أبناؤنا (حديث وتوريت ) - واجب التوريث

منذ 2017-04-22

ثمة خطوة أولى تتمثل في معرفة ما يجب أن نورثه.. وتجب خطوة ثانية في الرغبة الجادة في هذا التوريث، والشعور بالحمل الثقيل والمهم. إن حياتنا نفسها مسؤولية، ونقل هذه الحياة للآخرين مسؤولية مهمة {إنا نحن نُحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم}

من واجب الأبناء على الآباء أن يرثوا عنهم ما يُصلحهم.. 
والمسلم هو أوْلى من يحرص على توريث تركته؛ إذ إنها تركة عقيدة وخلق، تصور للحياة والوجود، للإله والإنسان.. تركة قيم وأخلاق، نظام اجتماعي واقتصادي، تصور للنظام السياسي واتجاهه..
كفاح ونضال، عمل وحركة، عفة وتسبيح وسجود، عرق وجهد وبذل وتحمل وصبر، دم وجهاد وأفق مرجو.. رجاء وأمل يحدوه، مشاعر طيبة نحو الخلق يريد الخير لهم..
بوصلة ثابتة نحو أفق مقصود، أفق للمجتمع المنشود، وأُفق للدولة كريم وراقٍ، وأفق للبشرية يُرجى لها الخير..
تعلق بمقدساتنا وقضايانا، قضايا المسلمين، والمستضعفين..
أحلام ورجاءات تملأ قلب المسلم، اتجاهات وعقائد ومشاعر تملأ أركانه، أعمال وجهد يستغرق عمره..
ولكن قد لا يكفي العمر..! فبلوغ هذا الهدف العظيم وتحقيق الحياة الإسلاية الربانية قد، بل قطعا، يستغرق جهدا ضخما وآلاف الأعمار المبذولة والجهود الكريمة، كما يرويها المسلمون اليوم ـ شاؤوا أم أبوا ـ بدماء كثيرة، خاصة في دول الثورات..
ثمة خطوة أولى تتمثل في معرفة ما يجب أن نورثه..
وتجب خطوة ثانية في الرغبة الجادة في هذا التوريث، والشعور بالحمل الثقيل والمهم.
إن حياتنا نفسها مسؤولية، ونقل هذه الحياة للآخرين مسؤولية مهمة {إنا نحن نُحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم}
فمما نذكر به إخواننا والمسلمين أن مما أمرنا الله تعالى به نحو أبنائنا ليست فقط تربية الأجسام والحفاظ عليهم من هذه الناحية..
بل هناك مهمة نقل العقائد والقيم وإشرابهم المنهج الذي علمه الله تعالى لنا.
وهناك المسؤولية عن تربية العقول وأن ننقل لهم من القواعد والحكمة والخبرة ما يواجهون به الحياة.. وأن يمتلكوا من الموازين الصحيحة المرضية لله تعالى ما يقيّمون به الأشخاص والأحداث.
وأن ننقل لهم من الإيمان بالغيب وما تذوقناه عن الآخرة والجنة والنار والمراقبة وحساسية الضمير ما رأيناه أو ذقناه أو تعلمناه أو حتى أملْنا أن نصل اليه أو حاولنا؛ فلعل خامتهم أن تكون أفضل وقلوبهم أصلح وانطلاقتهم أقوى.
يجب أن ننقل لهم خلاصة التجربة وحال الأمة، لا كمأساة، بل كواجب لتحديد نقطة الانطلاق وعدم الانخداع.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 298,815
 
المقال التالي
التربية وامتداد التأثير.. حتى القبور

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً