استقبال رمضان (4)

منذ 2017-05-29

فلا بد من مراقبته وانتظاره والعمل له وترقب لقاء الله، ليكون التائب على وجل ومراقبة وإعداد دائم لا ينسى ذلك اليوم ولا العمل من أجله..

إجراءات ما بعد التوبة..

كثيرا ما نقف عند التوبة، وهي أمر حسن، لكن لا نلتفت الى أن العمر ممتد، وثمة إجراءات تعقبها.. وإلا عاد ثانية الى حال ما قبلها.. أغلبنا ذلك الرجل {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا}[التوبة: 102]، لكن القرآن لم يقف عند ترجية توبتهم بل أعقبها بإجراءات للنفوس المذنبة المتكرر منها الذنب والمخلِّطة في أعمالها.. وذلك في الآيات التي أعقبت قوله {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} هكذا:

1) ترجيتهم في ربهم وعدم إقناطهم أو قطع الطريق عليهم {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 102].. وعسى من الله تعالى واجبة.

 

2) الصدقة المطهّرة من الذنوب {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: 103].

 

3) الدعاء والصلاة على رسول الله {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}[التوبة: 103].

 

4) الثقة في الله وحسن الظن به بقبول التوبة والتوكل عليه في إصلاح الحال وتبدله الى الخير {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[التوبة: 104].

 

5) تعويض الأعمال السيئة بأعمال صالحة؛ فالحياة المتبقية هي المحكّ، والأعمال البديلة هي البرهان للتوبة الصادقة، وهي المانعة من النكوص بإذن الله، وهذا معنى قوله {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: 105] هذا في الدنيا فسيشهد الله الأعمال التالية للتوبة، وسيشهد المؤمنون، وفي زمان حياة رسول الله اختص الناس برؤيته لهم ولأعمالهم.

 

وسيشهد الله الحال ويكتبه عنده، وستشهد قلوب المؤمنين بما رأوا، وما تبدل من حال العاصي التائب ويشهدون به له.

ثم هناك المرَدّ يوم القيامة، فلا بد من مراقبته وانتظاره والعمل له وترقب لقاء الله، ليكون التائب على وجل ومراقبة وإعداد دائم لا ينسى ذلك اليوم ولا العمل من أجله..

 

تلك إجراءات ما بعد التوبة فهل من صادق في عودته وأوبته لربه؟

يثبت بواقعه الجديد وعمل ما بعد التوبة تبدل الحال وتغير الاتجاه؟

هكذا أخبر الله عما يجب علينا وعلينا أخذ الجملة كما أخبر رب العالمين وأمر، والله تعالى يتوب علينا وعلى إخواننا والمسلمين جميعا، وعلى عباده أجمعين.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 2
  • 1
  • 2,577

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً