التربية بدخول الكهف
يجب علينا دخول الكهف لنتربى ونعتزل الناس بمعاصيها وذنوبها وانشغالها بالدنيا وأهلها، ولنصحح مسار حياتنا كما فعل أصحاب الكهف
قال تعالى في محكم آياته: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]. فمن هذا المنطلق علينا أن نغير أنفسنا من الشر إلى الخير ومن فعل المعاصي إلى فعل الطاعات ومن مبارزة الله بالمعاصي للتقرب إليه بالطاعات.
وعليه فيجب علينا دخول الكهف لنتربى ونعتزل الناس بمعاصيها وذنوبها وانشغالها بالدنيا وأهلها، ولنصحح مسار حياتنا كما فعل أصحاب الكهف فقال تعالى في محكم آياته: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف:10].
واعلم بأن الكهف من أعظم الأسباب لتحقيق النجاة؛ فانظر للحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يدخل الغار ليتعبد كما روى ذلك البخاري في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد..." (البخاري:3، مسلم:160).
فكان يدخل الكهف ليتعبد لله تعالى ويتفكر ويتدبر في خلق الله تعالى، فمَنّ الله تعالى عليه بالفتح العظيم والهداية وحمل الرسالة العظيمة وهي رسالة الإسلام.
وأنت بالكهف عليك الاجتهاد في العمل والإخلاص لله تعالى، واعلم بأنه سيأتي يوم وتسقط صخرة عظيمة على باب الكهف فتغلقه لتصبح رابع أربعة.. أتتذكر من الثلاثة؟!
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «
»، وفي رواية لمسلم: (وفي رواية لمسلم: الشجر) » -وفي رواية لمسلم-: « » (البخاري:2272).فالله تعالى قد نجاهم من المحنة الشديدة والكرب العظيم بسبب صدقهم مع الله تعالى فماذا ستفعل إن كنت أنت رابعهم ونجحوا بتقديم عمل صالح ففرج الله لهم ولكن ينتظرونك.. فماذا أنت فاعل؟!
هل لك عمل صالح تتقرب به إلى الله تعالى؟ فهل لك بر والدين أو صيام أو صدقة أو طاعة سر لا يعلمها إلا الله تعالى؟
يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة علينا جميعا دخول الكهف لنعتزل شهوات الدنيا ولو لدقائق معدودات باليوم والليلة ونعتزل الناس والشهوات والمعاصي كما قال تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} [الكهف:16].
فتكون العزلة لصلاح القلب وتطهيره، وهجر المعاصي والمنكرات والتقرب لله تعالى بفعل الطاعات وطلب الهداية من الرحمن الرحيم.
- التصنيف:
- المصدر: