إن لم تجد ردًا على سؤالك في قسم الفتاوى، يمكنك إرسال سؤالك ليجيب عليه أحد الدعاة (سنعود لاستقبال أسئلتكم بعد قليل)

طلب فتوى

حكم الدم الذي ينزل على الحامل

السلام عليْكم، امرأة حامل في شهرِها الثَّالث وينزل منها الدَّم بكميَّات قليلة؛ نظرًا لوجود الجنين في أسفَل الرَّحم، فهَل تصلِّي أم لا؟
هل القدمَين عورة في الصَّلاة ويَجب تغْطيتهما أم لا؟
ما حُكْم إظْهار المرْأة لثدْيِها أمام النِّساء أثْناء إرْضاعِها لابنِها؟
وجزاكم اللَّهُ عنَّا ألْفَ خيرٍ.

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإذَا رَأتِ الحامِل دَمًا حَال الحَمْل وقَبْل المَخاضِ، فإنَّه يَكُونُ دَمَ اسْتِحاضَةٍ عِندَ الحَنَفِيَّة والحَنابِلة، وهُوَ القَوْل القَديمُ لِلشَّافِعيِّ. وذَهَبَ المالِكِيَّةُ والشَّافِعِيَّةُ في الجَديدِ ... أكمل القراءة

كيف أتصرف فى أموال ربحتها من وديعة بنك ربوى؟

الأموال التى ربحها الشخص من وديعة فى بنك ربوى؛ كيف يتصرف بها؟
إذا وضعت فى البنك عشرة آلاف، سنة كذا، ثم أصبحت الآن خمسة عشرة ألفاً، حقك العشرة آلاف والخمسة تخرجها لفقير أو لمسكين أو لمشروع خيري وهكذا. يأتي سؤال هنا وهو: هذا ربا كيف أطعم مسلماً ربا؟ نضرب مثلاً هنا حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم: جاءه تمر فقال: يا رسول الله إنه من تمر الصدقة، والرسول صلى ... أكمل القراءة

التوبة من الغيبة

إن أمسكت لساني عن الغيبة هل سأبقى من المفلسين يوم القيامة ؟ فقد كنت أعلم بحكم من يغتاب وما هي عاقبته يوم الحساب إلى أن أحسست بعد التوبة بفداحة ذنب الغيبة وما يمكن أن يؤول بصاحبه فكففت ويظلّ في بالي خاطر وهو أن من اغتبتهم لن يعفوا ويصفحوا عنّي في الآخرة

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فإن الغيبة من كبائر الذنوب، وقد زجر الله عنها في كتابه العزيز؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ ... أكمل القراءة

حكم مشاركة شخص بمال دون تحديد نسبة الربح ولا نوعية العمل

أريد إعطاء شخص مبلغ يستثمره لي، هو يقول في التجارة، مع العلم أنني لن أتدخل ولن أعرف تفاصيل التجارة، هو يؤكد أنه يعمل في الحلال، ويقول سوف أعطيك الذي يخرج من ذمتي دون تحديد أي نسبة، وذلك لاختلاف وتنوع التجارة، ماذا أفعل حتى يكون التعامل شرعي؟

Video Thumbnail Play

حكم شراء السلع المعمرة بالتقسيط عن طريق البنك الوطني للتنمية

تقيم الشركة عندنا معرض للسلع المعمرة، عن طريق تمويل هذا المعرض من البنك الوطني للتنمية، و يتم شراء السلعة كالتالي:

1- يكتب المشتري طلب شراء للسلعة بوصفها.
2- ويكتب وعداً بالشراء لهذه السلعة.
3- يرسل المعرض فاتورة بثمن السلعة إلى البنك.
4- يرد عليه البنك بتعهد بالشراء لهذه السلعة.
5- لابد أن يتم قبض المؤسسة للسلعة قبضاً حقيقياً كلما أمكن ذلك، أو القبض الحكمي عند الحاجة.
6- يتم كتابة عقد المرابحة مع البنك و به شرط جزائي.
7- يتم استلام السلعة من مندوب البنك.

هل شراء السلع من المعرض بها ربا أم لا؟

Video Thumbnail Play

الزواج بالإكراه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأرجو أن أجدَ ضالتي وحلاًّ لمشكلتي لديكم.

أنا متخصصة في مجال الطب، ومنْ أسرة تتكوَّن من خمس بنات، وثلاثة أولاد، وأنا الوسطى في البنات، درستُ في بلد بعيدٍ عن أهلي، وتحملت المسؤولية بعيدًا عنهم مع أخواتي، إلى أنْ أكْمَلْتُ دراستي، وحصلْت على المرتبة الأولى. والحمد لله رغم الفتن المحيطة بي، لكن حافظتُ على ديني وأخلاقي - بحمد الله - وهذا بفَضْل الله أولاً، ثم التربية الإسلامية التي تلقيتها في مدارس السعودية. توظفتُ منذ تخرُّجي في البلد الذي درستُ فيه؛ لأننا لَم نتمكَّن أنا وأخواتي من العودة إلى أهلنا بسبب الحصار والحرب في البلد الموجودين فيه.

المهم أننا بعد عناءٍ استطعنا العودة إلى أهلي، وتركتُ عمَلي عند وُصُولنا، فتقدَّم لخطبتي اثنان: أحدهما: ابن خالتي، وهو في بلد آخر، لا أعرف عنه غير أنه غير متعلم، وثريٌّ، ويعمل مدير شركة في الأردن، وتقدَّم لخطبتي مديرُ المستشفى الذي كنتُ أعمل فيه، وهو متعلم ومتدين، وعلى خُلُق عالٍ، فالأنسب لي بالطبع المتعلِّم، وأنا رفضتُ ابن خالتي؛ لأنه غير متعلم، لكن أهلي لَم ينظروا إلا للمظاهر المادية، وأجبروني على ابن خالتي، فاستخدموا معي كل وسائل الضغط النفسي؛ من ضرب، وإهانة، إلى أن أخذوني إجبارًا إلى المحكمة، وعقد الشيخُ العقد، وهو ينظر إليَّ، ويعلم أنني غير مُوافقة، وَلَم يسألني القاضي هل أنا مُوافقة أو لا!

أنهوا كل شيء، وطلبوا منِّي التوقيع تحت تهديد والدي، أنا الآن مخطوبة لابن خالتي، وزواجي بعد أربعة شهور، ولا أشعر إلا بالأسف على نفسي والحزن والضيق الشديد؛ لأني عندما أحادثه أشعر بالفرْق الكبير بيني وبينه في الفكر، وفي كل شيء! لا أعرف ماذا أفعل؟ حاولتُ معه، وقلتُ له: إنني لا أريده قبل العقد وبعده، لكنه لَم يُوافق على تركي وشأني.

أرجو منكم النصيحة؛ لأنَّني أشعُر بالضياع.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: فلقد فرَّطتِ في حقكِ الذي أعطاك الإسلام إياه؛ حيث جعل رضا المرأة شرطًا في صحَّة الزواج، ومنع الآباء من إجبار بناتهن على الزواج بمَن لا تريده، ولا ترغب فيه، وأوجب على الأولياء احترام رأي المرأة وتعاوُنهم معها في ... أكمل القراءة

المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية

أنتم من أفضل المنتديات التي أعتمد عليها: وصلني إيميل يحوي شبهة جديدة فأريد منكم أن تعلموني، أريد الذب عن حجابي، فماذا أصنع؟ تدعى: الفرومكا ـ وهو حجاب نساء اليهود وقد ذكروا أنهم يفرضون الحجاب على النساء لأنهن نجس... إلى غير ذلك من الظلم الموجه للمرأة، أنا لست بصاحبة علم، لكنني أريد الرد عليهم، وهؤلاء طائفة تدعى الحريديم ـ على ما أظن ـ والإسلام صاننا بحجابنا، أريد رد هذه الشبهة، والمشكلة الأكبر أن الذي يكتب هذه المقالات مسلمون!! فمنتدى أهل التفسير مثلا يذكر أن هؤلاء هم السلفيون الإسرائيليون.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فهوني عليك أختنا الكريمة! فمسألة الحجاب من المسائل المتفق عليها من حيث الجملة بين الملل السماوية الثلاث: الإسلام، وكذا اليهودية والنصرانية قبل تحريفهما، وراجعي في تفصيل ذلك كتاب: الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية ـ ... أكمل القراءة

كيف يستجيب الله لنا مع وجود المنكر

هناك حديث يقول (...ثم تدعون فلا يستجاب لكم) او (...ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لكم) اذا ما العمل و انا بالفعل اشعر بذلك رغم أن الله و عد بالاستجابة و لكن شرط الله المذكور فى الحديث لا يعمل به، فكيف سيستجيب الله لنا؟

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فالحديث المشار إليه رواه أحمد والترمذي وقال هذا حديث حسن عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليبعثن عليكم قومًا، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". ... أكمل القراءة

هل طاعة الزوج واجبه في كل الاحوال؟

زوجي شخصيه عصبيه وعنيده هناك اختلاف بينه وبين اهلي وهو يرفض ان يكون لي علاقه بيهم لتجنب المشاكل واهلي لايريدوا سوا الاطمنان علي وعندما يكون عصبي يسب اهلي بالفاظ مسيءه وان عارضته يخاصمني ويهرجني ويهددني بالطلاق وايضا هو مقاطع لامه واخواته بسب خلافات بينهم وهو ايضا يسبهم بالفاظ سيءه وانا لا استطيع ان اعارضه هو يريداني ان اكون له وحده وهويعاملني كويس طول ما انا اطاوعه فيما يريد فماذا افعل انا في بينه وبين اهلي وهل ساحاسب علي عدم معارضته ف اخطاءه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:فإنَّ طاعة الزَّوج لا تكون إلا في المعروف فقط، فلا تجب طاعته فيما يعلم أنه محرم كقطيعة الرحم، بل لا تجوز الطاعة حينئذ؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل"؛ ... أكمل القراءة

تحرير مسألة البيع بالتقسيط

أمتلك محلات لبيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية والمفروشات، وغيرها ؛ فهل يجوز البيع بالتقسيط مع زيادة ثمن السلعة؟ وقد سمعت أن بعض أهل العلم يحرمون البيع بالتقسيط.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:فبيع السلع بالتقسيط جائز مع زيادة الثمن، إذا كان البيع مستوفيًا الشروط، وكانت العين المباعة مباحة؛ لقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [البقرة: 275]، واتفق الطرفان على الثمن الآجل، وعلى طريقة الدفع قبل ... أكمل القراءة

مرض اضطراب الهويه الجنسيه في الطفوله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكركم على مجهودكم المثمر في خدمة الإسلام والمسلمين، وأرجو مساعدتكم لي كطبيبة في الوصول إلى فتوى أكيدة معلَّلة، بخصوص قضية تخصّ فئة ليست قليلة من المسلمين، اختلف فيها الفقهاء، ألا وهي: مرض اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة.
أسألكم بالله أن تفيدونا، واعلموا أن هناك مرضى تتوقَّف حياتهم الدُّنيا على هذا الردّ، كل أملهم في الحياة أن يعيشوا كباقي البشر، لذا أسألكم سرعة الرَّد.
وأبدأ بتوضيح آخِر ما توصَّل إليه الطب في فَهْم هذا المرض:
إن مرض اضطراب الهُويَّة الجنسية المذكور في كل مراجع الطب النفسي العربية والعالمية: هو مرضٌ يولد به الإنسان، وكانوا يُرجعون سببه إلى البيئة أو التربية، لكن مع التقدم الطبيِّ؛
اتَّضح أن هناك ما يسمى بـ (الخطوط الجندرية) أو (الجنسية) بالمخ، هي المسؤولة عن تعريف وشعور المخ بالجنس الذي ينتمي إليه، وهو ما يسمى بالهُويَّة الجنسيَّة، وقد توصَّل العلماء إلى أن هذه الخطوط تكون مختلفةً في هؤلاء المرضى؛ بحيث يشعر الإنسان منذ ولادته أنه ينتمي للجنس المعاكس لجنسه التَّشريحي!
وتبيَّن أن هذا الاختلاف يرجع إلى اضطراب في (الهرمونات) التي يتعرَّض لها الجنين قبل الولادة، مما يؤثِّر على (جِيناته)، وعليه يؤثر على الخطوط الجنسية بالمخ، فتبدأ مأساة اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة.
تبدأ الأعراض بالظهور منذ الولادة، وحيث إنه يختلف سلوك الرَّضيع الذَّكر عن الأنثى؛ فيتبع الرَّضيع المريض سلوك الجنس المعاكس، ثم تزيد وتتضح الأعراض أثناء الطفولة المبكرة، فيشعر الطفل الذَّكر - مثلاً - الذي لم يتعدَّ 3 سنوات أنه أنثى، ويسلك سلوك الطفلة الأنثى في مختلف نواحي حياته، بدايةً من أسلوب اللعب، وحتى طريقة قضاء حاجته!
وتعدد ظهور هذا المرض في واحدٍ من التوائم المتماثلة دون الآخَر - هو إثباتٌ قطعيٌّ لا يقبل النقاش - أن هذا المرض يولد به الإنسان، وليس له أدنى علاقة بالبيئة أو التربية أو هوى النفس أو وساوس الشيطان - لطفل لم يتعدَّى الثالثة من عمره - كما يدعي الجاهلون - فمن المستحيل أن تختلف تربية أحدهما عن الآخَر، لذا؛ فليس هناك أيُّ سببٍ لاضطراب الهُويَّة الجنسيَّة في أحدهما منذ الطفولة المبكرة، سوى عيبٍ مخِّيٍّ غير ظاهر وُلِدَ به.
ويتبين من هذا العرض المبسَّط للمرض: أنه وإن كانت أعراضه تبدو نفسية، فإن سببه عضوي، وهو عيبٌ خِلْقي في المخ، يجعل صاحبه ذا هُويَّة جنسيَّة تخالف جنسه التَّشريحي و(الكروموسومي)، مما يؤدِّي إلى صراع شديد بين العقل والجسد، يجعل المريض يكره أعضاءه الجنسية ومظاهر بلوغه كرهًا شديدًا، ويرغب في استئصالها بأيِّ كيفية حتى يتحرَّر من سجنه في هذا الجسد، الذي يرى المخ أنه ليس بجسده!
ويختلف هذا تمام الاختلاف عن الشذوذ الجنسي أو (الجنسيَّة المِثْلِيَّة)، التي لا يرغب صاحبها في تغيير جنسه مطلقًا، ويؤمن بإمكانية الممارسة الجنسيَّة بين شخصَيْن من نفس الجنس، في حين أن مريض اضطراب الهُويَّة لا يؤمن بهذا مطلقًا، ويعتبره شذوذًا عن الفِطْرَة، غير أنه قد يقوم بتلك الممارسة - يائسًا وآسفًا - تحت سيطرة شعور أنه من الجنس الآخَر، ورغبته الملحَّة في تغيير جسده!!
ومع كل هذا التقدم الطبي المذهل، فإن العلاج النفسي لم يتمكن من علاج أيٍّ من هؤلاء المرضى، ولم يُفلح في تعديل هُويَّتهم الجنسيَّة (المُخِّيَّة)، حتى تناسب أجسادهم، ولم يبق أمام الطب سوى العلاج الجراحي؛ حتى ينقذوا هؤلاء المرضى من يأسهم الشديد من الحياة، وتفضيلهم الموت على العَيْش في أجساد ترفضها؛ بل وتشمئزُّ منها عقولهم.
إن الفتاوى التي تحرِّم عمليات تحويل الجنس لهؤلاء المرضى لم تقدِّم لهم الحلَّ البديل، ولم تراع عدم قدرتهم على الاستمرار في الحياة في ظلِّ تمزُّقهم بين العقل والجسد؛ بل وتؤدِّي بهم إلى الوقوع في الرَّذيلة التي طالما تمنُّوا أن يتطهَّروا منها بالعمليَّة والزَّواج الشَّرعي.
إن الذي يولد بأي عيبٍ خِلْقِيٍّ ظاهرٍ أو خفيٍّ - كالأعمى مثلاً - إذا وجد فرصةً للعلاج تَرُدُّ له بصرَه، فهل يعتبر هذا تغييرًا لخَلْق الله؟ ألم يكن الله قادرًا على أن يخلقه مبصرًا منذ البداية إن شاء؟ فلماذا لا تحرَّم هذه العمليات ومثيلاتها أيضًا؟
فالذي ولد أعمى كالذي ولد باضطراب الهُويَّة تمامًا.
إن مَنْ يقول: إن المقصود بالآية الكريمة: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} هو عمليات تحويل الجنس يتجاهل بذلك مسائل أخرى؛ فلماذا لا يعتبر (الحَقْن المِجْهَري) تغييرًا لخَلْق الله ومشيئته؛ [{وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}][ الشورى: 50]، وأيضًا وسائل منع الحمل وزراعة الأعضاء، والأدوية التي تحتوي على (هرمونات)، وغيرها الكثير.
فهل يمكن أن يخلق الله بشرًا، ويخلق به غريزة جنسيَّة، ويحرمه من ممارستها في الحلال، ويُحلُّ ذلك لباقي البشر؛ بل وحتى للحيوانات؟ كيف هذا وهو الرحمن الرحيم، الذي قال: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187]. وهنا نرى سَعَة رحمة الله - تعالى - وهو أعلم بخلقه من أنفسهم؛ فهو يعلم أن هذه الغريزة قويَّة جدًّا، وأن الإنسان خُلِقَ ضعيفًا .. فما أرحم الله - عزَّ وجلَّ - وما أقسى البشر!!
فهل نقول لهؤلاء المرضى: عليكم بالصيام حتى يرحمكم الله بالموت؟ عليكم بالإكثار منه قدر استطاعتكم، وتحملوا مشقَّته وحرمانه، إضافةً إلى معاناتكم وعذابكم وحرمانكم؛ فليس لكم أي حظٍّ في الدنيا، ولكم الجنة - إن شاء الله؟
ولا تحاولوا البحث عن دواء؛ لأن حديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "تداووا عباد الله، فما خَلَقَ الله من داءٍ إلاَّ وجعل له دواءٌ" ليس موجَّهًا إليكم؛ لأنَّ الفقهاء قالوا: إن الله أراد إن يعذِّبكم في الدنيا، فلا تعملوا لدنياكم كأنكم تعيشون أبدًا؛ بل فقط اعملوا لآخِرتكم كأنكم تموتون غدًا، وتمنُّوا الموت لأنه ليس لكم من حلٍّ غيره؟!
هل هذا هو معنى الفتوى بتحريم عمليات تحويل الجنس لمرضى اضطراب الهُويَّة الجنسيَّة؟
إنه من المستحيل أن يتخيَّل الأصحَّاء مدى المعاناة والألم والعذاب الذي يعيش فيه ذلك المريض منذ ولادته، مرورًا بطفولته الحزينة، ثم صراعات مراهقته؛ وصولاً إلى يأسه من الحياة بأسرها في شبابه، ورغبته المُلِحَّة في الموت؛ لأنه الحلُّ الوحيد.
ومع هذا فنحن لا نطلب أن يُفتَح باب تلك العمليات لكلِّ مَنْ يرغب في تغيير جِنْسه؛ بل أن يسمح بها فقط للمريض المصاب باضطراب الهُويَّة الجنسيَّة منذ الطفولة المبكرة، كوسيلة للتَّداوي، ولتخفيف آلامه، بتحرُّره من جسده الذي عاش طوال عمره يشعر بالنفور منه، وهو شعورٌ قهريٌّ لا يستطيع أحدٌ منعه، مهما كانت قوَّته أو إيمانه، ومع أنه يعلم أنه سيعيش عقيمًا بتلك العملية؛ إلاَّ أنه يشعر بالرِّضا الشديد والراحة، لمجرَّد تخلُّصه من أعضائه التي طالما اشمأزَّ منها عقله ورفضها بشده، حتى من قبل ظهورها.
نسألكم أن تدرسوا هذه القضية بتمعُّن، وأن تفتونا في أمرنا هذا بناءً على ما تقدَّم، ولتعلموا فضيلتكم أن هناك العديد من المسلمين حياتهم متوقِّفة على رأيكم الحكيم، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.
ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، ثم أمَّا بعد: فإن ما يعرف باضطراب الهُوية الجنسية، هو اضطراب نفسي سلوكي، يعبر عن عدم رضا المريض ذكرًا أو أنثى عن هويته الجنسية التي ولد بها، وهو في الذكور أكثر منه في الإناث، حيث يحاول أن يتمثل أساليب وصفات وسلوكيات الجنس ... أكمل القراءة

الزكاة لا تسقط بتقادم الزمن

السلام عليكم،،،

أرجو منكم مساعدتي في أمري؛ لدي نصف مليون من العملة العراقية، وَأنا أحتفظ بها منذ سبع سنوات، وأريد أن أعرف هل عليها زكاة؟ وما مقدارها؟

بارك الله فيكم.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:فإن المال المدخر تجب فيه الزَّكاةُ إذا بلغ نصابًا بنفسه، أو بما أُضيفَ إليه من أموال أخرى كالذَهَب، أو عُرُوض التِجارة، وحال عليه الحول من حين بلوغه النصاب.والنّصاب: هو ما يُعادِل قيمة أدنَى النِّصابيْنِ من ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً