مفاهيم ينبغي أن تصحح [1]

منذ 2015-05-10

ولن تزول القدم حتى تُسأل عن الزمن فيما مضى وأين انقضى، فلنعد للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا، فالسؤال يستوعب الأوقات، والحساب عن كلِّ الساعات واللحظات.

 

بهذا التصوِّر الكامل والشامل لمفهوم الحياة ينبغي أن يعيش المؤمن في هذه الدنيا، ليستوعب وقته في طاعة ربِّه، فهو كالنحلة الطيبة لا تقع إلا على الطيبات ولا تنتج إلا طيباً، وكالنخلة المباركة كلُّ ما فيها نافع ومفيد.

يحتسب فيها المؤمن على ربِّه طعامه وشرابه كما يحتسب تبتله وصيامه، ويحتسب نومته وراحته كما يحتسب قنوته وقيامه، ويحتسب فيها طهارته ونظافته كما يحتسب زهده وبذاذته. يحتسب فيها سروره وابتسامته كما يحتسب خشيته ودمعته، ويحتسب فيها ما يأخذ كما يحتسب ما يترك.

فهو عبدٌ لله في كلِّ شؤونه وأحواله، في أقواله وأفعاله، في آلامه وآماله، في أفراحه وأتراحه، في منشطه ومكرهه.

فليس في برنامجه اليومي ساعة لربِّه وساعة لقلبه كما يفهم بعض الغافلين من حديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: «ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» فيجعلون لله نصيبًا من أوقاتهم، وليتهم يخلصون له ما جعلوه من قسمته! ويجعلون لأهوائهم وشهواتهم النصيب الأكبر والحظ الأفر، ليضيع العمر في الغفلات، وحجتهم في ذلك ما أساؤوا فهمه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من فهمهم المغلوط براء!

والمقصود منه أنَّ الإيمان يزيد بالطاعة ويتقوَّى بالقُرب، ويضعف بالغفلة والمعصية، فيكون لرياض الجنة ومجالس الذكر وحِلَق العلم وللطاعة المحضة أثر كبير في زيادة الإيمان ونمائه وتجدُّده في القلب، ويكون للغفلة عن ذكر الله ومعافسة الدور والدرر بالغ الأثر في ضعفه ونقصانه.

وللإيمان قدرٌ واجب يعتبر النزول عنه من إحدى الكُبر ونذيرًا للخطر!

ولن تزول القدم حتى تُسأل عن الزمن فيما مضى وأين انقضى، فلنعد للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا، فالسؤال يستوعب الأوقات، والحساب عن كلِّ الساعات واللحظات.

فهنيئًا لمن عمَّر بالطاعة عمره!

وتعسًا لمن جاء أجله وقد ضيَّع بالغفلات عمله!

المصدر: موقع هاجس

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 5
  • 0
  • 1,079

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً