كيف تحفظ تشريف الله لك؟
التشريف يعقبه تكليف، والشواهد لا تُحصر.. والتكليف عنوان التشريف.
لما خاطب ربُنا تعالى موسى وناجاه بِلا واسطةٍ كان تشريفًا عظيمًا لكن أعقبه تكليفٌ كبير بمواجهة طاغية الزمان ومتجبر الأرض حينئذ.
ولما ناجاه تعالى على جبل الطور بعد ميقات ربه تعالى أعقبه التكليف بشريعة التوراة وإقامتها وحمل الناس عليها وسياستهم بها.
في الأولى كُلف بمواجهة فرعون، وفي الثانية تلقّى التوراة.
التشريف يعقبه تكليف، والشواهد لا تُحصر.. والتكليف عنوان التشريف.
جمعية القلب على الله في عبادة لا تكفي حتى ينطلق بهذه العبادة إلى واقع نفسه وواقع الحياة فيواجه الظلم ويصحح المسار ويقيم الدين ويحمل الناس على الشريعة.
لا يوجد في الإسلام ـ على مدار تاريخ النُبوات ـ محرابٌ بلا حركة تصحيح في الحياة وجهادٍ ماضٍ، حتى ما يُشاع عن المسيحية يجب مراجعته في ضوء قوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 11] ثم قال: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة جزء من الآية: 111]
ما خلت رسالةٌ عظمى من الحركة والواقعية والجدّية والمكافأة لواقعها وأساليبه، حملًا للرسالة وقيامًا بالتكليف وتحقيقا للتشريف.
وما ثَمة تشريف إلا ورافقه تكليف لتحقيق مقتضى التشريف وموجبه، فكان التشريف مستلزمًا للتكليف وكان التكليف عنوانًا له.. والعبد إما أن يقوم بالتكليف فيحقق الشرف ويحافظ عليه ويسمو به، وإما أن ينكص أو ينكث فيهوي.. فأنا وأنت ما بين {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] والحفاظ عليه بالإيمان والعمل الصالح والقيام بالمنهج والحركة به.. وبين الإرتداد إلى {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} [التين جزء من الآية: 5].
فلا تضق بالتكليف ولا تتهاون به فهو عنوان شرفك ومعراج صعودك، ومانعك من الهبوط والتردي بإذن الله.. والله العاصم
- التصنيف: