باب فضل السلام والأمر بإفشائه: قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا ...

باب فضل السلام والأمر بإفشائه:

قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أهْلِهَا} [النور: 27].

يأمر تعالى عباده المؤمنين أن لا يدخلوا بيوت غيرهم حتى يستأذنوا ويسلموا.
وقال أبو موسى الأشعري وحذيفة: يستأذن على ذوات المحارم، ومثله، عن الحسن فإن كانوا في دار واحدة يتنحنح، ويتحرك أدنى حركة.

وقال تَعَالَى: {فَإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور: 61].
قال مجاهد: إذا دخلت المسجد فقل: السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلِّم عليهم، وإذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
قال قتادة: وحُدِّثنا أنَّ الملائكة ترد عليه.

وقال ابن عباس في قوله تعالى: {تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}، قال: حسنة جميلة.

وقال تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86].
الرد واجب، والزيادة سُنَّة، فإذا قال مثلًا: السلام عليكم، قال: وعليكم السلام ورحمة الله.
وقال تَعَالَى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا} [الذاريات: 24، 25].
{هَلْ أَتَاكَ}، فيه: تعظيم لشأن الحديث، وتنبيه على أنه إنما عرفه بالوحي.
وقوله تعالى: {فَقَالُوا سَلامًا}، أي: نسلم عَلَيْكُمْ سلامًا. قال: {سَلامٌ}، أي: عليكم سلام.

845- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
إطعام الطعام من خير خصال الإِسلام لما فيه من دفع الحاجة عن الفقير، وجلب المحبة، والتآلف، وكذلك إفشاء السلام لما فيه من التآلف وجلب المحبة أيضًا والإِبعاد عن الكبر.

846- وعن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ- نَفَرٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوس- فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ؛ فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيتِكَ من بعدك. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فقالوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
قوله: فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. في رواية: وعليك السلام ورحمة الله.
وفي الحديث: مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء.

847- وعن أَبي عُمَارة البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما، قَالَ: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ: بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَصْرِ الضَّعيفِ، وَعَوْنِ المَظْلُومِ، وَإفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَإبْرَارِ المُقسِمِ. متفقٌ عَلَيْهِ، هَذَا لفظ إحدى روايات البخاري.
فيه: الأمر بإِفشاء السلام، أي: إشاعته وإظهاره.

848- وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ)). رواه مسلم.
إشاعة السلام وإذاعته سبب للتوادد ودخول الجنة.

849- وعن أَبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم)). رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ).
في هذا الحديث: إنَّ هذه الخصال من أسباب دخول الجنة. قال الله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46].

850- وعن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ: أنَّه كَانَ يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ: فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُ الله عَلَى سَقَّاطٍ وَلا صَاحِبِ بَيْعَةٍ، وَلا مِسْكِينٍ، وَلا أحَدٍ إِلا سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمَرَ يَوْمًا، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ، وَلا تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ، وَلا تَسُومُ بِهَا، وَلا تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ؟ وَأقُولُ: اجْلِسْ بِنَا هاهُنَا نَتَحَدَّث، فَقَالَ: يَا أَبَا بَطْنٍ- وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ- إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلاَمِ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ. رواه مالك في المُوطَّأ بإسنادٍ صحيح.
في هذا الحديث: استحباب دخول السوق لأجل إفشاء السلام ونشره، وذكر الله تعالى لكون الأسواق محل الغفلة، وقد جاء في حديث: ((ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين)).

#شارك
...المزيد

السؤال: لقد ادمنت على ممارسة العادة السرية وادمان الأفلام الإباحية مع العلم اني اتوب بعد كل معصية ...

السؤال: لقد ادمنت على ممارسة العادة السرية وادمان الأفلام الإباحية مع العلم اني اتوب بعد كل معصية لكن أعود بعد أن تغلبني الشهوة ونفسي الامارة بالسوء اريدكم ان تساعدوني لكي اشفى من هذه البلوة اني اخاف ان اموت وربي غاضب مني اني اعيش حالة من الاكتئاب اخاف ان يكون عقاب من الله وان الله غير راض عني مع العلم اني تعرضت للتحرش الجنسي في سن الثامنة اطلب منكم النصيحة والمساعدة لكي انجو بنفسي اني في حالة نفسية سيئة الإجابة: فإن الله تعالى يقبل توبة كل من تاب إليه توبة صادقة، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فقبول التوبة من وعد الله تعالى، وهو سبحانه لا يخلف الميعاد، والتوبة من أوجب واجبات الشريعة؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8]، والتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمتى أخرج من قلبه الشهوة لم يعد إلى الذنب، ومن تاب ثم عاد إلى الذنب قَبِلَ الله توبته الأولى، ثم إذا عاد استحق العقوبة، فإن تاب تاب الله عليه أيضًا، ولا يجوز له إذا عاد للذنب أن يُصر، بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة. أما الإصرار على تلك العادة المحرمة فسببه الغفلة، الشهوة، ولكل واحدٍ منهما علاج ناجع يقطع مادتها. فالغفلةُ، دواؤُها العلم والتذكُّر الدائم للوعيد الشديد الوارد في القرآن الكريم والسنة في حق المذنبين في الدنيا الآخرة، فقد يُعجِّل الله لأهل المعاصي ألوانًا من العقوبة في الدنيا؛ كما صحَّ عنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنَّ العبدَ ليُحرم الرزق في الدنيا بالذنب يُصيبه"؛ رواه ابن ماجه. وأمَّا الشهوة، فدواؤها الابتعاد عن الأسباب المهيجة والمغرية للمعصة، وتجنُّب مواطنها، واستحضار المخوفات الواردة فيها، والآثار الوخيمة المترتِّبة عليها، ولا شك أنَّ العبدَ إذا تَوَجَّه إلى ربِّه بنيَّة صحيحة وقلب مخلص، فإنه - تعالى بفَضْله وكرَمه - يُعينه على قصْده الحسَن، ويهديه إلى الطريق المستقيم، ويهَيئ له أسباب التوبة؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والمجاهِد مَن جاهَد نفسه في طاعة الله، والمهاجر مَن هجر الخطايا والذنوب)؛ رواه أحمد. قال ابن القيِّم في "زاد المعاد" (4 / 185): مِن أعظم أدوائه - أي: القلب -: الشِّرك والذنوب والغفْلة، والاستهانة بمحابِّه ومراضيه، وترْك التفويض إليه، وقلَّة الاعتماد عليه، والركون إلى ما سواه، والسخط بمقدُوره، والشك في وعْدِه ووعِيده. وإذا تأمَّلْت أمراض القلب، وجدْتَ هذه الأمور وأمثالها هي أسبابها لا سبب لها سواها، فدواؤُه الذي لا دواء له سواه ما تضمنتْه هذه العلاجات النبوية من الأمور المضادة لهذه الأدواء، فإنَّ المرَض يزال بالضد، والصحة تحفظ بالمثْل، فصحتُه تحفظ بهذه الأُمُور النبوية، وأمراضه بأضدادها. فالتوحيدُ: يفتح للعبد بابَ الخير والسرور، واللَّذة والفرَح والابتهاج، والتوبةُ استفراغ للأخلاط والمواد الفاسدة التي هي سبب أسقامه، وحمية له منَ التخليط، فهي تُغلق عنه باب الشرور، فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد، ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار. قال بعض المتقدِّمين من أئمة الطِّب: مَن أراد عافية الجسم، فليقلِّل من الطعام والشراب، ومَن أراد عافية القلب فليترك الآثام، وقال ثابت بن قرة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام. والذنوب للقلب بمنزلة السموم، إنْ لَم تهلكه أضعفتْه ولا بُدَّ، وإذا ضعفتْ قوته لَم يقدر على مقاومة الأمراض، قال طبيب القلوب عبدالله بن المبارَك: رَأَيْتَ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ وَخَيرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيانُهَا فالهوى أكبر أدوائها، ومخالفته أعظم أدويتها، والنفس في الأصل خُلقتْ جاهلة ظالمة، فهي لجهلها تظن شفاءها في اتِّباع هواها، وإنما فيه تلفها وعطبها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، بل تضع الداء موضع الدواء فتعتمده، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه، فيتولد من بين إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواعٌ منَ الأسقام والعِلل التي تعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء، والمصيبة العظمى أنها تركب ذلك على القدر، فتبرئ نفسها وتلوم ربها بلسان الحال دائمًا، ويقوى اللوم حتى يصَرِّح به اللِّسان. وإذا وصل العليل إلى هذه الحال، فلا يطمع في بُرئه إلا أن تتداركه رحمة مِن ربِّه، فيحييه حياة جديدة، ويرزقه طريقة حميدة". ومما يعين العبد المسلم على الإقلاع عن تلك العادة السيئة الاستقامة على شرع الله تعالى، ويتحقق ذلك بأمور كثيرة منها: منها: احرص أن تكون في الدنيا بين رفيقين العلم والعقل، فمن اتبع العقل سلم؛ ومن وقف على موجب الحس هلك؛ لأن خاصة العقل النظر في العواقب والحذر من آفات التأخير، ويخشى هجوم الموت ولم تحصل التوبة، ويخشى ما يعقب المعصية من الهم والغم، والخوف والحزن، وضيق الصدر وأمراض القلب، حتى إن بعضهم يفعلها بعد ذلك دفعًا لما يجده في صدره من الضِّيق والهم والغم؛ كما قيل: وَكَأْسٌ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا قال الإمام ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص: 378) "متى تكامل العقل؛ فقدت لذة الدنيا، فتضاءل الجسم، وقوي السقم، واشتد الحزن؛ لأن العقل كلما تلمح العواقب، أعرض عن الدنيا، والتفت إلى ما تلمح، ولا لذة عنده بشيءٍ من العاجل، وإنما يلتذ أهل الغفلة عن الآخرة، ولا غفلة لكامل العقل، ولهذا لا يقدر على مخالطة الخلق؛ لأنهم كأنهم من غير جنسه، كما قال الشاعر كما قال الشاعر ما في الديار أخو وجدٍ نطارحه ... حديث نجدٍ ولا خل نجاريْهِ". وقال (ص: 486) "إنما فضل العقل بتأمل العواقب؛ فأما القليل العقل؛ فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها، فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد! والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم وكسب المال، فإذا كبر فسئل عن علم؛ لم يدر، وإذا احتاج، سأل؛ فذل، فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا. وكذلك شارب الخمر، يلتذ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا والآخرة! وكذلك الزنا؛ فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد". ومنها: تذكُّر أن الذي يهجر السيئات، ويغض بصره، ويحفظ فرجه، وغيرها مما حرمه الله- يجعل الله له من النور والعلم، والقوة والعزة، ومحبة الله ورسوله، والنجاة في الدنيا والآخرة - ما الله به عليم، والنقيض بالنقيض. ومنها: إدراك أن السيئات تهواها النفوس، ويزينها الشيطان، فتجتمع فيها الشبهات والشهوات، ومِن ثَم يجب حسْم مادة المعصية، وسد ذريعتها، ودفْع ما يفضي إليها. ومنها: أن تعلم أن المعصية تصد عن ذكر الله، وتنسي الآخرة. ومنها: الحذر من الاغترار بحلم الله وكرمه، فكم قد استدرَج من عباده الغافلين، وقطع الخطرات السيئة في بدايتها حتى لا تقوى فتكون إرادة جازمة، مع الإكثار من التضرع لله، والإكثار الصوم كما وهو وصية الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،، والله أعلم.

رابط المادة: http://iswy.co/e2a50g
...المزيد

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله

#خاطرة إن الذي يجعل للحياة قيمة هو الإيمان، وبه يتفاوت الناس في دنياهم وأخراهم، لذلك كان إبراهيم ...

#خاطرة

إن الذي يجعل للحياة قيمة هو الإيمان، وبه يتفاوت الناس في دنياهم وأخراهم، لذلك كان إبراهيم عليه السلام في إيمانه أمة، ورجح إيمان أبي بكر الصديق إيمان أمة، ولم يكن بأكثر القوم صلاة ولا قياماً، لكنه كان أكثرهم ثقة وتصديقاً بالله رب العالمين، لذلك كانت حياته غير حياة الآخرين، فالذي يجعل لحياتي وحياتك قيمة هو الإيمان، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:122]، فتأمل في قوله: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}، أما كان يأكل، ويشرب، ويلبس، ويغدو، ويروح؟ بلى، لكن ليست هذه هي الحياة، لذلك قال أحد المربين لأحد أبنائه: يا بني! لا يكن همك المأكل والمشرب والملبس والمنكح، فهذا هم النفس، فأين هم القلب؟ إن همك هو ما أهمك، فليكن همك الله والدار الآخرة، فمن جعل الهموم هماً واحداً -يعني: هم الآخرة- كفاه الله هم الدنيا وهم الآخرة، أتريد الدنيا؟ فأنا أدلك على الطريق حتى لا تخسر الدنيا والآخرة، (من أصبح والآخرة همه جمع الله له شمله، وجعل غناه في صدره، وأتته الدنيا وهي راغمة)، والعكس بالعكس، (ومن أصبح والدنيا همه فرق الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قسم الله له) فالذي يجعل لحياتي وحياتك قيمة هو أن يكون لها هدف، فإذا تحدد الهدف تحدد الطريق.

أ.محمد سيد ثابت المنشاوي
...المزيد

نص السؤال أيهما أعظم أجراً ؛ أجر الأذان أو أجر الإمامة ؟ نص الفتوى لا شك أن الإمامة أفضل - على ...

نص السؤال
أيهما أعظم أجراً ؛ أجر الأذان أو أجر الإمامة ؟

نص الفتوى
لا شك أن الإمامة أفضل - على أصح قولي العلماء - ، ومن تأمل ذلك وجده جلياً :
أولاً : أن الإمامة تتعلق بالأصل الذي من أجله شرع الأذان ، فالأذان وسيلة للصلاة ؛ والإمام هو الذي يقيم الصلاة ، وهو الذي يتبعه الناس ويأتمون بإمامته ، ويسمعون إلى كلامه وخطبته ، فالإمامة من حيث تفضيل الشرع لها من عدة وجوه : كون المؤذن ينادي بالشهادتين أفضل منه تلاوة القرآن ، فالإمام يقرأ القرآن ويتلو آيات الله-سبحانه وتعالى- ، فكم من قلوب خشعت ! وكم من عيون دمعت ! وكم من نفوس اهتدت وصلحت وزكت بفضل الله-سبحانه وتعالى- ثم بالأئمة الذين وفقوا لحسن الأداء وحسن الترتيل ، والإخلاص في ذلك لوجه الله-سبحانه وتعالى- ، وكذلك بالأئمة الذين وفقوا للإخلاص في الخطب والمواعظ والتوجيه ، فالإمامة لها فضل عظيم ، وقد اختارها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا يختار له إلا الأفضل ، ثم إن الإمامة إذا نظر إلى تفضيل الشرع للإمام من عدة وجوه ففي يوم الجمعة - مثلاً - هو الذي يخطب ، وهو الذي يعظ الناس إلى درجة أنه لو تكلم رجل أثناء خطبته وأثناء كلامه لغت جمعته ، فهذا فضل عظيم ؛ ولذلك : الإمامة شرف عظيم ، فإذا تقلدها الخيرِّ الصالح الدَّيِّن عَظُم أجره ، وثَقُل ميزانه واهتدت به أمم وصلحت به أحوال ، وقلَّ أن ترى حياً أو ترى أمة فيها إمام
صالح موفق إلا وجدت أثره عظيماً في النفوس ، وجدت أثره في إصلاح الناس وهدايتهم ودلالتهم على الخير جلياً واضحاً ، وخطب الجمعة كم أخرجت من المساجد من التائبين ! وكم أخرجت من المساجد من أناس على الحق ثابتين ! إلى غير ذلك من المصالح والمنافع والخيرات التي جعلها الله-سبحانه وتعالى- للأئمة ؛ ولكن لمن أخلص لوجه الله وأراد ما عند الله ، وتكلم من قلبه وأراد ما عند ربه ، فهؤلاء هم الذين يعظم أجرهم ويثقل ميزانهم ويعظم نفعهم بين الناس ، فالإمامة أفضل ؛ولذلك تقلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما أراد الصحابة أن يولوا أبا بكر قالوا رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاك لدنيانا ! فجعلوا الاستنابة إلى الخلافة بالصلاة ، وما جعلوها بالأذان ، جعلوها بالصلاة لأن الإمام في الصلاة في أعظم الطاعات وأشرفها عند الله-سبحانه وتعالى- بعد الشهادتين ، فلا شك أن الإمامة أفضل وهي أعظم أجراً وأثقل ميزاناً ، وكونه يرد بعض الأحاديث مثلاً قوله-عليه الصلاة والسلام-في حديث أبي هريرة في فضل الأذان قال : إن رسول الله قال : (( أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون )) ، وفي حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي المشهور حديث ال
كثبان من المسك المؤذن ، وكذلك - أيضاً - في حديث أبي هريرة عند أبي داود وأحمد - في مسنده - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم اغفر للمؤذنين ، وأرشد الأئمة )) قالوا : فقال : (( اللهم اغفر للمؤذنين )) وقال : (( وأرشد الأئمة )) وهذا لايقتضي تفضيل المؤذن على الإمام فإن القاعدة المعروفة في المناقب والفضائل ورود الخاص من وجه لا يقتضي تفضيله من كل وجه فكونهم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة لا يقتضي تفضيلهم على غيرهم ، فلا يقتضي - مثلاً - تفضيلهم على الأنبياء ، ولا تفضيلهم على العلماء بالعلم ، فدل على أن المزية الخاصة مثل ما ورد عن الصحابة-رضوان الله عليهم- قال لسعد : (( إرم فداك أبي وأمي)) لا يقتضي هذا أنه أفضل من أبي بكر وعمر ، فالمقصود أن ورود المنقبة الخاصة هذا أصل تكلم عليه العلماء من خلال السنة ( أن ورود المنقبة الخاصة والفضيلة الخاصة في القول ، والفعل ، والشخص ، والزمان ، والمكان ، لا يقتضي التفضيل من كل وجه ) فكونه يقول : (( أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون )) لا يقتضي تفضيله على الإمامة ، ومن نظر إلى العواقب يعني قوله-تعالى- : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّ
نْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} فالإمام يدعو إلى الله ، الإمام يدعو إلى الله من كل الوجوه ، يدعو إلى الله خطيباً على منبره ، وواعظاً بعد الصلوات ، ومذكراً للناس حتى أثناء صلاته قبل أن يكبر ، يأمرهم بتسوية صفوفهم ، وسد الخلل ، ونحو ذلك مما يكون بينهم من الفُرج ، وكل ذلك من الدعوة إلى الله ، فالمقصود أن الإمامة أفضل وأعظم أجراً لمن عرف حقوقها وأدى الحقوق على وجهها ، ووضع الله له القبول بين الناس فأداها على أتم الوجوه ، وإذا وقف في محرابه أو وقف في مكان صلاته كأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمامته ، يطيل بالناس فلا يملوه ، ويخفف فلا يقصر في تخفيفه ، فانعقدت القلوب على حبه ، وحب إمامته ، والرضا به ، فإن أمثال هؤلاء - لا شك إن شاء الله - أنهم أعظم عند الله أجراً ، وأثقل ميزاناً ، - نسأل الله العظيم من فضله الكريم - ، والله -تعالى- أعلم .

صاحب الفتوى
محمد المختار الشنقيطي
...المزيد

قال مقاتل رحمه الله من اعز نفسه اذل دينه ومن اذل نفسه اعز دينه

قال مقاتل رحمه الله من اعز نفسه اذل دينه ومن اذل نفسه اعز دينه

قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ ...

قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ ) رواه البيهقي، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع".

ليس من شروط السير إلي الله أن تكون في حالة طهر ملائكية سر إلية بأثقال طينك فهو يحب قدومك إلية ولو ...

ليس من شروط السير إلي الله أن تكون في حالة طهر ملائكية سر إلية بأثقال طينك فهو يحب قدومك إلية ولو حبوا...الله رؤوف رحيم ♥

🌷الطيبون نور🌷 كان ​أبو الدرداء​ رضي الله عنه يقول:《إني لأدعو لأربعين من إخواني في سجودي، ...

🌷الطيبون نور🌷

كان ​أبو الدرداء​ رضي الله عنه يقول:《إني لأدعو لأربعين من إخواني في سجودي، أسميهم بأسمائهم》.
و قال ​الحسن البصري​ رحمه الله:《تواصلوا مع أصحابكم فالصاحب الوفيّ مصباح مضيء، قد لا تُدرك نُوره إلا إذا أظلمت بك الدنيا》.
أجمل ما في الحياة أخ أو أخت يدعون لك و أنت نائم أو مشغول جعلنا الله أحبة في الله، متآخين متحابين متراحمين
طيب الله أوقاتكم بالخيرات
وأسعدكم الله في الدارين
🌹لاتنسونا🤲
...المزيد

(بَخْ) من الكلمات العربية استخدمت شعرا ونثرا، واستخدمها النبي وصحبه والأئمة من بعدهم اسم فعل ...

(بَخْ)
من الكلمات العربية استخدمت شعرا ونثرا، واستخدمها النبي وصحبه والأئمة من بعدهم

اسم فعل مضارع مبني على الكسر أو السكون، بمعنى أعجب

بِوَزْنِ بَلْ، وسكنت الخاء فيه كما سكنت اللام في هل وبل .

تُقَالُ عِنْدَ الْمَدْحِ وَالرِّضَا بِالشَّيْءِ، وعند تعظيم الأَمر وتفخيمه

فتُقال عند الرِّضا والإِعجابِ بالشَّي‌ءِ أَو الفَخْرِ والْمَدْحِ، وقد تُستعمل للإِنكار، وتكون للرِّفق بالشيْ‌ءِ، وللمُبَالغة

قال الأزهريّ رحمه الله: هي كقولك عجبا.

وقال السُّهَيْليّ في الرّوْض الأُنف: بَخ بخ، كلمةٌ معناها التعجب، وفيها لُغات: بَخ بسكون الخاءِ، وبكسرها مع التنوين، وبتشديدها مع التنوين وعدمه.

وتخفف وتثقل
قال (ابن أحمر) فجمع بين اللغتين:
رَوَافِدُهُ أَكْرَمُ الرَّافداتِ *** بَخٍ لك بَخِّ لِبَحْرٍ خِضَمٍ

بخٍ: اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب
بخِّ: اسم فعل أمر بمعنى تعجب

الشاهد فيه مجيء بخ مخففة ومشددة

وَتُكَرَّرُ لِلْمُبَالَغَةِ

فَيُقَالُ: (بَخْ بَخْ)، فَإِنْ وَصَلْتَ خَفَضْتَ وَنَوَّنْتَ فَقُلْتَ: (بَخٍ بَخٍ)

وَرُبَّمَا شُدِّدَتْ كَالِاسْمِ فَقِيلَ بَخٍّ.

وقال أَبو حَيَّانَ في شَرح التسهيل: قالوا في الحذف: بخٍ بخٍ، بالكسر، وبَخْ بَخْ، بالتسكين، وهي كلمةٌ تقال عند استعظام الشّيْ‌ءِ قال: فأَمّا من كسَره فلأَنّه لمّا حذف التقَى ساكِنَانِ الخاءُ الأُولى والتنوين، فكُسِر الخاءُ. وأَمَّا مَنْ سَكَّنَ فلأَنّه لما حذف اللام حذَفَ معها التنوين، فبقِيَ الأَوْسَطُ على سكونه.

قلت:(لأنهم اعتبروها بخٍّ مشددة)
ويقصد باللام: لام الكلمة وهي الخاء الثانية

كذلك بَدَخْ وجَخْ و وبَهٍْ بَهٍْ بمعنى بخ

وتقول العرب: بَخْبَخَ الرجلُ أي قال بَخٍ بَخٍ .

ومنه قول العرب عن الأشياء المستعظمة: ( مبخبخة ) أي يقال فيها ( بخ بخ )

ودِرْهَمٌ بَخِّيٌّ : كتب عليه بَخْ .

قال الأَصمعي : درهم بَخِيّ خفيفة لأَنه منسوب إِلى بَخْ ، وبَخْ خفيفة الخاء، قال : والعامة تقول : بَخِّيٌّ ، بتشديد الخاء ، وليس بصواب.

قال أَبو حاتم : لو نسب إِلى بَخٍ على الأَصل قيل : بَخَوِيّ كما إِذا نسب إِلى دَمٍ قيل : دَمَوِيّ.

تأتي تكلمتها تباعا بها الشعر والحديث والأثر الذي وردت فيه الكلمة
...المزيد

كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، ...

كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
[مدارج السالكين لابن القيم]
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً