مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أليس الله بكاف عبده
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ } [الزمر36 – 37]
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } :
أكرم الأكرمين سبحانه صاحب القوى و القدر , بقدرته العلية يكفي الصالحين هم دينهم و دنياهم , طالما اختاروا طريق العبودية و حملوا لواء التوحيد و أولهم وقائدهم إمام المرسلين و سيد العالمين صلى الله عليه و سلم .
و لا يزال أهل الضلال يخوفون أهل الإيمان بشتى المخوفات و الموهمات لجهلهم بمقام الله و نصرته لأوليائه , فكان من جهل أعداء الله أن صار كل صغير في قلوبهم مخوف و صار الله في أعينهم أوهن الناظرين إليهم بجهلهم و سوء طويتهم و فساد قلوبهم.
أما أهل الهداية فالله وليهم و هاديهم و من يهده تعالى فلا مضل له و من يضلله سبحانه فلن تجد له ولياً مرشداً و كفى بتسليط نفسه الخبيثة عليه.
قال تعالى:
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ } [الزمر36 – 37]
قال السعدي في تفسيره:
{ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } } أي: أليس من كرمه وجوده، وعنايته بعبده، الذي قام بعبوديته، وامتثل أمره واجتنب نهيه، خصوصا أكمل الخلق عبودية لربه، وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم، فإن اللّه تعالى سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع عنه من ناوأه بسوء.
{ {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } } من الأصنام والأنداد أن تنالك بسوء، وهذا من غيهم وضلالهم.
{ {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ } } لأنه تعالى الذي بيده الهداية والإضلال، وهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. { { أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ } } له العزة الكاملة التي قهر بها كل شيء، وبعزته يكفي عبده ويدفع عنه مكرهم. { {ذِي انْتِقَامٍ} } ممن عصاه، فاحذروا موجبات نقمته.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: