د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

رجوعُ الأمِّ في هِبَتِها لأولادِها يجوزُ للأمِّ الرُّجوعُ في هِبَتِها لأولادِها، وهو مَذهَبُ ...

رجوعُ الأمِّ في هِبَتِها لأولادِها
يجوزُ للأمِّ الرُّجوعُ في هِبَتِها لأولادِها، وهو مَذهَبُ المالِكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، وروايةٌ عند الحَنابِلةِ، ومَذهَبُ الظَّاهريَّةِ

فعن ابنِ عُمَرَ وابنِ عبَّاسٍ يرفعانِ الحَديثَ، قالا: ((لا يحِلُّ للرَّجُلِ أن يُعطِيَ عَطيَّةً ثمَّ يَرجِعَ فيها، إلَّا الوالِدَ فيما يُعطي وَلَدَه...))
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ قَولَه: ((إلَّا الوالِدَ فيما يُعطي وَلَدَه)) يشمَلُ كُلَّ والدٍ، فتَدخُلُ فيه الأمُّ
ثانيًا: لأنَّها لَمَّا ساوَتِ الأبَ في تحريمِ تَفضيلِ بَعضِ ولَدِها، فينبغي أن تساوِيَه في التمَكُّنِ مِنَ الرُّجوعِ فيما فضَّلَه به؛ تخليصًا لها مِنَ الإثمِ، وإزالةً للتَّفضيلِ المحَرَّمِ، كالأبِ.

الموسوعة الفقهية الدرر السنية
...المزيد

رُجوعُ الأبِ في هِبتِه لأولادِه يجوزُ للأبِ الرُّجوعُ في هبتِه لأولادِه، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ : ...

رُجوعُ الأبِ في هِبتِه لأولادِه

يجوزُ للأبِ الرُّجوعُ في هبتِه لأولادِه، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ : المالِكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، والحَنابِلةِ، ومَذهَبُ الظَّاهِريَّةِ، وهو قَولُ بَعضِ السَّلَفِ
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- عن ابنِ عُمَرَ وابنِ عبَّاسٍ يرفعانِ الحَديثَ، قالا: ((لا يحِلُّ للرَّجُلِ أن يُعطِيَ عَطيَّةً ثمَّ يَرجِعَ فيها، إلَّا الوالِدَ فيما يُعطي وَلَدَه...))
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ هذا الحَديثَ يُخَصِّصُ عُمومَ حديثِ ((العائِدُ في هِبَتِه...))، فيَخرُجُ الوالِدُ فيما يعطي لوَلَدِه مِن عُمومِه
2- عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رضي الله عنه قال: ((أتى بي أبي إلى رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي نَحَلْتُ ابني هذا غُلامًا، فقال: أكُلَّ بَنِيك نحَلْتَ؟ قال: لا. قال: فاردُدْه ))
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُه: ((فاردُدْه)) أمَرَه بالرُّجوعِ في هِبَتِه، وأقَلُّ أحوالِ الأمرِ الجوازُ، وقد امتثَلَ بَشيرُ بنُ سَعدٍ في ذلك، فرجَعَ في هبتِه لوَلَدِه
3- عن جابرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا قال: ((يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي مالًا وولدًا، وإنَّ أبي يريدُ أن يَجتاحَ مالي، فقال: أنتَ ومالُك لأبيك ))
وَجهُ الدَّلالةِ:
دلَّ الحديثُ على أنَّ للأبِ أن يتمَلَّكَ مِن مالِ ولَدِه ما شاء، فإذا كان له أن يتمَلَّكَ ما شاء فرُجوعُه فيما وهَبَه لابنِه مِن بابِ أَولى
ثانيًا: لأنَّه جادَ بكَسْبِه على كَسْبِه، فيتمَكَّنُ مِن الرُّجوعِ فيه، كما لو وهَبَ لعَبدِه. ومعنى هذا أنَّ الوَلَدَ كَسْبُه
الموسوعة الفقهية - الدرر السنية
...المزيد

حكم رجوع الأب في هبته لابنه من حق الوالد أن يسترد ما وهبه لولده لما ورد عن ابن عمر وابن عباس رضي ...

حكم رجوع الأب في هبته لابنه

من حق الوالد أن يسترد ما وهبه لولده لما ورد عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده. رواه أحمد وأصحاب السنن وغيرهم وصححه الترمذي وصححه الألباني. وهذا مذهب الجمهور: مالك والشافعي وأحمد في أظهر الروايات عنه، لأن الوالد لا يتهم في رجوعه، لأنه لا يرجع إلا لضرورة، أو مصلحة للولد، ومحل جواز رجوع الأب في هبته لولده ما لم يتعلق بها حق للغير، أو تخرج من ملكه، أو يكون قد دخل بسببها في بعض الالتزامات، كأن يتزوج أو يتحمل دينا على أساسها أو نحو ذلك، وحينئذ فلا رجوع فيها.

فإذا طلب الأب استرداد ما وهبه لولده ولم يكن هناك سبب يمنع الرجوع، فالواجب على الابن أن يرد ذلك إلى أبيه، والواجب على الولد في جميع الأحوال أن يحافظ على بر والده، ونذكره بما رواه البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
...المزيد

رجوع الأب في الهبة لولده إذا كان ما أعطاه الأب لابنه بيعًا بمقابل ولو كان بسيطًا، فلا يجوز له ...

رجوع الأب في الهبة لولده
إذا كان ما أعطاه الأب لابنه بيعًا بمقابل ولو كان بسيطًا، فلا يجوز له استعادته إذا تَسَلَّمه الولد؛ لأنه بالبيع خرج عن مِلْكِه نهائيًا وصار مِلْكًا تامًا لولده. أما إن كان الإعطاء هِبة بدون مُقابل، فهي حق للموهوب له بمجرد العَقْد حتى لو لم يقبضها كما قال مالك وأحمد، لكنَّ أبا حنيفة والشافعي شَرطا القبض حتى تكون لازمة. والرجوع في الهِبة حرامٌ عند جمهور الفقهاء إلا إذا كانت من الوالد لولده، فإن له أن يرجع فيها، فقد روى أصحاب السُّنن –الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه- عن ابن عباس وابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : “لايحِلُّ لرجلٍ أن يُعطي عَطِيَّة أو يَهَبُ هِبَةً فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يُعطي ولده”. وحُكم الوالد حُكم الوالدة، ويستوي في الولد أن يكون كبيرًا أو صغيرًا. هذا هو رأي الجمهور في حُرْمَة الرجوع في الهِبة، لكنَّ مالكًا قال: يجوز الرجوع في الهِبة إن بقيت على حالها، فإن تغيَّرت فلا رجوع، وقال أبو حنيفة : ليس له الرجوع فيما وهب لابنه ولكلِّ ذي رحم من الأرحام، وله الرجوع فيما وهبه للأجانب، ولكن رأيه غير قوي لمعارضته للحديث. وجاء في النهي عن الرجوع في الهِبة حديث “مَثَلُ الذي يُعطي العَطية ثم يرجِع فيها كَمَثَلِ الكلب الذي يأكل، فإذا شَبِعَ قَاء، ثم عاد في قيئة”. (رواه الترمذي وغيره. وقال: حديث حسن صحيح). فإن كان الأب أعطى مملتكاته أو بعضها لولدٍ على سبيل الهِبة بدون مُقابل فله الرجوع عند جمهور الفقهاء، وليس له الرجوع عند أبي حنيفة ، ورأي الجمهور أقوى.

إسلام أون لاين
...المزيد

أسباب اختلاف الفقهاء -السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه -السبب ...

أسباب اختلاف الفقهاء
-السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه
-السبب الثاني: أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله
-السبب الثالث: أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه
-السبب الرابع: أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد
-السبب الخامس: أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ
-السبب السادس: أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع
-السبب السابع: أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالا ضعيفا
...المزيد

من مقاصد الحج في الإسلام أولاً: الإحرام يُذكّر الحاج بأول منازل الآخرة ثانياً: التذكير بيوم ...

من مقاصد الحج في الإسلام
أولاً: الإحرام يُذكّر الحاج بأول منازل الآخرة
ثانياً: التذكير بيوم الجمع
ثالثاً: مجاهدة النفس وتحمل المشاق وإحياء روح الجهاد
رابعاً: التربية على الصبر والإيثار
خامساً: التذكير بمبدأ الأخوة ووحدة الصف
سادساً: وحدة الهدف والمصير
سابعاً: التعارف
ثامناً: التوقيف في العبادة دون البحث عن عللها
...المزيد

الفارق بين التبرك بآثار النبي والشرك التبرك معناه طلب حصول البركة والخير بمقاربة الشيء وملابسته، ...

الفارق بين التبرك بآثار النبي والشرك
التبرك معناه طلب حصول البركة والخير بمقاربة الشيء وملابسته، وقد جعل الله تعالى في جسد النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره كشعره ووضوئه وعرقه من الخير والبركة ما دلت عليه النصوص الشرعية، وما عاينه الصحابة ولمسوه، وبينا مشروعية التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وأدلته وكيف كان الصحابة يتبركون بها.

وليس هذا التبرك من الشرك، إذ الشرك معناه عبادة غير الله تعالى، وليس في التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم عبادة لغير الله تعالى، وحتى التبرك غير المشروع لا يعتبر شركا، وإنما بدعة، إلا إذا تضمن صرف عبادة للمتبرك به كدعائه من غير الله تعالى، أو اعتقاد أنه يتصرف في الكون ونحو ذلك من خصائص الربوبية، وأهل العلم يفرقون بين التبرك الذي يعتبر بدعة وبين ما هو داخل في حد الشرك، قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: فالتبرك بزيد، أو عمرو، أو بجدران الكعبة، أو بما يشبهه، أو بالأسطوانات، هذه بدعة قد تفضي إلى الشرك إذا ظن أن البركة تحصل منها، أما إذا ظن أنها مشروعة، فهذه بدعة... اهـ.

والتبرك بالصالحين الأحياء بدعة، لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوه فيما بينهم لا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم، ولأنه وسيلة إلى الشرك بهم، فوجب تركه، وقد يكون شركا أكبر إذا اعتقد في الصالح أنه ينفع ويضر بتصرفه، وأنه يتصرف في الكون ونحو ذلك، وأما ما فعله الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم من التبرك بوضوئه وشعره، فهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله في جسده وشعره وعرقه من البركة، ولا يلحق به غيره... اهـ.
...المزيد

حكم التبرك بآثار الصالحين إن التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشعره، أو عرقه، وما مس ...

حكم التبرك بآثار الصالحين
إن التبرك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشعره، أو عرقه، وما مس جسده، لا بأس به؛ لأن السنة قد صحت بذلك، فقد قسم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بين الناس شعر رأسه، وهذا ثابت في صحيح مسلم، وغيره؛ وذلك لما جعل الله فيه من البركة، والخير.
أما التبرك بآثار غيره، فهو ممنوع؛ لأمور:
منها: أن غيره صلى الله عليه وسلم لا يقاس عليه، فما جعل الله فيه من الخير، والبركة، لا يتحقق في غيره.
ومنها: أن ذلك ربما أوقع في الغلو، وأنواع الشرك، فوجب سد الذرائع بالمنع منه، وإنما جاز فيه صلى الله عليه وسلم؛ لمجيء النص به، وقد سبق أن غيره لا يقاس عليه.
ومنها: أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا ذلك مع غيره، لا مع أبي بكر الصّدّيق، ولا مع عمر، ولا مع غيرهم، وهؤلاء هم أفضل هذه الأمة، ولو كان ذلك سائغًا، لسبقونا إليه، ولما أجمعوا على تركه، فلما تركوه، علم أن الحق فيما سلكوه من عدم التبرك بآثار غيره صلى الله عليه وسلم.
...المزيد

موقف المسلم من المغالاة في الصالحين المغالاة في الصالحين لها مظاهر مختلفة، منها دعاؤهم والتبرك ...

موقف المسلم من المغالاة في الصالحين
المغالاة في الصالحين لها مظاهر مختلفة، منها دعاؤهم والتبرك بقبورهم واتخاذها مساجد وتصويرهم ونحو ذلك من الوثنيات الجاهلية... وإن الشرع الحنيف قد سد كل ذريعة إلى الوثنية الجاهلية، وأغلق كل باب يؤدي إلى عبادة غير الله.
ويجب على المسلمين سد تلك الأبواب، حماية لعقيدة التوحيد، وصيانة لهم من الوقوع في مهاوي الضلال.
روى البخاري ومسلم أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله.
ولهما عن عائشة قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك.
وروى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
وروى أبو داود في سننه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيداً.
فهذه النصوص وغيرها كثير تحث على البعد عن الغلو في الصالحين الذي قد يؤدي إلى عبادتهم كما حصل لقوم نوح.
...المزيد

لـبـس الأحمر بين الجواز والمنع اختلف أهل العلم في حكم لبس الثوب الأحمر على أقوال أوصلها الحافظ في ...

لـبـس الأحمر بين الجواز والمنع
اختلف أهل العلم في حكم لبس الثوب الأحمر على أقوال أوصلها الحافظ في الفتح إلى سبعة أقوال أو ثمانية يرجع الخلاف فيها إلى الخلاف في مفهوم الأحاديث الواردة بشأنها، فقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئاً أحسن منه.
فظاهر هذا الحديث جواز لبس الأحمر، وقد ترجم عليه البخاري في صحيحه "باب الثوب الأحمر" وترجم عليه الترمذي "باب ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر للرجال".
ووردت أحاديث أخرى ظاهرها النهي عن لبس الثوب الأحمر، ومن ذلك ما رواه النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهيت عن الثوب الأحمر، وخاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكع.
وقد ذهب أهل العلم مذاهب شتى للجمع بين هذه الأقوال، ورجح الحافظ في الفتح القول بكراهته إن كان للزينة والشهرة، وجوازه إن كان في البيوت والمهنة، ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا نسبه إلى الإمام مالك رحمه الله
...المزيد

أقسام التبرك وحكم كل منها هناك كلمة دارجة بين الناس، وهي: على سبيل المثال، عندما نشتري أغراضا ...

أقسام التبرك وحكم كل منها
هناك كلمة دارجة بين الناس، وهي: على سبيل المثال، عندما نشتري أغراضا أريها لأمي ونقول لها حتى تحصل البركة، أو مثلا: عندما ندعو أحدا للجلوس معنا فنقول له اجلس حتى تتبارك جلستنا، مع أنني أؤمن في قلبي أن الله هو الذي ينزل البركة، ولكن نفسي تراودني بأن هذا شرك، لأنني اعتقدت أن هناك من ينزل البركة غير الله، مع أنني لا أعتقد ذلك، ولكنها كلمة تخرج عفوية بسبب كثرة ما نسمعها؟
الجواب:
التبرك بالمخلوق نوعان:
النوع الأول: التبرك بالمخلوق من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان حي أو ميت يعتقد فاعل ذلك حصول البركة من ذلك المخلوق المتبرك به، أو أنه يقربه إلى الله سبحانه ويشفع له عنده، كفعل المشركين الأولين، فهذا يعتبر شركاً أكبر، من جنس عمل المشركين مع أصنامهم وأوثانهم، وهو الذي ورد فيه حديث أبي واقد الليثي في تعليق المشركين أسلحتهم على الشجرة، واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك شركاً أكبر من المعلقين، وشبه قول من طلب ذلك منه بقول بني إسرائيل لموسى: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ).
النوع الثاني: التبرك بالمخلوق اعتقاداً أن التبرك به قُربة إلى الله يثيب عليها، لا لأنه يضر أو ينفع ـ كتبرك الجهال بكسوة الكعبة، وبالتمسح بجدران الكعبة ومقام إبراهيم والحجرة النبوية وأعمدة المسجد الحرام والمسجد النبوي ـ رجاء البركة من الله، فإن هذا التبرك يعتبر بدعة، ووسيلة إلى الشرك الأكبر.
إلا ما خصه الدليل، كالشرب من ماء زمزم، والتبرك بعرق النبي صلى الله عليه وسلم، وشعره، وما مس جسده، وفضل وضوئه صلوات الله وسلامه عليه، فإن هذا لا بأس به، لقيام الدليل عليه. هـ.
وبهذا يتبين أن ما سأل عنه السائل ليس من الشرك، فإنه يخبر عن نفسه بأنه يؤمن أن الله هو الذي ينزل البركة، وأن ذلك ليس لغير الله تعالى.
وأما حكم قول المرء لصاحبه: اجلس حتى تتبارك جلستنا ، فينبغي التحرز من مثل هذه الكلمات، كما ينبغي تحرير القائل لمقصوده منها: فهل مراده التبرك بذاته؟ فهذا لا يجوز، أو مراده التبرك بدعاء أخيه المسلم وما قد يترتب على جلسته من أعمال صالحة ـ كذكر الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك ـ فهذا مشروع من حيث الجملة.
...المزيد

التبرك المشروع والتبرك الممنوع التبرك بالشيء هو طلب حصول الخير بمقاربته وملابسته. والتبرك ...

التبرك المشروع والتبرك الممنوع
التبرك بالشيء هو طلب حصول الخير بمقاربته وملابسته.
والتبرك المشروع: هو التبرك بما ورد به الشرع، لأن التبرك أمر توقيفي.
ومما ورد التبرك به من الذوات: النبي صلى الله عليه وسلم، وماء زمزم، والحجر الأسود.
ومن الأزمنة: شهر رمضان، وليلة القدر، وعشر ذي الحجة.
ومن الأماكن: مكة، والمدينة، وبيت المقدس.
ومن الأعمال: الصلاة، والصيام، والزكاة.
وما لم يرد الشرع بجواز التبرك به فهو التبرك الممنوع:
في الذوات كالعلماء، والأولياء.
وفي الأزمنة: مثل ليلة الأسراء، وليلة مولد المصطفى.
وفي الأماكن: كالقبور ونحوها.
وفي الأعمال: كالبدع والمحدثات.
راجع: التبرك المشروع والممنوع لعلي بن نفيع العلياني، وكتاب التبرك أنواعه وأحكامه لناصر الجديع.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً