مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله

منذ 2019-04-27

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)} [الصف]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّه} :

أمر من الله تعالى لكل مؤمن أن ينصر دين الله ويوالي أولياء الله ويرفع رسالة الله ويخدمها تعلماً وتطبيقاً ونشراً ودعوة وأن يبذل ما يستطيع لنصرة الدين وأهله , كما ناصر الحواريون عيسى عليه السلام وقاموا بحمل الرسالة معه وحملها من بعده, فآمن من بني إسرائيل من آمن وكفر من كفر وأظهر الله دينه ورسالة نبيه عليه السلام.

قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)} [الصف]
قال السعدي في تفسيره:
{ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} } أي: بالأقوال والأفعال، وذلك بالقيام بدين الله، والحرص على إقامته على الغير، وجهاد من عانده ونابذه، بالأبدان والأموال، ومن نصر الباطل بما يزعمه من العلم ورد الحق، بدحض حجته، وإقامة الحجة عليه، والتحذير منه.
ومن نصر دين الله، تعلم كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم هيج الله المؤمنين بالاقتداء بمن قبلهم من الصالحين بقوله: { {كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} } أي: قال لهم عارضا ومنهضا من يعاونني ويقوم معي في نصرتي لدين الله، ويدخل مدخلي، ويخرج مخرجي؟
فابتدر الحواريون، فقالوا: { {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} } فمضى عيسى عليه السلام على أمر الله ونصر دينه، هو ومن معه من الحواريين، { {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} } بسبب دعوة عيسى والحواريين، { {وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } }منهم، فلم ينقادوا لدعوتهم، فجاهد المؤمنون الكافرين، { {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } } أي: قويناهم ونصرناهم عليهم.
{ {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } } عليهم وقاهرين لهم، فأنتم يا أمة محمد، كونوا أنصار الله ودعاة دينه، ينصركم الله كما نصر من قبلكم، ويظهركم على عدوكم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 1
  • 9,422
المقال السابق
وبشر المؤمنين
المقال التالي
الملك القدوس العزيز الحكيم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً