دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها ...

دولة الخلافة تُنْفذ وعيدَها في نصارى مصر

في إنجاز أمني جديد لدولة الخلافة، وإنفاذاً لوعيدها للنَّصارى مُنذ كانت في العراق، نجح جنودها بتوفيق الله في مصر بتنفيذ هجوم مسلح استهدف حافلات تُقل نصارى كانوا في طريقهم إلى (كنيسة الهالك صموئيل) بمنطقة المنيا جنوب القاهرة، نتج عنه مقتل وإصابة نحو ثلاثين منهم في ثاني هجوم يستهدفهم في ذات المنطقة وبالأسلوب ذاته.

حيث استهدف المجاهدون العام الماضي تجمعات النَّصارى في نفس المنطقة بهجوم مماثل سقط فيه خمسون نصرانياً بين قتيل وجريح، الأمر الذي أدى في حينه إلى وقف رحلاتهم إلى هذا الديْر، وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إليه، ليعيد المجاهدون في استهدافه مرة أخرى هذا العام بعد استئناف الرحلات إليه.

شكّل الهجوم ضربة أمنية جديدة للنِّظام المصري المرتد بقيادة الطاغوت السيسي والذي كان يستعرض في "شرم الشيخ" أمنَ واستقرارَ حُكمه مِن على "درَّاجتهِ" قبل أن يعود أدراجه بخُفَّي حنين معزياً بقتلى حلفائه، ليذهب "الاستقرار والأمن" المزعوم أدراج الرياح.

فقد حدث الهجوم قبل ساعات من انعقاد ما يسمى "مؤتمر شباب العالم" برعاية الطاغوت السيسي، كما جاء في وقت حرِج يحاول فيه النِّظام المرتد استعادة توازنه السياحي والاقتصادي بعد تضرره إثر عملية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، وأتى أيضاً بعد الإعلان المتكرر للمرتدين عن نجاحات مزعومة في مكافحة "الإرهاب."

ومن حيث المكان، وقع الهجوم في محافظة المنيا الواقعة في (الظهير الصحراوي غرب وادي النيل) وهي المنطقة التي دأب الطواغيت على القول بأنَّها تحت سيطرتهم الأمنية.

وأظهر الهجوم قوة الجهد الأمني لمفارز جند الخلافة في مصر بعد توفيق الله لهم، مقابل ضعف وهشاشة الأجهزة الأمنية للنِّظام المرتد، فالهجوم لم يقع على الطريق الرئيس المؤدية إلى الديْر، والذي كان مغلقاً لخطورة الوضع الأمني! وإنَّما وقع على طريق فرعي غير مُعلن! ما يعني رصداً ومعرفة تامة -من قبل المنُفذين- بتضاريس المنطقة ودروبها، بل وما هو أبعد من ذلك "موعد تحرك الرحلة وخط سيرها"!

ورغم سريان حالة الطوارئ التي لا تنتهي في البلاد والاستنفار الأمني المتواصل لعناصر الجيش والشرطِ، وغلق المعابر والمنافذ وتشديد "الإجراءات الأمنية" على الطرق، كل ذلك لم يمنع الأُسد الغضاب من ترصُّد فريستهم والانقضاض عليها في وضح النهار، في صولة جريئة -بأسلحة خفيفة- نفذها عدد من جنود الخلافة صالوا وجالوا ووصلوا هدفهم ونفذوا عمليتهم في زمن قياسي، ثم انحازوا آمنين إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن، تاركين وراءهم جثث النَّصارى تشخب دماً! ومن نجا منهم هرع مذعوراً يُخبر قومه بهول ما رأى.

وقد يتساءل البعض عن أسباب استهدافنا للنَّصارى فنقول وبالله التوفيق:

إنَّ جميع النَّصارى في مصر اليوم هم "نصارى حربيون" ليسوا بأهل ذمة ودمهم هدر سواء أحملوا علينا السلاح أم لم يحملوه، ولا يُعصم دمهم إلا بإيمان منهم أو أمان من خليفة المسلمين إليهم، وهو ما لم يتحقق فيهم، قال تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ).

فهم لم يخضعوا لأحكام الإسلام، فلا جزية دفعوا ولا هم صاغرون، بل هم يحاربون دين الله تعالى ويصدُّون عن سبيله، فيسجنون ويُعذِّبون كل من أسلم منهم ليفتنوه عن دينه، وفي المقابل يوفرون الحماية لكل من ارتد عن الإسلام! والشواهد على ذلك كثيرة.

كما أنَّهم من أخلصِ أنصار السيسي ومؤيديه، فهم حلفاؤه في الحكم وشركاؤه في الحرب على الإسلام، وكثير منهم عناصر وقادة في جيش السيسي ونظامه المرتد ومن أكبر الداعمين له.

وقساوستهم ورهبانهم يطعنون في دين الإسلام والقرآن الكريم والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- على مرأى ومسمع من "أتباعهم" دونما إنكار من أحد منهم!

وأما كنائسهم وأديِرَتهم فهي بيوت يُكفر فيها بالله! وهي دور ندوتهم وأوكار شرهم ومكرهم بالإسلام وأهله، وعليه فإنَّ دم هؤلاء النَّصارى مهدور، واستهداف كنائسهم بالنسف والتخريب مشروع.
وعملياً؛ فإنَّ استهداف النَّصارى أشدُّ وأنكى على النِّظام المصري، فالنَّصارى لهم أيدٍ متنفذة داخل النِّظام سياسياً واقتصادياً، ومن تابع ردة فعلهم بعد الهجوم أدرك ذلك جيداً، كما أنَّ في ضربهم ضربٌ لتحالفهم مع النِّظام المرتد، فها هي أصوات النَّصارى تتعالى بمهاجمة النِّظام المرتد وإلقاء اللوم عليه، ووصفه بالتقصير والفشل والضعف، ونحن لا نُخفي سعينا لتمزيق صفهم وفلّ جمعهم بإذن الله.وإنَّ دولة الإسلام منذ نشأتها أخذت على عاتقها محاربة النَّصارى والتصدي لكفرهم والثأر لأهل الإسلام منهم، ولا زلنا نذكر تهديد ووعيد دولة الإسلام في العراق بعد تفجيرها لكنيسة "النجاة" في بغداد، حيث أمهل المجاهدون الكنيسةَ النَّصرانيةَ في مصر مُهلةً للإفراج عن المسلمات المأسورات في أديرتها، وهددت بفتح "أبواب الخراب وبحور الدم" عليهم!

وهذا ما نراه اليوم بأم أعيننا، ويعيشه النَّصارى المحاربون واقعاً مريراً مرعباً، فقد أنفذت دولةُ الإسلام وعيدها ونفذّت تهديدها وشفت صدور المؤمنين من النَّصارى المحاربين جزاءً وفاقاً لهم على كفرهم وحربهم للمسلمين واعتدائهم على أعراضهم، وبتنا نرى جثثهم ورؤوسهم تتدحرج في كل مكان! ففُتحت عليهم أبواب الخراب وغرقوا في بحور الدم.

فلم يكن هجوم المنيا هو الأول ولن يكون الأخير بإذن الله، فقد مكَّن الله دولة الإسلام من تنفيذ سلسلة هجمات دامية استهدفت النَّصارى ومعابدهم في مصر خلال الأعوام الماضية، ففي 13 ربيع أول عام 1438هـ استهدف المجاهدون الكنيسة (البطرسية) وسط القاهرة، بعملية استشهادية حصدت 80 منهم بين قتيل وجريح، وفي شهر جمادى الأولى من نفس العام شن جنود الخلافة عدة هجمات مسلحة استهدفت نصارى سيناء، أدت إلى مقتل عدد منهم في العريش، ونزوح المئات منهم إلى خارج سيناء، وفي 12 رجب في العام ذاته نفذ استشهاديان من الدولة الإسلامية هجومين منفصلين بسُتر ناسفة استهدفا كل من الكنيسة (المرقسية) في الاسكندرية، وكنيسة (مار جرجس) في طنطا، ليحصد الهجومان زهاء 190 نصرانياً بين قتيل وجريح، وفي1 رمضان 1438هـ شن جنود الخلافة هجوماً مسلحاً على حافلات تُقل عشرات النَّصارى كانوا في طريقهم إلى " كنيسة الهالك صموئيل" غرب المنيا، فقتلوا وأصابوا نحو55 منهم وأحرقوا إحدى سياراتهم، وفي 11 ربيع الآخر 1439هـ نفذت مفرزة أمنية للدولة الإسلامية هجوماً مسلحاً على كنيسة (مار مينا) بحلوان جنوب القاهرة، قتل فيه 10 من النَّصارى والشرطة المصرية وأصيب آخرون.

ولا زال جنودُ الخلافة ماضون في طريقهم الذي بدؤُوه من العراق، يُمضون ووعودهم باستهداف النَّصارى في مصر وغيرها طاعة لله وجهاداً في سبيله، ولا زالت فاتورة الحساب العسير مفتوحة لم تغلق بعد حتى يؤمنوا بالله وحده أو يدفعوا الجزية للمسلمين عن يد وهم صاغرون، وما دون ذلك فلن تُرفع السيوف عن رقابهم ولن تنفك مفارز المجاهدين تتخطف أرواحهم وتنثر أشلاءهم في كل صعيد.

ونُجدد دعوتنا لأهلنا المسلمين في مصر بضرورة الابتعاد عن كنائس وتجمعات النَّصارى أينما كانت، وكذلك مراكز الجيش والشرطِ وكل ما يتبع للنِّظام المرتد، والابتعاد عن السفارات وأماكن تواجد رعايا الدول الصليبية فهي أهداف لنا، نعرف طريقنا جيداً إليها، وإنّ غداً لناظره لقريب



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

مقال: رؤوس الكفر خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير ...

مقال: رؤوس الكفر


خلق الله الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا بينهم ويكون ذلك عونا لهم في سير حياتهم، وأخبر سبحانه أن الفضل والكرامة بتقوى الله سبحانه لا بالحسب والنسب فالله يعلم ما تضمره الصدور فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

وقد كانت رابطة القبيلة والعشيرة معينا للناس على التعاون فيما بينهم وتسيير أمورهم فلا يُنسى فقيرهم ولا يطغى غنيهم أو يتعدى بعضهم على بعض وكذا يكون فيها هدايتهم إن كان علية القوم فيهم منقادين للحق مذعنين له، وحال هذه الرابطة كحال الحديد الذين أنزله الله سبحانه {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [الحديد: 25] فإن كان بيد مؤمن استعمله في الخير أو فيما أباحه الله وإن كان في يد متجبر كافر استعان به لأذية المؤمنين والصد عن سبيل الله القويم.

فكما علا الأوس والخزرج بنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامتهم أول دار للإسلام على أرضهم وحمايتها بدمائهم، فمن جهة أخرى كفرت وتجبرت بعض القبائل طاعة لكبرائهم وسادة قومهم الذين وقفوا معاندين للحق وأهله إما عن حقد وحسد كما كان من فرعون هذه الأمة أبو جهل أو حب للرياسة وبغية للرفعة بين الناس كما فعل مسيلمة الكذاب وغير هذا من الأهواء التي يتبعها أهل الباطل ويتعصبون لها.

وفي زماننا هذا علم الطواغيت من كفار ومرتدين أهمية استغلال هذه الرابطة وحرصوا على استغلالها واستعمالها في تطويع الناس لهم وكذلك للتفرقة بينهم بنزع رابطة الدين من قلوبهم وتقوية الروابط الجاهلية الأخرى فلا يجد الناس ما يجمعهم غير ذلك الطاغوت فيدينون له بالطاعة ليكون لهم عنده حظوة ومكانة لينالوا من غيرهم أو يعصموا دمائهم وأموالهم.

فأقبل كثير من هؤلاء الرؤوس على الصليبيين في خراسان والعراق وتقربوا منهم وحاولوا تطويع أبناء عشائرهم لخدمة الصليبيين ليفتحوا بذلك أبوابا واسعة للردة الجماعية في أبناء قومهم مستغلين دعوى الجاهلية، فيقاتلون تعصبا لقبائلهم لا لشيء إلا خدمة لبعض سادتهم الذين باعوا دينهم وقومهم بعرض من الدنيا قليل، فخسر أولئك المخدوعون الدنيا والآخرة.

وقد كان للمجاهدين من هذه الجاهلية موقفا واضحا حازما، فقد حذروهم من أول يوم خطت فيه أقدامهم إلى طريق الردة، ومن كابر وعاند قطفوا رأسه وجعلوه عبرة لغيره كما فعلوا برأس الكفر المرتد عبد الستار أبو ريشة والذي كان من أوائل من أعلن مشروع الردة في العراق الذي أسموه (الصحوة)، فاجتمع مع الطاغوت بوش، وخرج من عنده مزهوا مغرورا يظن أنه في مأمن من سيوف المجاهدين، فنفذ فيه أحد المجاهدين من أبناء عشيرته الذين علت عندهم روابط الإيمان فوق كل رابطة فمزق جسده بحزامه الناسف فانتقلا إلى ربهما ما بين شهيد بإذن الله وطاغوت محارب لله ورسوله فشتان بينهما.

وقد تساقط في مشروع الصحوات الكثير من رؤوس الكفر والردة على أيدي المجاهدين وكذلك انقلب عليهم الرافضة بعد أن انجزوا مهمتهم فأخذوهم قتلا وتشريدا وسجنا، فيفتدي أحدهم نفسه ليخرج من سجونهم بكل ما يملك هو وأهله من وراءه لينفق كل ما دُفع له سابقاً ثمناً لردته فخسروا جميعا دنياهم وآخرتهم بدنيا غيرهم فأي خسران بعد هذا؟ بينما كان حال المجاهدين من حَسن إلى أحسن فلم تزدهم حروب أهل الردة إلا قوة وصلابة ونقاءً للصف، فانتهى حالهم إلى إعلان الخلافة بعد أن دانت لهم أجزاء واسعة من العراق والشام وغيرهما، فأعاد الطواغيت الكرة مرة أخرى فاستعملوا رؤوس العشائر لحرب المجاهدين وإضعافهم.

ومع كل الدروس والعبر التي رآها المرتدون في العراق إلا أنهم سارعوا في تلبية الدعوة وجعلوا أنفسهم رأس حربة ودرعا للطواغيت فأعلنها المجاهدون عليهم حرب شاملة، فقال الشيخ أبو الحسن المهاجر تقبله الله (لا تدعوا مفصلاً أمنيًا أو عسكريًا أو اقتصاديًا أو إعلاميًا لحكومة الرافضة إلا وجعلتموه أثرًا بعد عين، ولا تبقوا رأس عشيرة عفن مرتد إلا وقطفتموه، ولا قرية محاربة إلا وتركتموها آية لمعتبر، وعظة لكل مغترٍّ أشر؛ فهؤلاء هم من وقفوا أنفسهم خدامًا للرافضة وعبيدًا لهم وعينًا ساهرة تحول بين المجاهدين وعدوهم).

وكذلك كان المرتدون في الشام فسلم بعض رؤوس العشائر زمام أموره إلى ملاحدة الأكراد يوجهونه حيث شاؤوا، فيعمل عندهم مرياعاً ليجر أبناء قومه إلى الكفر عياذا بالله، فتربص بهم المجاهدون وكمنوا لهم في كل مرصد وكان من آخرهم قطف رأس المرتد بشير الهويدي والذي كان من رؤوس الكفر في الرقة وحذاءً لملاحدة الأكراد فكانت نهايته عبرة لكل معتبر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 155
الخميس 30 صفر 1440 هـ
...المزيد

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد (2) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ...

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد (2)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: ذكرنا سابقا، بعض شبه المنافقين والمرجفين في التهرب من الجهاد وعن أصول تلك الشبه ووجودها في شتى العصور والأزمنة:

الشبهة الخامسة: قالوا: لقد تسببتم في جهادكم بقتل الكثير من الأنفس والأرواح البريئة من (المدنيّين) الكفّار أو من المسلمين الذين فتك بهم الطّيران الصّليبي. فأمّا ما ذكرتم من قتلى الكفّار ممّن تسمّونهم بـ(المدنيّين) فقد أجاز لنا الشّرع كلّ بالغ من الذّكور إذا لم يكن لهم مع إمام المسلمين الشّرعي عهد ولا ذمّة، كما قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع يهود بني قريضة..

وأما قتلى الكفار الأصليين ممّن ليس من أهل القتال من النّساء والأطفال والذمّي وغيرهم فأجاز لنا الشّرع قتلهم في بعض الحالات كاختلاطهم بالمحاربين وعدم القدرة على التّمييز بينهم كما في مسألة التترس.

وأمّا ما ذكرتم من سقوط قتلى من المسلمين جرّاء الطّيران الصّليبي:

فأولاً: أنّ من قتل وقصف هو الذي يلام، أمّا المجاهد الذي امتثل أمر ربّه في قتال أعداء الله فلا يلام على ذلك، والذين يجب أن تتوجه إليهم أصابع اللوم بل بنادق المسلمين وأسلحتهم هم الحكّام الطّواغيت الذين فتحوا بلاد المسلمين للصّليبين ليقيموا فيها قواعدهم وينطلقوا منها لقتل المسلمين وقصفهم.

وثانيًا: أنّ في ترك الدّفاع والقتال لتحكيم شرع الله تسلّط الطّواغيت على رقاب المسلمين وتبديل دينهم، وهذه ضريبة أشدّ فظاعة من القتل قال تعالى: {وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ...} [البقرة:191] قال ابن كثير "رحمه الله": (ولما كان الجهاد فيه إزهاق النّفوس وقتل الرّجال نبّه الله إلى أنّ ما هم مشتملون عليه من الكفر بالله والصدّ عن سبيله أعظم وأشدّ من القتل). انتهى

أمّا النّوع الثّاني من الشبهات فهي من أمثال التعذر بالأموال والأولاد والنساء، وأمر هذا النّوع أسهل بكثير من النّوع الأول؛ لأنّ الشّبهات أخطر من الشّهوات، فالشّهوات تقود صاحبها في الغالب إلى الكبائر والمعاصي، وأما الشّبهات فتقود صاحبها إلى الكفر عياذًا بالله، ومن أحسن الردود التي ذكرها العلماء: ما ذكره الإمام ابن النحّاس في كتابه النافع مشارع الأشواق،

قال "رحمه الله": "اعلم أيّها الرّاغب عمّا افترض عليه من الجهاد، النّاكب عن سنن التّوفيق والسداد، إنّك قد تعرّضت للطرد والإبعاد، وحرمت -والله- الإسعاد بنيل المراد، ليت شعري هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، وبخلك في سبيل الله بالنّفس والمال، إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، أو فراق محبوب من أهل ومال، أو ولد وخدم وعيال، أو أخ لك شقيق، أو قريب عليك شفيق، أو وليّ كريم، أو صديق حميم، أو ازدياد من صالح الأعمال، أو حبّ زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، أو منصب رفيع، أو قصر مشيد، أو ظلّ مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني ؟!! ليس غير هذا يقعدك عن الجهاد، ولا سواه يبعدك عن ربّ العباد، وتالله ما هذا منك أيها الأخ بجميل، ألا تسمع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيْلَ لَكُمُ انْفِرُوْا في سَبِيْلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلى الأَرْضِ أَرَضِيْتُمْ باِلحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتاَعُ الحَياَةِ الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلا قَلِيْلٌ..} [التوبة:38].

اصغ لما أملي عليك من الحجج القاطعة، واستمع ما ألقي عليك من البراهين السّاطعة، لتعلم أنه ما يقعدك عن الجهاد سوى الحرمان، وليس لتأخرك سبب إلا النفس والشيطان، أما سكونك إلى طول الأمل، وخوف هجوم الأجل، والاحتراز من الموت الذي لا بد من نزوله، والإشفاق من الطرّيق الذي لا بدّ من سلوك سبيله، فو الله إنّ الإقدام لا ينقص عمر المقدمين، كما لا يزيد الإحجام عمر المستأخرين،
قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].
وقال أيضا: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:11].
وقال جلّ جلاله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:57].

وإنّ للموت لسكرات أيها المفتون، وإنّ هول المطلع شديد ولكن لا تشعرون، وإنّ للقبر عذابا لا ينجو منه إلّا الصّالحون وإنّ فيه لسؤال الملكين الفاتنين: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27]، ثم بعد ذلك الخطر العظيم، إمّا سعيدا فإلى النّعيم المقيم، وإمّا شقيّا فإلى عذاب الجحيم، والشّهيد أمِن من جميع ذلك، لا يخشى شيئا من هذه المهالك.وقد قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: "ما يَجِدُ الشّهِيدُ مِنْ مَسّ القَتْلِ إلاّ كَمَا يَجِدُ أحَدُكُمْ مِنْ مَسّ القَرْصَةِ"(الترمذي وابن ماجة). فما يقعدك أيّها الأخ عن انتهاز هذه الفرصة، ثم تجار في القبر من العذاب، وتفوز عند الله بحسن المآب، وتأمن من فتنة السؤال، وما بعد ذلك من الشدائد والأهوال، فالشّهداء أحياء عند ربهم يرزقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: فرحين بما آتاهم الله من فضله مستبشرين أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في علّيين فكم بين هذا القتل الكريم، وبين الموت الأليم.

لئن كانت الأرزاق قسما مقدرا
فقلة حرص المرء في الرّزق أجمل
وإن كانت الأموال للتّرك جمعها
فما بال متروك به المرء يبخل
وإن كانت الدّنيا تعدّ نفيسة
فقدر ثواب الله أعلى وأنبل
وإن كانت الأبدان للموت أنشئت
فقتل امرئ في اللّه بالسّيف أجمل
انتهى.

والحاصل أن هذا النوع من الشبهات يحتاج أولا إلى زيادة الإيمان في قلوب أصحابها، وكذلك اليقين بموعود الله، بالإضافة إلى المواعظ البالغة التي تنقاد لها القلوب، والمرجع كله إلى توفيق الله للعبد وهدايته.

هذا والله أعلم، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد، وصلّ الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 154
الخميس 23 صفر 1440 هـ
...المزيد

مقال: فهل من معتبر منذ بداية الأحداث في الشام وفور حمل الناس السلاح، وتشكيل الفصائل المقاتلة ...

مقال: فهل من معتبر


منذ بداية الأحداث في الشام وفور حمل الناس السلاح، وتشكيل الفصائل المقاتلة ظنّ قادة هذه الفصائل أنّه لا بدّ لهم من خداع الغرب وأجهزة مخابراته إذا ما أرادوا استمرار ما يصبون له ونجاح ذلك، طلبا للدعم وهروبا من التصنيف في قوائم الإرهاب، جاهلين أو متجاهلين قول الله تعالى:(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120].

ولضمان عدم خروج الأحداث عن السيطرة "دوليا" والسماح لأطرافها باللعب حسب القواعد التي يرضى عنها الغرب، وكذلك لضمان عدم وصول شرارتها إلى الدول المجاورة التي تعتبر حامية للمصالح الغربية، أمنيا واقتصاديا وسياسيا، استنفرت المؤسسات الأمنية في دول الخليج أجهزتها للتواصل مع قادة "الفصائل" والبحث عنهم، ومدهم بالمال وفتح قنوات اتصال وثيقة معهم.

لقد كانت أجهزة الأمن في دول الخليج تبحث وتفتش عن الفصائل المقاتلة وتتواصل معهم وتمدهم بالمال كي تتعرف إليهم بداية، وتضمن تحركاتهم، وصولا إلى التحكم بهم، واستخدامهم لضرب أي مشروع صادق يهدف لتمدد الدولة الإسلامية من العراق إلى الشام، وهو ما حدث لغالب الفصائل المقاتلة في الشام.

فبات الخطاب الخارجي لتلك الفصائل يحرص على تجنب الحديث عن تطبيق الشريعة الإسلامية على الأرض، وتطمين الغرب بأن ذلك لن يحدث، وكذلك طمأنة أجهزة المخابرات أننا رهن الإشارة والسمع والطاعة، سعيا لاستمرار التمويل وطمعا في الزيادة، -فكانت النتيجة المتوقعة منذ البداية- تسليم تلك الفصائل أسلحتها وحل نفسها والندم على ما خاضوه من تجربة فاشلة.

هذا السرد يلخص لنا أنه سواء علمت تلك الفصائل وأفرادها أنهم بفعلتهم تلك تحولوا بإرادتهم لعملاء لتلك الأجهزة لتنفيذ مخططات تلك الدول أم لم يعلموا، فهم قد ارتدوا عن دين الله وأصبحوا عملاء، وسقطوا في المستنقع الذي حفر لهم وأوقعوا أنفسهم فيه طوعا، ونفّذوا الخطة التي أريدت منهم بنجاح، فتباً لكم أيتها الفصائل المرتدة على هذه النتائج الباهرة، وتعسا لما قدمتموه بحق أنفسكم وأهاليكم.

وإعذارا إلى ربها وخوفا على الناس من الانجرار إلى الردة والوقوع فيها، وتوريد أهل الشام موارد الهلاك، وتقديم التضحيات دون طائل، حذّرت الدولة الإسلامية -رعاها الله- ومنذ البداية مرارا وتكرارا وعلى لسان قادتها وجنودها من هذه النتيجة التي كانت جميع المقدمات تدل عليها، فقد عاينوا نفس المشروع في العراق، وشاهدوا كيف تساقطت الفصائل الواحدة تلو الأخرى، خاضعةً للصليبيين، فصاروا رهن إشارتهم، سعياً وراء المال والمنصب.

واليوم تصلنا صور قادة تلك الفصائل المرتدة وهم في مدن "الترفيه" وقد باعوا عناصرهم واستولوا على أموالهم التي أرسلها لهم مرتدو الخليج، وتركوهم لمصيرهم الذي من أخفّ صوره التهجير والفقر والحيرة، بعدما أتموا مهمتهم التي أوكلت لهم، ومن بقي منهم يعيش في تيه التفرق والتحزب وينخرط بغرف عمليات تارة وينشق عنها تارة أخرى ويندمج مع فصيل لا يختلف حاله سوءً عنه، ثم ما يلبث حتى ينفض عنه، وهكذا الحال ظلامٌ وحفرٌ وتيهٌ وضياع.

خذلوا أهل السنة وأسلموا الديار للرافضة والنصيرية والـPKK الملاحدة، وصاروا جنوداً لطاغوت تركيا ودولته العلمانية وخدماً له ولمشروعه في الشمال، وتُسيّر أرتال الجيش التركي ذهاباً وإيابا في إدلب وأريافها دون أن يعترضوها، بل سارعوا لحراستها وجعلوا من جندهم درعا لعناصرها، والله المستعان.

ولم يسلم من تلك المشاريع من كان يذيع أنه يجابه أمريكا ومشروعها، يصرح بذلك منذ سنين ويستهدف وكلائها، فنراه اليوم يجلس مع من احتل أرضه واعتقل إخوانه وارتكب أفظع الجرائم بحق المستضعفين فأهلك الحرث والنسل، فها هي مفاوضات أمريكا الصليبية مع طالبان المرتدة قد خرجت إلى العيان بعدما كانت خلف ستار، برعاية من الطواغيت وطمأنة منهم، رضخ قادة الطالبان المرتدين وركنوا للظالمين ولم يجنوا إلا الذلة والمهانة والحسرة والندامة، وسيكونون أداة أمريكا بلا شك في حرب جند الخلافة في خراسان وقد بدؤوا هذه المهمة كي ينالوا رضى الصليبيين، وسيغدق عليهم الطواغيت الأموال والدعم والاعتراف بهم قريبا، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.

تناسى كل هؤلاء أمر ربنا الجبار سبحانه من فوق سبع سماوات (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) وظنوا أنهم ببضع كلمات يقولونها أثناء مفاوضاتهم التي تنازلوا فيها عن كل ما أعلنوه من ثوابت سيحفظون بها عزتهم ومجدهم. وإنّ إصرارهم على دروب الردة التي سلكوها سيمضي بهم حتما إلى الاندثار كما حل بفصائل العراق والأحزاب التي سبقتهم في خراسان، وسيخسرون الدنيا والآخرة.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 154
الخميس 23 صفر 1440 هـ
...المزيد

فوائد تذكر المَوتِ ▪ يُعين على الاستعداد له قبل نزوله وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة ...

فوائد تذكر المَوتِ


▪ يُعين على الاستعداد له قبل نزوله

وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة والمسارعة إلى التوبة والإقلاع عن المعاصي، قبل نزوله فجأة.


▪ يقصر الأمل

وذلك بتقليل طمع الإنسان في البقاء في الدنيا ومنعه من التمادي في الغفلة أو الانشغال بما يبعده عن الله.


▪ يرغب في الآخرة

فهو يحفز العبد لأن يتزود لآخرته بالأعمال الصالحة وإصلاح ما فسد من أمره وتدارك ما فاته والاستعداد للقاء الله.


▪ يمنع من الأشر والبطر والتوسع في الدنيا

لأنه يدفع العبد للابتعاد عن الملذات الزائدة والإفراط فيها الذي يؤدي إلى الزهو والبطر ونسيان الآخرة.


▪ يحسّن الصلة بين العبد وربه

فهو يدفع العبد للاهتمام بما يرضي ربه والحذر مما يسخطه ويبعده عنه لأنه يعلم أن لقاءه بربّه حتمي.


▪ يرضي بالقليل من الرزق

فهو يُورّث الإنسان القناعة والرضا بما قسمه الله له من الرزق القليل، ويدرك أن الدنيا فانية لا بقاء لها.


▪ يزهد في الدنيا

بحيث يجعل العبد يدرك أن الدنيا حقيرة زائلة، ممّا يدفعه للتخلي عنها والتوجه للآخرة والعمل لها.


▪ يهون مصائب الدنيا

فحقيقة الدنيا أنها ليست إلا دارا للاختبار وأن ما يحصل فيها من مصائب ومشاق قليل هين مقارنة بالآخرة.


▪ يلين القلب ويُزيل قسوته

لأنه يجعل القلب أكثر رقة واستجابة للمواعظ وانتفاعا بها، فمن فارق ذكر الموت قسا قلبه وفسد.


▪ أنه من أبلغ المواعظ للعبد

لأنه يذكر العبد بالحقيقة التي لا مفر منها، ممّا يدعوه إلى محاسبة نفسه وتصحيح أخطائه.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 515
السنة السابعة عشرة - الخميس 10 ربيع الآخر 1447 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

حديث شريف عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يؤمن ...

حديث شريف



عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

(لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) [متفق عليه]

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515 الافتتاحية: اقعدوا مع القاعدين! من عجائب أقدار الله ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515

الافتتاحية:
اقعدوا مع القاعدين!

من عجائب أقدار الله النافذة وحكمته البالغة المشاهَدة، شدّة التضاد وحدّة التباعد بين سبيل المجاهدين وسبيل المنافقين، فالنفاق عدو الجهاد دوما، وهما خصمان لا يجتمعان أبدا، ومساران لا يتقاطعان مطلقا.

وهذا الواقع لا تكاد تخطئه العين في ساحات الجهاد، فنفور المنافقين من طريق الجهاد لا يكافئه مقدارا ويخالفه مسارا، سوى نفور المجاهدين من النفاق، فلكل فعل ردّ فعل؛ مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، كما يقول أرباب التفسيرات الفيزيائية.

والقاعد عن الجهاد المتخلّف عنه بغير عذر معتبر، تدركه لمّة من النفاق لا محالة! لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)، قال النووي في شرحه: "والمراد: أنّ من فعل هذا، فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإنّ ترك الجهاد أحد شعب النفاق". أهـ.

ولشدّة وضوح معالم التباعد بين النفاق والجهاد؛ فإنها تبرز مبكرا حتى قبل أن تبدأ مراحله أو تنطلق قافلته! فقد جعل سبحانه إعداد العدة والأهبة للجهاد؛ دليلا على صدق نيّة طالبه ومريده، وبمفهوم المخالفة، فالقاعد البليد المتثاقل عن الإعداد المتقاعس عن أولى خطوات الجهاد؛ كاذب في سعيه ودعواه وإنْ أفنى عمره يدّعي محبته ووصله، والدليل قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}. قال القرطبي: "أي: لو أرادوا الجهاد لتأهبوا أهبة السفر، فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلّف". أهـ.

ومن تلبيس إبليس على الناس في هذه الآية، إيهامهم أنها خاصة نزلت في أعيان من المنافقين المتخلّفين عن غزوة تبوك، وأنها مقتصرة عليهم لا تطال غيرهم، وكأنها قصة فردية انتهت بانتهاء زمانها وموت أشخاصها، متناسين أنها قصة تتكرر في واقعنا كل يوم، بل هي آفة عصرنا وبلية زماننا، وقد استفحلت حتى عمّت وطمّت، فتكاثرت جيوش المنافقين وقلت طائفة المجاهدين.

وقد تضمنت الآية السابقة ردودا على أولئك الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ من إرادة الخروج للجهاد دون الإعداد له، فلو كانوا صادقين في دعواهم وإرادتهم إيّاه؛ لتأهّبوا له وبذلوا جهدهم واستفرغوا وسعهم في التهيؤ له وأخذ عدته، ولكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك! فكيف يبغي الجهاد من لا يتأهب له؟! أرأيت لو أن أحدهم همَّ بسفر إلى بلاد أخرى، هل يخرج إليها بغير راحلة ولا زاد؟ وكذلك الجهاد لا يقصده ويحمل رايته إلا من أخذ له أهبته ومهّد له بين يديه، وهذا معلوم شرعا وعقلا ولذا قال: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}.

ثم يخبرنا سبحانه في تمام الآية بالحقيقة المرعبة في قوله: {وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني كره الله خروجهم للجهاد لما علمه من فساد أحوالهم، قال الإمام الطبري: "فثقَّل عليهم الخروجَ حتى استخفُّوا القعودَ في منازلهم، واستثقلوا السفر والخروج". أهـ.

أفما تخشى أيها القاعد عن الجهاد المتخلّف عن ميادين الإعداد، أن تكون ممن كره الله انبعاثهم وخروجهم؛ فثبطهم وثقّلهم؟! وكفى بقوله: (فَثَبَّطَهُمْ) زاجرا يقرع سمع المؤمن كقرع الحديد، بل كفى بالآية كلها أن تخلع فؤاده وهو يرى أنها نزلت في المنافقين، وقد نزل منازلهم وقعد مقاعدهم؛ بتخلُّفه عن الإعداد وتقاعسه عن أهبة الجهاد.

أما من كان صادقا في طلب الجهاد تجده يتهم نفسه ولا يعذرها، ويبذل كل الأسباب الموصلة إلى ساحات الجهاد، فلا يُبقِ بابا إليها إلا طرقه، ولا يدع مدخلا إليها إلا ولجه، ولم يتعذر بأعذار القاعدين، فلم يتعلل بزوج أو بنين، ولم يأسره شوق ولا حنين، بل خشي على نفسه سبيل المنافقين، فانطلق يشق طريقه نحو البراءة من شعابهم والخلاص من شرنقتهم، منتصرا على نفسه الأمارة قائدا لها لا مقودا، متجاهلا الشيطان ووساوسه، متجاوزا جميع عوائقه، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام.. ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك.. ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتُقتل فتُنكح المرأة ويُقسم المال.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة) [أحمد].والمتأمل في أحوال القاعدين المتخلّفين عن الإعداد والجهاد، يجد أعذارهم وقيودهم التي تشدهم إلى الأرض وتمنعهم من الخروج للجهاد، كلها لا تخرج عما ذكره الحديث النبوي السابق من الإخلاد لمسقط الرأس الذي سقط بسببه الكثيرون، وحب الدنيا وكراهية الموت، والتعلق بالزوج والولد، فاعلم أنّ ها هنا تتمايز النفوس وتتفاضل الشخوص، وتبرز معادن الرجال ويتغربل الأبطال، فهذا نافر ناج بفضل مولاه، وذلك قاعد محجوب قيّدته سريرته وأقعدته خطاياه.

وفي ذلك قال المجاهد المجرِّب ابن النحاس في المشارع: "هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، وبخلك في سبيل الله بالنفس والمال؛ إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، أو فراق محبوب من أهل ومال، أو أخ لك شقيق، أو قريب عليك شفيق، أو ولي كريم، أو صديق حميم، أو حب زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، أو منصب رفيع، أو قصر مشيد، أو ظل مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني؟! ليس غير هذا يقعدك عن الجهاد". أهـ.

أيها القاعد المتخلّف عن الجهاد، خف على نفسك أن يكون قد كره الله انبعاثك؛ فحرمك بلوغ ساحات الجهاد، بما اقترفته يداك من سوء نية أو فساد طوية أو تقديم فانية على باقية؛ ثم يقال لك توبيخا وتقريعا كما قيل للمتخلّفين عن الجهاد قبلك: {وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني اقعدوا مع "المرضى والزمنى، والنساء والصبيان!"، فأي تقريع يفوق هذا؟! وأي نفس أبية ترضى بهذا المقعد؟! الذي تأباه -والله- بعض الحرائر اليوم، ممن يتحرقن لحمل السلاح والمشاركة في الجهاد، بينما يتسابق أشباه الرجال إلى القعود والتدثر في الخدور! في زمان انقلاب المعايير وانتكاس الفطر.

إننا نجد الباحث عن الجهاد بصدق، متأهبا مستنفرا يسابق الريح نحو ساحاته وميادينه، فإن وصل أرض الجهاد ولم يُتح له مباشرة القتال، تجده مكثّرا سواد المؤمنين، مرابطا حارسا ثغور المسلمين، فرِحا بذلك مبتهجا لا يرتاح جسده على فراشه كما يرتاح في ثغره ومرابطته، حتى إذا نادى المنادي حي على الجهاد طار قلبه قبل بدنه وانطلق لا يلوي على شيء قاصدا مرضاة ربه، باذلا له روحه ومهجته، فهل يستوي حال هذا ومن قيل لهم: {اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}؟! شتان شتان.

فيا طالب الجهاد بحق، ومبتغي مرضاة ربك بصدق، إنّ أمارة صدقك في طلبك ومبتغاك؛ أن تعدّ له عدته وتأخذ له أهبته، فإنْ تأخَّر نفيرك، لم يتوقف إعدادك فتلك عبادة بحد ذاتها، فأعدّ نفسك إيمانيا وشرعيا وبدنيا وأمنيا، فأنت في جهاد ما دمت في الإعداد، ثم اعلم أنّ إخلاص النوايا وإصلاح الطوايا، والصدق مع الله تعالى، هي بريد الوصول إلى أرض الجهاد، وهي أول الإعداد وأوسطه وآخره، وهي ملاكه كله، وهي التي عليها العهدة.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 515
السنة السابعة عشرة - الخميس 10 ربيع الآخر 1447 هـ
...المزيد

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة ...

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وبعد..

فإن عبادة الجهاد من أعظم العبادات التي رغّب فيها الشرع وحثّ عليها وبيّن وفصّل في ثواب أهلها أعظم التفصيل وأوضح التبيين، جاء في الأثر "كتب الله على المؤمنين القتال فكرهته النفوس وثقل عليها فبيّن الله من ثوابِ أهلها وما أعدّہ اللهُ لهم من الكرامات، حتى اشتاقت إليه النفوس ولم تعدل به عبادة من العبادات".

وقد عدّ بعضُ العلماء الجهادَ من أركان الدين، كما جاء عن أبي عبد الله الحليمي "رحمه الله"قال: "اعلم أن سبب قيام الدين واتساع أهله للعبادة هو الجهاد، وما كان كذلك كان حريًا أن يكون من أركان الدين وأن يكون أهله من الاهتمام به في أقصى الغايات (بالمعنى) ولما كان المانع من الجهاد قويًا؛ ففي القتال إزهاق الأنفس والأرواح وإتلاف الأموال ومفارقة الأهل والعيال، كثرت عليه الشبهات والتلبيسات والأعذار التي يطلقها أهل النفاق من رضوا بالقعود مع النساء سبيلاً وآثروا منهجَ السلامة على سلامة المنهج".

وفي هذه الأسطر نعرّج على شيء من شبهات المنافقين الذين يحاولون بها حرف الجهاد عن معناه الذي أراده الله من كونه القتال لتكون كلمة الله هي العليا إلى مصطلحات أتوا بها من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان، كجهاد التنمية! أو جهاد الديمقراطية أو الدفاع عن الوطن وغيرها من المصطلحات والمفردات الغريبة عن شرع الله والتي لم يستضئ أصحابها بنور من الله.


والناظر إلى شبهات أهل القعود يرى أنها لا تخرج عن نوعين:

الأول: شبهات قادحة في مشروعية الجهاد.
الثاني: عوارض وأعذار يتعلل بها القاعدون.

والنوع الأول يكثر في من غلب عليه النفاق المنهجي العقدي، فلم ينقدْ أصلا لشرع الله ولم يسلّم لأوامره كالعلمانيين والإخوان المرتدين والليبراليين وغيرهم.

أما النوع الثاني من الشبهات فتكثر فيمن غلب عليه النفاق الطبعِي كالجبن والشح.

ومن النوع الأول:
الشبهة الأولى: قولهم: إنّ الجهاد الذي بمعنى القتال قد انتهت أيامه ونحن الآن في عصر اختلف فيه الجهاد، فنحن في جهاد التنمية والعلم ولا حاجة لنا للقتال.
وقولهم هذا على ركته وضعفه مصادم مصادمة واضحة للشرع والعقل والفطرة.

فأما مصادمته للشرع فلأن الله سنَّ سنّة لا تتخلف وهي: سنة التدافع بين الحق والباطل وأنّ الأرض لا تصلح إلا بهذا التدافع والصراع، قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا...} [الحج:40]
وقال جلّ شأنه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ...} [البقرة:251]
وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار وصيالهم على الدّين والعرض لا يدفع إلّا بالقتال ولو كان فرديًّا قال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء:84]، قال ابن كثير "رحمه الله": أمر الله نبيّه صلّ الله عليه وسلّم أن يباشر القتال بنفسه ومن نكل فلا عليه منه. انتهى

وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار لا يندفع إلّا بالقتال فأنّ كلمة "عسى" في القرآن تفيد التحقيق.
أفأنتم أعلم بخلق الله من ربهم يا دعاة السّلمية؟ نعوذ بالله من الغواية والضلالة.

أما مناقضة هذه الشبهة للعقل فقد أجمع العقلاء جميعهم أنّ الحقوق لا تسترد إلّا بالقوة، فهل نقول لمن دخل اللصوص بيته وأخذوا ماله وانتهكوا عرضه أن يسعى في"جهاد التنمية" هل يقول بهذا عاقل؟

وأما مناقضة هذه الشبهة للفطرة فإنّك تجد كلّ من أُسيء إليه يسارع إلى الردّ دفاعًا عن نفسه حتى الحيوان، فانظر كيف انتكست فطر وعقول هؤلاء ممّن يسمّون أنفسهم بدعاة الاعتدال.

الشبهة الثانية: قالوا إنّنا اليوم في مرحلة مكّية والتي يجب علينا فيها ألا نقاتل بل نكف ونعفو ونصفح.

وللجواب عن هذه الشبهة نقول:
أولًا: إنّ الدّين قد تمّ وأكمله الله وأتمّ النّعمة قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...[المائدة:3] وكلّ الآيات التي تكلّمت عن العفو والصفح عن الكفّار قد نُسخت بآيات القتال وترصد الكفّار قال تعالى:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..}[التوبة:5] وآيات القتال هي من آخر ما نزل على النبي صلَّ الله عليه وسلّم ومن أراد أن يأخذ من الدين أحكاما ويترك أحكاما، فإنّ حاله كحال اليهود الذين قال الله فيهم:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ..} [البقرة:85]ثانيًا: يلزم من هذا القول لوازم باطلة كإبطال تحريم الخمر والربا لأن هذه الأحكام إنما جاءت في المدينة.

ثالثًا: يلزم منه السّماح بتسلط الكفّار على المسلمين وتضييع حرماتهم وانتهاك أعراضهم.

رابعًا: إنّ الصّحابة أجمعوا على قتال من امتنع عن شيء من الشّريعة، ويومها قال الصّحابي الجليل أبو بكر الصّديق "رضي الله عنه": (لقد انقطع الوحي وتم الدّين أينقص الدّين وأنا حيّ).

الشبهة الثالثة: قالوا إنّا نعلم وجوب الجهاد ولكنّنا الآن نُعدّ الأجيال ونربّيهم على الجهاد ثم هم من سيجاهدون.

ونقول ردا على هذه الشبهة:
أولاً: إن خير الهدي هدي محمّد صلّ الله عليه وسلّم فلو كان ما تقولونه خيرا لكان الأولى بفعله محمّد صلّ الله عليه وسلّم وهو من جاهد في سبيل الله عشر سنين وخاض غمار تسع وعشرين حربا سوى ما أرسله من البعوث والسرايا (وفي هذا ردّ على جميع شبهاتهم لمن كان له عقل).

ثانيًا: كيف ستربّي الأجيال على الجهاد وأنت قاعد فتأمرهم بلسانك وتنهاهم عنه بفعلك؟!

ثالثًا: مجرّد القعود بين أظهر الطّواغيت من أعظم الفتن كيف وهم يراقبون تحركاتك ويعرفون دقائق أمورك ولا يسمحون بإقامة أيّ فعالية دون معرفتهم ووجود جواسيسهم ولا يمكن أن تترك لتحرّض النّاس على الجهاد فتكون بين حالين،
أن تداهن وتسكت، فكيف ستربّي على الجهاد حينها؟!

أن تتكلم وتحرّض وتصدع بالحق، فيكون مصيرك الزنازين والسّجون!

الشبهة الرابعة: قالوا: لا داعي للدعوة للجهاد ولا للاصطدام بالطواغيت نحن سنرغّب النّاس في الأعمال الصّالحة حتى يحدث الله أمرا.

الجواب:
1- إنّ في هذا الطّرح مخالفة صريحة لمنهج الأنبياء، فهم جميعا اصطدموا بالطّواغيت وخلاصة دعوتهم الكفر بالطّواغيت، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوْا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُوْدُنَّ في مِلَّتِنَا..} [إبراهيم:13]
وقال سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوْكَ أَوْ يَقْتُلُوْكَ أَوْ يُخْرِجُوْكَ...}[الأنفال:30]

2- أنّ أعداء الله من يهود ونصارى ومرتدّين ورافضة تسلّطوا هم وجنودهم على ديار المسلمين فهل سيُدفع هؤلاء ويُكفُّ بأسهم وشرّهم بالدّعوة إلى الأعمال الصّالحة؟! وكيف تدعو إلى العمل الصّالح والنّاس يساقون الى الكفر سوقا؟!

3- أنّ أعظم الأعمال الصّالحة التوحيد، فإقامته تمحو الشرك الذي يحكم به أهل الديمقراطيّة الذين ينتمون إلى الإسلام زورا وبهتانا، فعن أيّ دعوة تتكلمون يا دعاة الهزيمة.

4- من قال أنّ الطّواغيت سيتركوننا إن تركناهم، فهو يعيش في مستنقع من الوهم، وهو مخالف لهدي النّبي صلى الله عليه وسلّم، منكِرٌ لأحاديث صحيحة أو متناس لها، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُوْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ حَتى يَرُدُوْكُمْ عَنْ دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوْا...} [البقرة:217] فإنّ هدف الكفّار هو الخروج النهائي عن ديننا إن استطاعوا ذلك، وإن لم يستطيعوا، فلا بأس من الإبقاء على بعض مظاهر الدّين، مما لا يهدّد دولهم ولا حكمهم مع خضوع ما بقي من الدّين في كلّ مرّة إلى مبضع الجّراح، ليستأصل جزءا منه حتّى لا يبقى من الدّين إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 153
الخميس 16 صفر 1440 هـ
...المزيد

إبطال العملية الشركية تخوض الدولة الإسلامية حروبها ضد أعداء الله من كفار ومشركين ومرتدين على ...

إبطال العملية الشركية

تخوض الدولة الإسلامية حروبها ضد أعداء الله من كفار ومشركين ومرتدين على أصعدة عدة، عقائدية وعسكرية وإعلامية، غير أن أهم هذه الحروب هي حرب العقيدة حيث يسعى جنود الخلافة لتحقيق توحيد الله تعالى ونشره ومعاداة محاربيه ورافضيه، بينما يسعى الصليبيون والكفار والمرتدون لنشر الشرك وإقراره وتوريط الناس به.

وإن أبرز مظاهر الشرك المستشري في عصرنا، هو جعل الناس شركاء لله في التشريع والحكم تحت اسم الديموقراطية، والولوج إلى ذلك من أوسع أبوابها ألا وهي صناديق الاقتراع.

ومنذ نشأة الدولة الإسلامية -أبقاها الله- لم تأل جهدا في نشر التوحيد وتعليمه للناس وتحذيرهم من الشرك والوقوع فيه والتلبس به، ولا يكاد يخلو إصدار من اصداراتها إلا وذكَّرت فيه بأصل الصراع، مؤكدة عبر قاداتها وجنودها أن المهج التي بذلت طيلة تلك الأعوام وما زالت، ما بذلت إلا لتحقيق شرع الله في أرضه وعلى خلقه، لينعم من يبقى بعدهم بحياة كريمة ترضي الله تعالى وتحقق العدل، وليس أعدل من أن يعرف المرء حدود عبوديته التي تفرض عليه طاعة خالقه والتزام شرعه والتحاكم إليه، وعدم منازعته في التشريع أو الحكم قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

تعتبر هذه المسألة مفصلية في صراع دولة الخلافة مع الكفار، فلا مجال لمداهنة أو مساومة، فليست من ذلك النوع الذي يتحمل التفاوض أو التراجع أو الانحياز أو غض الطرف، فلا مجال البتة لذلك، إنه الشرك الذي بسببه يدخل الناس جهنم أبدا والذي تعتبر الدولة الإسلامية -من باب حمل الأمانة- أن على عاتقها مسؤولية منع الناس من الوقوع فيه بأي وسيلة ممكنة.

ولقد جندت الدولة الإسلامية كامل طاقاتها طيلة تلك الأعوام لنشر التوحيد وحرب الشرك، فلا تبدأ الانتخابات في بلد إلا ويبادر المجاهدون إلى تحذير الناس من الوقوع في هذه الردة بكل الوسائل والسبل، ويهدفون بكل طاقتهم إلى إفشال هذه العملية الشركية، عبر التوعية قدر المستطاع بالإعلام وتوزيع المنشورات، بل ومهاجمة صروحها وقتل الداعين لها ومروجيها فحذر منها الشيخ المجدد أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله- وأعلن عليها أبو عمر البغدادي -تقبله الله- حملة فأس الخليل ثم تلاهم من بعدهم إخوانهم يحاربون هذا الشرك في كل أصقاع الأرض.

واليوم وبعد كل ما بذلته الدولة الإسلامية من مهج وأنفس وتضحيات في سبيل منع الناس من التهافت على الشرك، يخرج علينا أئمة الكفر في أفغانستان برعاية دول الصليب بانتخاباتهم الشركية، فلم يكتفوا برمي القنابل زنة الأطنان على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، بل يريدون جرهم إلى جهنم عبر صناديق الاقتراع والعياذ بالله.

ومن باب زيادة الإعذار فقد دأبت دولة الإسلام على تحذير الناس من مغبة المشاركة بالانتخابات الشركية سواء في العراق أو أفغانستان أو غيرها، وأكدت أنها ستسعى إلى محاربة بوابات الشرك وصناديقه وستضربها بكل ما تستطيع، وكذلك فعلت قبل أيام عدة في خراسان عندما حذرت بأنها ستستهدف تلك المراكز، ولكن يأبى الكفار والمرتدون وأهل الضلال إلا محاربة الله عز وجل فعزم المجاهدون أمرهم ونفذوا ما هددوا به وأحالوا صناديق اقتراعهم إلى صناديق موت علّها تكون عبرة لمن يعتبر ورادعاً لمن خلفهم وضربة علها تنبه الغافلين.

كما صرح المتحدث الرسمي باسم دولة الإسلام الشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (تقبله الله) فقال: (فكلُّ من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو مُتَولٍ لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والمظاهرين لها، والمرشحون للانتخاب هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخِبون لهم قد اتخذوهم أربابا وشركاء من دون الله، وحكمهم في دين الله الكفر والخروج عن الإسلام، فإنا نحذركم يا أهل السنة في العراق من تولي هؤلاء القوم الذين ما تركوا باب ردة إلا وولجوه، وإن مراكز الانتخاب ومن فيها هدف لأسيافنا فابتعدوا عنها واجتنبوا السير بقربها، ومن ضنَّ منكم بنفسه وأخلد إلى الأرض عن نصرة دولة المسلمين وموئل أهل السنة فليسعه بيته ولينشغل بخاصة نفسه، ولا يكونن نصيرا وظهيرا للرافضة المشركين وأذنابهم المرتدين المحسوبين على أهل السنة).

قال ربعي ابن عامر رضي الله عنه لرستم لما جاءه رسولاً: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله" فلن يرضى أحفاد الصحابة بأن يعاد المسلمون إلى الكفر بعد الإسلام وأن ينصب البشر أرباباً ومشرعون من دون الله، وعما قريب بإذن الله لن يبقى لهذا الشرك في ديار المسلمين بقية بعز عزيز أو بذل ذليل بعون الله تعالى وقوته.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 153
الخميس 16 صفر 1440 هـ
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثانية: الفقرة (4) عند استخدام Tor يجب ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثانية: الفقرة (4)

عند استخدام Tor يجب مراعاة بعض الأمور مثل تغيير الشبكات المستخدمة للاتصال بـ Tor مثل المطاعم والفنادق أو غيرها لكن يحذر من الكاميرات.

وكذلك استعمال مزودي خدمة مختلفين كل فترة أو استعمال شرائح بيانات بأسماء آخرين مجهولين أو دون أسماء إن أمكن.
...المزيد

التحالف العربي الصليبي من أهم ما يتمناه حكام الخليج ويسعون إليه هو هزيمة إيران وانتصار التحالف ...

التحالف العربي الصليبي


من أهم ما يتمناه حكام الخليج ويسعون إليه هو هزيمة إيران وانتصار التحالف الصليبي الصهيوني بقيادة أمريكا، وهذا إن وقع فأخطاره عظيمة جدًّا، وهي تعني باختصار خضوع المنطقة وانقيادها التام لجميع سياسات التحالف الكافر الفاجر على جميع المحاور، مما يعني باختصار تغريب المنطقة وتغيير وجه جزيرة العرب واستعبادها بما يتناسب مع الغطرسة الأمريكية الصهيونية، ومن أراد أن يرى كيف ستكون جزيرة العرب تحت ذلك التحالف الظالم فلينظر إلى أهلنا في الضفة والقطاع تحت نفس التحالف يقتلون الرجال والنساء والأطفال ويدمرون البيوت ويقصفون المصانع ويجرفون المزارع ويسلبون خيرة الأراضي الزراعية، وقد قطَّعوا الضفة بمئات الحواجز الأمنية لإهانة وإذلال أهلها وقد وضعوا مليونًا ونصف المليون من إخواننا في سجن غزة الكبير ليموتوا بحصارهم بالفقر والأمراض نتيجة لسوء التغذية، ومتى شاء اليهود قطعوا عنهم الكهرباء والماء، ومتى شاؤوا أغلقوا المعابر وإلى ما هنالك من مصائب، والعالم كله - وفي مقدمته حكام العرب والمسلمين - يتعامون عن هذه الكارثة الإنسانية الكبرى.


• الشيخ أسامة بن محمد بن لادن -تقبله الله-
...المزيد

الرافضة عدو أحدثكم حديث العالم الخبير عن منهج الرافضة من العرب والفرس المجوس إنه لا صلة له ...

الرافضة عدو


أحدثكم حديث العالم الخبير عن منهج الرافضة من العرب والفرس المجوس إنه لا صلة له بالإسلام، وإن كل ما جرى من هول وفزع ودمار وفساد بسبب ظلم صدام حسين وطغيانه لا يُذكر بحال أمام الأهوال التي تنتظر المنطقة وأبناءها بسبب ظلم وطغيان وفساد عقائد الرافضة من العرب والفرس المجوس، وأن الفرق بين الاثنين كالفرق بين النهر والبحر، وسيرى الناس إجرام صدام وحزبه كجمل وديع أمام ذئاب الرافضة، ومن قرأ تاريخ القوم في القديم والحديث، وكثرة غدرهم بأهل السنة يعلم أنَّ كلماتي قد قصرت عن وصف عظيم خطرهم، فتاريخ المسلمين مليء بمكرهم وغدرهم وخياناتهم، ومناص راتهم للتتار والصليبيين.


• الشيخ أسامة بن محمد بن لادن (رحمه الله)
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً