من أسوأ ما تعود نفسك عليه
من أسوأ ما تعود نفسك عليه أن تستمد الطمأنينة إلى أنك (على الحق) من كثرة الموافقين، فأكثر من يوافقك اليوم إن أقررته على حقه يعاديك غداً إن خالفته في باطله، حتى وإن كنت في الحالين محقاً.
من أسوأ ما تعود نفسك عليه أن تستمد الطمأنينة إلى أنك (على الحق) من كثرة الموافقين، فأكثر من يوافقك اليوم إن أقررته على حقه يعاديك غداً إن خالفته في باطله، حتى وإن كنت في الحالين محقاً.
ومن أحسن ما توطن نفسك عليه ألا تستمد الطمأنينة إلى أنك (على الحق) إلا من اللجوء إلى الله أن يهديك إليه والاجتهاد في البحث عنه بتجرد وحسن عرضه للناس رحمة بهم ثم قطع النظر عن موافقتهم لك أو مخالفتهم.
فإنك إن فعلت فإن طمأنينة الحق ألذ لك من نَشَوات مدح الموافقين.
ولا يقدح في بركة دعوتك بعدها أن يقل الموافقون، ها هو ابن تيمية وابن القيم عاداهما في حياتهما خلق كثير، وسيد قطب لعله لم ينتفع بكتاباته في حياته إلا قليل ممن حوله في السجن أو خارجه، ثم ها هم المذكورون رحمهم الله من أبرك الناس دعوة وأكثرهم تبعا بعدما قُبضوا.
هكذا أراد الله للحق أن يكون: ثقيل التكاليف قليل البهرج، حتى لا يهتدي إليه ثم يثبت عليه.. إلا المخلصون.
- التصنيف:
- المصدر: