مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا

منذ 2018-10-09

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ

{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} :

بعد انتهاء الاختبار وقد اختار كل منا ما اختار , ها هو المعاند الذي غرته دنياه ونسي أخراه قد عرضت عليه النار وأذهب كل ما له في حياته الدنيا فنهل منها مختاراً وأهمل آخرته وعادى الله وعادى أولياءه وكره رسالات ربه ونأى بنفسه عنها وعن أهلها .

قد حان وقت الإهانة وحل وقت النصب الذي لا ينتهي والسبب يتلخص في مرضين الأول يتعلق بعلو النفس عن الله واستكبارها عن أمره والثاني يتعلق بالاغترار بالشهوات والهوى واختيار طريق الفسوق, تأمل السببين الذين استحق بسببهما عذاب الهون:

{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}    والسبب :

  • أولا الاستكبار: بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
  • ثانياً الفسوق :وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ
    قال تعالى:

   {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ } . [الأحقاف 20]

قال السعدي في تفسيره:

يذكر تعالى حال الكفار عند عرضهم على النار حين يوبخون ويقرعون فيقال لهم: { {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} } حيث اطمأننتم إلى الدنيا، واغتررتم بلذاتها ورضيتم بشهواتها وألهتكم طيباتها عن السعي لآخرتكم وتمتعتم تمتع الأنعام السارحة فهي حظكم من آخرتكم، { {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} } أي: العذاب الشديد الذي يهينكم ويفضحكم بما كنتم تقولون على الله غير الحق، أي: تنسبون الطريق الضالة التي أنتم عليها إلى الله وإلى حكمه وأنتم كذبة في ذلك، { {وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ } } أي: تتكبرون عن طاعته، فجمعوا بين قول الباطل والعمل بالباطل والكذب على الله بنسبته إلى رضاه والقدح في الحق والاستكبار عنه فعوقبوا أشد العقوبة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 12
  • 1
  • 24,420
المقال السابق
حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة
المقال التالي
واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً