لماذا تركوني و انفضوا؟

منذ 2016-02-08

يتعجب: لماذا انفضوا من حولي؟ لماذا لا يحبون التعامل معي؟

ويالها من نهاية لو طال به العمر وطال اتصافه بتلك الصفات؛ ساعتها سيكون السؤال: لماذا تركوني وحيداً وأنا في أشد الحاجة لهم ولمؤانستهم؟

إنها قسوة القلب والغِلظَة والفَظَاظَة: أخلاق تنفِّر بين القلوب، وتشيع الكَرَاهِية والبَغْضَاء.

قبل أن تسأل تلك الأسئلة هل راجعت نفسك وأدركت صفاتك؟

قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].

قال القرطبي في تفسيره: "والفظ الغليظ الجافي. فظظت تفظ فظاظة وفظاظا فأنت فظ. والأنثى فظة والجمع أفظاظ. وفي صفة النبي عليه السلام ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق؛ وأنشد المفضل في المذكر:

وليس بفظ في الأداني والأولى *** يؤمون جدواة ولكنه سهل

وفظ على أعدائه يحذرونه *** فسطوته حتف ونائلة جزل

وقال آخر في المؤنث:

أموت من الضر في منزلي *** وغيري يموت من الكظه

ودنيا تجود على الجاهلي *** ن وهي على ذي النهى فظه

وغلظ القلب عبارة عن تجهم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة، ومن ذلك قول الشاعر:

يبكى علينا ولا نبكي على أحد *** لنحن أغلظ أكبادا من الإبل

ومعنى لانفضوا لتفرقوا؛ فضضتهم فانفضوا، أي فرقتهم فتفرقوا؛ ومن ذلك قول أبي النجم يصف إبلا:

مستعجلات القيض غير جرد *** ينفض عنهن الحصى بالصمد

وأصل الفض الكسر؛ ومنه قولهم: لا يفضض الله فاك.

والمعنى: يا محمد لولا رفقك لمنعهم الاحتشام والهيبة من القرب منك بعد ما كان من توليهم".

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 8,091

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً