مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

منذ 2017-12-27

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ}  [السجدة 28 - 30]

بعدما طال عنادهم و استكبارهم و ابتعد البون بينهم و بين سبيل الله , كان ذاك السؤال الذي إنما ينم على غبائهم , و قد استعجلوا العذاب : متى يأتينا العذاب بسبب رفضنا لمنهج الله و رسالته ؟؟؟

هنا نبه الله تعالى نبيه و المؤمنين بأن يجيبوا هؤلاء بأن يوم العذاب و الحساب و العقاب عندما يأتي لن ينفع كافراً إيمان أو عمل فقد انتهى وقت العمل وحان وقت الحساب, فلا تحزن و لا تنشغل بأمرهم و اعمل أنت و من آمن معك و اتبعك بإحسان و انتظر يوم يفصل الله بين أهل الإحسان و أهل النكران .

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ}  [السجدة 28 - 30]

قال السعدي في تفسيره :

أي: يستعجل المجرمون بالعذاب، الذي وعدوا به على التكذيب، جهلاً منهم ومعاندة.

{ {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} } الذي يفتح بيننا وبينكم، بتعذيبنا على زعمكم { إِنْ كُنْتُمْ } أيها الرسل { {صَادِقِينَ} } في دعواكم.

{ {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ} } الذي يحصل به عقابكم، لا تستفيدون به شيئًا، فلو كان إذا حصل، حصل إمهالكم، لتستدركوا ما فاتكم، حين صار الأمر عندكم يقينًا، لكان لذلك وجه، ولكن إذا جاء يوم الفتح، انقضى الأمر، ولم يبق للمحنة محل فـ { {لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ} } لأنه صار إيمان ضرورة، { {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } } أي: يمهلون، فيؤخر عنهم العذاب، فيستدركون أمرهم.

{ {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} } لما وصل خطابهم إلى حالة الجهل، واستعجال العذاب. { {وَانْتَظِرْ} } الأمر الذي يحل بهم، فإنه لا بد منه، ولكن له أجل، إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر. { { إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} } بك ريب المنون، ومتربصون بكم دوائر السوء، والعاقبة للتقوى.

#أبو_الهيثم

  • 4
  • 1
  • 16,196
المقال السابق
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ
المقال التالي
وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً