نصيحة للمرأة بشان شريك حياتها
وقال رحمه الله: المرأة يخطبها إنسانٌ منحرفٌ، وترغب أن تتزوَّجَه، وتقول في نفسها، أو يقول وليُّها: "يهديه الله، لعل الله يهديه إذا تزوَّج"، ويكون الأمر بالعكس، هذه المرأة المستقيمة تكون منحرفةً بواسطة هذا الزوج.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد فهذه نصيحة للمرأة بشان شريك حياتها جمعتها من مصنفات العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, أسأل الله أن ينفع بها.
زواج المرأة بمن هو أصغر منها سنًّا:
سُئِل الشيخ: أنا فتاة أُعلِّق مستقبلي وحياتي بالله تعالى، ثم إني أطلب نصيحتكم في هذا الأمر: تقدَّم لخطبتي شابٌّ أصغر منِّي بثلاث سنوات، وفي عُرْفِنا وعادة الناس عندنا في بلادنا أنه لا تكون المرأةُ أكبرَ من زوجها سنًّا، وأخشى أن يؤثِّر على زواجنا هذا العُرْفُ من الناس، فماذا تنصحُني أنت - وفَّقَكَ الله - إذا كان ذلك الرجلُ مستقيمًا في دينه؟ فأجاب الشيخ رحمه الله: أنصَحُ أن تقبلي النكاحَ من هذا الرجل, لا سيَّما إذا كان سِنُّه كبيرةً وإن كان أقلَّ منها بثلاث سنوات, وأُذكِّرها بأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوَّج خديجة, وله خمس وعشرون سنة ولها أربعون سنة, وأولاده كُلُّهم منها إلا إبراهيم ولم يتزوَّج عليها أُخرى وهي حيَّة، ما تزوَّج إلا حين ماتَتْ. فأقول: لها في خديجة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أُسوةٌ، وإذا كان هذا الخاطب كُفْئًا في دينه وخُلُقِه، فلتتوكَّلْ على الله وتقبل، والأعراف المخالفة للشرع كُلُّها أعرافٌ باطلةٌ لا يُلْتَفَتْ إليها.
زواج المرأة من رجل ليس كُفْئًا لها في دينه لعلَّ الله يهديه:
قال الشيخ رحمه الله: النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء مَنْ تَرْضَون دينَه وخُلُقَه فأنْكِحُوهُ، إلَّا تفعلُوا تَكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ» فمتى وُجِد الرجلُ الطيبُ المرضيُّ في خُلُقِه ودِينِه، فإنه إذا خطب لا يُردُّ؛ لهذا الحديث الذي ذكرناه، وأما إذا خطب المرأة مَنْ ليس كُفْئًا لها في دينه، بحيث يكون متهاونًا في الصلاة، أو شاربًا للخَمْر، أو ما أشبه ذلك من المعاصي العظيمة، فإن لها الحقَّ في أن تردَّه، ولا تقبل النكاح به.
وأما قول السائلة: إنها تتزوَّج به لعلَّ الله يهديه، فالمستقبل ليس إلينا، فإنه قد يهتدي، وقد لا يهتدي، وربما يكون سببًا في ضلال هذه المرأة الصالحة، ونحن معنيُّون بما بين أيدينا، وأما المستقبل فلا يعلمه إلا الله عز وجل، وكم من امرأة تمنَّتِ الأماني – مثل هذه الأمنية – ولكنها باءت بالفشل، ولم يستقم الزوج؛ بل كان سببًا للنكد مع الزوجة الصالحة.
وقال رحمه الله: المرأة يخطبها إنسانٌ منحرفٌ، وترغب أن تتزوَّجَه، وتقول في نفسها، أو يقول وليُّها: "يهديه الله، لعل الله يهديه إذا تزوَّج"، ويكون الأمر بالعكس، هذه المرأة المستقيمة تكون منحرفةً بواسطة هذا الزوج.
وقال رحمه الله: العبرة في الأمور بالمنظور منها لا المنتظر, وانتبه لهذه القاعدة المفيدة, فأنت غير مكلف بأمر غيبي, بل بشيء بين يديك.
ومن هنا: نعرف جواباً لسؤال يقع كثيراً, يخطب الرجل امرأة ملتزمة وهو غير ملتزم, فتحب أن تتزوج به, وتقول: لعل الله أن يهديه على يدي, وهذا عمل مُنتظر فلا ندري, فالمنظور الذي أمامنا الآن: أنه غير ملتزم, فإذا قلت: لعل الله أن يهديه على يدي, قلنا: ولعل الله أن يضلك على يديه, وكله مُتوقَّع, وكونك تضلين على يديه أقرب من كونه يُهدى على يديك, لأن المعروف أن سلطة الرجل على المرأة أقوى من سلطتها عليه, وكم من إنسانٍ يُضايق الزوجة لِما يريد حتى يُضطرها إلى أن تقع فيما يريد دون ما تريد, وهذا شيء مشاهد مجرب.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: