علاج الرياء والعجب في العبادات

عانيتُ الوسواس القهري في العبادات بجميع أشكاله وألوانه، والآن أنا مصابة بوسواس فيما يتعلق بالرياء والعُجب وسوء الظن، فلا أستطيع الصلاةَ أمام أحدٍ، وبمجرد سماعي صوت أحدٍ يقترب من غرفتي، فإنني أرْتَبِكُ وأقوم بأشياءَ غريبة كإعادة قراءة الفاتحة في الصلاة السرية، وكإطالة السجود، وإذا ما كنت غافلة في صلاتي، فإنه ينبِّهني، فألتزم الخشوع، وأدعو في السجود، ولا أدري أهذا صحيح لكوني قد انتبهت في صلاتي، أو خطأ لكونه رياءً؟ وأيضًا في العجب، لا أدري: متى أفرح بعملي، ومتى لا أفرح به؟ أرشدوني وجزاكم الله خيرًا.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.ثانيًا: نحمَد لكِ حرصكِ على معرفة الحق، ومجاهدة نفسكِ والشيطان في وساوسهما، فبها يعالج المرء الرياء والعُجْبَ، فلا بد من المجاهدة ودفع الخواطر والشواغل، وعدم ... أكمل القراءة

أخي ذو السبع سنوات شاهد أشياء مخلة في اليوتيوب!

أخي عمره 7 سنوات، طفل ذكي ومتفوق في دراسته بشكل ملحوظ. مؤخراً أصبح يأخذ جهازي "الأيباد" لمشاهدة مقاطع الألعاب في اليوتيوب، وعادة أسمح له بساعة أو ساعة ونصف في اليوم، ويستعمله في الصالة، بحيث أكون حوله، ولم ألاحظ أنه قد شاهد أي شيء مخل من قبل.

اليوم بحكم أني منشغلة بالاختبارات؛ طلبت منه أن يشاهد في غرفة نومه تقريبًا لأول مرة، وبعد ساعة دخلت لأخذ الجهاز؛ فوجدته مغطىً كاملاً بالبطانية، رغم أن الجو حار؛ فاستغربت قليلاً، لكني لم أعر للأمر أهمية، وأغلقت الجهاز ووضعته في غرفتي وأكملت يومي.

في الليل اكتشفت أنه دخل غرفتي وأخذ الجهاز لغرفته "رغم أنه لم يكن يعرف كلمة السر من قبل" وكان في مثل الوضعية متغطي بالبطانية، طلبت منه أن يعطيني الجهاز فارتبك جدًا وقال "سأغلقه أولاً" في هذه اللحظة أيقنت أن هناك شيئًا خاطئًا، لكني لم أتوقع أنه من الممكن أن يصل إلى هذا السوء.

عندما فتحت اليوتيوب دخلت "history" كنت مصدومة جدًا؛ مقاطع مخلة تخجل عيني من رؤيتها، لم أشاهد المقاطع، ولا أعرف ما طبيعتها وما شاهد بالضبط، فأنا قد حكمت أنها إباحية من صورة المقطع، لكني خائفة جدًا أن تكون طفولته قد انتهكت.

من الواضح أنها أول مرة؛ فقد كان يشاهد مقاطع عن لعبة محددة كالعادة، وكان هناك مقطعًا مخلاً مصممًا عن اللعبة، وقد تكون هذه المقاطع من ضمن الاقتراحات.

حاليًا أنا في حالة صدمة وبكاء، لا أستطيع تصديق الأمر، وفي فترة اختبارات، وأشعر انه لا يمكنني التركيز بعد الآن.

ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحالة؟ كيف أتحدث إليه وبماذا أخبره بالضبط؟ لا أريد أن أرعبه، في النهاية هو طفل وغير مسؤول عن تصرفاته.

وأيضًا: هل تصرفه هذا ناتج عن فضول، أو من الممكن أن يهتم الأطفال بهذه الأمور؟

شيء أكيد أني لن أسمح له بأخذ الجهاز مره أخرى، فهل هذا تصرف سليم؟

أنا في حالة قلق ورعب شديدين، ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف! أي نصيحة أو اقتراح سأكون شاكرة له.

ابنتي العزيزة: هوني عليك ولا تقسي على نفسك أكثر، وأنا أدرك ما تشعرين به من هلع وقلق، لكن مثل هذا الأمر يتطلب منك ضبط النفس، والتفكير بهدوء والتصرف بعقلانية.وإن انتشار هذه الهواتف الذكية ودخولها بيوتنا وغرف نومنا وعقول أطفالنا لهي بلاء هذا العصر، فأعاننا الله وإياكم على تربية أبنائنا في ظل هذا ... أكمل القراءة

نصيحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

كيف نتعامل مع مَن تخالف حكمًا من أحكام القرآن أو السنة؟

كثير من أخواتي الملتزمات وغيرهن يسافرن من غير مَحرَم، حتى صديقات الوالدة الملتزمات، فلا أعرف كيف

أتعامل معهن: هل أنصحهنَّ؟ وكيف؟!

وجزاكم الله كل خير.

وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته: أما بعد؛فقد أنزل الله إلينا كتابه، وأرسل رسولَه بشرائعَ وأحكام، أمرنا بامتثالها، ونهانا عن مخالفتها، وأخبرنا أن فيها نجاتَنا في الدنيا والآخرة؛ولهذا أوجب علينا أن نأتمر بالمعروف ونأمر به، وأن نجتنب المنكر وننهى عنه، وأن نأخذ على يد مَن تجاوز حدود الله وتعدى؛ ... أكمل القراءة

هل يقدر الجن على الاتصال على الإنس عبر الهاتف؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

انتشر بين الناس في السنوات الأخيرة أن الجن يتصلون على الإنس عبر الهاتف، من أجل إخافتهم، أو تهديدهم، أو إفساد العلاقات بينهم، أو غيرها من الأمور، وبعض الناس يصدقون هذا.

 

وقد حدث أن شخصًا ما تم الاتصال به على هاتفه الشخصي عن طريق رقم مجهول، لكنه لم يردَّ على الاتصال، وفي اليوم التالي اتصل عليه رقم آخر مجهول على هاتف زوجته، فردَّ هو على الاتصال، فإذا به رجل يقول له أنه يبحث عن امرأة ليتعرف عليها، فقطع الاتصال، وقام بتحويل المكالمات إلى هاتف أخيه، وفي اليوم التالي أعاد المتصل صاحب الرقم المجهول الاتصال، فردَّ الأخ عليه، فإذا بها امرأة، وبعد حديث معها سألها: من هي؟ وماذا تريد؟ فأخبرته أنها من مدينة بعيدة عن مدينته، وأنها تسعى للتفريق بينه وبين زوجته، وهذا الأخ أخبر أخاه بأن لهجة المرأة لا تشبه إطلاقًا اللهجة التي يتحدثون بها في منطقتهم، حتى لو كانت من أهل المنطقة وأرادت تقليد لهجة أخرى، لَظهرَ هذا من خلال كلامها، والشيء الذي حيَّر الرجل هو: كيف لشخص غريب وبعيد أن يحصل على رقمه ورقم زوجته معًا، ويتصل عليه يومًا، ويومًا آخر على زوجته، ومرة يكون المتصل رجلًا، ومرة أخرى امرأة؟ لهذا فهو يسأل: هل يمكن أن يكون هذا من فعل الجن؟ وهل يمكن للجن أن يتصلوا على الإنس عن طريق الهاتف؛ من أجل إفساد العلاقات بينهم، أو لأيِّ سبب آخر؟ مع العلم أنه يقول أنه لا يتصور ويستبعد جدًّا أن يوجد في معارفه مَن يسعى لإفساد العلاقة بينه وبين زوجته، ولا يُعقَل أيضًا أن أحدًا من أصدقائه أو معارفه يفعل هذا من أجل التسلية؛ لأنه أمر جدي، ولا مجال للتسلية فيه، ولا يفعله عاقل مع صديقه أو معارفه، نرجو الإفادة، وبارك الله فيكم.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:فأولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير. ثانيًا: لا شك أن الله أعطى للجن القدرة والإمكانية على فعل أشياء لا يقدر عليها البشر، وأن منهم الكافر والمسلم، ومنهم ... أكمل القراءة

كيف أتعامل مع من يسخر مني؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجلٌ في منتصف الأربعين من عمري، أعمل في وظيفة جيدة، لكني أفضِّل الوَحْدة، ولستُ انطوائيًّا، لا أجيد التعامُل مع الناس، رغم أنَّ الجميع يقولون عني: إني شخصٌ مُلتزمٌ ومُحترمٌ إلى حدٍّ كبير.

 

يومًا ما تشاجَرْتُ مع أحد الأشخاص في الشارع الذى أقيم فيه، وهذا لا يحدُث كثيرًا؛ لأنني لا أحبُّ الشجار والمشاحَنات، فقام هذا الشخصُ بسبي بلفظٍ جارحٍ؛ فانزعجتُ وضرَبتُ هذا الشخص حتى سقَط أرضًا، وانتهى الموقف!

 

المشكلةُ أن الجميع لاحَظ انزعاجي من هذا اللفظ وإثارته لي، فتعمَّد أحدُهم ذِكْر هذا اللفظ كلما شاهدَني؛ حتى أصبحتْ لديَّ حساسية مُفرِطة مِن هذه الكلمة، ويظهر أثرُها على وجهي وسلوكي، ثم تطوَّر الأمرُ إلى أنَّ الناس تتكلَّم عني وتسخر مني.

أخي الكريم، أهَنِّئك أولاً على سؤالك عن حلٍّ لما يُزعجك؛ فهذا يدلُّ على أنك إنسان تَرْغَب في الراحة والاستقرار النفسيِّ، ولا ترضى بالضعف والاستسلام، وهذه أول خطوة لحلِّ كل مشكلة، ونسأل الله أن ينفعك بما سنكتب لك. مِن الواضح فعلاً أنك شخصٌ محترمٌ وهادئٌ، ولا تحبُّ المشاكل، ولكنك ... أكمل القراءة

الخضر ليس أعلم من موسى عليه السلام

هل الخضر أعلم من موسى عليه السلام

لا ثم لا؛ لأن الخضر عليه السلام كان أعلم منه بهذه الجزئية التي علمه الله تعالى إياها؛ ليثبت لموسى عليه السلام أنه ليس أعلم من في الأرض فقط، أما في بقية العلم فلا شك أن موسى أعلم، ولا شك أن موسى أفضل من الخضر، ولذلك قال له الخضر لما نقر العصفور من ماء البحر: يا موسى! إنني على علم من الله لا تعلمه ... أكمل القراءة

تخيل امرأة أخرى أثناء المعاشرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أودُّ الاستفسار عما أفعلُه أنا وزوجي أثناء الجِماع؛ حيث إننا نقوم بعمَل دور تمثيلي قبل الجِماع مِن باب الاستمتاع؛ مثلاً: يقوم هو بدور الطبيب وأنا بدور المريضة، ويُخاطبني كأنني غريبة، وأنا كذلك أتحدَّث معه كالغريبة، وأحيانًا نتخيل أنه اغتصاب.

فهل في هذا الفعل أي مخالفات شرعية؟

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فإنَّ ما تفعلينَه أنت وزوجك أيتها الأختُ الكريمةُ نوعٌ مُتَقَدِّمٌ مِنَ التخيُّلات الجنسية، بل هو أشدُّ منه، فأنتِ وزوجك لم تَقْتَصِرَا على تخيُّل شخصٍ آخر عند الجِماع، بل تماديتُما إلى المحاكاة والتمثيل، وقد نَصَّ ... أكمل القراءة

كيف يحكم العلماء - بجرح أو تعديل - على رواه لم يعاصروهم؟

السلام عليكم ورحمة الله، إخواني الفضلاء، طلبة العلم، ومشايخي المكرمين:

أود أن أسال فضيلتكم سؤالاً: كيف للمُجَرِّح والمُعَدِّل أن يُجَرِّح أو يُعَدِّل الرواة، وهو لم يعاصرهم؟! هل ذلك يكون بِسَبْرِ مروياتهم، ومن ثم الحُكْم عليهم بما يستحقون من خلال مروياتهم فقط؟

أو أن هؤلاء النقاد يتكلمون فى الرواة جَرْحًا وتَعدِيلاً عن طريق أخبار، وصلت إليهم عن طريق الذين عاصروا هؤلاء الرواة؟

وإذا كان ذلك كذلك فلماذا لا يُنسب الكلام في الرواة لمَن أخبر النقادَ بهذا؟! فدائمًا ما نسمع مثلاً: وثَّقَه يحيى بن معين، أو ضَعَّفَه يحيى بن معين، فإذا كان يحيى بن معين قد أخذ حال الراوي عن رجال، لماذا يُنسب إليه النقد؟

هل لأنه هو الذي جمع الأقوال في هذا الراوي ممن عاصروه، ومن ثَمَّ أصدر الحُكْم؛ مثلما يفعل الحافظ ابن حجر - رحمه الله - يجمع الأقوال ويَحْكُم على الراوي في "التقريب"؟؟

هل هذه فقط هي الطُّرُق للحُكْم على الرجال، أم أن هناك طُرُقًا أخرى يَحْكُم بها الناقدُ على الراوي، الذي لم يعاصره؟

وجزاكم الله عني كل خير.

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وبعد:اعتمد الأئمة – غالبًا - في حُكْمهم على الرواة جَرْحًا وتَعدِيلاً على سَبْر مَرْوِيَّات هؤلاء الرواة.ومن معاني السَّبْر: الاختبار والامتحان، ومعرفة القَدْر والتجريب. قال ابن منظور في "اللسان" (مادة: سَبَر): ... أكمل القراءة

سخرت من شعيرة الحج .. فماذا علي؟

سخرتُ مِن شعيرة من شعائر الدين؛ وذلك لزحمة الحُجَّاج في موسم الحج؛ فقلتُ بسخريةٍ: ربما يجعلون حجًّا له موسمان؛ كي يَخِفَّ الزحام، وربما يطوف أناسٌ ستَّةَ أو خمسةَ أشواط بدل سبعة، وهذه سخريةٌ مني!

فماذا يجب عليَّ؟ علمًا بأني قَرَأْتُ الشهادة بعدها.

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:فإن الاستخفاف أو الاستهزاء بالدين محض كفرٍ؛ لما فيه من التنقُّص، أو الطعن في حكمة الشارع، أو غير ذلك؛ قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ ... أكمل القراءة

فاشل في كل شيء

أنا شخص فاشل في كل شيء؛ فليس لديَّ أيُّ مهارة، أو هواية، فاشل في دراستي؛ حيث أدرس رغمًا عني، لا بإرادتي، ولم يبقَ سوى أسبوعين ويأتي الامتحان، وأثق أنني سأفشل، ومهما حاولت أن أنجح، فلا أستطيع، أنا مكتئب، ووحيد؛ فلا أحد يحبني، ليس لديَّ أصدقاء، أتعرض للتنمر والضرب من قِبل الناس ولا أستطيع أن أردَّ عن نفسي؛ إذ إن صورتي قبيحة، أيضًا أعاني أمراضًا بصرية، وعصبية، ومصاب بداء القزامة، ومن ثَمَّ فأنا فاشلٌ دراسيًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وجسديًّا، أرجو مساعدتي، وشكرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:من مضمون رسالتك القصيرة نصل إلى أنك تعاني من تدني تقديرك لذاتك، وهذا يعني أنك تركز على ما فشلت فيه، ونقاط ضعفك، وتغضُّ بصرك عن محاسنك ونقاط قوتك، فما من مخلوق في الكون إلا وخُلق لهدف ... أكمل القراءة

أحب امرأة متزوجة، فماذا أفعل؟!


منذ عام تعرَّفت إلى امرأةٍ في منتصف الثلاثينيات عبر (الفيس بوك)، وهي زوجة وأمٌّ لأربعة أولاد، وأنا خاطبٌ وعلى مشارف الزواج!
ومن يومٍ لآخر بَدَأَتْ خيوطُ عَلاقتنا تشتدُّ إلى حَدٍّ يصعب الاستغناءُ فيه عن بعضنا، فقد أحبَبْنا بعضَنا حُبًّا غير عادي! حيث يشعر كلُّ واحدٍ منا بأنه مُكمِّل للآخر!
وتطوَّر الأمر إلى أن أصبحَ كلٌّ منا يلقِّب الآخر بـ: "نفسي"، ويكاد لا يمرُّ علينا يومٌ إلا ونتكلَّم معًا، ويبوح كل واحدٍ منا لنفسه، وفي أغلب الأحيان يتجاوز ذلك منتصف الليل؛ حيث تكلِّمني من غرفة نومها، وهي بجانب زوجها، ودون علمه!
كما أنني أستعمل "الكاميرا" أحيانًا، دون أن تستعملَها هي، وهذا لم يجعلْني أشعر يومًا بنقصٍ من ناحيتها، أو نيَّةٍ في الفُحش - معاذ الله - بل على العكس تمامًا أحرص على صونِها، كما أني تمنَّيتُ أكثر مِن مرَّة لو كانتْ زوجتي؛ لعدَّة أسباب وخصال فيها.
أسألُكم بالله ماذا أفعل؟ وما هو جزاء صنيعي هذا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا، وتقبَّلوا مني فائق الاحترام والتقدير.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فاسمحْ لي في البداية أن أتعجَّبَ مما ورد في رسالتِك، وأن أقول: عجيبٌ أمر النفس البشرية التي تستحلُّ ما ثَبَتَ تحريمُهُ بالضرورة العقلية، والفطرةِ الإلهية، بالتأويلات الفاسدة، وهي - أعني النفس البشرية - تعرف أن ... أكمل القراءة

الماضي المؤلم وكيفية التغلب على أثره

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجوكم ساعدوني، لقد تعبت كثيرًا، أرجوكم خلصوني مما أنا فيه، أرجوكم دلوني على حلٍّ سريع وفعال، أنا تعبت، من أين أبدأ؟ هل أبدأ من طفولتي المُرة، أو من حاضري؟ في طفولتي كان أبي يضرب أمِّي، وكنت أراهما وهو يصعد على بطنها وهي حامل في الشهور الأخيرة، ويضربها على وجهها، ثم طلِّقت أمِّي منه، عشت 5 سنوات وأنا متجولة بين أمي وأبي، أيامًا عند أمي وأيامًا عند أبي، ثُمَّ قرَّرت المحكمة أنْ أعيش عند أمي وأخوالي، الأيَّام التي قضيتها مع أخوالي هي أمرُّ الأيام.

هم لم يستخدموا العنف الجسدي، بل النفسي، وخاصَّة اثنتين من خالاتي كانتا أشر الناس عليَّ من لسانهما السَّليط، مع ذلك كان مستواي الدِّراسي ممتازًا، ولله الحمد؛ إذ إنَّ أمي كانت تدفعني للتفوُّق بكل معانيه، وعندما نأتيها ونحن في قِمَّة الأسى من فقدان الأب، تقول: ما ضركم؛ نبيُّنا كان أسوأ حالاً منكم، فهو فاقد الأم والأب.

مشت الأيام، كنت في المرحلة المتوسطة في قمة نشاطي، وكنت اجتماعية بدرجة عالية، فكنت أصاحب المعلِّمات، وأربط علاقتي بمديرتي، حتى إنِّي كنت مشهورة في المدرسة بتميُّزي وتفوقي وحفظي للقرآن، حتى إنَّ بعضهم كان يقول عني: سيكون لها مستقبل مشرق، وكانت أمي تخاف عليَّ كثيرًا من العين، ومن ألسنة الناس، وكنت في المدرسة نفسِها التي تدرِّس فيها إحدى خالاتي اللاتي يكرهنني، فكانت تُهينني أمام زميلاتي، وتنقصني في الدَّرجات من غير سبب، فأثَّر ذلك عليَّ، ونقلت إلى مدرسة أخرى، وما أن وصلت إلى المرحلة الثانوية، حتى بدأت أخبو قليلاً قليلاً، حتى وصلت لدرجة أنِّي أكره الناس، وأحب العزلة، فلم تعد لي تلك الصَّداقات، صداقاتي كلها محدودة وأنا لا أميل لهم، دخلت الجامعة والحمد لله، كنت في القسم الذي أهواه.

ولكن علاقاتي الاجتماعية صارت ضعيفة؛ إذ بدأت بالفعل أنعزل تمامًا عن الناس، لدرجة أنِّي أحب أن أنشغل عن البنات؛ حتى لا يكون هناك وقت لأجلس معهم، وكلما حاولت أنْ أغير من نفسي وأدخل في نشاط، أهرب وأتركه، ثم خُطبت، وما أن مرَّ شهر على خطبتنا إلاَّ وفسخت الخطبة وازدادت مُعاناتي النفسية، حتى إنِّي صرت أعتزل أخواتي في البيت، ثم تزوجت ولله الحمد من رجل هو من خيرة الشباب، ولكن مع أنه طيب القلب، فإنَّه تأتيني الوساوس بأنَّه لا يوجد رجلٌ على هذه الدُّنيا طيبَ القلب، فكل الرِّجال لا يهمهم إلاَّ أنفسهم، وأمي تقول لي ذلك.

والآن أنا نفسيتي محبطة، زوجي يدفعني دائمًا بأن ألتقي مع جاراتي، ويريدني أن أنتج، ودائمًا يقول لي: اكتبي مقالات وانشريها على (الإنترنت)، والآن يعلمني كيف أصمم موقعًا، ولكني أخاف جدًّا من النَّقد الذي سأواجه به من قبل خالاتي، أخاف جدًّا؛ لأنَّهن لن يتركنني في حالي أبدًا، أخواتي ينصحْنَني بأن ألغيهم من تفكيري، وأن أنشغل بأموري؛ حتى لا أفكر فيهنَّ، هنَّ دائمًا يدفعنني أنْ أبدأ وأبني مستقبلي بنفسي، فأغلب العظماء لم يكونوا في صِغَرهم من ذوي النعمة، أريد أن أتخلص من هذه النفسية السوداويَّة، أريد أن أكون اجتماعية محبوبة، كما كنت سابقًا، بل أفضل، حتى لو لم أكن في نظر الناس كما يريدون، ولكن في نظري أنا كما أريد.

أريد أن أتعلم فنَّ التعامُل مع الصعوبات، وكيف أستطيع مواجهاتها من غير أن تؤثِّر على نفسيتي، فالدنيا لا تخلو من المصاعب، أريد أن أتعلم كيف أواجه النَّقد، سواء من زوجي - فزوجي ينقدني في كلِّ شيء، وهذا يُؤثِّر عليَّ، صحيحٌ أنِّي لم أخبره؛ لأنَّه يقوله بأسلوب شبه مؤدب - أم من الناس عامَّة، أم من الذين يقعدون لنا بالمرصاد.

أريد أن أتعلم أن لا ألوم نفسي كثيرًا؛ لأنِّي أعتقد أنَّ هذا هو المدمرُ الأولُ لي، كيف أستطيع أن أكون إنسانة دائمًا متفائلة، وتسعى دائمًا نحو النَّجاح والتميُّز، أعلم أنِّي أطلت عليكم، ولكن صدركم الواسع ومشوراتكم الرائعة وآراؤكم السديدة، ونصحكم المخلص - هو الذي دفعني لكم بكلِّ قوة، وشكرًا جزيلاً لكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،لم تطيلي عزيزتي، فنحن نرحِّب بالاستشارات الوافية، التي تشمل ذكرَ كل ما يُمكنه أن يفيدنا بالفهم والمساعدة، وأنت قد استوفيتِ كلَّ ما يُمكن أن يتبادر بأذهاننا من استفسارات باستشارتك، ليتَ الجميع يعي أسبابَ ما يعانيه مثل وعْيك.أنت واعية بالكثير من المسبِّبات التي ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 ذو القعدة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً