تدبر - [142] سورة إبراهيم (5)
من أشد آيات العذاب في القرآن بل وقيل هي أشد آيات العذاب بالفعل - آيات جعلها الله من نصيب الجبارين.. {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}..
ومن أشد آيات العذاب في القرآن بل وقيل هي أشد آيات العذاب بالفعل - آيات جعلها الله من نصيب الجبارين..
{وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم:15-16]..
تأمَّل الإهانة وهو يُسقى من صديد وقيح أهل النار..
ويُجبَر على تجرُعِه وإن لم يستسغه..
ثم يأتيه الموت من كل مكانٍ حوله..
قيل: من تحت كل شعرة في جسمه يوجد سبب للموت..
تخيل مشهده وهو يتجرَّع الصديد ولا يكاد يُسيغه فتأتيه طعنة من هنا وحرق من هناك ومرض من الأمام وسياط من خلف ظهره ولهيب من فوقه وكل ذلك لا يقتله..
فقط يؤلِمه ويهينه..
وبعد كل هذه الأسباب يُفاجأ أن الأمر لم ينته بعد..
{وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظ}..
يا ربّ سَلِّم سلِّم..
إن المرء حين يتدبر ذلك الكم من العذاب في تلك الآية يُدهَش ويُعجب ثم لا يلبث أن يزول عجبه حين يُعيد البصر كرةً أخرى إلى أولها..
لمن هذا العذاب؟
إنه لكل جبارٍ عنيد عاند وبطر الحق وتجبَّر على الخلق وظلمهم وبغى عليهم وأهانهم وعذَّبهم..
فجزاءً وِفاقًا ينال ما في الآية {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف من الآية:49].
- التصنيف: