هلوسات طويلب علم (3) شرح جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد . دائماً اذهب بخيالي بعيداً ...

هلوسات طويلب علم (3)
شرح جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد .
دائماً اذهب بخيالي بعيداً وتمر علي خاطري أشياء عجيبة , وحينما أعود بذهني إلى الواقع استبعد حصولها .
خاطرة اليوم هي باختصار شديد

شرح يجمع من عدة شروح مع ترتيب وتهذيب وعدم التكرار

وطريقته:
أن يعمد إلى الأحاديث التي أوردها المؤلف وهي في البخاري مثلاً وينقل شرحها من فتح الباري او احد شروح الصحيح الأخرى.
ثم أحاديث مسلم وينقل الكلام عليها من شرح النووي أو احد شروح صحيح مسلم الأخرى , وهكذا في بقية أحاديث السنن حتى يفرغ من الستة .
ثم يعمد إلى ما أورده المؤلف من أحاديث مسند احمد التي لم يمر شرحها في الستة إلى احد شروح المسند, وكذلك الموطأ و سنن الدارمي , فيكون بذلك قد فرغ من شرح ما حواه الكتاب من أحاديث التسعة ويسير على ذلك في بقية الكتب التي أورد المؤلف أحاديثها في الكتاب .
وفي نظري لو شٌرح هذا الكتاب بتوسع كطريقة الشيخ الاثيوبي حفظه الله في شرح سنن النسائي لجاء الكتاب في مائة مجلدة او تزيد .
من فوائد هذا الكتاب .
هذا الكتاب يريحك من عناء البحث في كتب كثيرة لتقف على اكبر عدد من الأحاديث في نفس الموضوع او الباب , فأنت مثلاً لو كنت تبحث عن أحاديث واردة في صلاة الوتر وصلاة الضحى ستحتاج إلى عدد كبير من المراجع لتجمع خمسين حديثاً مثلاً في حين تجدها في هذا الكتاب في موضع واحد .
من يحتاج إلى هذا الكتاب ؟؟؟؟؟.
يحتاجه العالم ليختصر له الوقت ويقرب له رؤوس المسائل .
وطالب العلم يحتاج هذا الكتاب ليكفيه عناء البحث في غيره .
وخطيب الجمعة يحتاج لمثل هذا الكتاب ليثري خطبته ويغذيها بالأحاديث والأدلة من أقوال الصحابة .
المفتي يحتاج مثل هذا الكتاب ليستدل بكلام النبوة على فتياه .
والقاضي يحتاجه ليحكم بما صح منه بين الناس ويفصل بينهم في قضاياهم .
والرجل العامي يحتاجه ليعرف الكثير عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا أقول:
كتبت حول هذا الكتاب منشورين مطولين بينت فيهما ما له وما عليه, تجدونهما على صفحتي الشخصية في ملتقى أهل الحديث وموقع الألوكة ( المجلس العلمي )

دمتم في طاعة الله وأمنه
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
.............. أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 200 الخميس 20 محرم 1441 ...

صحيفة النبأ العدد 200
الخميس 20 محرم 1441 هـ

تصفح
👇👇📱🗒📇
https://pdfhost.io/v/0R
elWT0__200pdf.pdf

#خواطر_رمضانية (2) ومضات من تاريخ الاندلس يقول النصارى في رواياتهم : أنه لو هُزم الفرنسيون في ...

#خواطر_رمضانية (2)
ومضات من تاريخ الاندلس
يقول النصارى في رواياتهم : أنه لو هُزم الفرنسيون في موقعة بواتييه (معركة بلاط الشهداء ) لفُتحت أوروبا جميعاً، ولدُرس القرآن في الجامعات الأوروبية.
فى ( أوائل رمضان 114هـ = 21 أكتوبر 732م ) كانت الواقعة ذات العبرة التي كانت أشبه ما تكون بغزوة حنين ....
ولى هشام بن عبدالملك في عام 112 هـ عبدالرحمن الغافقي إمارة الأندلس فتأهب لفتح بلاد الغال (فرنسا) فدعا العرب من اليمن والشام إلى مناصرته فأقبلوا إليه فاجتاز جبال البرانس بجيش من العرب والبربر وأوغل في مقاطعتي اكيتانيا ووبرغونية وبوردو ثم تقدم يريد الإيغال داخل البلاد .

وبعد أن وحد عبد الرحمن الغافقي الناس وظن أن القوة قد اكتملت أخذ هؤلاء الناس وانطلق بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتوح من جديد، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، فقد فتح أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح المدينة تلو المدينة؛ وفتح مدينة آرل، ثم مدينة بوردو، والتي تسمى الآن بهذا الاسم، ثم مدينة طلوشة، ثم مدينة تور، ثم وصل إلى بواتييه غرب باريس، والتي تبعد عنها حوالي مائة كيلو متر، وتبعد من قرطبة حوالي (1000) كيلو متر، فقد توغل جداً في بلاد فرنسا في اتجاه الشمال الغربي، وهناك في مدينة بواتييه عسكر عند منطقة تسمى البلاط، والبلاط في اللغة الأندلسية تعني القصر، فإن هذه المنطقة كان فيها قصر قديم مهجور، وبدأ ينظم جيشه ليلاقي جيش النصارى، وكانت حملة عبد الرحمن الغافقي أكبر حملة تدخل بلاد فرنسا، فقد وصلت إلى خمسين ألف مقاتل، ما وصل إليها المسلمون قبل ذلك الوقت.
والمشكلة الخطيرة في جيش عبد الرحمن الغافقي هي تعلق قلوبهم بالغنائم الكثيرة التي غنموها، وافتتانهم بتلك الأموال الضخمة التي حصلوها من بلاد فرنسا، واشتهرت بين الناس فكرة العودة إلى أرض الأندلس لوضع هذه الغنائم هناك حتى لا يأخذها الفرنسيون، لكن عبد الرحمن الغافقي رحمه الله جمع الناس وقال لهم: ما جئنا لأجل هذه الغنائم، ما جئنا إلا لتعليم هؤلاء الناس هذا الدين، ولتعبيد العباد لرب العباد سبحانه وتعالى، وأخذ يحفز الجيش ويحضهم على الجهاد في سبيل الله، وعلى الموت في سبيله سبحانه وتعالى، وأخذ الجيش وانطلق إلى بواتييه رغماً عن أنف الجنود، وعندما وصل إلى منطقة بواتييه ظهرت أمور جديدة في الجيش وهي العصبيات التي كانت في بلاد الأندلس بين العرب والبربر، فقد تجددت من جديد، بسبب الغنائم الكثيرة التي لم توزع.

فبدأ الناس يختلفون، وكل واحد ينظر إلى ما في يد أخيه، وكل واحد يريد الشيء الأكثر، وكل واحد يرى نفسه أو نسبه أفضل من الآخر، فالعربي يقول: أنا عربي وأنت بربري والعربي أفضل، والبربر قالوا: نحن الذين فتحنا البلاد، ونسي الناس أن الفاتحين السابقين ما فرقوا أبداً عند الفتح وعند الدعوة إلى الله سبحانه في تلك البلاد بين عربي وبربري، وبين هؤلاء الفاتحين وبين الأندلسيين الذين دخلوا في الإسلام بعد ذلك، فلم يفرقوا إلا بحساب التقوى.

فبدأت هذه المشاكل تظهر في الجيش، فاجتمعت العصيبة، واجتمع حب الغنائم والخوف عليها، كما اجتمع إلى جوار ذلك الاعتداد بالعدد الضخم؛ الذي لم يسبق في تاريخ الأندلس، فأخذتهم العزة بهذا العدد، وظنوا أنهم لن يغلبوا.
ومن جديد تعود موقعة حنين الجديدة، قال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25]، وللأسف الشديد مع وجود هذا القائد الرباني المجاهد التقي الورع، إلا أن عوامل الهزيمة الكثيرة كانت موجودة في داخل جيش المسلمين، من حب الغنائم، والعصيبة القبلية العنصرية، والاعتداد بالأرقام والأعداد والعدة والعتاد، والمسلمون ما انتصروا أبداً بعدتهم ولا عتادهم، وإنما بطاعتهم لله ومعصية عدوهم لله سبحانه وتعالى.

أما جيش النصارى فقد أتى من باريس بقيادة شارل مارتل، ويلقب عند العرب بقارلة، وينطقونه تشار قارلة، وكلمة مارتل لقب وتعني المطرقة، وقد سماه بها بابا إيطاليا؛ لأنه كان شديداً على أعدائه، وكان من أقوى حكام فرنسا على الإطلاق، وأتى شارل مارتل بأربعمائة ألف مقاتل من النصارى، أي: ثمانية أضعاف الجيش المسلم، والمسلمون أبداً ما كانت تهزهم هذه الأرقام، لكن جيش المسلمين فيه عوامل الضعف.

والتقى الجيشان في موقعة من أشرس المواقع الإسلامية على الإطلاق في منطقة بواتييه؛ دارت الموقعة بينهما عشرة أيام كاملة، وكانت في رمضان سنة (114) هجرية، وكانت في بداية الموقعة الغلبة للمسلمين على قلة عددهم، لكن النصارى في آخر الموقعة فطنوا إلى كمية الغنائم الضخمة المحملة خلف الجيش الإسلامي، فالتفوا حول الجيش وهاجموا الغنائم، وبدءوا يسلبون غنائم المسلمين، فارتبك المسلمون وأسرعوا ليحموا الغنائم الكثيرة؛ لأن حب الغنائم دخل في قلوبهم.

فحدث ارتباك شديد في صف المسلمين، وبدأت تحدث هزة أدت إلى هزيمة للجيش الإسلامي في هذه الموقعة العجيبة موقعة بواتييه أو موقعة بلاط الشهداء، وسميت بذلك لكثرة شهداء المسلمين في موقعة بواتييه بالقرب من البلاط وهو القصر، ولم يرد في الروايات الإسلامية حصر دقيق لشهداء المسلمين في موقعة بلاط الشهداء، لكن الروايات الأوروبية تبالغ كثيراً حتى تقول: أنه قتل من المسلمين في موقعة بلاط الشهداء ثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف مسلم، وهذا مبالغ فيه جداً؛ لأن جيش المسلمين كان خمسين ألفاً.

وقفات يسيرة مع معركة بلاط الشهداء :
إن سبب هزيمة المسلمين في الاحد وحنين ومعركة بلاط الشهداء كانت حب المال والحرص عليه ولقد صدق الله عزوجل ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ).

• أثار المعاصي على الأمم والهزيمة من أجلها .
هذه المعركة يظهر أثر المعصية والفشل والتنازع في تخلف النصر عن الأمة، فبسبب معصية أمر الأمير وبسبب التنازع والاختلاف حول الغنائم، ذهب النصر عن المسلمين بعد أن انعقدت أسبابه، ولاحت بوادره، {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
فكيف ترجو أمة عصت ربها، وخالفت أمر نبيها، وتفرقت كلمتها أن يتنزل عليها نصر الله وتمكينه؟. وبالمعاصي تدور الدوائر، ففاضت أرواح في تلك المعركة بسبب خطيئة، وخرج آدم من الجنة بمعصيته، و((دخلت امرأة النار في هرة)) فما الذي أهلك الأمم السابقة وطمس الحضارات البائدة سوى الذنوب والمعاصي{ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} ، فالمعاصي سبب كل عناء وطريق كل وشقاء ما حلت في ديار إلا أهلكتها ولا فشت في مجتمعات إلا دمرتها وأزالتها وما أهلك الله تعالى أمه إلا بذنب وما نجى وما فاز من فاز إلا بتوبة وطاعة ، قال مجاهد رحمه الله:" إن البهائم لتلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا شؤمه معصية بني آدم" وما تخلف النصر اليوم الا بالمعاصي وترك العبادات وروح المسلم الشجي القوي بل ذهبت عنا نخوة العرب وحفظ كرامتهم فصرنا ما نحن عليه اليوم من الذل والهوان فالله المستعان .

• خطورة إيثار الدنيا على الآخرة .
وهذه المعركة تعلمنا كذلك خطورة إيثار الدنيا على الآخرة، وأن ذلك مما يفقد الأمة عون الله ونصره وتأييده ، قال ابن مسعود: " ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله - - صلى الله عليه وسلم -- يريد الدنيا حتى نزل فينا يوم أحد { مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ } "، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لما هزم الله المشركين يوم أحد، قال الرماة: (أدركوا الناس ونبي الله، لا يسبقوكم إلى الغنائم، فتكون لهم دونكم) وقال بعضهم: (لا نبرح حتى يأذن لنا النبي - صلى الله عليه وسلم ) فنزلت: ( مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ ) .

وفي ذلك درس عظيم يبين أن حب الدنيا والتعلق بها قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان والصلاح ، وربما خفي عليهم ذلك ، فآثروها على ما عند الله ، مما يوجب على المرء أن يتفقد نفسه وأن يفتش في خباياها ، وأن يزيل كل ما من شأنه أن يحول بينها وبين الاستجابة لأوامر الله ونواهيه.

وقد وردت نصوص عديدة من آيات وأحاديث تبين منزلة الدنيا عند الله وتصف زخارفها وأثرها على فتنة الإنسان، وتحذر من الحرص عليها,

قال تعالى:( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) وقد حذر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أمته من الاغترار بالدنيا، والحرص الشديد عليها في أكثر من موضع ، وذلك لما لهذا الحرص من أثره السيئ على الأمة عامة وعلى من يحملون لواء الدعوة خاصة.

إن الذي حدث في أحد عبرة عظيمة للدعاة وتعليمًا لهم بأن حب الدنيا قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان ويخفى عليهم ، فيؤثرون الدنيا ومتاعها على الآخرة ومتطلبات الفوز بنعيمها ، ويعصون أوامر الشرع الصريحة كما عصى الرماة أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصريحة بتأويل ساقط ، يرفعه هوى النفس وحب الدنيا ، فيخالفون الشرع وينسون المحكم من أوامره ، كل هذا يحدث ويقع من المؤمن وهو غافل عن دوافعه الخفية ، وعلى رأسها حب الدنيا ، وإيثارها على الآخرة ومتطلبات الإيمان ، وهذا يستدعي من الدعاة التفتيش الدائم الدقيق في خبايا نفوسهم واقتلاع حب الدنيا منها، حتى لا تحول بينهم وبين أوامر الشرع ، ولا توقعهم في مخالفته بتأويلات ملفوفة بهوى النفس وتلفتها إلى الدنيا ومتاعها .

• ومع ذاك لا بد من الأخذ بالأسباب :
لا بد أيضاً من الأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية مع التوكل على الله والاعتماد عليه ، والإكثار من العبادة والطاعة وحفظ حرمات الله عزوجل ، وتجنب المعاصي وترك حب الدنيا وكراهية الموت مع تجنب الدعة والركض لوراء العشب والزرع وترك روح الجهاد والقتال في سبيل الله عزوجل والتمني لنيل الشهادة في سبيل الله والدين ، فقد ظاهر النبي - - صلى الله عليه وسلم -- بين درعين، ولبس لأْمَة الحرب ، وكافح معه الصحابة ، وقاتل عنه جبريل وميكائيل أشد القتال ، رغم أن الله عصمه من القتل.

• التضحية من أجل الدين:
إن هذا الدين وصل إلينا بعد كفاح مرير من الصحابة والأسلاف، ذاقوا فيه مرارة المصائب والمحن : أنس بن النضر يصاب غزوة الاحد ببضع وثمانين جراحة ، ثم مثّل به بعدها ، فلم يعرفه أحد سوى أخته عرفته ببنانه ، وفي سعد بن الربيع سبعون طعنة ، فماذا قدمنا لديننا؟؟ وللصحابة الكرام الصُحبة والسبق والإقدام، تقطعت منهم الأشلاء ، وتمزقت الأجساد ، وترمل النساء ، قدَّموا أرواحهم فداء لهذا الدين ، حتى وصل إلينا كاملاً متمّماً ، فاقدر لهم قدرهم ، واشكر لهم سعيهم ، وترض عنهم ، فقد أحبهم ربهم، - رضي الله عنهم وأرضاهم .


• العاقبة للمتقين :
وليعلم المؤمنون في كل معركة وملحمة ان للحق جولة ، وللباطل صولة ، والعاقبة للتقوى ، فلا تيأس من إصلاح المجتمع ، ولا تقنط من هدايته ، فصَبَر النبي على الأذى والجراح ، حتى دخل الناس أفواجاً في دين الله ، إن عواقب الأمور كلها بيد الله ، فامض في الدعوة ، وداوم على الدعاء ، وهداية البشر بيد خالق البشر، فمما ورد في غزوة احد ان أبو سفيان يقود المشركين، وشعاره:"اعلُ هُبل"، وفي فتح مكة يقول:"لا إله إلا الله".ووحشي يقتل حمزة، ثم يُسلم ويقتل مُدعي النبوة مسيلمة الكذاب ، وها هي القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فجاهد وقاتل وكافح وقاوم وردد اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك .

كان هذا ما تيسر لي من المعالم في هذه المعركة المعروفة بمعركة (بلاط_الشهداء) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
كتبه الشيخ شرماركي محمد عيسى
2 من رمضان 1440 هرجيسيا .
...المزيد

قائل ( وما آفة الأخبار إلاّ رواتها ) قال محمد بن الحسين العلوي الحسيني الموسوي ( ت 406 هـ ) ...

قائل ( وما آفة الأخبار إلاّ رواتها )

قال محمد بن الحسين العلوي الحسيني الموسوي ( ت 406 هـ ) المعروف بـ ( الشريف الرضي ) – من الطويل - :
تغاوَتْ على عِرضي عصائبُ جَمَّةٌ ...... ولو شئتُ ما التفَّتْ عليَّ غُواتُها
أولِيهمُ صااءَ أُذْنٍ سَميعةٍ ...... إذا ما وَعَتْ أَلْوَتَ بها غَفَلاتُها
يطولُ إِذَنْ همِّي إذا كُنْتُ كلَّما ....... سمعتُ نباحاً من طلابٍ خَسَاتُها
همُ استَلْدَغوا رُقْشَ الأَفاعي ونبهوا ....... عقاربَ ليلْ نائماتٍ حُماتُها
وهمْ نَقَلوا عنَّي الذي لم أَفُهْ به ....... وما آفَةُ الأَخبارِ إِلا رُواتُها
أُريد لأَنْ أَحنو على الضِّغْنِ بيننا ...... وتأبى قلوبٌ أَنْغَلَتْها هَناتُها
وما النفسُ في الأَهلين إلا غريبةٌ ....... إذا فُقِدَتْ أَشكالُها ولداتُها
بني مطرٍ خَلُّوا نفوساً عزيزةً ....... تنامُ فأَوْلى أَن يطولَ سُباتُها
غرستُ غروساً كنتُ أَرجو لَحاقَها ....... وآملُ يوماً أَن تَطيبَ جَناتُها
فإن أَثمرَتْ لي غَيْرَ ما كُنْتُ آمِلاً ....... فلا ذَنْبَ لي إن حَنْظَلَتْ نَخَلاتُها
" التذكرة الحمدونية " لمحمد بن الحسن ابن حمدون ( ت 562 هـ )
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

- وهؤلاء المرضى حذرناهم من مغبة سلوكهم المعوج منذ زمن - والآن بعد أن انجلى الغبار ورأوا بأم أعينهم ...

- وهؤلاء المرضى حذرناهم من مغبة سلوكهم المعوج منذ زمن
- والآن بعد أن انجلى الغبار ورأوا بأم أعينهم الحمار بلغ منهم الكبر مداه
فلا هم تابوا وأنابوا ولا هم كفوا أذاهم بل كانوا حجر عثرة في طريق الدعوة وهداية الناس فصدوا عن سبيل الله بأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم
- إنهم ساء ما كانوا يعملون
...المزيد

ماحكم الصلاة داخل السيارة أثناء سيرها على الطريق؟ طريق الإسلام القائمة الرئيسية الرئيسة ...

ماحكم الصلاة داخل السيارة أثناء سيرها على الطريق؟

طريق الإسلام القائمة الرئيسية

الرئيسة الفتاوى هل تصح الصلاة في الطائرة والسيارة حال سيرها
هل تصح الصلاة في الطائرة والسيارة حال سيرها

السؤال:
سائل يسأل هل تصح الصلاة في الطائرة وهي محلقة في الجو، وكذلك في السيارة إذا طلبت من السائق إيقافها لأداء الصلاة فامتنع، وخشيت خروج الوقت، فهل أصلي بالسيارة وهي تمشي؟ وهل يجوز للمسافر أن يقصر ويفطر، مع أنه يقطع المسافة في مدة قليلة؟

الإجابة:
الحمد لله وحده. نعم، تصح الصلاة على الطائرة وهي تطير في الجو، كما تصح الصلاة على الباخرة، والسفينة، ونحوها، كالقطار، وهذا أشبه بحال الضرورة؛ لأنه لا يستطيع إيقافها ولا النزول لأداء الصلاة، ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بحال.

كما تصح الصلاة في السيارة إذا جدّ به السير، ولم يتمكن الراكب من إلزام السائق بإيقاف السيارة، وخشي خروج الوقت، فإنه يصلي قبل خروج الوقت، ويفعل ما يستطيع عليه، ولا حرج، وصلاته صحيحة. ثم إذا صلى الإنسان في الطائرة ونحوها، فإن استطاع أن يصلي قائما ويركع ويسجد لزمه ذلك في الفريضة، وإلا صلى على حَسَبِ حاله، وأتى ما يقدر عليه من ذلك. كما يلزمه استقبال القبلة حسب استطاعته، وكلما دارت انحرف إلى القبلة إذا كانت الصلاة فرضا.

وأما القصر والفطر، فهذه من رخص السفر. فإذا سافر الإنسان مسافة قصرٍ فأكثر، جاز له أن يستبيح رخص السفر -سواء قطع المسافة في مدة قليلة أو طويلة- لكن إذا أراد أن يرجع إلى وطنه، وعلم أنه يَقْدُمُ اليوم أو غدا، فقد ذكر الفقهاء أنه يلزمه الصوم، ولم يجز له الفطر. نص عليه الإمام أحمد، والله أعلم.

عبد الله بن عبد العزيز العقيل

كان الشيخ عضوا في مجلس الأوقاف والقضاء وهو من هيئة كبار العلماء في المملكة ومتفرغ حالياً بعد التقاعد للعلم والإفتاء .

التصنيف:
فقه الصلاة
...المزيد

اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه

على سبيل السعادة... رمضان على الأبواب لكل واحد منّا مفهومه عن السعادة وماهية تلك الكلمة الساحرة ...

على سبيل السعادة... رمضان على الأبواب

لكل واحد منّا مفهومه عن السعادة وماهية تلك الكلمة الساحرة والتي يبحث عنها بمجرد أن يلجوا الحياة. يقولُ ابن تيمية رحمه الله: "مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية". لكل واحد منّا مفهومه عن السعادة وماهية تلك الكلمة الساحرة والتي يبحث عنها بمجرد أن يلجوا الحياة. وتظل الأعمار تفنى لهثًا وراء السعادة بحسب مفهوم كل واحد عنها، فمنهم من يراها في تحصيل المال ومنهم من يراها في الحُب، ومنهم من يجدها في العلم أو في قضاء حوائجِ الغير. وإن كان في كلِّ ما فات شيءٌ من معناها؛ يظلُّ أصل السعادة ولُب حقيقتها في عبادةِ الله جلّ في عُلاه، سُبحانه ربّ القلوب ومُقلِّبها، ويعلم ما تطيب له النفس وما يُسعدها، يقول تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43]. وعلى سبيلِ السعادة فقد اقترب شهر السعادة.. شهر الرحَمَات والعطاءات الربَّانية؛ شهر رمضان. الشهر الذي تجدُ الروحُ فيه غايتها وتُدرِكُ معنى السعادة الحقيقية. ويتفق الجميع أنّ في لذة العبودية ما لا يُمكن تحصيله بأي لذة أُخرى، تجدُ فيها السعادة المُطلقة وإنّ لم تجد لها أسبابًا ومظاهر واضحة. بالعبادةِ والدُعاء وتلاوة القرآن يتخلّص الكاهل من الأحمال المُلقاة على عاتقه، ويتخفف الصدرُ من الهموم الجاثِمة عليه والخانقة له حدّ الحرمان من السعادة، فتصبح الروح مشرقة والقلب مُستشرف للسعادة مُقبِل عليها يراها في أبسط الأشياء لتجده يبتم ملء فيه اذا ما ضحِك طفل أمامه إو اذا غرّد طير فوق رأسه!! السعادة الحقّة اذن هي في رضا الله على العبد ورضا العبد عن ربِّه، ولا يكون ذلك إلّا بالعبادة على اختلافها وكل ما يتقرّب العبد به إلى ربِّه، فتتساقط الذنوب عن الروح وتصير السعادة أقرب إلينا من حبل الوريد. أقْبِلوا بقلبٍ طامعٍ في كرمِ مولاه؛ على شهرِ العبادات والبَرَكات وإجابة الدعوات، تَنَسموا أنفاس السعادة مع كل ذكر وآية وأذان للصلاة، اجعلوا الروح تعرج إلى ربِّها في رحلة سعادة حقّة هي جنّة الدُنيا ونعيمها وهي الموصلة إلى غاية السعادة ومُنتهاها.. الجنّة !!! العيدُ سعادة وللمسلم عيدين، عيدُ الفِطر وعيد الأضحى، فلا عَجَب إذن أن يُختم شهر العبادات بأيّام عيد.. أيام سعادة !!! بلّغَنَا الله وإيّاكم شهر رمضان ورَزَقنا سعادة يرضى بها عنّا ويُرضينا. ...المزيد

{ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف ...

{ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد خاتم النبيئين.

أحيانا عند تلاوتك لآيات الله تعالى وتدبرك لها، تصطدم ببعض الآيات كأنك لم تقرأها من قبل، وإن كنت تحفظها كأنك لم تكن تحفظها.
ويرجع ذلك إلى أن تلك الآية تهم أمرا وقع لك، أو يهم واقعك.
ومن الآيات التي تستحق التأمل في عصرنا هذا، والتي نجد تطبيقها الحرفي -للأسف الشديد- في كل عصر، ابتداء من أبي بن سلول رأس المنافقين.
وهي قوله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[المائدة: 51-52]
يذكر ابن كثير رحمه أن المفسرين اختلفوا في سبب نزول هاته الآيات الكريمات. ومن أسباب نزولها المشهورة أنها نزلت في رأس المنافقين أبي بن سلول: "جاء عبادة بن الصامت، من بني الخزرج، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية موالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي: "يا أبا الحباب، ما بخلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه". قال: قد قبلت! فأنزل الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[المائدة: 51-52]". [1]
يقول صاحب تفسير "المنار": "هذه الآيات وإن لم تكن نزلت في أبي سلول رأس المنافقين، فإن رواة التفسير المأثور اتفقوا على نزول الآية في المنافقين، فهم الذين في قلوبهم مرض؛ أي إيمانهم معتل غير صحيح، إذ لم يصلوا فيه إلى مستقر اليقين، وكان عبد الله بن أبي - زعيم المنافقين - ذا ضلع مع يهود بني قينقاع، وكان غيره من المنافقين يمتون إلى اليهود بالولاء والعهود، ويسارعون في هذه السبيل التي سلكوها. كلما سنحت لهم فرصة لتوثيق ولائهم وتأكيده ابتدروها، فهم يسارعون في أعمال موالاتهم مسارعة الداخل في الشيء، الثابت عليه، الراغب فيما يزيده تمكنا وثباتا، ولهذا قال: (يسارعون فيهم) ولم يقل يسارعون إليهم، فما عذر هؤلاء الذين يرددونه في أنفسهم ويقولونه عند الحاجة بألسنتهم (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) أي نخشى أن تقع بنا مصيبة كبيرة مما يدور به الزمان، أو من المصائب والدواهي التي تحيط بالمرء إحاطة الدائرة بما فيها. فنحتاج إلى نصرتهم لنا، فنحن نتخذ لنا يدا عندهم في السراء؛ ننتفع بها إذا مست الضراء. والمراد أنهم يخشون أن تدول الدولة لليهود أو المشركين على المؤمنين، وكان اليهود عونا للمشركين على المؤمنين كما ظهر في وقعة بدر والأحزاب، فيحل بهم ما يحل بالمؤمنين من النقمة. ذلك بأنهم غير موقنين بوعد الله بنصر رسوله، وإظهار دينه على الدين كله، لأنهم في شك من أمر نبوته، لم يوقنوا بصدقها ولا بكذبها، فهم يريدون أن ينتفعوا منها بإظهارهم الإيمان بها، وأن يتخذوا لهم يدا عليها لأعدائها، ليكونوا معهم إذا دالت الدولة لهم". [2]
يقول د.الزحيلي صاحب التفسير المنير ذاكر السبب في موالاة المنافقين للكفار: " وسبب موالاة هؤلاء المنافقين لأعداء الإسلام: أنهم يتأولون في مودتهم أنهم يخشون انتصار الكافرين على المسلمين، فتكون لهم أياد عند اليهود والنصارى، فينفعهم ذلك. وهذا شأن المنافقين المستضعفين في كل زمان ومكان، يتخذون صداقات ومودات عند زعماء الكفر لتأييدهم ودعمهم أثناء الأزمات، وقد أثبت الواقع تخليهم عنهم وقت المحنة الشديدة وبيع صداقتهم بثمن بخس، وقد رأينا في عصرنا كيف تتخلى أمريكا مثلا عن رئيس دولة ما عاش كل عهده حليفا لها، ومنفذا لمآربها، وسائرا في مخططاتها، فهي التي تستخدمه وتستهلكه، ثم تتخلى عنه وقت المحنة والأزمة، فخاب كل من استعان بغير الله وبغير أهل دينه". [3]
قد رأينا كيف ربط الدكتور الزحيلي الآيات بعصرنا، الذي ما زلنا نرى فيه أمثال أبي بن سلول.
ويربط صاحب تفسير المنار هو الآخر الآيات بالواقع الذي كان يعيشه، حيث يقول: " وهكذا شأن المنافقين في كل زمان ومكان، وهو الذي جعل كثيرا من وزراء بعض الدول منذ قرن أو قرنين ما بين روسي وإنكليزي وألماني في سياسته، كل منهم يتخذ له يدا عند دولة قوية يلجأ إليها إذا أصابته دائرة، حتى تغلغل نفوذ هذه الدول في أحشاء هذه الدولة، فأضعف استقلالها في بلادها، ويخشى ما هو أكبر من ذلك، من خطر نفوذهن فيها، وحتى صار بعض رجالها الصادقين لها يرون أنفسهم مضطرين إلى الاستعانة بنفوذ بعض هذه الدول على بعض، وأما الذين استعمر الأجانب بلادهم بأي صورة من صور الاستعمار، وأي اسم من أسمائه، فأمر منافقيهم أظهر، يتقربون إلى الأجانب بما يضر أمتهم، حتى فيما لم يكلفوهم إياه، ويسمون هذا تأمينا لمستقبلهم، واحتياطا لمعيشتهم، ولو التزموا الصدق في أمرهم كله، فلم يلقوا أمتهم بوجه والأجانب بوجه لكان خيرا لهم وأقرب إلى الجمع بين مصلحة البلاد ومداراة الأجانب، ولكنه النفاق يخدع صاحبه بما يظن صاحبه أنه يخدع به غيره ويسلك سبيل الحزم لنفسه، وهو الذي يحمل بعض المنافقين الخائنين على نهب مال أمتهم ودولتهم، وإيداعه في مصارف أوربة لأجل التمتع به، إذا دارت الدائرة على دولتهم". [4]
ويصف الدكتور راتب النابلسي [5] حال المسلمين في عصرنا الحالي مع هذه الآية{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: "طبعاً هذه الآية نعيشها، ولا تحتاج إلى شرح، لأن المسلمين حينما اتخذوا اليهود والنصارى أولياء ضاع منهم كل شيء، لكن الذي يلفت النظر:{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.
قد يكون بين هؤلاء وهؤلاء عداوات لا يعلمها إلا الله ولكنهم أمام قضية المسلمين صف واحد، شرقاً وغرباً: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}. هم أمام الحق يتعاونون، أمام الحق يتحدون، أمام الحق يتوافقون:{ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }.
ما ينبغي أن يكون:
يجب أن تنتمي إلى هؤلاء المؤمنين، ولو لم يكونوا أقوياء كما تتمنى، ولو لم يكونوا متفوقين في الدنيا كما تتمنى، لكنهم قومك، بدل أن تنسحب منهم، بدل أن تنتمي إلى أعدائهم، خذ بيدهم، وقل: يا رب أعني على تخفيف الظلم عنهم.
فالعبرة في العاقبة والله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن عباده المؤمنين :قال تعالى: { فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
وقال سبحانه {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة الأعراف: 128]
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
***
[1] تفسير القرآن العظيم، بو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ج3، ص133، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م.
[2] تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، محمد رشيد رضا(المتوفى: 1354هـ)، ج6، ص356-357، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة النشر: 1990 م
[3] التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، د وهبة بن مصطفى الزحيلي، ج6، ص 226، دار الفكر المعاصر – دمشق، الطبعة : الثانية ، 1418 هـ
[4] تفسير المنار، ج6، ص 357
[5] موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية، تفسير سورة المائدة الآيات (50-53)
...المزيد

اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان

اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان

الأوضاع في مصر بعد هلاك فرعون عانت مصر فترة من الانفلات السياسي، إذ أن الوجهاء والساسة والزعماء ...

الأوضاع في مصر بعد هلاك فرعون
عانت مصر فترة من الانفلات السياسي، إذ أن الوجهاء والساسة والزعماء خرجوا تعاطفاً مع فرعون وجنوده فلاقوا ما لاقوه من غرق وموت، كما عانت مصر من الانفلات الأمني؛ فقد سحب فرعون كل الجنود تقريباً في هذه المعركة، وقد هلكوا معه غرقاً.
لذا صار أمر الناس في مصر إلى فوضى واضطراب، إلى أن هدأت الأمور واستقرت الأوضاع مرة أخرى.
نسيم الحرية
ومن ضيق دنيا فرعون التي جعلها سجناً ومقبرة لشعبه، انتقل بنو إسرائيل إلى سعة الدنيا ونعيمها واستنشقوا نسيم الحرية ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ الأعراف:137
ووقف موسى – وإلى جواره هارون – خطيباً في بني إسرائيل، يذكرهم بمنن الله عليهم التي تستوجب منهم مزيد من الشكر والطاعة لله عز وجل :
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ إبراهيم: 7
لكن – للأسف - ما كاد بنو إسرائيل يخلصون من يد فرعون وتفارقهم مشاعر الخوف والفزع التي كانت مسيطرة عليهم- حتى تنبّهت فيهم غريزة المكر واللؤم - ، وتحرك فيهم داء الخديعة والعناد؛ فبدأت بوادر التمرد في الظهور، فقد اعتبر بنو إسرائيل ما حصلوا عليه من حرية بعد هلاك فرعون إنما هو حق مكتسب، وليس محض منة من الله تعالى على يد نبيه موسى عليه السلام، فعاندوا أوامره وعصوا تشريعاته ..
لينبت باطل جديد على ساحة الحياة، بعد هلاك الباطل الأكبر، ولتستمر قصص صراع الحق مع الباطل دون توقف إلى قيام الساعة ..
- فما الذي حدث عندما رأوا قوما يعكفون على أصنام لهم؟ ومن هم هؤلاء القوم؟!
- من هو السامري وما قصة حياته من البداية ؟ وكيف أقنعهم بعبادة عجل صنعه أمامهم بيده ؟!
- وما الجريمة الشنيعة الفظيعة التي فعلها بنو إسرائيل حتى تكون طريقة توبتهم منها أن يقتلوا أنفسهم ؟!
- ولماذا صُعق الوفد المرافق لسيدنا موسى عند جبل الطور ؟
- وما حكاية بقرة بني إسرائيل؟ وما سر تسمية أطول سورة في القرآن باسمها ؟
- ما حكاية القوم الجبارين الذين خاف منهم بنو إسرائيل وهم على مشارف فلسطين ؟
- وما حكاية العابد الزاهد بلعام بن باعوراء الذي انتكس فوصفه الله بالكلب ؟!!
- أين التقى موسى بالخضر، وما سر غموض شخصيته ؟
- من الذي آلت إليه قيادة بني إسرائيل بعد موت موسى وهارون ؟!
كل هذا وأكثر سنتطرق إليه في جزء آخر – بمشيئة الله تعالى – من قصة كفاح نبي الله موسى مع بني إسرائيل .. فانتظرونا ..
« رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ».

«وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
كتبه راجياً مجاورة الأنبياء والمصلحين
محمد نجاتي سليمان
مصر – البحيرة - دمنهور
تم الانتهاء من الصياغة النهائية لهذا العمل فجر يوم الخميس
22 شوال 1437 هــ ، 28 يوليو 2016م.
وصية ..
أرجو منك أيها القارئ العزيز- من باب إثراء هذا العمل ومشاركتي في الثواب - إذا وجدت خطأً أو عيباً، أو إسهاباً لا طائل من ورائه، أن تنصحني بمحوه أو تعديله، فقد اعتبرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب مكتوبة بقلم رصاص احتراماً لممحاة نقدك؛ فالنقد منك يبني ولايهدم، كما أنه شهادة ناطقة على أن الكمال لله وحده، وأن العصمة لأنبيائه ورسله، وليكن بيننا تعارف، وتواصل مستمر عبر التواصل الهاتفي على رقم : 01091500080(002) أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي(1)

شكر وتقدير
أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان بالجميل ..
إلى روح الأديب الشهيد سيد قطب صاحب تفسير "في ظلال القرآن".
وإلى روح المفكر الراحل عبد الكريم يونس الخطيب صاحب "التفسير القرآني للقرآن".
فلقد استفدت من تفسيرهما للقصة استفادة كبرى، فاقتبست من تفسيرهما اقتباسات عديدة وزعت في كل صفحات الكتاب تقريباً، حتى بات من الصعب علىّ حصرها فاقتضى التنويه.
كذلك أشكر الكاتب الأستاذ/ أحمد مراد الذي ساعدتني روايته "أرض الإله" على معايشة أحداث القصة وتخيلها، وقد اقتبست منها بالنص أو بالمعنى بعض المشاهد الدرامية والتخيليلة في بعض المواقف داخل الكتاب، فاقتضى التنويه.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
1 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً