مع القرآن - تقاعس المنافقين

منذ 2016-09-06

في أوقات الشدائد ومحنة الدين يدافع المؤمن عن دينه بكل مايملك ويستطيع، وهنا يظهر معدنه بوضوحٍ كما يظهر وجه المنافق المماطل المُتَلًوِن و المتكاسل المتقاعس بكل وضوح أيضاً

في أوقات الشدائد ومحنة الدين يدافع المؤمن عن دينه بكل مايملك ويستطيع، وهنا يظهر معدنه بوضوحٍ كما يظهر وجه المنافق المماطل المُتَلًوِن و المتكاسل المتقاعس بكل وضوح أيضاً.
تأمل :
{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤١﴾ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [ التوبة 41 - 42] .
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى لعباده المؤمنين -مهيجاً لهم على النفير في سبيله: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} أي: في العسر واليسر، والمنشط والمكره، والحر والبرد، وفي جميع الأحوال.
{وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ} أي: إبذلوا جهدكم في ذلك، واستفرغوا وسعكم في المال والنفس، وفي هذا دليل على أنه -كما يجب الجهاد في النفس- يجب الجهاد في المال، حيث اقتضت الحاجة ودعت لذلك.
ثم قا: {ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: الجهاد في النفس والمال، خيرٌ لكم من التقاعد عن ذلك، لأن فيه رضا اللّه تعالى، والفوز بالدرجات العاليات عنده، والنصر لدين اللّه، والدخول في جملة جنده وحزبه.
لو كان خروجهم لطلب العرض القريب، أي: منفعةٍ دنيويةٍ سهلة التناول { وَ} كان السفر { َسَفَرًا قَاصِدًا} أي: قريباً سهلاً. {لاتَّبَعُوكَ}  لعدم المشقة الكثيرة، {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} أي: طالت عليهم المسافة، وصعب عليهم السفر، فلذلك تثاقلوا عنك، وليس هذا من أمارات العبودية، بل العبد حقيقةً هو المتعبدُ لربه في كل حال، القائم بالعبادة السهلة والشاقة، فهذا العبد للّه على كل حال.
{وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ} أي: سيحلفون أن تَخَلُفهم عن الخروج أن لهم أعذاراً وأنهم لا يستطيعون ذلك.
{ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ } بالقعود والكذب والإخبار بغير الواقع، {وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} وهذا العتاب إنما هو للمنافقين، الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في "غزوة تبوك" وأبدوا من الأعذار الكاذبة ما أبدوا، فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بمجرد اعتذارهم، من غير أن يمتحنهم، فيتبين له الصادق من الكاذب، ولهذا عاتبه اللّه على هذه المسارعة إلى عذرهم.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,820
المقال السابق
لكل من أخلد إلى الأرض
المقال التالي
أبشر بالنصر و لو خذلك العالم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً