مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي مالي سواك لكشف الضّر يا سندي حسبي الوقوف بباب الذلّ ...

مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي
مالي سواك لكشف الضّر يا سندي


حسبي الوقوف بباب الذلّ مُنكسراً

أُمرّغ الخـدّ في الأعتاب لم أَحِـد


مولاي جُد بالرّضا والعفو عمّا مضى

لقد أتيت ذنوباً أتلفت جسدي


ساء المصير إذا لم تنجلي أمـلي

طال المدى فأغثني منك بالمدد
...المزيد

الجزائر

اأيوب بخوش من الجزائر ** أولا السلام عليكم **أزمة المسلمين في هذا العصر *:
يتلفت المرء من حوله، فيجد الأمم قد قطعت شوطًا كبيرًا في مضمار المدنية، والتقدُّم المادي، بينما نرى الأمة الإسلامية في مؤخرة الركب *إن مشكلة المسلمين أنهم يريدون أن يؤسسوا مؤسسات حضارية شبيهة بأخواتها في الغرب، وتقوم على نظم تنطلق من مبادئ وأخلاقيات غير متطابقة مع المبادئ والأخلاقيات.ثم إن التحدي الذي يواجه المسلمين في مرحلة إقلاعنا الحضاري يكمن أساسًا في ثباتنا على مبادئنا، والتزامنا بقِيَمنا، وتمسُّكنا بأصالتنا وأصولنا، ذلك لأن عملية الغزو الثقافي المباشر وغير المباشر على المجتمعات الإسلاميةوبما أن الثقافة هي ذاكرة الشعوب *فالواجب علينا إذًا:(1)توضيح معالم الدِّين الإسلامي.(2) توعية الشباب، .(3) انتقاء المعلمين، والموجِّهين من الصفوة التي تتسم بالغيرة على العقيدة والدِّين.(4) نشر مبادئ التربية والتعليم على مختلف التخصصات والأصعدة.(5) الدعوة إلى التمسك بأصولنا، .(6) مواجهة الأفكار الخبيثة، والشهوات المهلكة، والنزعات الفاسدة، والثقافات الغربية؛ حتى لا نضيع.*فلا عجب؛ فإن أصول العلوم التي يفتخر بها الغرب نبعت أصولها وأساسياتها من حضارتنا الإسلامية؛ فقواعد علوم الطب، والفلك، والفيزياء، وعلوم الاجتماع، وغيرها ظهرت مع هذه الحضارة، وعلى أيدي علمائها عندما كان الغرب يأكل بعضه بعضًا.
ختامًا أقول:
أيها المسلمون، اهتموا بتراثكم، واحفظوه في عقولكم، وترجموه عملاً في حياتكم، قبل أن يطير عن الكبار، ويضيع من الصغار، فتتضاعف طموحات الأعداء، إن التراث ليس متحفًا، ولكنه مع الأنفاس وخفقات القلوب، إنه حياة، إنه مجد، إنه عزة وكرامة؛ فلا ينبغي أن ننسلخ عنه بأيدينا؛ ونحقق لهم المراد بغبائنا وكسلنا، وضَعف هِمَّتنا.
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم (الأخلاق الحسنة، ثمراتها، من يوفق لها، وما أخطر شيء ...

بسم الله الرحمن الرحيم
(الأخلاق الحسنة، ثمراتها، من يوفق لها، وما أخطر شيء عليها؟).
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْأَخْلَاقَ مِنَ الدِّينِ، وَأَعْلَى بِهَا شَأْنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَفَعَ بِمَكَارِمِهَا أَقْوَامًا فَكَانُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْخُلُقِ الْقَوِيمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ – أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ – بِأَعْظَمِ الْوَصَايَا، وَهِيَ تَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، فَلَا فَلَاحَ وَلَا صَلَاحَ لِلنَّاسِ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ، فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ سَعِدَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102
معاشر المسلمين الموحدين:
الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب، فمن منا لا يريد أن تبلغ درجاته عند الله درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر، فمن أراد هذه الدرجة العظيمة التي التي يتمناها كل مسلم، فعليه بحسن الخلق؛ كما قال-عليه الصلاة والسلام-: ((إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم)).رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني
الإيمان والأخلاق قرناء، إذا رُفع أحدهما رفع الآخر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ((إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النَّهار، وتفعل وتصَّدَّق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتَصَّدَّق بأثوار (قطع من الأقط، وهو لبن جامد) ولا تؤذي أحدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة)) رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني
وانظر وتأمَّل كيف يُقْسِم النبي –عليه الصلاة والسلام- ثلاثًا وعلى ماذا؛ فعن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ". قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ" متفق عليه
أيها المؤمنون عباد الله:
إن حسن الخلق هو أساس الخيرية والتفاضل بين الناس يوم القيامة، فهنيئاً لصاحب الخلق مرافقة -النبي صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ويا سعادة من كان مجلسه في الجنة قريباً من رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)) رواه الترمذي وحسنه الألباني
الناس يوم القيامة في وجل وفي خوف وفزع الكل يتمنى حسنة واحدة تنفعه في ذلك اليوم، الكل ينظر إلى ميزانيه هل سيثقل أم سيخف، فالمفلح من ثقلت موازينه، والخاسر من خفت موازينه، قال تعالى: { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:8-9]
من سيفلح ذلك اليوم يا ترى؟!
إنه صاحب الخلق الرفيع، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق))رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني
أيها الأحبة الكرام في الله:
فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم التفاوت في الإيمان بين المسلمين هو حسن الخلق، فأحسنهم خلقاً هو أكملهم إيماناً، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)) رواه الترمذي وأحمد
فالأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان.
إنَّ نيل السّعادة والعيش في أكنافها، لا يُدرك بالمنصِب ولا بالجاه ولا يُنال بالشّهوات ومُتَع الحياة ولا بِجمال المظهَر ورقيق اللّباس، لا يُنال إلا بلباسِ التّقوى ورِداء الخُلُق، عملٌ صالح وقول حسَن، {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } [الحج: 77-78].
عباد الله:
إن الأخلاق العظيمة سبب في محبة الله للعبد، وإذا أحبك الله وفقك وسددك وأعانك، قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا)) رواه الحاكم والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح
إن أخطر شيء على أخلاق الناس هو هذه الدنيا بمَتاعها ومُغرياتها، بزخارفها وشهواتها مِن النساء والبنين...، إنَّ الغلوَّ في حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، والتنافس عليها أساس كل بلية!
من أجل متاع الدنيا يَبيع الأخ أخاه، ويَقتُل الابن أباه، ومِن أجلها يخون الناسُ الأمانات ويَنكثون العهود، ومن أجلها يَجحد الناس الحقوق ويَنسَوْن الواجبات... إلخ!
وإنَّما الأُممُ الأخلاق ما بقيَتْ ♦♦♦ فإنْ هُمُ ذهبَتْ أخلاقُهم ذهَبُوا
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الأحبة الكرام في الله:
الكل مشتاق إلى الجنة، بل الكل يطمح إلى أعالي الجنان؛ لأن الجنة درجات، فمن أراد قصراً في أعلى الجنة فليحسن خلقه
قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) رواه أبو داود والطبراني والبهقي وحسنه الألباني
فأكثر ما يدخل الناس الجنة شيئان اثنان مهمان، تقوى الله وحسن الخلق، فتقوى الله وحسن الخلق سببان رئيسيان لدخول الجنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج))رواه الترمذي وأحمد وابن حبان وحسنه الألباني
لقد مدح الله المؤمنين الصادقين بكونهم يتحلون بمكارم الأخلاق، ويتخلقون بآداب الإسلام فقال { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [الفرقان: 63 - 67] ثم بيّن جزائهم { أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } [الفرقان: 75، 76].
وما يوفَّق لهذه الأخلاق وهذه الخصال الحميدة إلا الذين صبروا نفوسهم على ما تكرَه، وأجبروها على ما يُحبُّ الله؛ فإنَّ النفوس
مجبولة على مُقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟! فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثَلَ أمْرَ ربه، وعرَف جزيل
الثواب، وعلِم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يُفيد شيئًا، ولا يَزيد العداوة إلا شدةً، وأن إحسانه إليه ليس بواضعٍ قدرَه، بل مَن
تواضَعَ لله رفَعَه؛ هان عليه الأمر مُتلذذًا مستحليًا له؛ لكونه من خصال خواص الخلق التي يَنال بها العبد الرِّفعة في الدنيا والآخرة،
التي هي مِن أكبر خصال مكارم الأخلاق، ولا عجب أن رأينا أحد محقِّقي علماء الإسلام مثل ابن القيم يقول: "الدين هو الخلُق، فمَن زاد عليك في الخلُقِ، زاد عليك في الدين"؛ مدارج السالكين.
عباد الله:
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.......
...المزيد

الحمالة في الفقه الإسلامي د/ أشرف إبراهيم عبد الله إبراهيم أستاذ أصول الفقه المساعد- كلية الشريعة ...

الحمالة في الفقه الإسلامي
د/ أشرف إبراهيم عبد الله إبراهيم
أستاذ أصول الفقه المساعد- كلية الشريعة والقانون- جامعة دنقلا.
د/ علي الصادق الخليفة علي
أستاذ العلوم السياسية المساعد- كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية- جامعة دنقلا.
المستخلص:
هدفت الدراسة لتبين أن الشريعة الإسلامية جاءت مشتملة على كافة مناحي الحياة، فهي تنظم علاقة الفرد بمجتمعه من خلال مبادئ إسلامية اتسمت بالمرونة والشمول والوضوح، لكل ما يحتاجه الإنسان في مختلف الأزمان وعلى مر العصور. ومن هذه المبادئ الأصيلة مبدأ الحمالة، وهي من المبادئ السامية التي يسعى المسلم لتحقيقها، حقناً للدماء، وإصلاحاً لذات البين، ونشراً لروح الإخاء، وتعتبر الحمالة طريقاً من طرق فض المنازعات، والحمالة من النماذج الجليلة التي تدل على أن شريعتنا مشتملة على عوامل النهضة للبشرية في كل زمان ومكان.
Abstract:
The study aimed to show that the Islamic Sharia came to cover all aspects of life. It regulates the relationship of the individuals to society through Islamic principles that are characterized by flexibility and comprehensiveness for all what man needs in different times and ages. One of these original principles is the principle that Muslims seeks to achieve 0ur right to blood and reform of the save or to spread the spirit brotherhood and love and the way of resolving disputes. The is a clear model that indicates that our law includes the renaissance of legitimacy and validity for all times and place.
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم إلى يوم الجمع والدين.
أما بعـــــــد....
فإنّ موضوع الحمالة من الموضوعات المهمة في الفقه الإسلامي، وعادةً ما تتم مناقشة موضوع الحمالة من زاوية التدخل الإنساني، على ضوء خلفيات يمكن معها حث المجتمع على الخير والتعاون على البر والتقوى. يتعلق موضوع الحمالة بجانب إنساني مقدس إذ يتحتم بموجبه أن يتحمل الحميل، كل ما ينتج عن هلاك في الأرواح والأموال، نتيجة ما يحصل جراء نزاع مُسلّح. وليس عن أذهاننا ببعيد ما حصل في شرق بلادنا، بين البجا والنوبة، من قتلٍ وتمزيق لإنسان الولاية الشرقية وبث روح الفُرقة والشتات بين أبناء هذا الإقليم المعطاء.
فلماذا لا يتدخل العُقلاء وأهلُ الرأي، والمشورة، والحكمة، وذوي الثروة والوجاهة، متحملين عبء ما حدث فداءً وتضحيةً بأموالهم التي استخلفهم الله عليها، عاكسين بذلك روح التعاون والتكافل ومؤصلين لفقه الحمالة، إذ بذلك تتجلىّ روح الوحدة والتآلف والتعاضد، بتحملهم نفقات وديات ما حصل، راجين بذلك الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.
أسباب اختيار الموضوع:ومن أهم الأسباب لاختيار هذا الموضوع ما يلي:
1/ بيان أهمية الحمالة وما يترتب عليها من آثار ايجابية منها حقن الدماء، وإصلاح ذات البين، والذي يترتب عليهما سلامة المجتمع ووحدته.
2/ توضيح مفهوم الحمالة في الفقه الإسلامي.
3/ نشر أصول وتعاليم ديننا الحنيف.
4/ بيان صلاحية الشريعة وخلودها وشمولها على مر العصور على اختلاف المُعطيات وتباين المجريات.
أهمية الموضوع : تُقدر أهمية البحث بأهمية موضوعه، والأهداف المرجوة منه وتأتي أهمية هذا الموضوع في كونه:
1/ التأكيد على أنّ أحكام شريعتنا إنّما شرعت لمقاصد وغايات سامية وجليلة، باقية ما بقي الزمان.
2/ دعوة لتجديد النظر في تعاليم ديننا الحنيف ، لمعرفة يسره وسماحته، وشموله، ومواكبته ، لكل الحوادث .
مشكلة الدراسة: لأهمية الحمالة في الفقه الإسلامي كان الاختيار لهذا الموضوع كمجال للدراسة ويمكن حصر مشكلة الدراسة في التساؤلات التالية:
1/ هل يمكن تطبيق خُلق الحمالة في واقعنا المعاصر ليكون نموذجاً شرعياً لحل كثيراً من مشكلات عصرنا ؟
2/ وهل يجوز للحميل أن يتراجع عن تحمله للحمالة؟
منهج البحث: المنهج الذي انتهجه الباحث لكتابة هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي، لآراء الفقهاء وتحليلها.
المبحث الأول:مفهوم الحمالة والألفاظ ذات الصلة والقريبة منها:
المطلب الأول : تعريف الحمالة لغة:
الحمالة بفتح الحاء ما يتحمَّله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة، مثل أن يقع حربٌ بين فريقين تُسفك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل يتحمَّل دِيّات القتلى ليُصلح ذات البين، والتَّحمُل أن يحملها عنهم على نفسه(ابن الأثير:2008م:ج1ص400) (ابن منظور:2001م:ج11ص180-ص181).
المطلب الثاني : تعريف الحمالة اصطلاحاً:
المتتبع لكتب الفقهاء لا يكاد يجد عند أكثرهم تعريفاً للحمالة، إلا ما يذكره بعض الفقهاء في كتاب الكفالة، فالحمالة هي المال الذي يتحمله الإنسان أي ستدينه ويدفعه في إصلاح ذات البين، كالإصلاح بين قبيلتين...(النووي:2000م:ج ص134). أي شغل ذمة أخرى بالحق(المازري:2008م:ج3ص135).
المطلب الرابع: الألفاظ ذات الصلة والقريبة من الحمالة:
هنالك ألفاظ ذات صلة وقريبة من الحمالة ، بل وتحمل معنى الحمالة وتؤدي مؤداها ومن هذه الألفاظ، الكفالة، والضمان، والزعامة، والقبالة، والصيارة، قال الإمام المازري:الحمالة في اللغة والكفالة والضمان والزعامة، كل ذلك بمعنى واحد، غير أنّ الماوردي قال:إنّ العرف قد خصص الضمين بالمال، والحميل بالدية،والزعيم بالمال العظيم،والكفيل بالنفس،والصيير يعم الكل، ومثله القبيل(الحطاب:1992م: ج5ص96). وقال ابن حبان: الزعيم لغة أهل المدينة، والحميل لغة أهل العراق، والكفيل لغة أهل مصر(الشربيني:1995:ج2ص231). وقال مجاهد: الزعيم هو المؤذن الذي قال: أيتها العير، والزعيم والكفيل والحميل والضمين والقبيل سواء(القرطبي:2002م:ج9ص156). وقال الإمام القرافي رحمه الله تعالى:( وهي في اللغة سبعة ألفاظ كلها مترادفة الحميل والزعيم والكفيل والقبيل والأذين والصبير والضامن يقال حمل يحمل حمالة فهو حميل وزعم يزعم زعامة فهو زعيم وكفل يكفل كفالة فهو كفيل وقبل يقبل قبالة فهو قبيل وأذن يأذن أذانة فهو أذين وصبر يصبر صبرا فهو صبير وضمن يضمن ضمانا فهو ضامن.(القرافي:1994م:ج9ص189).
الفرع الأول:الكفالة:
كفل فلان كفلاً وكفالة، أي ضمنه، والكافل الذي يكفُل إنساناً يعُولهُ، ومنه قوله تعالى:( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) سورة آل عمران: الآية44.
الفرع الثاني:الزعامة:
الزعيم هو الكفيل(ابن الأثير:2008م:ج2ص255) وقال تعالى:( قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) سورة يوسف الآية:72. قال الإمام ابن كثير: هذه الآية من باب الضمان والكفالة(ابن كثير:2004م:ج4ص232). وقال صلى الله عليه وسلم: إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، ولا تنفق المرأة من بيتها إلا بإذن زوجها، فقيل: يا رسول الله ولا الطعام، قال: ذلك أفضل أموالنا، قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم(ابن حنبل:2001م:ج36 ص628 حديث رقم22294) و( ابن ماجه:بدون:ج2ص804 حديث رقم2405).
الفرع الثالث:الضمان:
من ضَمِنَ الشيء بالكسر ضَماناً أي كَفَلَ به فهو ضامنٌ وضمينٌ (الرازي:2008م:ص242). ومما يدل على مشروعية الضمان ما رواه أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلما وضعت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل على صاحبكم من دين؟ قالوا: نعم درهمان قال: صلوا على صاحبكم فقال عليٌّ رضي الله عنه: هما عليّ وأنا لهما ضامن...(ابن حنبل:2001م: ج1ص281، حديث رقم893). فالحديث فيه إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم على ضمان علي رضي الله عنه لدين الميت، وهذا يدل على مشروعية الضمان والحمالة.
الفرع الرابع: القبالة:
والقبالة بالفتح الكفالة وهي في الأصل مصدر قَبلَ إذا كَفَلَ، وقبُلَ بالضم صار قبيلاً أي كفيلاً، وتقبَّل به أي تكفل به والاسم القبالة(ابن منظور:1995م:ج11ص544) والقبالة هو كل ما يلتزمه الإنسان من عمل ودين وغير ذلك، والقبيل الكفيل والعريف والضامن (الفيروزآبادي:1995م:ج1ص1351).
المبحث الثاني: الأدلة على مشروعية الحمالة:
لا خلاف بين الفقهاء في مشروعية الحمالة، وأنّها من مكارم الأخلاق، وأنبل الصفات، وكانت العرب قديماً تعرف الحمالة فإذا وقعت بينهم فتنة اقتضت غرامة في دية أو غيرها، قام أحدهم فتبرع بالتزام ذلك حتى ترتفع تلك الفتنة الثائرة، وكانوا إذا علموا أنّ أحداً تحمل حمالةً بادروا إلى معونته وأعطوه ما تبرأ به زمته، وسُميّ قتادة بن أبي أوفى بصاحب الحمالة لأنّه تحمل حمالاتٍ كثيرة، فسأل فيها وأداها.الأدلة على مشروعية الحمالة كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول فمنها على الترتيب:
الأدلة على مشروعية الحمالة من القرآن الكريم:
آيات كثيرة من القرآن الكريم دلت على مشروعية الحمالة، مؤكدةً على أنّ الحمالة خلقٌ كريم، ينبغي أن يتحلى به المسلم، إذ بها يصلح ذات البين، وتتجسد فيها روح الأخوة الحقة، فمن ذلك قوله تعالى:( قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) الآية:66 من سورة يوسف. قال الإمام القرطبي:هذه الآية أصلٌ في جواز الحمالة بالعين والوثيقة بالنفس(القرطبي:2002م:ج9ص153).وقال الإمام المازري: في هذه الآية حمالة بالوجه وهو أحد أقسام الحمالة(المازري:2008م:ج3ص140). وقال تعالى:( قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) سورة يوسف: الآية72. قال مجاهد:الزعيم هو المؤذن الذي قال: أيتها العير، والزعيم والكفيل والضمين والقبيل سواء(ابن كثير:2004م:ج4ص232). وقال القاسمي: وهذه الآية أصلٌ في الضمان والكفالة(القاسمي:بدون:ج2ص203).
الأدلة على مشروعية الحمالة من السُنّة النبوية:
السنة النبوية مليئة بالأدلة التي تدل على مشروعية الحمالة وجوازها. فمن ذلك حديث قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة، فنأمر لك بها، قال: ثم قال: " يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل، تحمل حمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها، ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا(مسلم:بدون: كتاب الزكاة، باب من تحل له المسألة،ج2ص722،حديث رقم1044). فالنبي صلى الله عليه وسلم أذن لقبيصة بن المخارق رضي الله عنه الصدقة والسؤال حتى يؤدي ما التزم به، وفي الحديث دليلٌ واضح على مشروعية الحمالة والضمان. ومن الأدلة أيضاً على مشروعية الحمالة من السُنة النبوية ما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : إنَّ رجلا لَزِمَ غريما له بعشرة دنانير ، فقال : ما أُفَارِقُك حتى تَقْضِيَ أو تأتيَ بحميل ، فتحمَّل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاه بها من وجه غير مرضيّ ، فقضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال : الحميلُ غارِم.وفي رواية : فتحمَّل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه بها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أين أصَبْتَ هذا الذَّهَبَ ؟ فقال : من مَعْدِن فقال : لا حاجةَ لنا فيه ، ليس فيها خَيْر ، فقضاها عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم(ابن الأثير: كتاب الضمان:ج7ص61حديث رقم5026). ففي الحديث دليلٌ على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تحمّل عن الرجل دينه، فتحمله صلى الله عليه وسلم عن الرجل دينه فيه دليل على مشروعية الحمالة وعظم شأنها، إذ أكّد النبي صلى الله عليه وسلم مشروعية الحمالة بقوله كما في حديث قبيصة بن المخارق السابق، وأكّده بفعله صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث إذ تحمل عن الرجل دينه صلى الله عليه وسلم.
الإجماع على مشروعية الحمالة:
دلّت على مشروعية الحمالة الكتاب والسنة والإجماع، فقد أجمع العلماء على مشروعية الحمالة، وقد نقل الإجماع جمعٌ من أهل العلم. قال صاحب المغني: وأجمع المسلمون على جواز الضمان في الجملة وإنّما اختلفوا في الفروع(ابن قدامة:1968م:ج4ص400). وقال العلامة المطيعي: وأما الإجماع فإنّ أحداً من العلماء لم يُخالف في صحة الضمان والحمالة(المطيعي:بدون:ج14ص7). وقال الإمام القرافي: وأجمعت الأُمة على مشروعية الحمالة من حيث الجملة(القرافي:1994م:ج9ص191).
الأدلة بالمعقول على مشروعية الحمالة:
وأما المعقول فإنّ الشريعة الغراء قد تكفلت بحفظ الضروريات والحاجيات والتحسينات، فكل ما أدى إلى حفظ واحد منها فهو من مقاصد الشريعة المطهرة، ولما كان الناس محتاجين إلى التعامل بالضمان والكفالة والحمالة أقرّ الإسلام مشروعيتها، لأن في منعها حرجاً ومشقة على الناس، والإسلام دين اليسر والسماحة فقد قال تعالى:( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) سورة الحج: الآية78. والإسلام دين التعاون والتكاتف يأمر بكل ما يحقق ذلك من المبادئ والمعاملات...(الموسى:1991م:ج1ص171-ص172).
الحكمة من مشروعية الحمالة:
المتتبع للأدلة الدالة على مشروعية الحمالة، يتبيّن له بوضوح الحكمة من مشروعية الحمالة، إذ يُمكن تلخيصها في الآتي:
1/ أنّ ديننا الحنيف قرر مبدأ الحمالة وحثّ عليها حفاظاً على حرمة النفوس والأموال، وجبراً للضرر.
2/ إنّ في تحمل الحميل للحمالة قطعاً للمنازعة، وإنهاءً للخصومة.
3/ إنّ في تحمل الحميل للحمالة تسكيناً للفتنة، ودرأً لمفاسدها.
شروط الحمالة في الفقه الإسلامي:
من خلال ما كتبه بعض الفقهاء عن الحمالة لقد حصر الباحث شروط الحمالة في التالي:
1/ أن يكون الحميل أهلاً لتحمل الحمالة، أي يجب أن يتوفر فيه أهلية التبرع، ولا يصح تحمل الحمالة من غير أهل التبرع.
2/ أن يكون ما تحمله الحميل من الحمالة يمكن استيفاؤه، وفي ذلك يقول صاحب أسهل المدارك: ولا تصح الحمالة فيما لا يمكن استيفاؤه من الحميل كالقصاص وجميع ما لا يقبل النيابة من الحدود(الكشناوي:بدون:ج3ص93).
3/ أن يكون في تحمل الحميل للحمالة مصلحة متحققة، كإيقاع الصلح، وحفظ النفوس والأرواح وعليه فلا حمالة عند انعدام الفائدة.
4/ أن يكون الخطر والهلاك محققاً لتدخل الحميل لتحمل الحمالة.
5/ أن يكون المحمول عنه راضياً بما حُمل عنه(ابن رشد:بدون:ج4ص79).
6/ على الحميل الإسراع بالوفاء بما تحمل به(الشوكاني:2001م:ج5ص271).
أركان الحمالة:
لمّا كانت الحمالة هي ما يتحمله الإنسان ويلتزمه في ذمته بالاستدانة ليدفعه في إصلاح ذات البين، مثل أن تقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء، وتتلف فيها الأنفس والأموال، فيسعى الحميل جاهداً في الإصلاح بينهم، فيتحمل الدماء التي بينهم والأموال. ولذا يمكن جمع أركان الحمالة في الآتي:
1/ الحميل: هو الإنسان الذي يتحمل عن غيره مالاً يدفعه إلى مستحقه عاجلاً، أو بالتزامه في الذمة إلى وقت معين.
2/ المحمول عنه: وهو من تحمل عنه الحميل حمالةً سواءً كانت في الدماء أو في الأموال.
3/ المحمول له:هم من تدفع إليهم الحمالة، تسكيناً لنفوسهم، وتعويضاً لهم لما لحق بهم من الضرر.
4/ الحمالة: وهو المال الذي يتحمله الإنسان ويستدينه ويدفعه في إصلاح ذات البين، كالإصلاح بين قبيلتين ونحو ذلك.
5/صيغة الحمالة: عامة الفقهاء يُرجحون أن تكون صيغة الحمالة باللفظ، وذلك لأنّ اللفظ هو الأصل في بيان قصد العاقد لكل عقد وبيان مدى رغبته في هذا العقد. واللفظ منه الصريح ومنه ما هو كناية. فالصريح: هو تلفظ الحميل بتحمل الحمالة قولاً كقوله هذه الحمالة عليّ كما قال تعالى:( قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) سورة يوسف: الآية72. قال مجاهد: الزعيم والكفيل والحميل والضمين والقبيل سواء(ابن كثير:2004م:ج4ص232). قال الإمام الرملي: الصريح كضمنت دينك عليه أو تحملته أو تقلدته أو التزمته أو تكفلت ببدنه أو أنا بالمال أو لإحضار الشخص ضامن أو كفيل أو زعيم أو حميل أو قبيل...(الرملي: 1984م:ج4ص454). وأما الكناية وهي ما يفهم من الحميل تحمله للحمالة بقرينة تدل على ذلك. وقد تنعقد الحمالة بغير اللفظ وذلك كالإشارة المعهودة من الأخرس شريطة أن تدل الإشارة على أنّ الأخرس يريد الحمالة.
أنواع الحمالة:
الملاحظ لما كتبه الفقهاء عن الحمالة يجد أنّ الفقهاء اختلفوا في أنواعها، فهنالك حمالةٌ بالمال، وحمالةٌ بالنفس.أما الحمالة بالمال: فثابتة بالسنة، ومجمع عليها من الصدر الأول ومن فقهاء الأمصار. وحكي عن قوم أنها ليست لازمة تشبيها بالعدة وهو شاذ. والسنة التي صار إليها الجمهور في ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام : الزعيم غارم(الترمذي:كتاب البيوع:باب ما جاء في أنّ العارية مؤداة:ج3ص564 حديث رقم1265).وأما الحمالة بالنفس (وهي التي تعرف بضمان الوجه) : فجمهور فقهاء الأمصار على جواز وقوعها شرعا إذا كانت بسبب المال. وحكي عن الشافعي في الجديد أنها لا تجوز، وبه قال داود، وحجتهما قوله تعالى:( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ) يوسف: 79 . ولأنها كفالة بنفس فأشبهت الكفالة في الحدود. وحجة من أجازها عموم قوله عليه الصلاة والسلام:الزعيم غارم(أبي داود:كتاب البيوع:باب تضمين العارية:ج3ص321 حديث رقم3567 وصححه الألباني) وتعلقوا بأن ذلك مصلحة، وأنه مروي عن الصدر الأول(ابن رشد:2002م:ص679).
أحكام الحمالة والحميل:
يتبين مما سبق مشروعية الحمالة وجوازها، وأنّها من مكارم الأخلاق، إذ بها تحقن الدماء، وتصلح ذات البين، وتتقوى أواصر الأخوة، وتعتبر الحمالة معلماً من معالم البقاء والنهضة، وهي ذات بعد حضاري وإنساني وتربوي، إذ من خلال التطبيق لأحكامها تحتفظ الشعوب والأمم والقبائل بعلاقاتها. ولمّا كانت الحمالة بهذا الخلق الديني التربوي الرفيع، وكان المتحمل لها(الحميل) قد تحمل هذه الحمالة لضبط النفوس، وحقناً لدماء، وإصلاحاً لذات البين، وإبقاءً لأواصر الحب والإخاء، وضعت الشريعة الإسلامية الغراء أحكاماً لهذا الحميل، مسجلة بذلك اعترافاً منها بدوره وفضله، فمن أحكام الحميل ما يلي:
1/ أنّه تحل له المسألة، قال ابن رشد:أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَاحَ الْمَسْأَلَةَ لِلْمُتَحَمِّلِ دُونَ اعْتِبَارِ حَالِ الْمُتَحَمَّلِ عَنْهُ(ابن رشد:2002م:ص680).
2/ يجوز دفع الزكاة للحميل إذا استدان لإصلاح ذات البين حقناً للدماء، وجمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أنّ الحميل يُعطى من الزكاة وإن كان غنياً، وبهذا قال ابن المنذر وأبو عبيد واستدلوا على ذلك بما أخرجه الحاكم وابن ماجه وغيره ، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لعامل عليها، أو لغاز في سبيل الله، أو لغني اشتراها بماله، أو فقير تصدق عليه فأهداها لغني، أو غارم (الحاكم:1990م:ج1ص566 حديث رقم1480) و(ابن خزيمة:2003م:كتاب الزكاة: باب إعطاء العامل من الصدقة عُمالة وإن كان غنياً،ج2ص1142 حديث رقم2368) والحديث صححه الألباني في إرواء الغليل:ج3 ص377). فيُعطى الحميل من سهم الغارمين، قال الإمام الشوكاني في تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة: الآية60. قال الشوكاني: والغارمين الذين ركبهم الدين ولا وفاء عندهم به، ولا خلاف فيه اللهم إلاّ من أدان في سفاهةٍ فإنّه لا يُعطى منها ولا من غيرها إلا أن يتوب، ويُعطى منها من له مال وعليه دين محيط به ما يقضي به دينه، ثم قال: ويجوز للمتحمل في صلاح وبر أن يُعطى من الصدقة ما يُؤدّي ما تحمل به إذا وجب عليه وإن كان غنياً، وهو قول الشافعي وأحمد وغيرهم(الشوكاني:2002م:ج8ص148). إلا أنّ الحنفية يرون أنّه لا تدفع الزكاة إلا إذا كان الحميل فقيراً.
ويرى الباحث أنّه يدفع للحميل من مال الزكاة ولو كان غنياً، وذلك لأنّ ما تحمله الحميل من إصلاح ذات البين، وحقن الدماء، لا يُقدّر بثمن، فعليه يجوز إعطاؤه من الزكاة ولو كان غنياً. وهنالك أمرٌ ينبغي التنبيه إليه وهو أنّ الإنسان مجبولٌ ومفطور على حُب المال كما قال تعالى:( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) سورة الفجر: الآية20. فلو علم الغني أنّه تحمل هذه الحمالة من ماله إصلاحاً لذات البين، وحقناً للدماء، وأنّ ما تحمله لن يضيع سُدىً في الآخرة، وأنّ ما تحمله ستدفعه له ديوان الزكاة، لبادر وسارع كل واحد وتحمل ما يُصلح به ذات البين.

الخاتمة والتوصيات:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من بشّر المجتهد المصيب بأجرين والمجتهد المُخطئ بأجر، فصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
وبعــــــد....
فقد خلُص الباحث إلى النتائج التالية:
1/ إنّ الشريعة الإسلامية أقرت مبدأ الحمالة حفظاً للنفوس، وحقناً للدماء، وإصلاحاً لذات البين.
2/ إنّ في تحمل الحميل للحمالة قطعاً للمنازعات، فالحمالة يقوم بدور مبارك ومنقذ للمجتمع ليعيش المجتمع في أمنٍ ورفاهية وسلامةٍ ودعةٍ.
3/ في مشروعية الحمالة بيانٌ للبُعد الحضاري والإنساني لشريعتنا الغراء، إذ يُلتمس من خلالها عدلُ شريعتنا وجمالها.
4/ اهتمام شريعتنا ببقاء المجتمع المسلم معافى وذلك من خلال تنظيم علاقات الناس.
5/ كمال الشريعة الإسلامية ووفاؤها بحاجات البشر في كل زمان ومكان.
التوصيات:
فقد خلُص الباحث إلى التوصيات التالية:
1/ ضرورة نشر خُلق الحمالة في المجتمع المسلم إذ بها تقوى روابط الأُخوة الإسلامية ويقل الخلاف.
2/ الرجوع إلى كتاب الله تعالى وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثُمّ أقوال الصحابة رضي الله عنهم والأئمة الأعلام عند كل قضية ولحل كل نازلة مستجدة.
3/ الرجوع إلى تُراثنا الفقهي فإنّ فيه حُلولاً كثيرة لمشكلات عصرنا.









فـهرس المصـادر والمراجــع:
1/ ابن الأثير:الإمام مجد الدين المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، مات سنة606ه، النهاية في غريب الحديث والأثير: المكتبة العصرية- صيدا- بيروت، الطبعة الأولى1429ه-2008م.
2/ ابن حنبل: الحافظ أحمد بن حنبل الشيباني، مات سنة241ه، الطبعة الثالثة1420ه-2001م، المكتب الإسلامي- بيروت- لبنان.
3/ ابن خزيمة: الحافظ أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، مات سنة310ه، صحيح ابن خزيمة: الطبعة الأولى1ذ423ه-2003م، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
4/ ابن رشد: أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، مات سنة520ه، الطبعة الأولى1421ه-2001م، دار الفكر-بيروت-لبنان.
5/ ابن قدامة: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامه، مات سنة 620ه، الطبعة الأولى 1388ه- 1986م، مطبعة الفجالة- القاهرة- مصر.
6/ ابن كثير: للحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير، مات سنة774ه، تفسير القرآن العظيم، الطبعة الأولى1425ه- 2004م، مكتبة الصفا- القاهرة- مصر.
7/ ابن ماجة: الحافظ أبي عبد الله محمد يزيد القزويني، مات سنة275ه، بدون، دار الفكر- بيروت- لبنان.
8/ ابن منظور: جمال الدين مكرم بن منظور الأفريقي، مات سنة711ه، لسان العرب، الطبعة الأولى 1421ه- 2001م، دار إحياء التراث العربي.
9/ أبي داود: الحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث، مات سنة275ه، سنن أبي داود، للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث، الطبعة الثانية1403ه-1983م، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده- القاهرة- مصر.
10/ الألباني: محمد ناصر الدين الألباني، مات ىسنة1420ه، إرواء الغليل تخريج أحاديث السبيل 1399ه-1979م، المكتب الإسلامي- بيروت- لبنان.
11/ الترمذي: للحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى، مات سنة297ه، سنن الترمذي، بدون، دار الكتب العلمية- بيروت-لبنان.
12/ الحاكم: الحافظ أبو عبد الله الحاكم بن محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بابن البيع، مات سنة405ه، المستدرك على الصحيحين، الطبعة الأولى1416ه- 1996م، دار الفكر- بيروت- لبنان.
13/ الحطاب: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد المعروف بالحطاب، مات سنة954ه، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل، الطبعة الأولى1412ه-1992م، دار الفكر- بيروت- لبنان.
14/ الرازي: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، معجم مختار الصحاح: الطبعة الأولى 1429ه- 2008م، دار صادر- بيروت- لبنان.
15/ الرملي: شمس الدين محمد بن أبي العباس بن حمزة الرملي، مات سنة1004ه، نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، الطبعة الأخيرة1404ه- 1984م، دار الفكر – بيروت- لبنان.
16/ الشربيني: شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني، مات سنة977ه، الطبعة الثالثة1415ه – 1995م، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
17/ الشوكاني: محمد بن علي بن محمد الشوكاني، مات سنة1250ه، نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، الطبعة الأولى1422ه- 2001م، دار إحياء التراث العربي- بيروت- لبنان.
18/ الفيروزآبادي:مجد الدين الفيروزآبادي، مات سنة817ه، القاموس المحيط: الطبعة الأولى1415ه- 1995م، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
19/ القاسمي: محمد جمال الدين بن محمد القاسمي، مات سنة1332ه، محاسن التأويل: دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
20/ القرافي: شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، مات سنة684ه، الذخيرة: الطبعة الأولى 1405ه- 1995م، دار الغرب الإسلامي- تونس.
21/ القرطبي: أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، مات سنة671ه، الجامع لأحكام القرآن: الطبعة الأولى1422ه- 2002م، دار إحياء التراث العربي- بيروت- لبنان.
22/ الكشناوي: أبو بكر بن حسن بن عبد الله الكشناوي، مات سنة1397ه، أسهل المدارك شرح إرشاد السالك، دار الفكر- بيروت- لبنان.
23/ المازري: أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المالكي، مات سنة536ه، شرح التلقين: دار الغرب الإسلامي.
24/ مسلم: الحافظ مسلم بن الحجاج النيسابوري، مات سنة261ه، صحيح مسلم، دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان.
25/ المطيعي: محمد بخيت المطيعي، مات سنة1354ه، تكملة المنهاج، دار الفكر- بيروت- لبنان.
26/ الموسى: الدكتور/ محمد بن إبراهيم الموسى، نظرية الضمان الشخصي، الطبعة الأولى 1411ه- 1991م، إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- المملكة العربية السعودية.
27/ النووي: أبي زكريا محي الدين بن شرف النووي، مات سنة676ه، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، الطبعة الثامنة1422ه- 2001م، دار المعرفة- بيروت- لبنان.
...المزيد

جَرِيمَةُ الإِسَاءَة بقلم/ الشيخ بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي الحمد لّله وحده، ...

جَرِيمَةُ الإِسَاءَة

بقلم/ الشيخ بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي

الحمد لّله وحده، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمد وآله وصحبه أجمعين،،
وبعدُ:
فإن الإِسَاءَةَ إِهَانَةُ الغَيْرِ، وَإِلْحَاقُ الضّرَرِ بِهِ، وَهِيَ مُحَرّمَةٌ شَرْعاً، وَمِن كَبائِرِ الذُّنُوبِ.
والإساءةُ إلى النّاسِ رِقّةٌ في الدِّينِ، وقِلّةٌ في العَقْلِ، وتَبَلّدٌ في الطّبْعِ، وانعِدامُ إنسانيةٍ.
وتَقعُ الإِسَاءةُ عادَةً بِدافِعِ الغَيْرَةِ والحَسَدِ والتّكبُّرِ، أَوْ بِهَدفِ الغَلبةِ والسّيطرةِ والاِبْتزازِ.
ولذلك نَجِدُ غالبَ إِسَاءاتِ الأرَاذِلِ مُوَجَّهةً إلى الأفاضِلِ خاصّةً، وتِلْكَ عادةُ الأشْرارِ مع الأخْيارِ في كُلِّ زَمانٍ ومَكانٍ.
والإساءةُ بأنواعِها يُصَنِّفها العُلماءُ ضِمْنَ الاِنْحِرافاتِ الأخْلاقيةِ الخطيرةِ، والأمْراضِ النّفْسِيةِ المُزْمِنةِ التي تَحْمِلُ على انتِهاكِ حُدودِ الله عزّ وجلّ، والاِعْتِداءِ على حُرُماتِ النّاسِ، والتّلذُذِ بِإِهانَتِهِمْ وتَعْذيبِهِمْ.
وَالإِساءَةُ ظُلْمٌ سَواءٌ حَصَلَتْ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَسَواءٌ كَانَتْ مَادّيَةً أَوْ مَعْنوِيّةً.
وَالإِساءَةُ مِنْ حَيْثُ وُقوعُها على نَوْعَيْنِ:
الأولى) إِِساءَةٌ وَقَعَتْ عَرَضاً مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَلَمْ تَتكَرّرْ فَهَذِهِ تُعْتَبرُ خَطَأً، ويُقبَلُ الاِعْتِذارُ عَنْها بَعْدَ اعْتِرافِ المُسيءِ بها وَانكِسارِهِ وَنَدَمهِ.
لقوله تعالى:( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:134].
والأخرى) إِسَاءَةٌ تَكرَّرَتْ عَنْ عَمْدٍ، وَسَبْق إِصْرارٍ، وَتَرَصُّدٍ، فَهذهِ صاحِبُها ظالِمٌ وَبَاغٍ، وَلا يُقْبَلُ عُذْرُهُ، ولاَ يُعْفَى عَنْهُ حَتّى يَنالَ جَزاءَهُ في الدُّنيا والآخرةِ.
لِما جاءَ عَن سَعدِ بْنِ أبي وَقّاصْ رضي الله عنه قال:
(لمَّا كانَ يومُ فتحِ مَكَّةَ ، أمَّنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله وسلَّمَ النَّاسَ ، إلَّا أربعَةَ نفَرٍ وامرأتينِ وقالَ : اقتُلوهم ، وإن وجَدتُموهم متَعلِّقينَ بأَستارِ الكَعبةِ) رواه النسائي.
ذلك لأنّ العَفْوَ عَمّنِ اسْتَمْرأَ الإسَاءةَ إِلَى النّاسِ يُشَجِّعُهُ عَلىَ غَطْرَسَتِهِ وظُلْمِهِ، بَلْ إِنَّ المُسيءَ المُحْتَرِفَ يُبَرِّرُ إِساءاتهِ دائِماً حتّى يَسْتمِرَّ في غَيِّهِ، ويُحَمِّلَ الآخَرينَ مَسْؤولِيَةَ أََوْزارِهِ، ومِثْلُ هذاَ يَجِبُ عِقابُهُ والإِنكارُ عَليْهِ، وإيقافُهُ عِندَ حَدِّهِ.
ومَنْ أُسِيءَ إِلَيْهِ فَهُوَ بِالخِيارِ فَإِن شَاءَ رَدَّ على المُسيءِ واسْتَوْفَى حقَّهُ، وَإِن شَاءَ صَبَرَ، وإن شَاءَ عَفَا وأَصْفَحَ.
قال اللهُ تعالى:
( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) [النحل: 126].
وقال سُبحانَه:( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظّالِمينَ) [الشورى:40].
وَأَمّا إِذا كَانَتِ الإِساءَةُ مُوَجّهَةً إلى غيرهِ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَن يُنكِرَهَا، ويَنصُرَ المَظْلوم، وَيَرُدَّ على المُسِيءِ بِمَا يَزْجُرُهُ، ويَرْدَعُهُ عَن سَفاهَتِهِ وَفُجُورِهِ وَإِلّا كانَ شَرِيكاً لَهُ في الاِثْمِ.
فَعَنْ جابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ) [رواه أحمد وأبو داود].
والرِّضاءُ بالظُّلْمِ ظُلْمٌ، وَمَن أعانَ ظالِماً سَلّطَهُ اللهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ رَضيَ بالإِساءَةِ إلى النَّاسِ طَالهُ نَصيبٌ منها.
وأمّا دَعْوَةُ المَظْلومِ فمُسْتَجابةٌ، وانتقامُ اللّهِ تعالى مِنَ الظّالِمِ وَاقِعٌ لا مَحالةَ، وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.
وأما من اتخذ الإساءة حرفةً لهُ، ومصدراً لقوته فقد خاب وخَسِر، فالشّقيُّ مَن باعَ آخِرتَهُ بِدُنْياهُ، وَالأشْقى مِنهُ مَن باعَ آخِرتَهُ بدنيا غَيرِهِ.
فعن أمِّ المُؤمنينَ عائشة رضي اللهُ عنها قالتْ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:(إنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) [ رواه البخاريُّ ومسلم].
وحَسْبُ المُسيءِ بِشارَةُ رَسُولِ الّلهِ صلى الّله عليه وآله وسلّم لَهُ بِالنّارِ وَسُوءِ المَصيرِ، حَيْثُ ذُكِرَ لَهُ كَثْرَةُ صَلاةِ امْرَأةٍ وَصِيَامِها وصَدَقَتِهاَ غَيْرَ أَنّهَا تُؤْذِي جِيرَانَها بِلِسَانِها؟ فقال:
(هِيَ في النَّارِ) [رَواهُ أحْمَد وغَيْرُه].
وتَكْرَارُ الإِسَاءاتِ يَقْطَعُ الأرْحامَ، ويُقَوِّضُ السِّلْمَ الاِجْتِمَاعي، ويُخَرّبُ الدِّيارَ، ويَدَعُها بَلاَقِعَ.
فَكَمْ مِن قَومٍ فَشِلوا بَعْدَ نَجاحٍ، وضَعُفوا بَعْدَ قُوّةٍ، وتَفَرّقُوا بَعْدَ وَحْدةٍ، ولَمْ تَقُمْ لهُمْ قَائِمةٌ بِسَببِ تَرْكِهِمْ لِإِنكارِ الظُّلْمِ، ورُكُونِهِمْ إِلى سُفَهائِهِمْ.
قال اللّهُ عزّ وجلّ:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:58].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: (لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) [رَوَاهُ البخاريُّ مُسْلِمٌ].
هَذا مَا تَيسّرَ بَيَانُهُ ، والّلهُ تعالى أَعْلَم.
...المزيد

‏"هذه الرُّوحُ التي تتأرجَحُ بين ذَنْبٍ واستقامةٍ ليستْ مثالية ولكنَّها تُحِبُّكَ يا الله" ❤

‏"هذه الرُّوحُ التي
تتأرجَحُ بين ذَنْبٍ واستقامةٍ
ليستْ مثالية
ولكنَّها تُحِبُّكَ يا الله" ❤

إن الأحمق يعيش ليأكل ، و إن العاقل يأكل ليعيش .. و إن المؤمن يعيش ليعبد الله . –الشافعي عبدالرحمن ...

إن الأحمق يعيش ليأكل ، و إن العاقل يأكل ليعيش .. و إن المؤمن يعيش ليعبد الله .
–الشافعي
عبدالرحمن المدني

*محكمة يوم القيامة* تعرَّف على محكمة الآخرة قبل أن تقف فيها : *1- الملفات غير سرية* ﷽ ...

*محكمة يوم القيامة*
تعرَّف على محكمة الآخرة قبل أن تقف فيها :

*1- الملفات غير سرية*
﷽ ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾...

*2- الحضور تحت حراسة مشددة*
﷽ ﴿ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾...

*3-الظلم مستحيل*
﷽ ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.. ...

*4- ليس هناك محامٍ يدافع عنك*
﷽ ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾..

*5- الرشوة والواسطة مستحيلة*
﷽ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾...

*6- لا يوجد تشابه أسماء*
﷽ ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾...

*7- استلام النطق بالحكم باليد*
﷽ ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾...

*8- لا يوجد حكم غيابي*
﷽ ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾...

*9- لا يوجد نقضٌ أو استئناف*
﷽ ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾...

*10-لا يوجد شهود زور*
﷽ ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }...

*11-لا توجد ملفات منسية*
﷽ { أحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ }

*12- ميزان دقيق للأعمال*
﷽ {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسبين }

ولاحول ولاقوة الابالله العلى العظيم
اعملوا للوقوف بين يدي الله في يومٍ عظيم
♻​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏جزى الله خيراً كل من ساعدنا على نشرها؟
الكاتب أسعد الأنصاري دعواتكم لي عن ظهر الغيب
...المزيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني أخواتي أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني أخواتي أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه.

ليلة القدر قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (4 / 262): وقد اختلف العلماء في ليلة القدر ...

ليلة القدر
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (4 / 262):
وقد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافا كثيرا وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولا كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة وقد اشتركتا في إخفاء كل منهما ليقع الجد في طلبهما :
قلت انا ابو مسلم الصيودي : وقد لخصتها لك في السطور الآتية :
القول الأول أنها رفعت أصلا ورأسا .
الثاني أنها خاصة بسنة واحدة وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثالث أنها خاصة بهذه الأمة ولم تكن في الأمم قبلهم .
الرابع أنها ممكنة في جميع السنة .
الخامس أنها مختصة برمضان ممكنة في جميع لياليه .
السادس إنها في ليلة معينة منه مبهمة .
السابع أنها أول ليلة من رمضان .
الثامن أنها ليلة النصف من رمضان .
التاسع ليلة النصف من شعبان .
العاشر أنها ليلة سبع عشرة من رمضان .
الحادي عشر أنها مبهمة في العشر الأوسط .
الثاني عشر أنها ليلة ثمان عشرة .
الثالث عشر أنها ليلة تسع عشرة .
الرابع عشر أنها أول ليلة من العشر الأخير .
الخامس عشر مثل الذي قبله إلا أنه إن كان الشهر تاما فهي ليلة العشرين وإن كان ناقصا فهي ليلة إحدى وعشرين وهكذا في جميع الشهر .
السادس عشر أنها ليلة اثنين وعشرين .
السابع عشر أنها ليلة ثلاث وعشرين(قلت أنا حمدي الصيودي وهذا القول له أدله قويه) .
القول الثامن عشر أنها ليلة أربع وعشرين .
التاسع عشر أنها ليلة خمس وعشرين .
القول العشرون أنها ليلة ست وعشرين .
الحادي والعشرون أنها ليلة سبع وعشرين ( قال ابو مسلم الصيودي وهو أقواها من حيث الأدلة ) .
القول الثاني والعشرون أنها ليلة ثمان وعشرين .
الثالث والعشرون أنها ليلة تسع وعشرين .
القول الرابع والعشرون أنها ليلة ثلاثين .
القول الخامس والعشرون أنها في أوتار العشر الأخير ( قال ابن حجر وهو أرجح الأقوال ) .
القول السادس والعشرون مثله بزيادة الليلة الأخيرة .
القول السابع والعشرون تنتقل في العشر الأخير كله .
القول الثامن والعشرون أرجاه ليلة إحدى وعشرين .
القول التاسع والعشرون وقيل ارجاه ليلة ثلاث وعشرين .
القول الثلاثون وقيل أرجاه ليلة سبع وعشرين .
القول الحادي والثلاثون أنها تنتقل في السبع الأواخر وقد تقدم بيان المراد منه في حديث بن عمر هل المراد ليالي السبع من آخر الشهر أو آخر سبعة تعد من الشهر ويخرج من ذلك القول الثاني والثلاثون .
القول الثالث والثلاثون أنها تنتقل في النصف الأخير .
القول الرابع والثلاثون أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة .
القول الخامس والثلاثون أنها ليلة سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين .
القول السادس والثلاثون أنها في أول ليلة من رمضان أو آخر ليلة .
القول السابع والثلاثون أنها أول ليلة أو تاسع ليلة أو سابع عشرة أو إحدى وعشرين أو آخر ليلة .
القول الثامن والثلاثون أنها ليلة تسع عشرة أو إحدى عشرة أو ثلاث وعشرين .
القول التاسع والثلاثون ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين .
القول الأربعون ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين .
الحادي والأربعون أنها منحصرة في السبع الأواخر من رمضان .
القول الثاني والأربعون أنها ليلة اثنتين وعشرين أو ثلاث وعشرين .
القول الثالث والأربعون أنها في أشفاع العشر الوسط والعشر الأخير .
القول الرابع والأربعون أنها ليلة الثالثة من العشر الأخير أو الخامسة منه .
القول الخامس والأربعون أنها في سبع أو ثمان من أول النصف الثاني .
القول السادس والأربعون أنها في أول ليلة أو آخر ليلة أو الوتر من الليل .
ثم قال ابن حجر رحمه الله :
وجميع هذه الأقوال التي حكيناها بعد الثالث فهلم جرا متفقة على إمكان حصولها والحث على التماسها وقال بن العربي الصحيح أنها لا تعلم وهذا يصلح أن يكون قولا آخر وأنكر هذا القول النووي وقال قد تظاهرت الأحاديث بإمكان العلم بها وأخبر به جماعة من الصالحين فلا معنى لإنكار ذلك ونقل الطحاوي عن أبي يوسف قولا جوز فيه أنه يرى أنها ليلة أربع وعشرين أو سبع وعشرين فإن ثبت ذلك عنه فهو قول آخر .
هذا آخر ما وقفت عليه من الأقوال وبعضها يمكن رده إلى بعض وإن كان ظاهرها التغاير وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث هذا الباب وأرجاها أوتار العشر وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين على ما في حديث أبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين وقد تقدمت أدلة .
ذلك قال العلماء الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة وهذه الحكمة مطردة عند من يقول إنها في جميع السنة وفي جميع رمضان أو في جميع العشر الأخير أو في أوتاره خاصة إلا أن الأول ثم الثاني أليق به .
اختصرها
الراجي عفو ربه القوي
ابو مسلم الصيودي الاثري
حمدي حامد محمود الصيد
غفر الله له و لوالديه ولجميع المسلمين
...المزيد

رباه لا تطفئ شوقنا وعلى دروب الخير ألف بيننا رباه لا نرجو خلوداً فديارنا ليست هنا وجنان خلدك حلمنا ...

رباه لا تطفئ شوقنا وعلى دروب الخير ألف بيننا رباه لا نرجو خلوداً فديارنا ليست هنا وجنان خلدك حلمنا وترابها وطن لنا رباه فاجمعنا بها واجعل أعاليها سكناً لنا

‏﷽ ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...

‏﷽
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً