في ظلال رمضان.. (7) من (30)
لا يحق لأحد أن يتعدى على حق الخالق في أن يشرع لعبيده، لأن أحدا لم يخلق معه. كما لا يحق لأحد أن يشرع للعبيد، لأن أحدا لا يملك لهم قدرا و لاخلقا على أفعالهم سواه.. سبحانه في عليائه.
(من خلق ورزق فله الأمر والشرع، ومن يأمر ويشرع هو الذي يملك القدر.. فكيف يطاع غيره)
إن الذي خلق الإنسان وحاجته للطعام والشراب، وخلق له الطعام والشراب، وخلق الوجود كله، وخلق قوانين الحياة، وسيّر الشمس والقمر وأجرى النجوم والأفلاك، وبث من كل دابة، وأعطى لكل مخلوق خلْقه ثم هداه لطريقة حياته وسننها..
إن الذي خلق هذا الخلق وأبدعه هو الذي له حق الأمر والنهي للعبد، فله وحده حق التشريع.
والذي يشرع للعبد هو الذي يملك له قدَره، فيرتب له من الأقدار، ويخلق له، ما يليق بطاعته أو معصيته.
قال تعالى: {و من يتق الله} هذا شرعه بطاعة أمره واجتناب نهيه.. {يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} هذا قدره وخلقه في الدنيا.
{ومن يتق الله} هذا شرعه {يجعل له من أمره يسراً} هذا خلقه وقدره.
{ومن يتق الله} هذا شرعه {يكفر عنه سيئاته ويُعظم له أجراً} هذا خلقه وقدره في الآخرة.
ليس لغير الخالق أن يشرع، ولا يملك غير الخالق المشرع ترتيب القدر والخلق المترتب على طاعة العبد وامتثاله لأمر الله تعالى أو معصيته له.
وقال تعالى {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} فهذا شرعه وأمره {لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} فهذا خلقه وقدَره المترتب على الطاعة، {ولكن كذبوا} فهذا معصية لأمره وشرعه {فأخذناهم بما كانوا يكسبون} فهذا خلقه وقدره المترتب على المعصية.
لن تجد هذا في أي قانون، لن تجده الا في شرعة الله تعالى.. لذا فالأمن كل الأمن في طاعة الله تعالى، ولهذا قال ابراهيم {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون} ثم أجاب ببداهة {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ، وقال للمشركين {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم} ، وأُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا} ، وقال له له {أليس الله بكاف عبده} {ويخوفونك بالذين من دونه} ، وأُمر أن يقول {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره، أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله، عليه يتوكل المتوكلون} .
لا يحق لأحد أن يتعدى على حق الخالق في أن يشرع لعبيده، لأن أحدا لم يخلق معه.
كما لا يحق لأحد أن يشرع للعبيد، لأن أحدا لا يملك لهم قدرا و لاخلقا على أفعالهم سواه.. سبحانه في عليائه.
- التصنيف: