنوية.

إن التصدي لهذه الحرب يقع على عاتق الجميع داخل الصف المسلم، ولكن يتولى الإعلاميون الشطر الأكبر من ذلك، وأولى الخطوات أن يدركوا أبعاد ومخاطر الحرب النفسية وخفاياها ليردوا عاديتها، لكن هذا لا يعني الرد على كل شاردة وواردة، فرغم مكر العدو وخبثه إلا أن هناك طغيانا في سفاهة الطرح لا ينبغي بحال التردي معه والنزول إلى مستواه، فبعض القضايا حلّها في إماتتها وهي قاعدة عريقة: "أميتوا الباطل بتركه".

والإسلام سبق إلى أساليب التصدي للحرب النفسية وتفرّد بها فما عنده ليس عند غيره، وذلك من خلال تعزيز إيمان المسلم بالقضاء والقدر، وحثه على الثبات والصبر والمصابرة والشجاعة ونحوها مما لا يخفى، لكن تلك الوصايا الإيمانية لن تؤتي أكلها في القلب المريض! ولذلك لا شيء يصد هذه الحروب النفسية عن المسلم مثل رد عادية الشبهات والشهوات عن قلبه بداية، وتطهيره مما ران عليه وعلق به، حتى يعود سليما قويا أهلا لاحتمال التكاليف وامتثال النصوص.

وبالجملة، فإنه لا شيء يقوي الروح المعنوية للمجاهد ويذكيها ويديمها حية متقدة؛ مثل وضوح الغاية وقوة الإيمان بها، ولذا غالب صرعى الحروب النفسية قد أوتوا من قِبل؛ تبديل عقيدتهم أو تخليهم عنها أو جبنهم عن حملها أو ضعف إيمانهم بها، وهذا لا يعني أن المجاهد لا يصيبه التعب والنصب، لكنه لا يستسلم ولا يبرح طريقه ولا يبدّل مساره حتى يحرز النصر أو يقضي نحبه دون ذلك.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493 الافتتاحية: الحروب النفسية 1/2 ينبغي للجماعة المسلمة ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 493
الافتتاحية:
الحروب النفسية

1/2
ينبغي للجماعة المسلمة أنْ تحصّن أفرادها من مخاطر الحرب النفسية التي تُشن عليهم، كتلك الحرب التي تُشن على الدولة الإسلامية ويشارك فيها جنود وشيوخ وملل ودول وحكومات وجماعات وناكثون وناكصون ومراكز أبحاث وأجهزة مخابرات وعلماء وعملاء، وآخرون من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.

ويخطئ من يظن أن الحرب النفسية تقتصر على الميدان العسكري بل هي أعم وأوسع، وإنما الميدان العسكري هو أحد ميادين الحروب النفسية التي قد تقضي على أشرس المقاتلين بدون أي طلقة؛ إنْ لم يتسلح بقوة الإيمان.

والحرب النفسية أو المعنوية تتلخص في اتباع كل الطرق والأساليب الدعائية الموجهة والمقصودة، بهدف التأثير في الخصم ودفعه نحو تبني مواقف جديدة أو العدول عن مواقفه القديمة أو على الأقل غرس بذور الشك لديه، فهي ليست عملية حدّية دفعة واحدة، بل هي عملية نسبية تتجزأ وتعتمد الأسلوب التدريجي في إحداث التأثير والتغيير، فما يحققه العدو اليوم قد لا يكون كاملا، لكنه يكفي لأن يبني عليه غدا حتى يكتمل وينتج تراجعا وضعفا في نفسية الخصم.

والذي ينبغي للمسلم إدراكه أنّ هذه الحروب مخططة موجهة ليست عشوائية ولا ارتجالية، فالعدو لديه خطة محددة ينطلق منها وليس بالضرورة أن تدلّك خطواته على ماهية خطته؛ لكنها بالضرورة تدلّك على أنها متسلسلة يتبع بعضها بعضا، مستمرة لا تتوقف حتى تنجح أو تخفق فيستبدلها أو يجري تعديلات عليها، وهي بذلك تتسق مع طبيعة الصراع القائم بين الإسلام والكفر الممتد إلى قيام الساعة.

وهذه الحروب النفسية ينتصر فيها من يمتلك الإرادة والعزيمة فيبقى ثابتا على معتقداته لا يبدّل ولا يغيّر حتى لو قلّ عدده وشحّت عدته ووهن عظمه، وهنا تتفوّق قوة الروح على قوة الجسد، ولذا ينتصر فيها الصبور النحيف على الجزِع الطرير المدجج بكل أنواع الأسلحة والحديد، ولأجل هذا اهتم الإسلام ببناء روح المسلم وتقوية إيمانه قبل تقوية بدنه، لأن عليها التعويل عندما يقلّ العدد والمدد ويضعف الجسد، فالثابتون في الباغوز -مثلا- وهنت أجسادهم لكن لم تهن عزائمهم، فكان انتصارهم بقوة أرواحهم لا قوة أجسادهم.

وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان وتصل كل فرد وتلطم كل من أذعن لها، ولذلك نهت السنة النبوية عن استشراف الفتن والتعرُّض لها، وهو ما يقوم به البعض اليوم فلا يُبقي شبهة إلا ولجها، ولا ريبة إلا أتاها ثم أنّى ينجو منها؟

ومن بين الأهداف الكثيرة للحرب النفسية، يكاد يكون الهدف الأبرز هو ضرب "الروح المعنوية" فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الحرب التي يشنها العدو بهدف تدمير نفسية الخصم وإضعاف معنوياته وتحطيم إرادته ودفعه للتراجع، وصولا لاستسلامه أو استمالته أو على الأقل تحييده.

ولعل من أخطر أهدافها بث الريبة وضرب الثقة داخل الجماعة المسلمة، وجعل الفرد يفقد ثقته بطريقه ومساره، وفي نهاية المطاف التأثير عليه ونسف قناعاته وتغيير سلوكه.

ومن أشهر أساليب الحرب النفسية بث الدعاية والشائعات والتسريبات وغيرها من الحملات الإعلامية الموجهة المكررة التي تركز على شيء معين في وقت معين، فليس هناك شيء عشوائي ولا بريء في هذه الحروب، ويتصل بذلك محاولتهم صبغ بعض المصداقية على هذه الأكاذيب اعتمادا على حوادث سابقة، فينشرون بعض الحقيقة التي تؤدي إلى بعضها الآخر المكذوب المقصود.

ومن أساليبها التركيز دوما على إشاعة القضايا الخلافية أو التي يُتوهم أنها كذلك، وجعلها مُثارة دوما، وشحن المنخرطين فيها وإيهام بعضهم أنهم يمثلون الحق وأن الآخرين يمثلون الباطل، والحقيقة أن كلا الطرفين سقطا في شراك العدو وصارا وقودا لإشعال الحرب النفسية التي من أهدافها الأساسية؛ بث الفرقة وضرب التماسك، فصار الطرفان سلاحا بيد العدو يحارب به الحق الذي لم يوفقا في إصابته.

ومن الأساليب الحديثة تقديم "الخيار البديل" وخلق صورة مقبولة له إقليميا وعالميا توافق رؤية العدو مرحليا أو كليا، كالتسويق الممنهج لنموذج "طالبان والجولاني" والضخ الإعلامي الكبير الذي كان بمثابة رسالة نفسية موجهة مفادها: "بإمكانك أن تبقى جهاديا وحاكما، لكن وفق شروطنا " وبذلك استطاع الصليبيون أن يقاتلوا المجاهدين بالجهاديين! ويحاربوا الإسلام بالإسلاميين!

ويتفاعل الفرد أحيانا مع الحرب النفسية على نحو معاكس؛ فبدلا من دفعها والتصدي لها، فإنه يلجأ الى التصالح معها بما يحقق لنفسه رضاها، فالمتراجع أو المخطئ يبحث عن الطرح الذي يعفيه من الخطأ ويقنعه أنه المصيب وأنّ الخطأ عند غيره، وبذلك يتمادى في انحرافاته ويبرر تراجعاته على ظهر غيره، فيفرح به عدوه ويجنّده جنديا في جيوش حروبه النفسية من حيث لا يدري.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 493
السنة السادسة عشرة - الخميس 3 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

فأْذنوا بحرب من الله ورسوله في البعد الشرعي، فإنّ الأسباب التي أدت إلى خلخلة النظام الاقتصادي ...

فأْذنوا بحرب من الله ورسوله


في البعد الشرعي، فإنّ الأسباب التي أدت إلى خلخلة النظام الاقتصادي العالمي ممتدة متعددة نلخِّصها في أمرين اثنين، الأول: قيامه على الربا جملة وتفصيلا، والثاني: تورطه -بقيادة أمريكا- في سلاسل الحروب الصليبية باهظة التكلفة، والتي بلغت ذروتها في مرحلة "التحالف الدولي" الذي أنفق المليارات على حرب الدولة الإسلامية، بعد أن جرجرته إلى أكبر معركة استنزاف معاصرة، ولا أدلّ على ذلك من أنّ الخطوة التي اضطرت أمريكا لاتخاذها لتدارك الأمر؛ هي تعزيز السياسة الانسحابية من المنطقة، كي تقلل نفقاتها العسكرية وتُوفرها لعلاج أزماتها المتفاقمة خلف المحيطات.

وبذلك جمعت أمريكا ونظامها الدولي بين الأمرين الأمرّين الموجبين لحرب الله تعالى؛ فرابت، وأولياء الله عادت؛ فاستحقّت بذلك وعيد الله تعالى في الحديث القدسي: (مَن آذى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب)، كما استحقّت وعيده للمرابين في قوله سبحانه: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، قال ابن عباس: أي "استيقِنوا بحرب من الله ورسوله"، قال قتادة: "أوعدهم الله بالقتل كما تسمعون"، قال أبو جعفر: "هذه الأخبار تنبئ عن أنّ -الآية- إيذان من الله عز وجل لهم بالحرب والقتل" أهـ. كما قال سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، فالحرب والمحق والسحق هو وعد الله الذي ينتظر اقتصاد الكافرين ونظامهم الربوي، سواء حكمهم "ترامب" أو غيره، وسواء حكمهم اليسار أو يمينه، ومصير قارون وفرعون هو ما ينتظر الطاغوت الأمريكي وأمثاله، فكيف يفلح نظام هذا حاله ومآله؟!

افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

تعاهدوا القرآن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي ...

تعاهدوا القرآن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها.

رواه البخاري ومسلم

أيها المجاهدون ألا فخذوا حذركم وتأهبوا، وانتضوا سلاحكم ،واستعدوا ولا ترفعوا أصابعكم عن الزناد، ...

أيها المجاهدون


ألا فخذوا حذركم وتأهبوا، وانتضوا سلاحكم ،واستعدوا ولا ترفعوا أصابعكم عن الزناد، وارتقبوا لحظة البدء؛ فالمعركة الفاصلة قد اقترب أوانها، وأزف ختام فصولها، وإننا عازمون بعون الله عما قريب على استئصال شأفتهم، وإشعال الأرض من تحت أقدامهم، ولينسينهم ما يجدونه في هذه المعركة -إن شاء اللـه تعالى- أهوال ما ذاقوه في المعارك السابقة، وإن غدًا لناظره لقريب.

صوتية للشيخ أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله-
حول أحداث تلعفر


للإستماع للكلمة الصوتية، تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78 الافتتاحية: وقذفَ في قلوبهمُ الرُّعبَ فريقاً تقتلونَ ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78
الافتتاحية:

وقذفَ في قلوبهمُ الرُّعبَ فريقاً تقتلونَ وتأسرونَ فريقاً


إن الحروب لا تُحسم غالبا بإبادة أحد طرفي الصراع لخصمه، وتحطيم قوته بالكامل، ولكن بدفعه إلى ترك المعركة وإلقاء السلاح، وذلك عندما يخاف على نفسه أو غيره، أو يفقد الثقة بجدوى المعركة التي يخوضها، فتتراجع لديه إرادة القتال، ويصبح همّه الخروج من المعركة بأقل الخسائر الممكنة.

وإن الحرب التي يخوضها المشركون والمرتدون اليوم ضد الدولة الإسلامية لا تخرج عن هذا النمط من القتال وإن أرغى أعداؤها وأزبدوا بالإصرار على إبادة كل جنود الخلافة زعموا، إذ هم يعلمون يقينا أن هذا الأمر بعيد التحقق مهما رصدوا له من الجيوش والأسلحة، ولكنهم يسعون من خلال القصف والتدمير إلى إدخال اليأس في قلوب المجاهدين، وفتح الباب أمام المنافقين ليُوضعوا خلال المسلمين، ويوهنوا عزائم المؤمنين، فيكسروا إرادة القتال لديهم بالتخذيل والإرجاف، فيعينوا عدوهم على أنفسهم، ويلقوا السلاح.

وفي الوقت نفسه فإن المجاهدين في سبيل الله بثباتهم أمام أعدائهم، وإعظامهم النكاية فيهم، وإنهاكهم على مختلف الجبهات، وضربهم في كل مكان، إنما يسعون إلى قتل أكبر قدر ممكن من المشركين والمرتدين، استجابة لأمر رب العالمين، وتطبيقا لحكم الإسلام فيهم، وكذلك التشريد بمن خلفهم، وزرع الخوف في قلوبهم، ودفعهم دفعا نحو الاستسلام والخضوع لحكم الشريعة، أو أن يطلبوا الصلح ويستجدوا الأمان، أو يولوا الدبر هاربين لا يلوون على شيء، ولا يطمعون بأكثر من السلامة، بعد أن يدركوا أن لا فائدة من حربهم للمسلمين، وعظم تكاليف ذلك عليهم، وجسامة خسائرهم فيها.

وها هي معركة الموصل التي تقف اليوم على حافة حرجة بعد قرابة 200 يوم من القتال العنيف، والحرب الشرسة التي تنهك أعتى الجيوش، وتهدّ أشدّ المقاتلين، فعلى أحد الجانبين يقف المجاهدون، وقد ثبّتهم ربّهم أمام هذا الجمع الكبير من الأحزاب، التي سدّت جيوشها الأفق، وحجبت طائراتها السماء، وهم ما زالوا يقاتلون بعزيمة اليوم الأول من المعركة، فيتقاطر عشاق الشهادة على مواكب النور، ويتزاحم أسود الاقتحامات على الانغماس في صفوف الأعداء، وعلى الجانب الآخر جيش الرافضة المنهك، الذي فقد أغلب جنوده بين قتيل وجريح، وخسر معظم أسلحته وآلياته، والأهم من ذلك كله فقدان قادته وجنوده إرادة الاستمرار في المعركة، فغاب اليقين في تصريحاتهم، وساد الشك في مآلات المعركة، التي تحولت بالنسبة لهم إلى تيه لا حدود له، فلا هدف محدد لقتالهم، ولا نتيجة مضمونة لحربهم، فلم يعودوا يتجاسرون على تقدم، أو يستحوا من تراجع، ومن كانت هذه حاله فلن يطول مقامه على أرض المعركة كثيرا، بإذن الله.

إن ثبات المجاهدين في الموصل طوال هذه الفترة، ونكايتهم الكبيرة في المرتدين، كانا مفاجأة كبيرة للصليبيين، فرحل أوباما وفي قلبه من الموصل غصة، ومضى على تنصيب الأخرق ترامب شهور وفي قلبه وجل من استمرار المعركة فيها شهورا أخرى، فهو يضغط على أوليائه من الروافض ليبذلوا مزيد جهد لحسم المعركة، وهم عاجزون حتى عن الثبات في مواقعهم فضلا عن إحراز المزيد من التقدم، والفضل لله وحده.

وإن تعزيز الموحدين في الموصل لثباتهم في المعركة أكثر، بل وتطوير موقفهم إلى دفع أعدائهم إلى الوراء، وزيادة النكاية والخسائر في صفوفهم، من شأنه أن يحوِّل هدف عدوهم من حسم معركة الموصل إلى مجرد ضمان أن لا تنتهي المعركة بكارثة حقيقية لهم لا يستطيعون تحمُّل نتائجها، بعد أن بذلوا كل إمكانياتهم، واستنزفوا كل احتياطياتهم فيها.

وإن إعانة جنود الدولة الإسلامية في كل ولايات العراق لإخوانهم في الموصل، بضرب جيش الروافض في كل مكان، وإشغالهم في كل الجبهات، وتشتيت جهودهم وقواتهم في مناطق عديدة، من شأنه أن يسرِّع إنهاء المعركة، ويدفع المرتدين للعودة إلى الوراء لينقذوا ما يمكنهم إنقاذه، من كرَّة المجاهدين في الموصل عليهم، بإذن الله.

فالله الله في الثبات، والله الله في النكاية في المرتدين، والله الله في عقد العزم على ملاحقة فلول جيش الروافض إلى أسوار بغداد، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.



المصدر: صحيفة النبأ - العدد 78
الخميس 1 شعبان 1438 ه‍ـ

للمزيد من مواد الخلافة وللإستفسار.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78 تقرير: تذكير الرعية بتوحيد ربِّ البرية حملة دعوية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 78
تقرير:

تذكير الرعية بتوحيد ربِّ البرية
حملة دعوية واسعة في ريف البوكمال

النبأ – ولاية الفرات – خاص

أنهى مركز الدعوة والمساجد حملة دعوية واسعة أطلق عليها اسم (تذكير الرعية بتوحيد رب البرية) في منطقة هجين وأرياف مدينة البوكمال، مطلع شهر رجب.

وحسبما أفادت إدارة المركز فقد استمرت الحملة أسبوعا كاملا، وشارك فيها 30 دعويا، قُسِّموا إلى 4 مجموعات، وأُوكلت إلى كل مجموعة مهمة معينة.
فالمجموعة الأولى تولَّت مهمة إعطاء دورس منهجية في العقيدة والفقه، وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتركَّزت هذه الدروس في 3 مساجد بمنطقة هجين.

أما الملتقيات الدعوية، فقد كانت على عاتق المجموعة الثانية من الدعويين، التي كانت تقيم ملتقيين اثنين في اليوم الواحد، وذلك في أرياف البوكمال، وتضمنت تلك الملتقيات كلمات دعوية ورقائق، ومسابقات وزِّعت فيها جوائز وهدايا للمشاركين.

المجموعة الثالثة كانت قد وقفت على مشاريع ترميم المساجد وصيانتها وتأمين احتياجاتها، من أجهزة صوتية، وإنارة، وفرش، وغيرها...

في حين جرى توجيه المجموعة الرابعة من الدعويين المشاركين في هذه الحملة لتفقُّد أحوال عوائل الشهداء، وتقديم هدايا لهم في تلك الأرياف، إذ قامت هذه المجموعة وخلال جولات تفقدية بزيارة 30 عائلة من ذوي الشهداء، وتذكيرهم بالله تعالى، وتوزيع سلال غذائية ومبالغ نقدية عليها.

ولتبيان الأهداف التي سعى إليها مركز الدعوة والمساجد من خلال هذه الحملة، ذكر أحد الإخوة الدعويين المشاركين في الحملة أن الهدف الأول كان تعليم الناس دينَهم على الوجه الصحيح بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، وتصحيح معتقدات يحملها البعض، كانت نتاجا للتيارات المنحرفة والضالة كالإخوان المرتدين والصوفية والسرورية وغيرها، وأضاف: "كما أراد المركز تفقد أحوال عوائل من ارتقى من إخواننا المجاهدين شهداء -كما نحسبهم- والإحسان إليهم".

وأشار أحد القائمين على الحملة: "وإلى جانب تلك الأهداف، حاول مركز الدعوة والمساجد أن يولي القرى اهتماما دعويا يوازي الاهتمام بمراكز المدن، خاصة أن الجهل والبدع أكثر تفشيا في هذه المناطق".

ونوَّہ المصدر السابق إلى دور الحملات والملتقيات الدعوية في حثِّ المسلمين على الجهاد والامتثال لأمر الله -جل وعلا- في قتال أعداء الله، إذ التحق كثير من المسلمين بصفوف المجاهدين من خلال الملتقيات الدعوية والمحاضرات التي بيَّنت فضل الجهاد ووجوبه.

وختم بالقول إن الحملات الدعوية مستمرة بإذن الله، وسيسعى المركز لتغطية كافة مناطق الولاية وفق خطة عمل يسير عليها.



المصدر: صحيفة النبأ - العدد 78
الخميس 1 شعبان 1438 ه‍ـ

للمزيد من مواد الخلافة وللإستفسار.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً