مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وإذا النفوس زوجت
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)} [التكوير]
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } :
يجمع سبحانه النفوس يوم القيامة مع أشكالها, فالأبرار يومئذ مع الأبرار, والفجار مع الفجار, والكفار والجبابرة مع أمثالهم وشياطينهم.
ويومها يقتص الله لكل أنثى قتلها أهلها في الجاهلية خوف الفقر أو العار بلا أدنى ذنب اقترفته .
قال تعالى:
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)} [التكوير]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} } أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين، وهذا كقوله تعالى: { {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا } } { {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا } } { { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } } .
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله ( {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} ) هكذا قراءة الجمهور : ( {سئلت } ) والموءودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات فيوم القيامة تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا؟
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( { وإذا الموءودة سئلت} ) أي سألت وكذا قال أبو الضحى سألت " أي طالبت بدمها وعن السدي وقتادة مثله .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: