مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

منذ 2016-06-09

قد تأتي عليك الأوقات تظن فيها أنك قد خُلّيت ونفسك .. وأن ربك لم يعد يتولاك بتوفيقه ورعايته! فتذكر حينها سابق إحسانه إليك؛ فهل عودك إلا حسناً وهل أسدَى إليك إلا مِنَنا؟!

أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعاً شديداً.
قال ابن جريج: احتبس عنه الوحي اثني عشر يوماً. وقال ابن عباس: خمسة عشر يوماً. وقيل: خمسة وعشرين يوماً. وقال مقاتل: أربعين يوماً!، فاشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي مَرِض) فلم يقُم ليلتين أو ثلاثاً؛ فقال المشركون: قد قلاه ربُّه وودّعه، فأنزل الله: {
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[الصحى:3]

أي: ما تركك ربك يا محمد منذ أن اختارك، ولا أبغضك منذ أن أحبك!

لم يكتفِ الله بمداواة قلب أحب خلقه إليه بتلك الآية، بل زاده بالبشرى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ}[الضحى:5]
قال البيضاوي: وعد شامل لما أعطاه من كمال النفس وظهور الأمر وإعلاء الدين، ولما ادخر له مما لا يعرف كنهه سواه!

ثم عددت الآيات نعم الله عليه –صلى الله عليه وسلم- تنبيهاً على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن إليه فيما يستقبل وإن تأخر!

قال ابن عاشور عن حكمة تأخر الوحي في تلك الفترة: "ما كان إلا للرفق بالنبي صلى الله عليه وسلم كي تسْتَجِمَّ نفسه وتعتاد قوته تحمُّل أعباء الوحي إذ كانت الفترة الأولى أربعين يوماً ثم كانت الثانية اثني عشر يوماً أو نحوها، فيكون نزول سورة الضحى هو النزول الثالث، وفي المرة الثالثة يحصل الارتياض في الأمور الشاقة".

وفي بعض الآثار أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام لما نزل عليه بتلك الآية: «ما جئتني حتى اشتقت إليك» فقال جبريل عليه السلام: كنت أنا إليك أشوق ولكني عبد مأمور؛ وتلا: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ}[مريم:64]

قد تأتي عليك الأوقات تظن فيها أنك قد خُلّيت ونفسك .. وأن ربك لم يعد يتولاك بتوفيقه ورعايته!
فتذكر حينها سابق إحسانه إليك؛ فهل عودك إلا حسناً وهل أسدَى إليك إلا مِنَنا؟!

{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ}[مريم: من الآية 65] أي اصبر صبراً عظيماً بغاية جهدك على كل ما ينبغي الاصطبار عليه (ومنها العبادة) فإنها لا تكون إلا عن مجاهدة شديدة (النسفي)

{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}[مريم: من الآية 65] وهل يستحق أحد منك تلك المجاهدة للوصول إليه .. سواه!

بقلم/ أحمد عبد المنعم

  • 25
  • 0
  • 123,202
  • كمال ابوعبدالله

      منذ
    اقسم الله بالضحى لانه كان وقتا عصيبا على رسول الله وماذا يقول لهم ولم يتنزل جبريل واقسم بوقت الليل اذا ارخى سدوله وسجى والرسول ينتظر ولم ينزل جبريل و كأن الله اراد ان يعلم نبيه ان الله يعلم بثقل هذين الوقتين علىك فيجيء المشركون ويقولون له ماذا حصل لديك ..قلاك ربك تركك ربك مستهزئين بالرسول.... فنزل الايات بنفس اللفظ ماودعك ربك وما قلى ثم اراد ان يعلمنا الله ان يكون همنا وعملنا وشغلنا موجه للآخرة وان الله سياتيك بالاجابة على قريش فاكد له ربه الم نعطيك المال والمأوى..وووو ثم وجهه ان انطلق بدعوة الناس الى نعمة ربك وهي الاسلام الذي يامر بتكريم اليتيم ومساعدة المساكين.... ثم نزلت ايات الكهف واخبره باسئلة قريش عن فتية الكهف والرجل الطواف والروح.... ثم قال له ربه بسورة الانشراح.... الم نشرح لك صدرك وازلنا عنك الحمل الثقيل الذي اتعبك وانقض ظهرك...حين قالت لك قلاك ربك ثم قال له ورفعنا لك ذكرك واعليناك على قريش ونصرناك وجئتهم بالاجوبة فكر معي ايها الاخ المسلم لما ذهبوا الى اليهود ليطلعوهم على اجوبة محمد وقالوا لهم صدق يا هل ترى اخبروهم بالصدق ام كذبوا ...وبقوله ان مع العسر يسرا اراد ان يعلم نبيه ان اخبر اصحبك ان وراء كل عسر يسرين..... والحقيقة ان تاخر الوحي كانت ارادة الله منه ان تعلم قريشا انه لا يمكن ان يات بكلمة من عنده ولو كان من عنده لاجابكم ولما ترككم تقولون قلاك ربك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً