هل يتأخر النصر بلا سبب..؟ (المقال الثالث)

منذ 2018-01-25

هل الكيان أو الجماعة أو الفئة موضع التقويم، تجتمع (على الحق) علميًا وعمليًا، يعني على منهاج الإسلام شرعيًا وعقديًا وسلوكيًا، وعلى أصول السنة ومنهاج القرون المفضلة ، دون ما يناقض ذلك من الغلو في الدين بالمحدثات..أو التفريط في الثوابت والمحكمات..؟

لن أكتب عن الطائفة التي تستحق النصر أكثر مما كُتب عنها ..ولكنها الذكرى التي تنفع المؤمنين..والنصيحةالواجبة لكل المسلمين، وبخاصة المتصدين لحمل راية الحق ونصرة الدين..
وسأصوغ أبرز خصائص تلك (الطائفة المنصورة) في صورة تساؤلات ..يطرحها من أراد معرفة مدى انطباق صفات تلك الطائفة - كليا أو جزئيا - على أي فئة في الأمة .. بحيث تكون إجابته محايدة و متجردة ، من خلال استعراض ماتواتر من روايات الحديث..ومنها قوله صلى الله عليه وسلم.. «لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ ، لا يضرُّهم مَن خذلَهُم ، حتَّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ» [رواه مسلم ]  وهناك روايات أخرى - مبثوثة على الشبكة - بها صفات ومعايير أخرى ..

ومن التساؤلات المعينة على التقويم والتقدير وِفْق تلك المعايير :

◆.. هل الكيان أو الجماعة أو الفئة موضع التقويم، تجتمع (على الحق) علميًا وعمليًا، يعني على منهاج الإسلام شرعيًا وعقديًا وسلوكيًا، وعلى أصول السنة ومنهاج القرون المفضلة ، دون ما يناقض ذلك من الغلو في الدين بالمحدثات..أو التفريط في الثوابت والمحكمات..؟ 
◆.. هل هي ثابتة على هذا الحق بحيث توصف بأنها ( لاتزال ) قائمة عليه ، لا تتغير بتغيرات الزمن.. ولا تنثني أمام المحن.. ولا تطلب رضا الناس بسخط الله.. ولاتسعى للدنيا بعمل الآخرة..؟
◆.. هل تعتز هذه الفئة أو الجماعة بالانتماء لمجموع (الأمة) ويصدق عليها وصف الشرف (من أمتي) في كونها طائفة منها..توالي أولياءها، وتعادي أعداءها.. وتوقر خواصها و ترحم عوامها.. و تحقِن دماءها وتُعظم حُرماتها ؟
◆..هل هذه الفئة (قائمة بأمر الله) تحقيقًا لمعنى الحب في الله، وتطبيقًا لمقتضى البغض في الله، أمرًا بالمعروف على طريق معروف.. ونهيا عن المنكر بلا منكر ..؟ 
◆.. هل تُعرف مع نقاء منهجها بالبقاء عليه ، فتنتصرله وبه ، فيكون أهلها (ظاهرين على الحق) ..عالمين به، عاملين على أساسه، داعين إليه ومدافعين عنه ..؟
◆ .. هل تظهر ثمرة انتصار أنصارها لهذا الحق واعتزازهم به في كونهم (لعدوهم قاهرين) بالحجة والبيان علميًا وقوليًا، وبما يناسب إعداد العدة والقوة عمليًا وفعليًا..؟
◆.. هل تشتهر هذه الفئة في الناس بإقدامها وشجاعتها في افتداء هذا الحق الذي تحمله ، والمنهج الذي تدعو إليه، فتفاصل على أساسه، وتناضل من أجله و( تقاتل عليه) في جهادٍ مشروع، تحت راية خالصة ، لا لِحَمِيَّة ولا عصبية، ولا تحت راية عُمِّية ..؟
◆.. هل تصبر هذه الفئة وتصابر المخالفين للدين ، وترابط وتصمد في مواجهة المخذولين المخذِّلين دون انتكاس ولا ارتكاس، بحيث ( لايضرها من خالفها ولا من خذلها ) مستحضرة طُهر الطوية و دوام حسن النية حتى مجئ المَنِيَّة ..؟
والسؤال الأخير :
هل يمكن أن تتوافر هذه الصفات في بعض الفئات والكيانات والجماعات ، أو تتوزع عليها كلها فتكون بمجموعها طائفة قأئمة بها وعليها.. ثم لايكون هناك نصر ولاظهور ولاتمكين للدين..؟!

هذا لم يكن ..؟ولن يكون{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}   [الأنفال53]
ومع كل هذا فينبغي أن يكون عند الصادقين يقين .. بأن ركب الطائفة (لا يزال) يمضي- وإنْ على مراحل - وأن القافلة تسير ؛ ولو على دَربٍ وعر عسير .. 

  • 2
  • 0
  • 4,236

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً