لا تحسبوهم سعداء!

منذ 6 ساعات

كثير منا يظن أن كثيرا من الذين كفروا وأجرموا سعداء في الدنيا وأن الآخرة فقط هي محل شقائهم, وتعد هذه من الشبهات التي يتعرض لها شبابنا, اذ يقولون

كثير منا يظن أن كثيرا من الذين كفروا وأجرموا سعداء في الدنيا وأن الآخرة فقط هي محل شقائهم, وتعد هذه من الشبهات التي يتعرض لها شبابنا, اذ يقولون:

"أنحن المؤمنين هذا حالنا من العناء والقهر, وأعداؤنا من المجرمين والفجار والكفار يرتعون "سعداء" في الدنيا؟ ... لماذا؟"

والرد هنا أن السعادة الدنيوية ليست بالمتاع والمظهر الفخم وعيش الرفاهية, بل هو شعور في الصدر تلخيصه هو "سلام نفسي نتيجة رضا العبد عن الله واطمئنان يغرسه الله في القلب نتيجة رضا الله عن العبد"

ومن جهة أخرى فإن الشقاء الدنيوي ليست بشظف الحياء والعناء المادي والألم الجسدي وإنما هو الخزي في الدنيا ,,, وما أدراك ما الخزي ... إنه شعور مقيت يستوعب كل أسباب الشقاء!

وقد قرن القرآن الكريم بين عذاب الآخرة وخزي الدنيا في مواضع كثيرة منها:

1. {ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} ﴿البقرة: ٨٥﴾

2. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ﴿البقرة: ١١٤﴾

3. {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}  ﴿المائدة: ٣٣﴾

والله يعلم وأنتم لا تعلمون

4. {﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾} [النور: ١٩]

فحيث أن السعادة والشقاء محلهما القلب لا المظهر, وأنه لا يعلم ما في القلوب إلا الله, وأن الله مُخبرنا أنه مخزيهم في الدنيا, وأننا نصدق الله تعالى, فإن فكرة أنهم سعداء في الدنيا فكرة خاطئة ...

#إلى_الله_تأملات_وخواطر

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 60

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً