ثمرة صلاح الأبناء والبنات

منذ 2021-08-05

نلاحظ قوله عليه الصلاة والسلام: «أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل أو ولد يدعو له لأن الولد الصالح يتذكر دائماً ما أنت محتاج إليه بعد موتك ليس كمن ألهته الدنيا وغفل عن الآخرة، كذلك فالولد الصالح حريٌ بأن يستجيب الله دعاءه

ثمرة صلاح الأبناء والبنات

إن صلاح الأبناء فيه خير لنا في الدنيا والآخرة وأما في الدنيا فبالراحة والطمأنينة والسعادة بهم، ففرق بين ابن أو ابنة قد منّ الله عليهما بالهداية فما نراهما إلا بارين مطيعين لله ذاكرين مصليين خاشعين، وبين ابن أو ابنة نراهما عاقين عاصين مفرطين ولصلاتهما مضيعين.

ومن الخير الذي ينالنا في صلاح الذرية إعانتهم لنا وتذكيرهم إيانا أفعال الخير، فهذه امرأة رزقها الله بنين وبنات ربتهم وصبرت على ذلك ومرت السنوات وكبر الأبناء والبنات وشق كلٌ منهم طريقةُ في الحياة، وقلت مشاغل الأم وارتباطاتها بهم، وبينما كانت تجلس في يوم من الأيام مع أحد أبنائها إذا به يشير عليهما بأمر فيه خير، حيث تقول هذه الأم لقد قال لي ابني: (ها نحن قد كبرنا وخفت المسؤولية عليك، فلم لا تشغلي نفسك بالصيام في الأيام الفاضلة؟) تقول هذه الأم: فأصبحت أصوم الإثنين والخميس وهي تحمد الله على تلك النعمة وتدعو لابنها لأنه كان السبب بعد الله في توجيهها إلى هذا العمل الصالح.

ومن ثمرة صلاح الأبناء والبنات ما نكسبه من الأجر والثواب على ما يعملون من أعمال صالحة واجبة أو مستحبة علمناهم إياها كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» (رواه مسلم) 2674).

كم نحن بحاجة إلى الله سبحانه وتعالى في كافة شؤوننا وليس لنا  غنى عنه طرفة عين، ولذلك ليكن من أهم ما نغرس في نفوس بناتنا ونعلمه أياهن هو اللجوء إليه تعالى ودعاؤه في كل ما يعرض لنا ونحتاج إليه، فمثلاً دعاؤه بالتيسير عند الشكوى من صعوبة الدراسة أو تعسر أمر من الأمور، لتُذكر الأم بناتها بقرب الله تعالى وأنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نكثر من الدعاء في السجود، وأن الله يستحي إذا سأله عبده أن يرد يديه صفراً بل إن الله سبحانه قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]

فمثلاً إذا علمت البنت أو الابن صلة الرحم فلن يخطو خطوة أو يضع قدماً ويرفع أخرى لصلة رحم إلا كان لك مثل أجره.

ومن ثمرة صلاح الأبناء والبنات دعاؤهم لوالديهم بعد موتهم قال عليه الصلاة والسلام: «إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»  (رواه مسلم (1631).

هل لفت انتباهنا هذا الحديث النبوي الشريف حيث نلاحظ قوله عليه الصلاة والسلام: «أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل أو ولد يدعو له لأن الولد الصالح يتذكر دائماً ما أنت محتاج إليه بعد موتك ليس كمن ألهته الدنيا وغفل عن الآخرة، كذلك فالولد الصالح حريٌ بأن يستجيب الله دعاءه، لا حرمنا الله وإياكم صلاح ذريتنا.

________________________________________________
الكاتب: 
أحمد خالد العتيبي

  • 6
  • 0
  • 2,485

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً