تدبر - [76] سورة الأنفال (9)

منذ 2014-07-08

والخيانة فعل ظاهر له علامات واضحة وشروط حاسمة وهي لفظ واصطلاح شرعي ذكر في كتاب الله جل وعلا أكثر من مرة..

منها ما ورد في سورة الأنفال: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال:58]..

والمعنى: إذا خِفت يا محمد صلى الله عليه وسلم خيانة من قوم عاهدتهم وبينك وبينهم ميثاق فلن تُتِمَّ إليهم عهدهم إلى مدتهم - فأعلمهم وأظهر لهم ذلك ولا تباغتهم بإنهاء الأمد أو نقض عهد..

كذلك وردت في نفس السورة في قول الله: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:71]..

وفيها إشارة واضحة إلى أن الخيانة ليست في حق البشر وحدهم؛ ولكنها أيضًا في حق الله جل وعلا..

ووردت الخيانة في مواضع أخرى كثيرة في القرآن وفي السنة، وتباينت معانيها ومدلولاتها ومنها يتبيَّن أن المسألة ليست لعبة ولكنه اصطلاح وحكم شرعي له ضوابطه وأحكامه..

فما بال أقوام يسارعون بنفيه عن بعض الأفعال؟! وما بال آخرين يتساهلون بوصف كل فعل مخالف أو شخص مخالف بأنه كذلك؟!

وما بين إفراط في الوصف وتفريط فيه قد تضيع الحقيقة..

فانتبه بارك الله فيك واعلم أنها - أحكام عظيمة ومرتقى غير هيِّن فلا تتساهل في نفيها أو إثباتها إلا بعلمٍ وبيِّنة وبرهان.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,442
المقال السابق
[75] سورة الأنفال (8)
المقال التالي
[77] سورة الأنفال (10)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً