معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • ويمكننا تلخيص أهمّ البدع ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• ويمكننا تلخيص أهمّ البدع التي استحدثها أمراء الفصائل والفرق في الشّام، والتي أثبتت فشلها كلّها، وتبيّن للنّاس أنّها لم تكن سوى ألاعيب يخدع بها بعضهم بعضاً، أو هي طرقٌ لتحصيل الدّعم من الخارج، أو لفرض الهيمنة والوصاية على الدّاخل، بما يلي:

1- المجالس العسكريّة للجيش الحرّ:

في ظل التّكاثر اللّامحدود للكتائب المسلّحة التي أعلنت انتماءها للكيان غير الموجود في ساحة الواقع والمسمّى "الجيش الحرّ" (الذي أنشئ في شعبان ١٤٣٢ هـ)، وتزايد حالات الانشقاق من جيش النّظام النّصيريّ، وخروج ضبّاطٍ من رتبٍ عاليةٍ إلى خارج البلاد، وتأسيسهم كيانات قياديّة أعلى من الكيان الذي شكّله (العقيد رياض الأسعد)، من قبيل "المجلس العسكريّ الثّوريّ الأعلى" (في ربيع الأول 1433 هـ) بقيادة (العميد مصطفى الشّيخ) و"القيادة العسكريّة العليا المشتركة" (في شوال 1433 هـ) التي باتت فيما بعد تمثّل وزارة الدّفاع في "الحكومة المؤقّتة" التي شكّلها "الائتلاف"، وبالتّالي محاولة كلٍّ من هذه الكيانات الجديدة فرض سيطرتها على العمل المسلّح في الشّام -ومن ورائها طبعاً الدّول العربيّة والغربيّة الدّاعمة لها- عن طريق ربط كلِّ الكتائب والفصائل المقاتلة في مجالس عسكريّةٍ مناطقيّةٍ وإقليميّةٍ، بحيث يكون على رأس كلِّ مجلسٍ منها ضابطٌ منشقٌّ من جيش النّظام حصراً، وذلك مقابل أن تحصل الكتائب والفصائل بناءً على أحجامها وحجم نشاطها على الدّعم والتّمويل والتّسليح والتّذخير من تلك المجالس.

فكانت حقيقتها أطرافاً يخدع بعضها بعضاً، فالضّبّاط المشرفون على توزيع السّلاح والذّخيرة بكافّة مستوياتهم كانوا بالغالب فاسدين، حيث أنّهم انشقّوا حديثاً من جيش النّظام النّصيريّ، المعروف بفساد ضبّاطه فضلاً عن رِدّتهم، فكان هؤلاء الضّباط يبيعون السّلاح للكتائب التي تدفع رشىً أكبر لهم بغضّ النّظر عن حقيقة وجودها على الأرض وحجمها وطبيعة نشاطها، وبالمثل كانت أكثر الكتائب المنضمّة إلى هذه المجالس عبارةً عن تجمّعاتٍ شكليّةٍ ليس لها أيُّ تأثير أو نشاطٍ على الأرض، التي عُرفت بالاقتصار على تصوير بعض التّمثيليّات لمعارك مفتعلة، وإطلاقات الهاون التي لا يُعرف أين حدثت، وبناءً على هذا التّصوير تحصل على الدّعم والتّمويل.

ولكن رغم حقيقة هذا الوجود الشّكليّ لهذه المجالس، فإنّ الكتائب التي انضمّت إليها قد أوقعت نفسها في الرّدّة، بانضمامها إلى كيانات تعلن تأييدها لقوى طاغوتيّة مثل"المجلس الوطنيّ" و"الائتلاف الوطنيّ"، وكذلك إعلانها الموافقة على تبنّي الدّيموقراطيّة والعلمانيّة بعد إسقاط النّظام النّصيريّ.

ومع انخفاض وتيرة الدّعم العسكريّ المقدّم لهذه المجالس العسكريّة، وبظهور تجمّعاتٍ عسكريّةٍ تمثّل قوى لها وجودٌ قويّ على الأرض، وتحت تأثير حرب الدّولة الإسلاميّة عليها وبيانها لكفر تلك المجالس وردّتها، فقد اختفت المجالس العسكريّة تقريباً من السّاحة، بل واختفت أسماء أغلب الكتائب التي كانت منضوية تحتها.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

معركة الجماعة والفصائل 5 الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام • في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ ...

معركة الجماعة والفصائل 5
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام

• في ظلّ غياب الشّريعة لا بدّ أن تسود الأهواء، ومن هجر السّنّة لا بدّ له أن يتّبع البدعة، ولمّا كانت شريعة الله كاملةً تامّةً، وسنّة نبيّه بيضاء نقيّةً لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فإنّ الله عزّ وجلّ ما فرّط في الكتاب من شيءٍ، وما ترك لبني آدم أمراً من أمور دينهم -مهما صغُر- ليسيروا عليه بأهوائهم، أو يبتدعوا فيه ما شاؤوا، فكيف بأمرٍ هو من أعظم الأمور، وهو الجماعة؟

فقد جعل الله عزّ وجلّ من نصب الإمام السّنّي وطاعته في المعروف أساساً لجمع المسلمين على كلمة الحقّ، وفي ظلّ غياب الإمام الجامع للأمّة، ظهر "الأمراء"وقوي شأنهم، حتّى صاروا في أذهان أتباع كلٍّ منهم يَحلّون محلّ الإمام العامّ للمسلمين رغم كثرتهم، فكلٌّ منهم يأخذ صفة الإمام داخل فصيله أو كتيبته أو تنظيمه، أو في المنطقة التي يسيطر عليها، فيأخذ لنفسه البيعة العامّة، رغم أنّهم يدّعون أنّ بيعاتهم بيعات قتال، فيُلزمون المبايعين بعدم الخروج من الفصيل أو التّنظيم إلا أن يروا من"الأمير - الإمام" الكفر البواح، حتّى لو وجد فصيلاً خيراً من فصيله، أو حتّى لو وُجد الإمام العامّ لجماعة المسلمين، وفي ظل تقمّص كلٍّ من أمراء الفصائل الموجودة في الشّام لدور الإمام العامّ، وفي ظلّ عدائهم وحربهم على الإمام الشّرعيّ الشّيخ أبي بكرٍ البغداديّ تقبله الله، لم يكن من الممكن لهذه الفصائل والتّنظيمات أن ترضى باتّباع الطّريقة الشّرعيّة في التوحّد والاجتماع رغم ادّعاءاتهم الدّائمة بحرصهم عليهما، ودعوتهم إليهما، وكان البديل أن تُبتدع طرقٌ جديدةٌ لجمع صفوفهم، وحشد طاقاتهم، وحلّ المشكلات النّاجمة عن تفرّقهم وتنازعهم، وكما هي الحالة في كلّ أهل البدع، فإنّهم لا يمكن أن يتّفقوا على بدعةٍ واحدةٍ، وإنّما يبتدع كلٌّ منهم بدعةً على هواه ثمّ يدعو النّاس أو يلجئهم إليها، ولا يمكن أن يتّبع بدعة غيره.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 6
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (5)
الوسائل البدعية لتجميع الفصائل في الشام
...المزيد

وحدك ولو تخلى عنك الجميع • قال الله عز وجل: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ ...

وحدك ولو تخلى عنك الجميع

• قال الله عز وجل: ﴿ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا.. ﴾، هكذا كان الأمر الرباني واضحا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: قاتل في سبيل الله ولو تخلى عنك الجميع وبقيت وحدك، تحمل هم الدين وتقارع به الكفرة المعاندين، فأنت لا تُكلف إلا نفسك، ولست محاسبا عمن نكل وانخذل، أو تراجع وبدّل، ومع ذلك حرّض المؤمنين، واحملهم معك في هذا الطريق الصعب الشاق المتعب، حتى ولو كان للكفار بأس، فإن الله تعالى سيكفيكم بأسهم إن استجبتم لأمره بقتالهم.

افتتاحية النبأ "واغزهم نغزك" 435
...المزيد

ليس الذلة أن يقتل المرء أو يعتقل، ولكن الذلة أن يعيش عاجزا عن تطبيق شرعة ربه في الأرض، والذلة أن ...

ليس الذلة أن يقتل المرء أو يعتقل، ولكن الذلة أن يعيش عاجزا عن تطبيق شرعة ربه في الأرض، والذلة أن ترى اليهود يسرحون ويمرحون بين ظهراني المسلمين وأنت صامتٌ لا تستطيع حراكًا، ومكبلٌ لا تستطيع فكاكًا، والذلة أن يتمكن الصليبيون وأعوانهم من بسط سيطرتهم وبناء قواعد لهم، ثم الانطلاق منها لقتل المسلمين ومحاربة الله ورسوله، والذلة أن ترى أخواتك وهن يصرخنّ من قهر السجان الصليبي وأنت مرتاح البال قرير العين!

• من كلمة صوتية بعنوان "فسيكفيكهم الله" للشيخ أبي مصعب الزرقاوي (رحمه الله تعالى)
...المزيد

فضائل القرآن 7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ ...

فضائل القرآن

7 - باب قول الله تعالى: ﴿ وَمِنهُم أُمِّيّونَ لا يَعلَمونَ الكِتابَ إِلّا أَمانِيَّ وَإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ ﴾ الآية
وقوله: ﴿ مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُمَّ لَم يَحمِلوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أَسفارًا ﴾ الآية.
عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء". فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟". رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليـه وسـلم لما أنزل عليه: ﴿إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ﴾ إلى قوله: ﴿سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه.

فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب
...المزيد

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام • اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ...

مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾، ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر، فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: ﴿ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ﴾، قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله، وعن أنس بن مالك: القرآن، وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله، قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها"، فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع. ...المزيد

إنَّما العلم الخشية • والعلماء الذين ينفعهم علمهم هم الذين يورثهم علمهم خشية الله تعالى كما قال ...

إنَّما العلم الخشية

• والعلماء الذين ينفعهم علمهم هم الذين يورثهم علمهم خشية الله تعالى كما قال سبحانه:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [ فاطر - ٢٨ ]

والخشية هي الخوف المقرون بتعظيم الله عز وجل، فاجتمع فيهم العلم بالله والعلم بأوامره مع الخوف منه وتعظيمه سبحانه، ولذلك كان اللائق بهم أن يكونوا ألزم الناس لطاعة الله وأبعدهم عن معصيته، ومعرفتهم بالله تدعوهم إلى إخلاص العمل له فهو سبحانه الذي عنده حسن الثواب وهو الذي لا يوثق وثاقه أحد ولا يعذب عذابه أحد.

مقتَطَفاتٌ مِنْ سِلسلةِ "الطَّواغِيتُ وَمَشايخ السُّوء" -٢-.
...المزيد

أنْواع البُكاء • قال ابن القيم - رحمه الله - والبُكاء أنواع: ▪ 1 بكاءُ الرّحمة ...

أنْواع البُكاء


• قال ابن القيم - رحمه الله - والبُكاء أنواع:

▪ 1 بكاءُ الرّحمة وَالرّقة

▪ 2 بكاءُ الخوف والخشية

▪ 3 بكاءُ الفرح والسّرور

▪ 4 بكاءُ الحزن

▪ 5 بكاءُ النّفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوعَ وهو مِنْ أقسى النّاس قلبًا

▪ 6 البكاءُ المستعارُ والمستأجرُ عليه، كبُكاءِ النّائحة بالأجرة

▪ 7 بكاءُ الخور والضّعف

▪ 8 بكاءُ الجزع مِن ورودِ المؤلم وعدمِ احتماله

▪ 9 بكاءُ المحبّة والشّوق

▪ 10 بكاءُ الموافقة، وهو أن يرى الرّجل النّاسَ يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم

◾ بكاء النبي صلى الله عليه وسلم

وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية

[زاد المعاد من هدي خير العباد]

المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 459 - أنْواع البُكاء
الخميس 2 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

مع أي الجبهتين أنت؟! • وإن المطلوب اليوم من المنتسبين إلى الجبهة السنية هو تحرير وحسم الموقف ...

مع أي الجبهتين أنت؟!

• وإن المطلوب اليوم من المنتسبين إلى الجبهة السنية هو تحرير وحسم الموقف العقدي المنهجي من الرافضة، بصفتهم طائفة كفر وردة، وأن عداءنا معهم عداء ديني من جنس العداء مع اليهود والنصارى وليس مجرد صراع سياسي، وأن الحل معهم تبعا لهذا الموقف المنهجي هو القتال والجهاد، وليس التحالف تحت أي ذريعة كانت، خصوصا أن ما صرح به الطاغوت الرافضي يقطع كل الذرائع التي روّجوا لها من قبل، فالذي ظهر أن العداء الرافضي الحقيقي منصبٌّ نحو المسلمين، وليس ضد اليهود، وأن صراعهم مع اليهود لا يغدو كونه صراعا سياسيا تنافسيا على غزو المحيط السني العربي، وتقاسم خيراته وليست حرب وجود كالتي بينهم وبين أهل السنة.

من زاوية أخرى، فإن ما جرى أيضا هو من قبيل عدل الله تعالى في إقامة الحجج على الخلق، {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ}، فالموقف الرافضي طلّق التقية ثلاثا وصار يصدع بالعداء للمسلمين، حتى أدركه كل أهل الأرض عالمهم وجاهلهم.

والعجيب أن كل أعداء الإسلام يفاصلون أهله!، ويخيّرونهم بين فريقين لا ثالث لهما، فالصليبيون بالأمس قالوا على لسان طاغوتهم "بوش": إما معنا أو مع الإرهاب، والرافضة اليوم يقولون: إما جبهتهم وإما جبهة السُّنة، بينما المنتسبون للسُّنة يتفننون في الاندماج والتعايش والتماهي مع هذه المعسكرات المحاربة للإسلام، وليسوا على استعداد للاصطفاف خلف الراية السُّنية التي تميزت بقتالها لكل هذه المعسكرات الجاهلية، لكن لا مناص ولا مفر من الاختيار والتمايز، فالناس يصيرون إلى فريقين، إلى معسكرين، إلى جبهتين لا ثالث لهما؛ جبهة تسلم الراية إلى عيسى -عليه السلام-، وأخرى تسلمها إلى الدجال، فاختر من أي الجبهتين أنت.


المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 459
الخميس 2 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

مع أي الجبهتين أنت؟! • علامَ هذا الاستغراب وهذه الضجة التي أعقبت تصريحات أحد أئمة الرافضة الفرس؛ ...

مع أي الجبهتين أنت؟!

• علامَ هذا الاستغراب وهذه الضجة التي أعقبت تصريحات أحد أئمة الرافضة الفرس؛ أعاد التذكير فيها بأنّ حربهم ضد أهل السُّنة لا نهاية لها، فهل كان المستغربون المنتسبون للجبهة السُّنية يتوقعون خلاف ذلك؟ وهل كان وقع تغريدات هذا الطاغوت أشد من وقع مجازرهم بحق مسلمي العراق والشام واليمن خلال عقود؟! ثم هل تتحول هذه الضجة الإعلامية إلى حربِ مفاصلةٍ سُنيةٍ حقيقيةٍ تجاه الرافضة، أم تبقى في إطار التغريدات والوسوم؟! وهل يملك هؤلاء "المستغربون" الجرأة ليعترفوا بخطئهم يوم أنكروا على المجاهدين قتال الرافضة في العراق وكانوا يعدّونه "حرفا للبوصلة" عن قتال الصليبيين، تماما كما يعدّونه اليوم "حرفا للبوصلة" عن قتال اليهود؟!

حقيقة من المؤسف أن نرصد هذا الصخب الكبير بعد تغريدة طاغوت إيراني متأخر لم يخرج قيد أنملة عن نسق وسيرة سلفه من طواغيت إيران في حربهم العلنية ضد المسلمين، فهل غفل هؤلاء "الصاخبون" عن تلك الحروب والمجازر وأغضبتهم هذه التغريدة التي لم تأت بجديد؟! وهل جهل المنتسبون للجبهة السُّنية طوال هذا الوقت حقيقة العداء الإيراني الرافضي لأهل السنة، هل جهلوا كل ذلك، بينما أدركته أمريكا الصليبية مبكّرا؛ فغذّته وأمدّته بكل أساليب البقاء، فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.

ثم إن هذا الصخب الإعلامي شابه كثيرا من الدّخن والانحراف؛ ففريق من الذين اعترضوا على هذه التصريحات؛ لم يبنوا اعتراضهم على مواقف عقدية منهجية! بل بنوها على مواقف سياسية ربطوها بالقضية الغزّيّة التي طغت على بياناتهم والتي انتبهوا -الآن فقط- أنّ إيران باعتها، وقد كانوا من قبل يشرعنون التحالف مع إيران، ويتوسعون في ذلك ويلبسونه ثوب المصلحة، ولم يكن فيه مصلحة سوى لإيران.

ولا أدلّ على أن صخبهم هذا، صخب سياسي لا موقف عقدي؛ أنهم لا يعدون قتال الرافضة جهادا، ولا يحرّضون عليه، ولا يثنون على القائمين به، بل يعدونه صراعا جانبيا يعوق صراعهم الوطني مع اليهود، والذي حرفوه أيضا عن وجهته ورايته.

فهل لو كان الأداء الرافضي الإيراني في حرب غزة كما كانوا يتوقعون، هل كنا سنرى مثل هذه البيانات السياسية الرمادية، ولماذا لم تحدث مثل هذه الضجة قبل انحراق الورقة الإيرانية في حرب غزة، يوم كانت الطائرات والصواريخ الإيرانية تمارس "يهوديتها" في قتل وحرق المسلمين في العراق والشام؟!

وفريق آخر جرّته التغريدات بعيدا، فانهمك في محاولة شرح أبعاد الفتنة القديمة بين المسلمين، وكأن المسلمين وتاريخهم في موضع اتهام، وكأن نعيق هذا الغراب يغيّر شيئا في وقائع الأحداث، وليس الرافضة من يحكمون على تاريخ المسلمين لكي ننشغل بالرد عليهم، وليسوا هم من يقيّمون سيرة المسلمين العطرة بكل ما فيها، فكيف للنبتة اليهودية السبئية أن تطاول شجرة الإسلام الضاربة في عمق التاريخ أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وكان الأولى أن يتنبه هؤلاء وهؤلاء أن مجرد الكلام لا يغير الوقائع والأحوال، فالرافضة اليوم يصنعون مشروعهم الفارسي التوسعي بالدم، بينما يريد المنتسبون إلى الجبهة السنية أن يردوا عليهم بالروايات والبيانات في مخالفة لسنن الله في التغيير، والذي قدّر سبحانه أن يكون بالتدافع والقتال.

إن اضطراب مواقف "الإسلاميين" و "الجهاديين" من الرافضة قديم، تشهد عليه رسائلهم وخطاباتهم التي كانت تنكر على المجاهدين في العراق قتالهم، وتعده ضربا من ضروب الفتنة وتشتيت الجهود عن مقارعة الغزاة الصليبيين.

وعلى النقيض تماما فقد كان موقف الدولة الإسلامية من الرافضة واضحا وضوح موقفهم من المشركين كافة، والحق يقال إن الأمة عيال على مجاهدي العراق وعلى الشيخ الزرقاوي وإخوانه الذين سبقوا إلى محاربة الرافضة ودحر باطلهم بالبيّنات ومجابهة أخطارهم بالمفخخات، فعاملوهم بما يستحقون، وليستمع أبناء هذا الجيل محاضرات: (هل أتاك حديث الرافضة) للشيخ أبي مصعب الزرقاوي، ليروا كيف أن المجاهدين أدركوا حقيقة الرافضة مبكرا وتحركوا انطلاقا من مواقف دينية عقدية شرعية أصيلة وثابتة وليس بناء على مواقف ومتغيرات سياسية أو حزبية اضطرارية ومتأخرة، فمنذ عقود والمجاهدون يقودون الجبهة السنية إلى رشدها وعزها في ملاحم تاريخية مع الرافضة، لكن أكثر فئات هذه الجبهة لم تكن تعبأ بهذه الملاحم وكانت تهمزها وتلمزها، واليوم لمّا بدأت تكتوي بنار الرافضة بدأت تصرخ في صخبٍ لمّا يتحول بعد إلى مواقف راسخة وعملية.

المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 459
الخميس 2 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة وقد تكون العمليّات الهجوميّة للمفارز الأمنيّة من النّوع ...

المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة

وقد تكون العمليّات الهجوميّة للمفارز الأمنيّة من النّوع (الاستراتيجيّ)، وذلك أن يكون العدو من القوّة ومواقعه من التّحصين بحيث يصعب توجيه هجوم مباشر إليه من قبل جيش الخلافة، وبالتالي تقوم المفارز الأمنية بعمليّة استنزاف طويل الأمد له عن طريق ضرب مقرّاته القياديّة، وطرق مواصلاته وإمداده، وكلّ ما من شأنه أن يزيد من خسائره وتكاليف المعركة عليه، إلى حين إضعافه بشكلٍ يمكّن قوّة صغيرة العدد نسبيّاً من هزيمة هذا العدو بدون أن تقدّم خسائر كبيرة في معركتها معه، لأنّها ستقابل في هذه الحال قوّات منهارة ماديّاً ونفسيّاً، ضعيفة القيادة مخلخلة الصفوف.

ويمكننا أن نضرب مثالاً على هذا النّوع من العمليّات بسلسلة العمليّات النّاجحة التي نفّذها جنود الدّولة الإسلاميّة في مناطق مختلفة من الشّام في بداية دخولهم إلى ساحة الصّراع فيها ضدّ النّظام النّصيريّ، حيث تمكّنت المفارز الأمنيّة المختلفة الأحجام والقدرات والتي كانت تعمل حينها تحت اسم (جبهة النصرة) من توجيه ضربات موجعة لرأس النظام النصيري عبر استهداف مقرّات (قيادة المخابرات العامة، قيادة المخابرات العسكريّة (فرعي "المنطقة" و "فلسطين")، قيادة المخابرات الجويّة، قيادة أركان جيش النّظام، وزارة الداخليّة، فروع المخابرات في حلب وإدلب ومدينة الخير والقامشلي) وغير ذلك من العمليات الأمنيّة التي ساهمت كثيراً في إضعاف قبضة النظام النصيري وخلخلة صفوفه، ودفع الكثير من عناصره وضباطه إلى الانشقاق عنه، ما سهل كثيراً التّراجع الكبير في قدراته العسكريّة لاحقاً.

ولكن يبقى مثال (فتح الموصل) النموذج الأكبر على مثل هذا النّوع من العمل الأمنيّ (الاستراتيجيّ)، حيث انبهر العالم بهذه الغزوة التي تمكّن فيها جيشٌ صغيرٌ يتجاوز عديده 300 مجاهد بقليل من هزيمة عشرات الألوف من الجيش والقوى الأمنيّة الرافضيّة، ودفعهم إلى الهروب من المدينة وبالتالي سقوط المدينة بكاملها بعد معركة صغيرة الحجم مقارنةً بحجم النتائج.

ولكن ما لا يعرفه الكثيرون خارج العراق أن الدّولة الإسلاميّة خاضت بعشرات المفارز الأمنيّة العاملة في مدينة الموصل وأطرافها حرباً طويلة الأمد استنزفت طاقات الجيش الرافضيّ والأجهزة الأمنيّة، قتلاً للأفراد والضباط، واستنزافاً للأموال في التحصينات والإنشاءات المضادّة للعمليّات الاستشهاديّة، وتشتيتاً للقوّة البشريّة في مئات الحواجز المنشورة في قلب المدينة وأطرافها وعلى الطرق خارجها، التي استلزم تفعيلها الآلاف من الجنود، وخسائر في السّلاح والعتاد والآليات، تفوق طاقة الجيش الرافضيّ على الاستبدال أو التّجديد، بالإضافة إلى حالة الهلع والخوف الدّائم لدى الجنود، وضعف الارتباط بقيادتهم، وانعدام الثّقة بالمجتمع المحلّي الذي كانت الإجراءات الأمنية المشدّدة وكثرة الحواجز والسّيطرات تضغط عليه وتدفعه إلى كره الجيش الرافضيّ والقوى الأمنيّة، كلّ هذه العوامل حوّلت قوّة الرّافضة الكبيرة في المدينة إلى ما يشبه البالون الضّخم الذي يسهل تفجيره بدبّوسٍ صغيرٍ، وهو ما فعلته قوةٌ صغيرةٌ من جيش الخلافة حين اقتحمت المدينة، فانهارت كل الفرق العسكريّة والأجهزة الأمنيّة وهربت تاركة سلاحها وعتادها.

وهذه الأمثلة تغطي جزءاً من الجانب العملياتيّ للمفارز الأمنية المؤازرة لجيش الخلافة، في حين أنّ هناك أدواراً أخرى كثيرة يمكنها القيام به أثناء المعركة الهجوميّة، من قبيل:

- جمع المعلومات عن تحرّكات العدو وخسائره من النقاط الخلفيّة.
- توجيه وإرشاد سلاحي المدفعيّة والصواريخ في ضرب المراكز الحيويّة ونقاط التحشد وغيرها، عن طريق رصد الرمايات.
- القيام بعمليات التخريب لخطوط إمداد العدو واتصالاته ومنشآته الحيوية.
- نشر الشائعات والمساهمة في الحرب النفسيّة.
وغير ذلك من المهام الضروريّة لنجاح العمل العسكريّ الهجوميّ.

إن الجهد الهجوميّ للمفارز الأمنيّة يشكل أحياناً نصف المعركة الهجوميّة في الاستراتيجيّات العسكريّة للدّولة الإسلاميّة، وسنحاول في مقالات قادمة -بإذن الله- بيان أهمية عمل المفارز الأمنيّة في أنواع أخرى من العمليّات العسكريّة.

مقتطف من صحيفة النبأ - العدد 5
مقال:
المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة
...المزيد

المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة تعدُّ المفارز الأمنيّة أحد أهم أركان العمل الجهاديّ في ...

المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة

تعدُّ المفارز الأمنيّة أحد أهم أركان العمل الجهاديّ في الدّولة الإسلاميّة، حيث تقوم هذه المجاميع الصّغيرة بوظائف كبيرةٍ تفوق أحياناً في ثمارها ما تحقّقه جيوشٌ من المقاتلين، وتأتي أهميّتها بشكل خاصّ كونها تعمل في المناطق الحيوية الآمنة للعدو، فتجبره على إنفاق كمٍّ كبيرٍ من إمكاناته الماديّة والماليّة والبشريّة على إعادة تحصينها، ومنع هذه المفارز من إعادة العمل فيها، كما أنّها بعمليّاتها مهما قلّ عددها أو صغر حجمها تزرع الرّعب في قلب العدو وأنصاره والمتعاملين معه، وتفقدهم الثّقة فيه وفي قدرته على تحقيق انتصار على جبهات القتال في الوقت الذي لا يستطيع تأمين ظهره من ضربات الدّولة الإسلاميّة.

وتتنوّع أهداف عمليّات هذه المفارز الأمنيّة تبعاً لطبيعة المعركة التي تخوضها الدّولة الإسلاميّة مع العدو، وسنتحدّث في هذا المقال عن أشهرها وهي (العمليّات الأمنيّة الهجوميّة المرافقة أو الممهّدة للعمليّات العسكريّة):

1- العمليّات الأمنيّة الهجوميّة: ويُقصد بها أن تعمل المفارز الأمنية بتنسيق مع جيش الخلافة خلف خطوط العدو، لتحقيق أهداف يستفيد منها جيش الخلافة في إضعاف وهزيمة الجيش المعادي له، وذلك لإشغاله بتحصين ظهره في حين تكون مقدّمة جيشه منشغلة بالاشتباك مع جيش الخلافة.

ويمكننا أن نضرب مثالاً على هذه الحالة، العمليّة الانغماسيّة التي أدارتها المفارز الأمنيّة العاملة داخل مدينة البركة أثناء هجوم جيش الخلافة على الفوج 46 المعروف بفوج (الميلبيّة) وذلك في (رمضان 1435 هـ)؛ ففي الوقت الذي كان النّظام النّصيريّ فيه مشغولاً بالتحضير لإرسال الإمدادات لمقاتليه الذين يتصدّون لجيش الخلافة، اقتحم الانغماسيّون مبنى قيادة (حزب البعث) في المدينة، الذي كان جزء منه مقرّاً لقيادة ميليشيا (الدّفاع الوطنيّ) الموالية للنّظام، وسيطروا على المبنى حتى انتهاء العمليّة بمقتل الانغماسيّين، وكان من نتيجة العملية فضلاً عن عشرات القتلى وتدمير المقرّ القياديّ، انشغال المئات من قوات النّظام داخل المدينة بتحرير المبنى، أو تأمين مقرّات أخرى، وتعزيز الحواجز في الطرقات خوفاً من وجود انغماسييّن آخرين، ثم انشغال النّظام بسدّ الثّغرات الأمنيّة داخل المدينة عموماً، في هذا الوقت كان جيش الخلافة يعمل بحريّة أكبر لإحكام الحصار على القوّة المدافعة عن الفوج التي أصابها اليأس في النّهاية من وصول إمدادات، وحُسمت المعركة كلّها خلال أيام قليلة بأقل الخسائر، وكان للعمليّة التي أدارتها المفارز الأمنيّة -بعد فضل الله- دور كبير في نجاحها.

والأسلوب ذاته نفّذه جيش الخلافة في المدينة نفسها بعد عام في (رمضان 1436 هـ) حيث استبقت المفارز الأمنيّة عمليّة الهجوم العسكريّ على المدينة، الذي تمكّنوا من خلاله من السّيطرة على أجزاء واسعة من المدينة حينها بسلسلةٍ من العمليّات النّوعيّة، فأدارت تنفيذ عمليتين استشهاديتين بسيارتين مفخختين ضد مقرات قياديّة لمرتدي PKK و(الدفاع الوطني) وعملية انغماسيّة على قيادة جيش النّظام في (ثكنة الهجّانة) ما أسفر عن تدمير المقرّين وقتل العشرات من المرتدّين فضلاً عن عددٍ من كبار قادة جيش النّظام، وبعد يوم من العمليّة دخل جيش الخلافة إلى ضواحي المدينة ليجد مقاومة ضعيفة من جيش النّظام خاصّة في الجهة التي تعرّضت لنسف مقرّ (الدّفاع الوطنيّ) فيها، وبقي جيش النّظام طوال فترة المعارك يسيّر دوريّات أمنيّة مكثّفة ويقوم بمداهمات في الأحياء السّكنيّة خوفاً من وجود انغماسييّن أو استشهادييّن يفاجئونه في مركز المدينة أثناء انشغال جيشه بصدّ جيش الخلافة في الضواحي.

فهذه العمليات التي نفّذها عناصر قليلون من الاستشهادييّن بإدارة المفارز الأمنيّة سببت خسائر كبيرة للنّظام النّصيريّ، وأشغلت المئات من عناصره في محاولة منع عمليات أخرى لم تكن موضوعةً ربّما على خطة العمل أصلاً، في حين تفرّغ جيش الخلافة للهجوم بكامل قوّته.

هذه العمليّات الأمنيّة تمثّل نموذجاً مناسباً على بعض أنواع العمليّات (التكتيكيّة) التي يمكن للمفارز الأمنيّة أن تقدّم فيها الدّعم المباشر للقوّة المهاجمة من جيش الخلافة فتربك فيها صفوف العدو باستهداف مراكز قيادته، فتدمّرها وتقتل من فيها من الرّؤوس، وتستنزف قسماً كبيراً من طاقة العدو في تأمين منطقة القيادة والتّحكم التي تدير المعارك على الجبهات وتنطلق منها الإمدادات إليها.

مقتطف من صحيفة النبأ - العدد 5
مقال:
المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً