استشارات د.محمد علي يوسف - كاهلي مثقل بالذنوب

منذ 2015-10-08

قال وقد أثقلت الذنوب كاهليه وأدمت مقلتيه وانهارت نفسه تحت وطأة الآثام أو كادت: لا فائدة مني ولا أمل في إصلاحي، كلما حاولت فشلت وكلما قمت؛ لم أكد أرفع رأسا إلا وقعت، وفي غياهب الإصرار على نفس الذنب سقطت. لا فائدة مني ولا أمل ولا توبة.

قلت: يا عزيزي؛ انفض عنك غبار اليأس وازدراء النفس واستمع إلى علاج حبيبك صلى الله عليه وسلم لكل عبد مؤمن. (لاحظ الكلمة جيدا... مؤمن)؛ «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ الدنيا، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ» (رواه الطبراني وصححه الألباني)[1].

تأمل... هذا عبد مؤمن بشهادة الحبيب لكنه مع ذلك يزل ويخطيء وتتكرر نفس الأخطاء.

الحل لخصه النبى بعد ذلك حين ذكر ما ينبغي أن تكون عليه صفة المؤمن تجاه الذنب الذى ضعف أمامه واعتاده الفينة بعد الفينة؛ لقد لخص تلك الصفات فى جملة جامعة رائعة جمعت صفات أربعة تتوازن سويا فقال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ».
فمفتنا تعدلها توابا... هو عرضة للفتن وقد يقع فيها لكنه يسارع بالتوبة.
وهو نسيٌّ يقع فى الغفلة ويعتريه النسيان كما اعترى أباه الأول عليه السلام.
لكنه في النهاية يقبل التذكرة والنصح؛ ويتذكر...

حينئذ لا يعد ما هو عليه إصرارا ولا فجورا؛ ما دامت جذوة الندم متقدة؛ والرغبة في الإصلاح والتغيير لم تزل حية؛ لكنه الضعف البشري؛ وعلى المؤمن أن يحاول اكتساب القوة في مواجهته ولا يكون ذلك إلا باستمدادها مِمَن لا حول ولا قوة إلا به.

يا عزيزي لا تكره نفسك؛ وضع الأشياء في نصابها؛ ولا تجعل شيئا يحول بينك وبين ربك حتى لو كان تقصيرك وضعفك. والأهم إياك واليأس والإحباط فهما أعظم أماني شيطانك ومطالبه من ذنبك.

إياك..!

___________

[1] تعقبه الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله في جزئه حديث «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة» في الميزان"، وبيَّن أن الحديث ضعيف.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 7,637
المقال السابق
معرفة الله
المقال التالي
إشاعة الفاحشة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً