معارك وهمية
كلما تعمَّقت المعركة بيننا وبين أعداء ديننا، وطال أمدُها، واستطال زمنُها؛ اجتهدوا هم في ابتداع وسائل إلهائية، وافتعال معارك وهميّة، وشغلونا عن أصل العراك، ورحاها الحقيقة التي حولها ندور ونُدندن!
لا تَنشغلوا بالمعارك الوهميّة.. فإنها مَصيدةٌ مَضيعة!!
تعليق على حوادث مضَت، وحوادث تحصل، وما يُستقبَل في علم الله على شاكلتها!
كلما تعمَّقت المعركة بيننا وبين أعداء ديننا، وطال أمدُها، واستطال زمنُها؛ اجتهدوا هم في ابتداع وسائل إلهائية، وافتعال معارك وهميّة، وشغلونا عن أصل العراك، ورحاها الحقيقة التي حولها ندور ونُدندن!
كل ذلك؛ لإضعافنا، وخلخلتنا، وتشتيتنا، وجرّنا إلى المصير المحتوم الذي أعدّوه لنا!
فمِن معركة النصوص والتراث، إلى الطعن في الثوابت والمُسلّمات، وتهميش قضايا الولاء والبراء، وتذويب الفوارق بين المِلل والأديان، مرورًا بالقدح في الصحابة، والاستهزاء بخلافة النبيّ وأصحابه، والطعن على الإسلام ونبيّه ورسالته، مرورًا بالفتاوى الشاذة، ومعارك الحجاب والنقاب، وتحليل الزنا العُرفي بين الطلبة، وانتهاءً وليس أخيرًا ولا آخِرًا؛ معارك الهُويّة ورمز النُبوَّة ..!
والذي يعنينا هاهنا: ليس الردّ على تلك الشُبه المُثارة اليوم أو غدًا، ولا الدفاع عن حصوننا وثوابتنا، ولا تحليل الألفاظ، والنظر في الأقوال، وحقائق الأحوال .. فهذا من واجبنا الشرعيّ لا شكّ!
لكن الذي يعنينا؛ هو عدم التمادي في مثل ذلك، وألا نتناول أبدًا مثل هذه القضايا؛ بالتفاعل الزائد، والتشاغل المُسرِف، خاصة إذا أثارها عدوُّنا .. حتى لا نُساهم في تهميش هوية معركتنا معه، وتذويب رسوم حربنا الحقيقة عليه، ونقع بكل سهولة وحمق؛ في أسْر شباكه ومصايده، ويتمّ استنزاف طاقاتنا خارج ساحات الحرب الحقيقية .. !
والذي يتعيّن علينا ويجب:
هو التركيز على أصل المعركة بيننا وبين أعداء الدين ، ونقل دفّة العراك والأحداث، إلى أصل قضيتنا وصُلبها، وأن قضيتنا ليست مجرد التصدّي لما تفرّع من معاركهم الشكلية، والانشغال بحروبهم الصُّوريّة!
بل قضيتنا حقًّا:
هي استئصال قوانينهم الكُفرية،و التحاكم لشرع الله والإجهاز على نُظُمِهم المَقيتة الجائرة، التي أفسدت ثروات البلاد، وحاربَت دين العباد، وجهادهم في الله حقّ الجهاد؛ حتى ينصرنا الله عليهم، ويكون الدّين كلّه لله، وكلمة الله هي العُليا، ويحلّ العدل والخير والأمان، ويُرفع الظلم والشّر والعدوان .. !
فهذا هو أصل معركتنا معهم !
ومتى قضينا على الجِذع؛ هوَت الفروع !
ومتى استأصلنا العُود؛ ذهب ظلّه !
فلا تَسمعوا لهم وتُطيعوا؛ فيما خطّطوا ودبّروا، ولا تستهلكنَّكم معاركهُم الوهميّة، ودَعُوا أذاهم، وتوكّلوا على الله، وامضوا حيث تُؤمَرون! {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} [الأحزاب:48] ونحن كذلك علِم اللهُ الذي في السماء ..!
مُستَبشِرون رغْم الألَم، وكلّما نالَنا منهم ، نَيلٌ، أو أذًى، أو قَتلٌ، أو حزَن، أو طعنٌ في ثوابتنا؛ تباشَرنا ولله الحمد، بكلّ خير لأمّتنا، وديننا، ومُجاهدِينا، ومَظلومينا!
رغم امتلاء قلوبنا غيظًا عليهم، بما بَغوا علينا، وأصابوا منّا، ومن ديننا؛ لكنّنا على يقينٍ تامّ بوَعدِه سبحانه:
{فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} [المائدة:52].
- التصنيف: