تعيب النَّاس بعيبٍ هو فيك!
كثير مِنَّا يعمل لسانه في عيوب غيره.. وهو يُدرِك أن له نفس العيوب ولا يبذل أي جهد في إصلاحها.. ولا نية له!
كثير مِنَّا يعمل لسانه في عيوب غيره.. وهو يُدرِك أن له نفس العيوب ولا يبذل أي جهد في إصلاحها.. ولا نية له!
إياك.. ثم إياك.. أن تنشغل بعيوب الناس عن عيب نفسك..
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا *** فيهتك الله سترًا عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا *** ولا تعب أحدًا منهم بما فيكا
يقول أحدهم: "هذا الداعية يحب الذكر بين الناس، ويحب الشهرة والصيت.."! (يتهمه بنفس ما في قلبه هو)!
"إيييييه.. ما بال فلانة هذه الثرثارة لا شغل لها إلا الوقوع في سير الناس"! (لا تدري المتكلِّمة أنها وقعت في نفس العيب)!
"يا لصاحبنا فلان من رجل بخيل.. لم نر طعامه منذ شهور.."! (المتكلِّم نفسه من أبخل الناس)!
"يا لها من خرَّاجة ولَّاجة تتكلَّم مع هذا وتتساهل مع ذاك"! (تقول هذا القول وهي تتحدَّث مع البائع القريب من المنزل)!
"زميلنا هذا أمره عجيب.. دائمًا يُخفي عَنَّا أنه يُذاكِر دروسه ويتظاهر باللهو.."! (المتكلم من أخبث الطلاب! حرصًا على كسل غيره عن المذاكرة غيرة وحقدًا).. وغيرها الكثير!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « ، -أَوْ قَالَ: - » (رواه البيهقي في شعب الإيمان).
قال الحسن البصري: "يا ابن آدم، لن تنال حقيقة الإيمان حتَّى لا تعيب النَّاس بعيبٍ هو فيك، وتبدأ بذلك العيب من نفسك، فتصلحه، فما تصلح عيبًا إلَّا ترى عيبًا آخر، فيكون شغلك في خاصَّة نفسك".
وقيل لربيع بن خُثَيْم: ما نراك تعيب أحدًا، ولا تذمُّه! فقال: "ما أنا على نفسي براضٍ، فأتفرَّغ من عيبها إلى غيرها" (موارد الظمآن؛ لعبد العزيز السلمان: [1/377]).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: