زواج المرأة بغير إذن أهلها

منذ 2015-10-09
السؤال:

تعرَّفتُ على شابٍّ ألماني مسلم منذ 9 سنوات، وهو متديِّن، جاء إلى مصر وتقدَّم لأبي ولكن أبي رفضَه؛ لأنَّه أجنبي، وأخي؛ لأنَّه ليس في مستواي التَّعليمي، فهو لَم يدخل جامعة، علمًا أنَّ النِّظام التَّعليمي هناك مختلف، وأيضًا أبي لا يُريد أن أهاجر.

ولكنَّ هذا الشَّابَّ يُريد أن يدرسَ بالأزْهر ويستقرَّ بمصْر، ولكن أبي لا يقتنِع بذلك.

طلب منِّي هذا الشَّابُّ أن نتزوَّج بدون إذْنِهم، وأخبرني أنَّه مسموح في الشَّريعة، ولكنِّي خائفة أن أخسر أهْلي.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فما ذكرتيه في سؤالك من تعرف الشاب عليك إن كان بينك وبينه مباشرة؛ فهذا فيه مخالفة شرعية ومعصية لله جل وعلا؛ فتوبي إليه واستغفريه وما قالَه لك ذلك الشَّابُّ، من أنَّ زواجَك به مسموح به في الشريعة من غير موافقةِ وليِّك - غيرُ صحيح، ومُخالف للشَّريعة، ولعلَّه جهل ذلك، ويُمكنك أن تطَّلعي على حُكْم زَواج المرْأة بغير إذْن وليِّها في الفتوى: "حكم زواج السر".

وأمَّا عدم موافقةِ والدِك من الزَّواج بالشَّخص المذْكور، فاعلمي أنَّ طاعتَه مقدَّمة على الزَّواج من شخصٍ بعيْنه، ولا يصحُّ الزَّواج بدون موافقتِه.

وعليه؛ فإنِ استطعْتِ أن تُقْنِعي والدَك بهذا الزَّواج فذاك، وإلاَّ فلا، واحذري - رعاك الله – من الانجراف خلف العواطف وحدها؛ فقد يكون الأهل مُحِقِّين في رفضهم، وقد يكون عندهم مبررات وجيهة في رفضهم زواجك برجل أجنبي؛ فالواقع مليء بالقصص المأساوية من الزيجات بين مختلفي الجنسية، وأشدها ضياع الأبناء، وكثرة المشاكل الناجمة عن اختلاف الطباع، والعادات والثقافات، وغير ذلك.

وعلى المرأة العاقلة أن تحرص على سلامة العلاقة بينها وبين أهلها، فهم صمام أمان لحياتها المستقبلة، وهم أولى الناس بها في كل الأحوال، ولن يذوق أحد مرارة ما قد تعانيه أشد مما يذوقه أهلها.

ولمزيد فائدة راجعي على موقعنا الفتاوى: "حكم علاقة الشاب بفتاة بقصد الزواج"، و"الحب قبل الزواج"، و"حكم الدردشة مع الجنس الآخر"، و"الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش"،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 12,218

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً