إن لم تجد ردًا على سؤالك في قسم الفتاوى، يمكنك إرسال سؤالك ليجيب عليه أحد الدعاة (سنعود لاستقبال أسئلتكم بعد قليل)

طلب فتوى

نقل الحديث بالمعنى أثناء الموعظة

هل يصحُّ للواعظ أن يأتي بالأحاديث التي يريد إسماعها من يعظهم بالمعنى لفوات لفظ الحديث ونصه حين الموعظة؟ وما هو الأفضل في ذلك؟

الأصل أن يأتي باللفظ النبوي إذا أمكن، لكن جماهير أهل العلم أجازوا الرواية بالمعنى بشرطها وهو أن يكون هذا الراوي عالمًا بمدلولات الألفاظ وما يحيل المعاني، وما خالف في هذه المسألة إلا ابن سيرين ونزر يسير من أهل العلم قالوا: لا بد من أداء اللفظ، لكن أداء اللفظ قد يكون متعذرًا فيلزم منه أن يُترك كثير ... أكمل القراءة

هجر المصاحف وإهمال العناية بها ونظافتها

عندي بعض المصاحف التي هُجرت عن القراءة وعلاها شيء من الغبار بسبب بُعد القرأة عنها، هل آثم بعدم صيانتي لها وتنظيفها وعدم القراءة منها؟

هجر القرآن لا يجوز، وقد شكا منه النبي -عليه الصلاة والسلام-: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: ٣٠]، فلا يجوز هجره، فإذا كان عند الإنسان من المصاحف قدر زائد على حاجته وحاجة ولده وأهل بيته فإنه يدفعها إلى من ينتفع بها؛ ليعم نفعها ويكثر ... أكمل القراءة

الصلاة بوضوء نوي به قراءة القرآن

توضأت لقراءة القرآن ثم حضرت الصلاة فصليت مع جماعة المسلمين ثم حاك في صدري أن صلاتي غير صحيحة؛ لأن وضوئي كان لقراءة القرآن لا للصلاة؟

من توضأ الوضوء الشرعي لما لا يستباح إلا بالوضوء سواء كان واجبًا أو مندوبًا -كقراءة القرآن، فالوضوء لقراءة القرآن من المصحف واجب- ارتفع حدثه، ويجوز أن يصلي به ما شاء من فرائض ونوافل وغيرها. أكمل القراءة

الاستمرار في النصيحة والتوجيه من باب التعاون على البر والتقوى

فتاة في التاسعة عشرة من عمرها وهي متمسكة بأوامر الله سبحانه وتعالى من صوم وصلاة وحجاب يسترها، تربطها علاقة حب صادق مع إحدى أخواتها لكنها تلحظ عليها بعض الملاحظات كعدم الاهتمام بالحجاب وما أشبه ذلك هل تستمر في صداقتها معها أم تنفصل عنها؟

تستمر بالنصيحة والتوجيه وحثها على الحجاب لعل الله أن يهديها بها، فإن يئست منها ولم تر فائدة في هذه النصيحة فينبغي أن تنفصلي عنها حتى لا تنسب إليها وحتى لا تقر المنكر، لكن مهما استطاعت أن تؤثر عليها بالنصيحة والتوجيه، أو توصي من يستطيع أن يؤثر عليها فهذا من باب التعاون على البر والتقوى. أكمل القراءة

من المحرمات تبرج النساء في الأسواق وإظهار الزينة

كنت في السوق لأشتري بعض حاجياتي وإذا بامرأة في كامل الزينة بالعباءة ورأيت رجلاً يوبخها ويحذرها، هل يجوز له ذلك أو أن ما له شغل بها؟

الواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الناس إلى ما أوجب عليهم، وتحذيرهم مما حرم الله عليهم، ومن المحرمات تبرج النساء في الأسواق وإظهار المحاسن والزينة، قال الله تعالى في سورة الأحزاب يخاطب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا ... أكمل القراءة

ثواب الصابرين في الدنيا والآخرة

حدثونا لو تكرمتم عما وعد الله به الصابرين في الدنيا والآخرة والعاملين في الآخرة، وما يجب على الإنسان أن يفعله تجاه هذه الدنيا وحبها ومتاعها؟  

نعم إن الله خلق الخلق لعبادته، أي ليعبدوه وحده لا شريك له، ليعبدوه وحده بأن يطيعوا أوامره وينتهوا عن نواهيه، ويكثروا من ذكره، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات: 56]، وعبادته هي توحيده سبحانه بدعائه وبخوفه ورجائه والصلاة والصيام وغير ذلك وطاعة أوامره ... أكمل القراءة

دفع الكفارة نقدًا لهيئات الإغاثة

هل يجوز أن أقدم الكفارات التي عليّ نقدًا لإحدى هيئات الإغاثة الموجودة في البلد؟

عامة أهل العلم على أن الكفارة لا تُقدّم مالاً وإنما تُقدّم كما جاء في النص: عتق أو صيام أو إطعام أو ما أشبه ذلك، على ما جاء تفصيلها في الكفارات المتعددة، فتُقدّم عينيات، وله أن يوكِّل من يشتري له الكفارة كالهيئات الإغاثية، لا مانع أن يقول: هذه مائة ريال اشتروا لي بها كفارة يمين، إطعام عشرة مساكين ... أكمل القراءة

زوجي وحبه للمُتْعة المحرَّمة!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا امرأة متزوجة من 5 سنوات، وعندي بنت عمرها 4 سنوات ونصف، وولد عمره سنة وتسعة شهور، وحامل في الشهر الثامن.
زوجي ضابط في الشرطة، دائم السفر، يُسافر في السنة مرتين؛ يعني: يسافر لمدة 45 يومًا تقريبًا؛ شهرًا لنفسه، وأسبوعين أحيانًا نسافر معه وأحيانًا أخرى لا، دائم السَّهَر، يبيت خارج البيت آخر الأسبوع ولا أدري مكانه.
يسكر، هو مِن عائلة مولعة بشُرْب الخمر، أبوه وإخوته جميعًا يشربون الخمر، وجميع أصحابه مثْله تمامًا، طبعًا كل ذلك لَم أكنْ أعلمه قبل الزواج؛ فهو ابن خالي وابن عمَّتي، ولكن لَم نَكُن على صلةٍ وطيدة مِن قبلُ.
المشكلة الآن أنَّه يُريد السفر إلى مصْر في عيد رأس السَّنَة، وقال لي: هناك دوْرة لمدة أسبوعين، ولكن أنا فهمته، وعرَفتُ لماذا يريد السفر، فسألته فقال: نعم، أُريد أن أُغَير جوًّا، بالرغم مِنْ أنه كان مُسافرًا - من حوالي 4 شهور - إلى أوروبا شهرًا كاملاً!
إلى الآن لَم يُوَافِق رُؤساؤُه في العمل على إجازته الخارجية، ولكن أنا امرأة مقهورة، ولا أريد أن يكونَ الرفضُ من العمَل، بل أريد أن يكونَ الرفْضُ نابعًا منه هو.
هو جيد جدًّا معنا، كريم ماديًّا، يُحافظ على الصلاة، ولكن ليس في وقتها، يصوم صيام التطوُّع أحيانًا، يَتَصَدَّق، ولكنه خائن، ولن يغفرَ له كل هذا أمام ما يفعله!
لقد تعبْتُ معه، وخاصة مِن زيارة والدِه الأخيرة؛ لأنَّ زوْجي أتى له بالخمر في بيتي، وشرب عندما دخلنا للنَّوم، وهذا ضايَقَني جدًّا، ولكن لا أستطيع أن أتكلَّم، ولو علِمَ والدي ما يفعل لأخَذَني فورًا، خاصة أنه ملتزم، ويأبَى ما يفعله زوجي، ولا يرضى إذلالي.
ما عرفتُ الراحة مذ تزوَّجْتُ، وفي نفس الوقْت لا أريد الذِّهاب لأهلي؛ لأن أمي وأبي لن يعيشوا لي طوال العمر، وهكذا إخوتي، فكلُّ واحدٍ منهم مشغول مع زوْجِه، وحياتهم تكْفيهم وأولادهم، ولا تتحمل أيَّ عِبْءٍ آخر.
أنا لا أُفَكِّر في الطلاق أبدًا، لكن حياتي صعْبة؛ ففي السنة الماضية تعبتُ تعبًا شديدًا، وربي أعلم بحالَتي كيف كانتْ، وحتى الآن تأتيني نوبات الاكتئاب على إثر مرَضي الذي عانَيْتُ منه، والحمد لله حالتي في تَحَسُّن دائمٍ.
أشعر كثيرًا أنِّي حاقِدة على زَوْجي وأهْلِه؛ لأنهم لا يُصَدِّقون ما أقوله في ابنهم، ودائمًا يقولون لي: احمدي الله عليه، وصلي شكرًا لله عليه!
وليس مِن طبيعتي أن أفتن على أحدٍ، فكيف بزَوْجي؟!
أُشْعِرُ أهلي دائمًا أنِّي سعيدة، ولكن هم يشعرون بعكس ذلك، ولكن من المستحيل أن أُبَيِّن ذلك لهم.
كيف أتعامَلُ معه، خاصة أنه يريد الذهاب إلى مصر للاحتفال برأس السنة؟
نسيت أن أخبركم شيئًا: عندما نُسافر سويًّا يتوَقَّع الجميعُ أنِّي سعيدة، ولكن على العكس، فأنا في هذا الوقت أكون مِن أشقى الناس؛ فعندما نصل إلى الفندق يتركنا وحدنا، ويذهب إلى البار، ويقول لي: مِن حقِّي أن آخذ وقت راحة لنفْسي.
لا يشْعُر بالمسؤولية مُطلقًا، بل يريد أن يكونَ السائقُ مسؤولاً عنَّا، ولكن أنا أرفض هذا، وأجبره أن يتحَمَّل هو المسؤولية، فأجعله يسير معنا في الأماكن التي نذهب إليها، ويأتي معنا، ولا أجعله يفلت منَ المسؤولية.
هذه حياتي باختصار، والله المستعان، أريد حلاًّ أو علاجًا ولو كان صغيرًا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فما ذكرته الأخت الكريمة مِن انحراف زوجها عن المنهج الإسلامي القويم، مما يوجب عليها شرعًا النُّصْحَ له، والخروجَ عن سلبيتها؛ قال - سبحانه وتعالى -: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا لَا ... أكمل القراءة

مرض اضطراب الهويه الجنسيه في الطفوله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكركم على مجهودكم المثمر في خدمة الإسلام والمسلمين، وأرجو مساعدتكم لي كطبيبة في الوصول إلى فتوى أكيدة معلَّلة، بخصوص قضية تخصّ فئة ليست قليلة من المسلمين، اختلف فيها الفقهاء، ألا وهي: مرض اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة.
أسألكم بالله أن تفيدونا، واعلموا أن هناك مرضى تتوقَّف حياتهم الدُّنيا على هذا الردّ، كل أملهم في الحياة أن يعيشوا كباقي البشر، لذا أسألكم سرعة الرَّد.
وأبدأ بتوضيح آخِر ما توصَّل إليه الطب في فَهْم هذا المرض:
إن مرض اضطراب الهُويَّة الجنسية المذكور في كل مراجع الطب النفسي العربية والعالمية: هو مرضٌ يولد به الإنسان، وكانوا يُرجعون سببه إلى البيئة أو التربية، لكن مع التقدم الطبيِّ؛
اتَّضح أن هناك ما يسمى بـ (الخطوط الجندرية) أو (الجنسية) بالمخ، هي المسؤولة عن تعريف وشعور المخ بالجنس الذي ينتمي إليه، وهو ما يسمى بالهُويَّة الجنسيَّة، وقد توصَّل العلماء إلى أن هذه الخطوط تكون مختلفةً في هؤلاء المرضى؛ بحيث يشعر الإنسان منذ ولادته أنه ينتمي للجنس المعاكس لجنسه التَّشريحي!
وتبيَّن أن هذا الاختلاف يرجع إلى اضطراب في (الهرمونات) التي يتعرَّض لها الجنين قبل الولادة، مما يؤثِّر على (جِيناته)، وعليه يؤثر على الخطوط الجنسية بالمخ، فتبدأ مأساة اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة.
تبدأ الأعراض بالظهور منذ الولادة، وحيث إنه يختلف سلوك الرَّضيع الذَّكر عن الأنثى؛ فيتبع الرَّضيع المريض سلوك الجنس المعاكس، ثم تزيد وتتضح الأعراض أثناء الطفولة المبكرة، فيشعر الطفل الذَّكر - مثلاً - الذي لم يتعدَّ 3 سنوات أنه أنثى، ويسلك سلوك الطفلة الأنثى في مختلف نواحي حياته، بدايةً من أسلوب اللعب، وحتى طريقة قضاء حاجته!
وتعدد ظهور هذا المرض في واحدٍ من التوائم المتماثلة دون الآخَر - هو إثباتٌ قطعيٌّ لا يقبل النقاش - أن هذا المرض يولد به الإنسان، وليس له أدنى علاقة بالبيئة أو التربية أو هوى النفس أو وساوس الشيطان - لطفل لم يتعدَّى الثالثة من عمره - كما يدعي الجاهلون - فمن المستحيل أن تختلف تربية أحدهما عن الآخَر، لذا؛ فليس هناك أيُّ سببٍ لاضطراب الهُويَّة الجنسيَّة في أحدهما منذ الطفولة المبكرة، سوى عيبٍ مخِّيٍّ غير ظاهر وُلِدَ به.
ويتبين من هذا العرض المبسَّط للمرض: أنه وإن كانت أعراضه تبدو نفسية، فإن سببه عضوي، وهو عيبٌ خِلْقي في المخ، يجعل صاحبه ذا هُويَّة جنسيَّة تخالف جنسه التَّشريحي و(الكروموسومي)، مما يؤدِّي إلى صراع شديد بين العقل والجسد، يجعل المريض يكره أعضاءه الجنسية ومظاهر بلوغه كرهًا شديدًا، ويرغب في استئصالها بأيِّ كيفية حتى يتحرَّر من سجنه في هذا الجسد، الذي يرى المخ أنه ليس بجسده!
ويختلف هذا تمام الاختلاف عن الشذوذ الجنسي أو (الجنسيَّة المِثْلِيَّة)، التي لا يرغب صاحبها في تغيير جنسه مطلقًا، ويؤمن بإمكانية الممارسة الجنسيَّة بين شخصَيْن من نفس الجنس، في حين أن مريض اضطراب الهُويَّة لا يؤمن بهذا مطلقًا، ويعتبره شذوذًا عن الفِطْرَة، غير أنه قد يقوم بتلك الممارسة - يائسًا وآسفًا - تحت سيطرة شعور أنه من الجنس الآخَر، ورغبته الملحَّة في تغيير جسده!!
ومع كل هذا التقدم الطبي المذهل، فإن العلاج النفسي لم يتمكن من علاج أيٍّ من هؤلاء المرضى، ولم يُفلح في تعديل هُويَّتهم الجنسيَّة (المُخِّيَّة)، حتى تناسب أجسادهم، ولم يبق أمام الطب سوى العلاج الجراحي؛ حتى ينقذوا هؤلاء المرضى من يأسهم الشديد من الحياة، وتفضيلهم الموت على العَيْش في أجساد ترفضها؛ بل وتشمئزُّ منها عقولهم.
إن الفتاوى التي تحرِّم عمليات تحويل الجنس لهؤلاء المرضى لم تقدِّم لهم الحلَّ البديل، ولم تراع عدم قدرتهم على الاستمرار في الحياة في ظلِّ تمزُّقهم بين العقل والجسد؛ بل وتؤدِّي بهم إلى الوقوع في الرَّذيلة التي طالما تمنُّوا أن يتطهَّروا منها بالعمليَّة والزَّواج الشَّرعي.
إن الذي يولد بأي عيبٍ خِلْقِيٍّ ظاهرٍ أو خفيٍّ - كالأعمى مثلاً - إذا وجد فرصةً للعلاج تَرُدُّ له بصرَه، فهل يعتبر هذا تغييرًا لخَلْق الله؟ ألم يكن الله قادرًا على أن يخلقه مبصرًا منذ البداية إن شاء؟ فلماذا لا تحرَّم هذه العمليات ومثيلاتها أيضًا؟
فالذي ولد أعمى كالذي ولد باضطراب الهُويَّة تمامًا.
إن مَنْ يقول: إن المقصود بالآية الكريمة: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} هو عمليات تحويل الجنس يتجاهل بذلك مسائل أخرى؛ فلماذا لا يعتبر (الحَقْن المِجْهَري) تغييرًا لخَلْق الله ومشيئته؛ [{وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}][ الشورى: 50]، وأيضًا وسائل منع الحمل وزراعة الأعضاء، والأدوية التي تحتوي على (هرمونات)، وغيرها الكثير.
فهل يمكن أن يخلق الله بشرًا، ويخلق به غريزة جنسيَّة، ويحرمه من ممارستها في الحلال، ويُحلُّ ذلك لباقي البشر؛ بل وحتى للحيوانات؟ كيف هذا وهو الرحمن الرحيم، الذي قال: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187]. وهنا نرى سَعَة رحمة الله - تعالى - وهو أعلم بخلقه من أنفسهم؛ فهو يعلم أن هذه الغريزة قويَّة جدًّا، وأن الإنسان خُلِقَ ضعيفًا .. فما أرحم الله - عزَّ وجلَّ - وما أقسى البشر!!
فهل نقول لهؤلاء المرضى: عليكم بالصيام حتى يرحمكم الله بالموت؟ عليكم بالإكثار منه قدر استطاعتكم، وتحملوا مشقَّته وحرمانه، إضافةً إلى معاناتكم وعذابكم وحرمانكم؛ فليس لكم أي حظٍّ في الدنيا، ولكم الجنة - إن شاء الله؟
ولا تحاولوا البحث عن دواء؛ لأن حديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "تداووا عباد الله، فما خَلَقَ الله من داءٍ إلاَّ وجعل له دواءٌ" ليس موجَّهًا إليكم؛ لأنَّ الفقهاء قالوا: إن الله أراد إن يعذِّبكم في الدنيا، فلا تعملوا لدنياكم كأنكم تعيشون أبدًا؛ بل فقط اعملوا لآخِرتكم كأنكم تموتون غدًا، وتمنُّوا الموت لأنه ليس لكم من حلٍّ غيره؟!
هل هذا هو معنى الفتوى بتحريم عمليات تحويل الجنس لمرضى اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة؟
إنه من المستحيل أن يتخيَّل الأصحَّاء مدى المعاناة والألم والعذاب الذي يعيش فيه ذلك المريض منذ ولادته، مرورًا بطفولته الحزينة، ثم صراعات مراهقته؛ وصولاً إلى يأسه من الحياة بأسرها في شبابه، ورغبته المُلِحَّة في الموت؛ لأنه الحلُّ الوحيد.
ومع هذا فنحن لا نطلب أن يُفتَح باب تلك العمليات لكلِّ مَنْ يرغب في تغيير جِنْسه؛ بل أن يسمح بها فقط للمريض المصاب باضطراب الهُويَّة الجنسيَّة منذ الطفولة المبكرة، كوسيلة للتَّداوي، ولتخفيف آلامه، بتحرُّره من جسده الذي عاش طوال عمره يشعر بالنفور منه، وهو شعورٌ قهريٌّ لا يستطيع أحدٌ منعه، مهما كانت قوَّته أو إيمانه، ومع أنه يعلم أنه سيعيش عقيمًا بتلك العملية؛ إلاَّ أنه يشعر بالرِّضا الشديد والراحة، لمجرَّد تخلُّصه من أعضائه التي طالما اشمأزَّ منها عقله ورفضها بشده، حتى من قبل ظهورها.
نسألكم أن تدرسوا هذه القضية بتمعُّن، وأن تفتونا في أمرنا هذا بناءً على ما تقدَّم، ولتعلموا فضيلتكم أن هناك العديد من المسلمين حياتهم متوقِّفة على رأيكم الحكيم، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.
ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، ثم أمَّا بعد: فإن ما يعرف باضطراب الهُوية الجنسية، هو اضطراب نفسي سلوكي، يعبر عن عدم رضا المريض ذكرًا أو أنثى عن هويته الجنسية التي ولد بها، وهو في الذكور أكثر منه في الإناث، حيث يحاول أن يتمثل أساليب وصفات وسلوكيات الجنس ... أكمل القراءة

استعمال موقع اليوتيوب

أريد أن أسأل: هل يَجوز للمسلم أن يستعمل يوتيوب للبحْث عن أشياء، سواءٌ كانت تخصُّ العمل أو الدين أو الأخبار؛ لأنه يَسهل إيجادُها؟
علمًا أنَّ هذا الأخير يَحتوي على صُور نساء عاريات، وقاذورات أخرى، هل نأْثم لاستِعْماله؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فموقع اليوتيوب من المواقع التي تَحتوي على الحسَن والقبيح، والنَّافع والضَّارّ، وتُستعْمَل في الحلال والحرام؛ ولذلك فإنَّ حكمها بحسب الاستخدام والاستعمال، والغرض الَّذي استُعْمِلت من أجله؛ فمَن استخدمه فيما هو مباح ... أكمل القراءة

ماذا أفعل مع نفسي؟

. أنا شابٌّ نشأ في أسرة متوَسِّطة الحال - والحمد لله - أنعم الله عليَّ رغم كثرة ذنوبي؛ فأنا الآن متزوج مِن زوجة أصغر منِّي بعشر سنوات، ولي منها أولاد.
أما مشكلتي فهي نفسي الأمارة بالسوء، فمن أيام المراهقة اعتدتُ على تفريغ هذه القوة الجنسية إما بالاستمناء، أو أن أغويَ شخصًا لذلك في سني أو أقل مني.
وكنتُ لا أُفَكِّر في إنشاء علاقات عاطفيَّة مع البنات؛ لإدراكي أن البنت في هذا الوقت تُريد مشاعر الحب أكثر منَ الجنس، فكنتُ أتعرف بسرعة على الشخص بسبب شخصيته الجذابة، وأغويه إلى ذلك، وكنتُ أفْشَل بواقع 2 من عشرة فقط مع أي شخص أتعرف علية.
وفي هذا الوقت أيضًا كنتُ أصَلِّي، وأحافظ على الصلاة في الجماعة، وصلاة الفجر خاصة، وكنتُ أدعو الله كثيرًا أن يرحمني مِن هذا الفعل؛ لأني أعلم كل شيء عنه، ولأنِّي مُطَّلع إلى حدٍّ كبير على الكُتُب الإسلاميَّة، وأعرف الحُدُود والقصاص، وكل شيء أعلمه جيدًا.
ولكن رأيتُ بعد زواجي بفترة اتِّجاهي إلى إغواء النساء، فقلتُ: قدر أخف من قدر، وكنتُ عندما أغوي امرأة، وتميل إليَّ، أذهب لأصلي وأبكي بين يدي الله ألا يوقعني في الفاحشة، وكنتُ لا أقطع العلاقة، وكان الله يستجيب لي، وفي مُعظم الأوقات كنتُ أخلو بفريستي، ومنَ الداخل أدعو الله، ولكن تغيَّرت حالتي، فأصبحْتُ أزني وأبكي، وأدعو وأغوي، واتَّجَه إغْوائي إلى الصِّغار ثانية، وأنا أحتقر نفسي، وفكَّرْتُ في الانتحار أفضل مِنْ غضَب الجبَّار، ولكنِّي تذكَّرْتُ آيات الرَّحمة، وعدم القُنُوط مِن رحمة الله، ولكنني أُصبح شخْصًا ثانيًا عندما أجد الهدف ولا أتركه إلاَّ بعد أن...
أنا إنسان مُحب للدِّين، والصلاة، والصدَقات، وكل فِعْل الخَيْرات، وقراءة القرآن، فهل أنا مريض، أو مفتون؟
مِنْ فضلك لا تنصحني بشيء، فأنا فعلْتُ كل شيء إلاَّ الذهاب لدكتور نفسي، مع العلم أنِّي أستغفر وأفعل صدقات جارية لكلِّ مَن أغويتهم، وإن كانوا صغارًا فأفعل لوالديهم، وأدعو لهم كي يرضوا عنِّي عند الحساب، أرجو الرد سريعًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أما بعدُ: فعلى الرغم مِن أنكَ طلبْتَ منِّي عدم النُّصح إلاَّ أنني سأنصح لك؛ لأنَّ النُّصح قد تعيَّن علينا بتلك الرسالة، من باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر. واسْمح لي: فأنا لا أصدق ما زعمتَ من حب الدِّين، ... أكمل القراءة

هل يُعد هذا من مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم؟

قرأت ما هو مكتوب عن شم النسيم. لكن أريد أن أعرف كيف لي ألا أحتفل بشم النسيم، فالأمر عندنا لا يمثل سوى إجازة عادية وترتيب لقضاء الإجازات مع الأسرة والأخوات، وهكذا يكون الأمر في يوم شم النسيم. ويفضل الجميع أكل الأسماك المملحة كتغيير لأنها كما تعلمون ليست من الأكلات المتكررة لصعوبتها. فهل هذا حرام؟

شم النسيم من الأعياد الوثنية البدعية، والأعياد من أعظم شعائر الدين, وأعيادنا توقيفية تؤخذ دون زيادة ودون نقصان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا أهل الإسلام». ولما قدم المدينة و رأى أهلها يلعبون في يومين فسأل عن هذين اليومين فعلم أنهما يومان كانوا يلعبون ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
5 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً