ولعل المقصد الأول من القرآن الكريم هو بناء عقلية واعية مدركة متبصرة عارفة بربها وماله من جلال ...

ولعل المقصد الأول من القرآن الكريم
هو بناء عقلية واعية مدركة متبصرة
عارفة بربها وماله من جلال وجمال وعظمة وكبرياء إلى آخر ماله من اسماء حسنى وصفات فهى تفرغ فى القلب اليقين عن طريق إيراد الحجج البينات ورد الشبهات وتفرغ فى القلب معانى الهيبة والتعظيم والمحبة والترغيب والتخويف والترهيب وذلك عن طريق الموعظة
وقد تجتمع كل هذه المعانى فى مقطع من مقاطع السورة قد تكون فى قصة أو فى حكم شرعى أو حديث عن دلائل المخلوقات على ربها وتفرده بالالوهية والوحدانية أو فى ذكر القيامة والآخرة
أو فى ذكر المناقشات والمجادلات التى صدرت من القوم حين تنزل القرآن
أو حين ذكر الغزوات
فتقرأ وتتدبر فتجد القلب قد امتلأ معرفة ويقين وهيبة وتعظيم وخضوع واستسلام وتبصرة ونور وهداية وفرقان
وعلى ذلك سيقت الآيات فى القرآن من أوله لآخره
وهى تهدم الباطل وتزيله من العقول والقلوب وتحق الحق وتظهره وتبصر به النفوس فتعود النفس وقد تطهرت من الشك والريب ومن الغفلة والإعراض والعناد والاستكبار والجهل والمجادلة إلى اليقين والخضوع والاستسلام والتعظيم والهيبة لله رب العالمين خاصة وقد طوفت به الآيات تريه الآيات ودلاءلها على الله وقدرته واحاطة علمه وحكمته وعزته وقهره وشدة بطشه وانتقامه وسعة رحمته ومغفرته
فهل من معتبر وهل من متدبر
إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
...المزيد

فى قصة موسى والعبد الصالح يظهر فضل التوكل وتفويض الأمور إلى الله وظهور معنى اسمه القيوم فلربما بسبب ...

فى قصة موسى والعبد الصالح يظهر فضل التوكل وتفويض الأمور إلى الله وظهور معنى اسمه القيوم فلربما بسبب توكلهم على الله وتفويض أمرهم لله سبب حدثا فى نجاتهم فقد نجى أهل السفينة من اغتصاب الملك لها
ونجى الأبوين من الميل إلى الكفر بأن قبضه صغيرا فيدخل الجنة وينجو أبويه من أسباب الهلاك ونجى الغلامين من ضياع أموالهما
وحين تنظر ترى فى ذلك كله معنى اسمه القيوم أى القائم بتدبير مصالح عباده وكان بعض الصالحين إذا أصابه شيء يقول لعله خير ويقول إمام المتقين صلى الله عليه وسلم
فى دعاءه ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله ولا تكلنى الى نفسي طرفة عين
كما ترى فى القصة معنى اسمه الطيف واسمه الجبار
فليتأمل المتأملون
...المزيد

بدأت سورة القدر بقوله إنا والمقصود فى الحديث هنا عن الله فيقول بصيغة التعظيم ليغرس فى القلب معانى ...

بدأت سورة القدر بقوله إنا والمقصود فى الحديث هنا عن الله فيقول بصيغة التعظيم ليغرس فى القلب معانى التعظيم انا أنزلناه فى ليلة القدر
أي القرآن والقرآن يفسر بعضه بعضا فيقول عن هذه الليلة حم والكتاب المبين انا أنزلناه فى ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم
وسميت ليلة القدر بذلك لما فيها من تقدير مقادير الخلاءق خلال السنة حيث تنسخها الملائكة من اللوح المحفوظ
ومعلوم أن مقادير الله تجرى على الخلق
ومعلوم أن شريعة الله تجرى أحكامها على الخلق
فالله هو الملك الحق الذى يجرى حكمه شرعا وقدرا على الخلق وهو بكل شيء محيط علما وبركاته لا حد لها
وكأن الآيات تطوف بنا وتشير إلى تلك المعانى فالكلام فى الأصل يجرى مجرى التعظيم لله
...المزيد

فى قصة موسى والعبد الصالح يظهر فضل التوكل وتفويض الأمور إلى الله وظهور معنى اسمه القيوم فلربما بسبب ...

فى قصة موسى والعبد الصالح يظهر فضل التوكل وتفويض الأمور إلى الله وظهور معنى اسمه القيوم فلربما بسبب توكلهم على الله وتفويض أمرهم لله سبب حدثا فى نجاتهم فقد نجى أهل السفينة من اغتصاب الملك لها
ونجى الأبوين من الميل إلى الكفر بأن قبضه صغيرا فيدخل الجنة وينجو أبويه من أسباب الهلاك ونجى الغلامين من ضياع أموالهما
وحين تنظر ترى فى ذلك كله معنى اسمه القيوم أى القائم بتدبير مصالح عباده وكان بعض الصالحين إذا أصابه شيء يقول لعله خير ويقول إمام المتقين صلى الله عليه وسلم
فى دعاءه ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله ولا تكلنى الى نفسي طرفة عين
كما ترى فى القصة معنى اسمه الطيف واسمه الجبار
فليتأمل المتأملون
...المزيد

سورة الضحى تبدأ بقسم والضحى هو أول النهار والليل إذا سجى أي سكونه ماودعك ربك وماقلى أي ماتركك وما ...

سورة الضحى تبدأ بقسم والضحى هو أول النهار والليل إذا سجى أي سكونه
ماودعك ربك وماقلى أي ماتركك وما أبغضك منذ أن أحبك
حتى يصل ال ى قوله ألم يجدك يتيما فآوى
وحتى نختصر وكأن الآيات تقول إن ربك هو القيوم القاءم بتدبير مصالح خلقه فجعل الليل للسكون والنهار للسعى ولولا ذلك لفسدت الدنيا
ثم طيب خاطر نبيه ونفى كذب المشركين ووعده بالعطاء فى الاخرة وفى المستقبل وهذا ود من الله الودود لنبيه صلى الله عليه وسلم
ثم بينت الآيات ما فعله الجبار الذى جبر خاطر نبيه صلى الله عليه وسلم
بأسلوب الامتنان فقد كان الرسول يعيش فى تدبير القيوم جل جلاله
سواء فى عند فقده العاءل الذى يعوله وحين فقد هذه الفترة من الرسالة والهداية والمعرفة
وحين فقده للمال فالذى آواه هو الله والذى علمه هو الله والذى أغناه هو الله
ثم أمره الله أن يكون مصلحا لغيره
قاءم بشؤون غيره فيرحم اليتيم والساءل والجاهل فيعطى للجاهل علم ويرفق باليتيم والساءل
...المزيد

هل تأملت فى سورة ق وقد طوفت بك تريك قدرة الله وعلمه حتى تتأكد وتتيقن بالبعث بعد الموت تريك ضعف ...

هل تأملت فى سورة ق وقد طوفت بك تريك قدرة الله وعلمه حتى تتأكد وتتيقن بالبعث بعد الموت
تريك ضعف حجة الكافرين فى مواجهة حجة القرآن
تريك أسباب الهداية والضلال
تريك شيئا من مظاهر الحساب والعدل
تريك شيئا من مظاهر البطش والانتقام
كذا مظاهر الود والرحمة وحسن الجزاء
تريك شيئا من علم الله بما أخفته النفوس
تريك مظاهر بطشه بالامم السابقة
تريك أنه لا راد لقضاءه ولا معقب لحكمه
تريك مظاهر عزة الله وقهره واحاطة علمه وكمال قدرته وشدة بطشه وانتقامه وسعة رحمته وعظيم جزاءه وصدق وعده ووعيده وأسباب النجاة والهلاك ورد الشبهات والضلالات
وإزالة الغفلة عن النفوس وتبصيرها بالجزاء والمصير
والإشارة إلى غذاء القلب من التفكر فى الكون وقراءة القرآن المجيد ومداومة ذكر الله رب العالمين وعدم نسيان الآخرة
إلى آخر ما حوته السورة من إشارات
وهذه إشارة لتلك الإشارة
فسبحان من جعل كتابه نورا وفرقانا وهداية ورحمة وموعظة وشفاء وبركة والحمد لله رب العالمين
...المزيد

فى سورة الكوثر تدبر فيها ان الذى اعطاه الكوثر هو الله والذى أعزه بهذا العطاء هو الله والذى رفع ...

فى سورة الكوثر تدبر فيها ان الذى اعطاه الكوثر هو الله والذى أعزه بهذا العطاء هو الله والذى رفع مقامه هو الله والذى ساق إليه هذه النعمة فهو الله وهنا نقابل المعانى بعضها مع بعض والذى منع الكافر من الخير والذكر الحسن عقوبة له هو الله والذى أذله وخفض منزلته ومنعه رحمته جزاء على كفره وعنده هو الله فالله هو المعطى المانع الضار النافع المعز المذل الرحمن الكريم شديد العقاب والانتقام الخافض الرافع وهذه صفات الملك الذى يملك الملك ) قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء
بيدك الخير انك على كل شيء قدير
وهو ملك قهار له الاستيلاء الكامل على ملكه حكما وتدبير لا يخرج شيء عن حكمه وأمره فهو العزيز الذى لاغالب له قهار الذى كل شيء بيده له الاستيلاء الكامل عليه والذى يقهر ويذل اعداءه وقد قهر هذا الكافر ورفع ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم والواقع يشهد ويوم القيامة يشهد وهو مالك الدنيا والآخرة وذكر العطاء فى الاخرة ويدلك على بعض اسماءه الحسنى لأنه حتى تقوم القيامة فإن الله يعيد الخلق ويجمعهم ويحييهم ثم يحاسبهم على أعمالهم فهو المبدىء المعيد المحيى المميت الباعث الناس بعد موتهم والجامع لهم يوم القيامة ثم قالت الآية الثانية فصل لربك وانحر والإنسان فى الصلاة يقف ببدنه مع قلبه الخاشع وفى النحر يضحى بما يملك وكأنها إشارة إلى أن العبد وما ملكت يداه ملك لله الواحد القهار والآيات جاءت من باب ود الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وترفع عنه الحزن فالله هو الودود وجاءت على سبيل الموعظة والهداية والإرشاد وبيان مصير أولياءه ومصير أعداءه حتى يكون المرء على بينة ونور والله هو الهادى الرشيد وفى الوعد للرسول بالعطاء وتوعد الكافر بالعقاب دلالة على أنه الرحمن الرحيم الوهاب الكريم وهو شديد العقاب وذو انتقام و قد وقع الأمر كما أخبر سبحانه وتعالى فهو المؤمن المصدق لوعده فلا يمكن أن يتخلف فهذه خواطر فى سورة الكوثر فهل نرى مثل القران فى هداياته ودلاءله
...المزيد

وتمت كلمة ربك أليس هذا دليل على تحققه اذا قال القرآن شيئا فالقول ما قال القرآن فهو الحكم على غيره ...

وتمت كلمة ربك
أليس هذا دليل على تحققه اذا قال القرآن شيئا فالقول ما قال القرآن فهو الحكم على غيره وليس غيره حكما عليه ومن يعارض فى أن الحكم القرآن الكريم نقول له هات بمثله وحينئذ نسلم لك
فعلامة صدق القرآن هى صدق القرآن ذاته
فأتوا بسورة من مثله أن كنتم صادقين
...المزيد

القران علامة صدق الرسول والقرآن كلام الله والله ليس كمثله شيء فكلام الله ليس كمثله شيء فنقول لكل ...

القران علامة صدق الرسول والقرآن كلام الله والله ليس كمثله شيء فكلام الله ليس كمثله شيء فنقول لكل مكذب هات انت كلام مثله واثبت أنه ليس رسول وليس من عند الله

سورة المسد جاءت فى بعد سورة النصر وجاءت سورة النصر بعد سورة الكافرون وجاءت بعد سورة الكوثر فتشعر ...

سورة المسد جاءت فى بعد سورة النصر وجاءت سورة النصر بعد سورة الكافرون وجاءت بعد سورة الكوثر فتشعر بأنك أمام مواجهة قوية بين الحق والباطل وتشير إلى أن الحق قد انتصر رغم شبهات الكافرين ومدهانتهم ورغم كيدهم وعداءهم
ايضا تدل على شدة بطش الله وانتقامه وما عنده من عقاب لمن عصاه وهو أسلوب وعظى وارشادى فيه هداية إلى طريق النجاة وطريق الشقاء فالله هو الهادى الرشيد يشفى الصدور المنكرة المعاندة مرة بذكر الحجة والبرهان والدليل ومرة بالموعظة والوعد والوعيد فالقرآن هداية وشفاء لما الصدور كما أن الميزان الذى يوزن به الإنسان عند ربه هو الإيمان والعمل الصالح اما المال والعشيرة فلا يغنى عن الإنسان شيئا
...المزيد

القران الكريم كتاب معجزة بحق وعند المقارنة بين الكلام والعجز وكلام غيره ممن يظن أنه ياتى بمثله ...

القران الكريم كتاب معجزة بحق وعند المقارنة بين الكلام والعجز وكلام غيره ممن يظن أنه ياتى بمثله فإننا ندرك بحق معنى إعجاز القرآن وانه حقا لا يمكن أن ياتى أحد بمثله وهذا الكلام الذى كتبه هذا الملحد الرد عليه اسهل ما يكون فأقول له اذا تأملنا القران الكريم وجدنا أن معانيه لا تنفك فى دلالتها على اسماء الله الحسنى وآثارها فاية تلمح فيها معنى اسمه الهادى والرشيد وآية تلمح فيها دلالة على اسمه الحكيم وآية على اسمه الحكم وأية تشير إلى رحمته وآية إلى قدرته وآية وأخرى تلمح فيها دلالة على بطشة وانتقامه وأخرى على إحاطة علمه وأخرى على كرمه وجوده وأخرى على عطاءه ومنعه وقبضه وبسطه وخفضه ورفعه واعزازه وإذلاله وضره ونفعه وأخرى على عظمته وكبرياءه وأخرى على حلمه وصبره ومره على أنه الشافى بآياته النفوس من أمراضها المختلفة من الشك والريبة والعناد والإعراض وغير ذلك وذلك مرة بالزجر وبيان العقوبة ومرة ببيان الرحمة والثواب ومرة بالحجة والبرهان ومرة بالتمييز بين الحق والباطل ورد الشبهات ومرة بالدعوة إلى التأمل والتفكر والتدبر ومرة بالدعوة إلى النظر والتفكر فى الآيات وكل ذلك مندرج تحت معنى الهداية والإرشاد فهو الهادى الرشيد الشافى وهكذا تجد النفس هذه المعنى والدلالات وتشعر انها أمام رب هو مالك الملك خلق الخلق وهدى وارشد كل مخلوق وهداه لمهمته التى خلق من أجلها وقد تعهد بالرسالة خلقه وعبيده كما تكفل بأرزقهم ثم إليه يرجعون ويكون جزاءهم يوم القيامة وفى القيامة يظهر عدله كما يظهر بطشه ورحمته كما يظهر وحدانيته وقهره وحكمه الذي لا مرد له كما يظهر معنى أنه الحسيب والشهيد والعليم كما يظهر عفوه ومغفرته وكرمه وجوده كما تظهر قدرته وقوته حيث انه المبديء المعيد المحي المميت إلى غير ذلك ممايظهر ويتجلى لنا من هذه الدلالات من خلال معايشة القران الكريم هذا بخلاف بلاغته وفصاحته التى أعجزت اهل الفصاحة وفى النهاية هذه دعوة إلى التأمل عسى أن يكون فيها خير ومن اهتدى إلى الحق هداه الله ومن اعرض عنه أو عانده بعد أن عرفه فلا يلومن الا نفسه ...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم اذا اتينا لاخر سورة فى القرآن وهى سورة الناس وربطناها بأول القران الكريم ...

بسم الله الرحمن الرحيم اذا اتينا لاخر سورة فى القرآن وهى سورة الناس وربطناها بأول القران الكريم سنجد إعجاز عظيم فأول القران سورة الفاتحة وقد جاءت بأسلوب الخطاب وكأن الكلام نابع من النفس يتوجه به إلى ربه من الاعتراف له بالحمد والثناء وماله من كمال الأسماء والصفات ثم الاعتراف له والافتقار والحاجة فيطلب منه المعونة بعد الاعتراف بأن العبودية خاصة لله وحده ثم التوجه إليه بطلب الهداية والتوفيق إلى طريق من أنعم عليهم ربهم بالهداية وفازوا بنعمة الود والرضا والأمن والسلام والرحمة والرفعة والعزة وان يحميهم ويجنبهم طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين ولعل من أسباب الضلال الجهل والإعراض أو ترك الاستجابة بعد العلم عنادا أو كبرا أو اتباع الشهوات اوبسبب شبهة وتلبيس للباطل ثوب الحق
ولا تخالفنى أن الشياطين توسوس للإنسان كذا بعض الناس يقوم بمثل ما تفعل الشياطين فيكون سبب فى ضلالة بنى ادم ولعل من المداخل لتلك النفس باب الشهوة وباب الحسد والكبر ونشر الشبهات والافتراءات ولعل سورة الناس جاءت بأسلوب التلقين وطلب الاستعاذة من أسباب الضلاله ولكن بأسلوب الاعتراف لله عز وجل بانه رب الناس ومالكهم والههم لا رب لهم ولا اله سواه وان كانت سورة الفاتحة كان فيها الثناء ب رب العالمين في الفاتحة فيقابلها رب الناس وكلمة ملك الناس يقابلها مالك يوم الدين وكلمة اله الناس يقابلها إياك نعبد واياك نستعين
ولعل اختيار هذه الكلمات تشير إلى أن النعمة منه وحده والملك بيده وحده فلا تنبغى العبادة الا له وحده لأنه لا اله معه
كما أن الضر والنفع بيده وحده والملك بيده وحده وهو الذى ياتى بالصبح وهو القاهر فوق عباده يقهر المرض فيأتى بالصحة ويقهر الصحة فيأتي بالمرض ويقهر الحياة فيأتي بالموت ويقهر بالموت فيأتي بالحياة ومن وقهره أنه لو اجتمع الناس على أن يضروك بشيء لن يضرك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولعل هذا مشار إليه فى سورة الفلق
وفى سورة الإخلاص إشارة إلى أنه الملك الصمد السيد الغنى عن سواه المتفرد والمفتقر إليه من سواه وليس له ولد يعين ولا والد يمنع ولا مكافيء يضاده فى أمره وهذه إشارة إلى عبادته وحده فلا واسطة بيننا وبينه فلا يلتفت القلب إلى سواه كما فيه رد على كل الطوائف الضالة والتي اتخذت الها مع الله وهذا فى سورة الإخلاص
وبين اول سورة وهذا السور الثلاث جاء القران الكريم يعرفنا بربنا وأسماء وصفاته وان الملك بيده يدبره ويتوكل أمره وهو الخالق الذى خلق الخلق وهداهم كل لما خلق له ومن جملة هؤلاء الخلق بنو آدم فتعهدهم بالرسل وإنزال الكتب وقد صدقهم بالمعجزات والآيات وقد حدث وان وقف أمام دعوتهم من شكك فيها أو أعراض عنها إتباعا لشهوته أو عنادا وكبرا وقد وقف أمامه من صد الناس عن الحق ووقف بالافتراءات وتلبيس الحق بالباطل وقد حدث أن انحرف الناس عن عبادة الله واتخاذ وسطاء ونسبوا له الولد ومنهم من وصفه بالفقر وأمام كل هذا جاءت الآيات ماين اول سورة وأخر ثلاث سور تعيد بناء العقلية الفكرية هذه تخاطب العقول والقلوب وتداوي النفس من أمراضها وتدلها على ربها وصدق أنبياءه وماينتظرهم فى الاخرة إن هو آمن أو كفر كل ذلك تعالج موانع الهداية وتعيد العقول إلى الحق والفطرة إلى حالتها التى فطرها عليها تكشف زيف الباطل وتحق الحق وترسم فى النفس طريق الحق مثل ما يحدث من معالجة نسخة الويندوز أو نظام الكمبيوتر لتاهله للعمل والتلقى بدل رفض المعلومات بسبب الفيروسات والامراض وكما تدخل المعلومات ليتعرف عليها الجهاز ومن ثم تسطيبات وتجهيزه
جاءت سورة الفاتحة تعمق المعانى فى النفس ليقولها القاريء وكأنها خارجة من قلبه وهذا فيه انطاق النفس بالحق ثم بعد الرحلة الطويلة مع الآيات يكون التلقين والتثبيت والتحسين والحماية وبهذا جاءت هذه السور التى فى الختام ثم بعد أن تلقاها الإنسان واعترف بها وثبتت لديه يبدأ قراءة القرآن مرة ثانية بلسان المعترف المقر الخاضع المنيب المفتقر إلى مولاه فيزداد نورا على نور فكلما قرأ ازداد ايمانا وان حدث له شيء من وسواس الجن والإنس فمعاودة القراءة مرة ثانية تزيل ذلك كله ولعل هذه كلمة موجزة والله اعلى واعلم
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً