النِّفاق الأكبر إلى يوم الدِّين موجود
رأينا اليومَ على مرأى من الأعيُن، وسمِعنا على مَسمعٍ من الآذان؛ من جهرَ بالكُفر البواح من ذلك، ونطقَ وصرخ بالنفاق المَحض الذي لا شُبهة فيه، وأبَى الله إلَّا أن يُسمِع أصواتَهم القاصي والدَّاني! ليكون في ذلك حُجةٌ من الله على خَلقه، والمُنتسبين إلى دينِه وشَرعِه!
قال ابن تيمية رحمه الله:
"فمِن النفاق ما هو أكبر، ويكون صاحبُه في الدَّرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أبيّ وغيره،
بأن يُظهر تكذيب الرسول، أو جحود بعض ما جاء به، أو بُغضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتِّباعِه، أو المَسرَّة بانخفاض دينِه، أو المساءة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبُه، إلَّا عدوًا لله ورسولِه!
وهذا القَدْر كان موجودًا، في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما زال بعده، بل هو بعدَه أكثر منه على عهده، لكَون مُوجبات الإيمان على عهده أقوى، فإذا كانت مع قوّتها وكان النفاق معها موجودًا؛ فوجُوده فيما دون ذلك أولى، وكما أنه صلى الله عليه وسلم كان يَعلم بعضَ المنافقين، ولا يَعلم بعضَهم؛ كما بيَّنه قولُه: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة من الآية:101].
كذلك خلفاؤه بعدَه وورثتُه قد يعلمون بعض المنافقين ولا يعلمون بعضهم ! وفي المُنتسبين إلى الإسلام، من عامة الطوائف، منافقون كثيرون في الخاصّة والعامّة" (انظر: مجموع الفتاوى).
قلتُ:
وقد رأينا اليومَ على مرأى من الأعيُن، وسمِعنا على مَسمعٍ من الآذان؛ من جهرَ بالكُفر البواح من ذلك، ونطقَ وصرخ بالنفاق المَحض الذي لا شُبهة فيه، وأبَى الله إلَّا أن يُسمِع أصواتَهم القاصي والدَّاني! ليكون في ذلك حُجةٌ من الله على خَلقه، والمُنتسبين إلى دينِه وشَرعِه! ومن ذلك ما قاء به واستقاء -مرارًا وتَكرارًا- طاغوت مصر وجنودُه..
- التصنيف: