✍🏻 فضل نشر العلم📔 ⤵📋⤵ قال ابن المبارك - رحمه الله : « لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم ...

✍🏻 فضل نشر العلم📔
⤵📋⤵

قال ابن المبارك - رحمه الله :
« لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم » .
📚 تهذيب الكمال ١٦ / ٢٠

قال ابن القيم - رحمه الله :
« الجود بالعلم وبذله !
وهو من أعلىٰ مراتب الجود ، والجود به أفضل من الجود بالمال ،
لأن العلم أشرف من المال » .
📚 مدارج السالكين ٢٨١/٢

قال ابن الجوزي رحمه الله :
« من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم » .
📚 التذكرة : ٥٥

قال العلامة عبد الرحمن آل الشيخ - رحمه الله - :
« اجتهد في نشر التوحيد بأدلته للخاصة والعامة ،
فإن أكثر الناس قد رغبوا عن هذا العلم » .
📗 المطلب الحميد : ٢٧٣

قال الإمام ابن باز رحمه الله :
« يجب ان تحرص علىٰ نشر العلم بكل نشاط وقوة ،
وألا يكون أهل الباطل أنشط في باطلهم ،
وأن تحرص علىٰ نفع المسلمين في دينهم ودنياهم » .
📚 مجموع الفتاوىٰ : ٧ / ٦٧

وﻗَـﺎﻝَ أيضاً :
« ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺗُﺒﻠﻎ ﻏَﻴﺮَﻫﺎ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،
ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ :
« ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﻨﻲ ﻭﻟﻮ ﺁﻳﺔ » ،
ﻭﻛﺎﻥ النبي ﷺ ﺇﺫﺍ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻝ :
« ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ !
ﻓﺮﺏ ﻣﺒﻠﻎ ﺃﻭﻋﻰٰ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﻊ » .
📚 ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻳﻪ : ٤ / ٥٤

وقال أيضاً :
« ومعلوم أن من نشر قولا يضر الناس ، يكون عليه مثل آثام من ضل به ، كما أن من نشر ما ينفع الناس ! يكون له مثل أجور من انتفع بذلك » .
📚 الفتاوىٰ : 6 / 230

قال الإمام الأوزاعي رحمه الله
« إذا جهر أهل البدع ببدعهم وكثرت دعوتهم ودُعاتهم إليها ، فنشر العلم حياة !
والبلاغ عن رسول الله ﷺ !
رحمة يُعتَصمُ بها علىٰ كلّ مُصِرٍ مُلحد » .
📗 البدع لإبن وضّاح : 524

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
« ولقد أوصاني رجل من عامة الناس فقال لي :
يا بني احرص علىٰ نشر العلم حتىٰ في المجالس ! كمجالس القهوة ، أو الغداء ، أو ما أشبه ذلك ، ولا تترك مجلسا واحدا إلا وأهديت إلىٰ الجالسين ولو مسألة واحدة ،
أوصاني بذلك وأنا أوصيكم بذلك ؛ لأنها وصية نافعة » .
التعليق علىٰ صحيح مسلم
حديث : 152 ، 7114 ، 1154

🏷قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - :
« أعظم ما تجاهد به أعداء الله جل وعلا والشيطان !
نشر العلم ، فانشره في كل مكان بحسب ما تستطيع » .
📗 الوصايا الجلية : ٤٦

🔲📔📢📔🔲
...المزيد

شبهةُ منعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عليّاً رضي الله عنه من الزواج بجويرية بنتِ أبي جَهلٍ* لن ...

شبهةُ منعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عليّاً رضي الله عنه من الزواج بجويرية بنتِ أبي جَهلٍ*

لن يهدأ المشكّكُون في دين الله ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربُّك.. يدفنون من الدين كلَّ مُحْكم ولا ينبشون إلا عمَّا يشتبه على بعضٍ ممن لم يتبحَّرْ في علوم الشريعة.. يفتحون القنوات، وينفُثون الشبهات، بل ويُنفقون الأموال.. فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً.. ثُمَّ يُغْلَبُون.

ولا أُراهم لو اجتمعوا جميعاً وتكاثفوا وتكدسوا إلا مثلَ قطٍّ جاء مُتبخْتِرا مزهوّاً كأنَّهُ يحكي انتفاخاً صَولةَ الأسدِ..! ونظر إلى جبلٍ باسق باذخ.. يُطاول أَعْنَانَ السَّماء بغَاربِ(١).. فجاءت لرأسه فكرةٌ طائشةٌ.. أن يُسقِط الجَبَلَ...!!! فقرَّب ما بين قوائمه، وتسنَّم بظهره وتشامخ وأخذ يموء، وجاء لأصل الجبل يخمِشه بأظفاره..! حتى إذا ما أوجعته أظفاره ضَغَا)٢( وانزعج وعلم أنه لا يُحسِنُ إلا مُعابثَة الفراريج ..!!

وتالله لو كان بحَضِيضٍ ما أثّر فيه ولو بعد دُهُور فَكَيْف بالجبل..؟!!

كنت أُحادث رَجُلاً تلوحُ عليه علاماتُ العقلِ والإنصافِ فقال لي: لِمَ يَمْنَعُ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) عليَّ بن أبي طالب من الزواج بجويرية بنت أبي جهلٍ وذلك بعد زواجه من فاطمة مع أن الله أحلَّ التعدد..؟
ومع أنَّه قال (لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا))٣( لماذا استثناها فيما كتبه الله على غيرها من بنات آدم..؟
أليست هذه مُحاباةً..؟

فقلتُ في نفسي.. أوَقَدْ تسرَّب إليك هذا الوَضَرُ)٤( يا رجُل..؟!

توضيحُ الإبهام في هذا الأثر يكون من وُجوه:

أولا: صحّةُ الخبر.

الأثرُ قد جاء في البخاري في باب (ذبَّ الرجل عن ابنته في الغَيرةِ والإنصاف) ومسلمٌ في باب (فضائل فاطمة بنت النبي) عن المِسْوَر بن مَخْرَمة)٥(رضي الله عنه فهو حديثٌ صحيح، وله روايات أخرى في كتب السنة.

ولفظُ البخاريّ (عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ إِنَّ بَنِي هِشَام بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا هَكَذَا قَالَ).
ولفظُ مُسلم (حدَّث عبدُالله بن عُبيد الله بن أبي مُليكة أَنَّ المِسوَرَ بن مَخْرمة حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ ، إِلَّا أَنْ يُحِبَّ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ ، فَإِنَّمَا ابْنَتِي بَضْعَةٌ مِنِّي ، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا).

وجاء عند أحمد في المُسند عن المسور بن مخرمة أيضاً وفيه (وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالا وَلا أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللهِ لا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا) قال شعيب الأرنؤوط: صحيح على شرط الشيخين.

الرد على الالتباس من وجوه..

أولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان وكلامه وحيٌ من الله فهو لا ينطق إلا بالحق صلى الله عليه وسلم..

ثانيها: خشيةُ رسولِ الله أن تُفتن فاطمةُ رضي الله عنها في دينِها.

ثالثها: أن هذا الزواج يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يؤذي فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابعُها: كيف تجتمعُ بنتُ رسول الله وبنتُ أبي جهل ألدِّ أعداء الله ورسوله تحت سقفٍ واحد..؟!
أبو جهل..!! رأسُ المشركين وسَنَدُهم، ورُكنُهم إذا شَرَدُوا وعِمادُهم.. الذي ما فتئ يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم طِيلةَ حياته.. عَلم بصدق رسول الله وجحد، وأغرى ابن أبي مُعيطٍ بإلقاء سَلَى الجَزُور بين كتفي رسول الله)٦(، بل واستحثّ القوم على قتله، ولم يأْلُ جُهداً في الصدِّ عن الإسلام بين الناس)٧(، ولَفَظَ آخرَ نفَسٍ في صدره وهو يَهمِزُ ويَلمِزُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ودعوتَه والصحابة..
أوَليس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشرًا.. يأكلُ ويشرب، يبكي ويضحك، يحزنُ ويفرح، ويُشَجُّ رأسُه، وتُكسرُ أسنانه، ويطلُبُ الدواء ليبرأ..؟؟
أوَلم يخاطبه الله في القرآن (قُلْ إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ))٨(..؟
أوَلَيْسَ رسولُ الله بشرًا يجدُ شيئاً في نفسه من هذا الرجل الذي نذر حياته كلَّها لإيذائه حتى خَبَتْ جذوتُه وهَلَكَ..؟
كيف يقبلُ أن تجتمعَ ابنتُهُ وريحانتُهُ من الدنيا، سيِّدةُ نساء العالمين، التي أزالت سَلَى الجزور عنه يومَ ابتَدَرهُ القوم بفُحشهم وسَفَهِهِم، التي مسحت الدمَ عن وَجهه الشَّريف يوم جُرح) ٩(.. كيف يقبلُ أن تجتمع مع ابنة أبي جهل تحت سقفٍ واحد عند رجُلٍ واحدٍ..؟

كيف يقبلُ أن يتسلَّلَ إلى نفسِها أيُّ أذىً وهي التي كان إذا دخل عليها قامت إليه وقبَّلَتْهُ، وإذا دخلَتْ عليهِ قام إليها وقبّلها)١٠ (، التي كان من حُبِّه لها يقول (فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنّي)، التي عانت ما عانت بعد البعثة من حصار في الشِّعب)١١(، ولما خرجت بعد ثلاث سنوات من الحصار الخانق فقدتْ أُمَّها خديجة)١٢(، ثم تتابع الفقدُ بعد الهجرة فماتت رقيةُ ثم زينبُ ثم أمُّ كلثوم)١٣( فليس لفاطمةَ أنيسٌ ولا جليسٌ ولا مُلاطفٌ من أمٍّ أو أخت..!
فكان المنعُ تعظيماً لحقِّ فاطمة لا تحريماً.

وكيف لو تزَوّجها عليٌّ وغارت فاطمة – وهذه طبيعة النساء – فذكرت أبا جهل بسوءٍ ونمَاَ إلى علم جويرية ما قالت فاطمةُ وفي قلبها من غيرة الضرائر ما فيه.. كيف سيكون الحال..؟
ومعلومٌ أن عداوة الآباء قد تؤثر في الأبناء..
فكان من الأَوْلى وَأدُ الصِّراع قبل أن يولد، فدَرءُ المفاسد مقدَّمٌ على جلب المصالح.

خامسُها: أن التعدد في الزواج ليس فريضةً من الفرائض فمنعُهُ صلى الله عليه وسلم عليًّا لم يثلُم من دين عليٍّ شيئًا.
ثمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أَمَا إِنِّي لا أُحرِّمُ حَلالا وَلا أُحِلُّ حَرَامًا) فالتشريعُ باق، والتعدد ثابت ولا خلاف فيه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بمضارِّه هُنا وخشيته على فاطمة الفتنة (وَأَنَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْهَا أَنْ تُفتَنَ فِي دِيْنِهَا) رغب عنه ولم يأذن به.
بل إنَّه ُكان مُباحاً لهُ أن يتزوج بها كما صرَّح ابنُ حبان)١٤(.. إلا أنه سيكون مقروناً بشيء في نفس المُصطفى صلّى الله عليه وسلم.


سادسُها: هل كَبَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبةً في نفس علىٍّ رضي الله عنه..؟
حاشاه صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان إذا نظر في وجه المرء قرأ مكنونات صدْرِه، وخَلَجاتِ فؤاده..
ولو كانت هناك رغبةٌ في نفس عليٍّ رضي الله عنه لراجع رسول الله في امرأةٍ غيرِها ولكنَّ عليّا لم يخطبْ أو يتزوجْ مع فاطمة في حَيَاتها حتى ماتت.

سابعُها: هل ينتقص هذا من شأن جويرية بنت أبي جهل رضي الله عنها.؟
كلا ولا قيد أُنمُلة..! فلقد كانت جويرية رضي الله عنها قد أسلمت يوم الفتح وحَسُن إسلامُها وكانت لها صُحبةٌ، وروت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوجت من ابن خالها عتاب بن أسيد وهو يومئذ أمير مكة، وأنجبت له عبدَالرحمن، رضي الله عن الجميع.)١٥(




الهوامش:
* كان لأبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة من الأولاد: عكرمة وله صحبة وبلاء حسن في الإسلام، أسلم بعد فتح مكة، قتل رضي الله عنه في أجنادين على الأصح، وجويرية التي خطبها علي، وقيل هي جميلة، وقيل العوراء، وجميلة التي سقت النبي صلى الله عليه وسلم ماءً يوم حجة الوداع، وأم حكيم أسلمت يوم الفتح هي وأختيها الحولاء وقيل الحنفاء وصخرة، وكان له من الولد ممن ليس له صحبة زرارة وتميم وعلقمة. انظر نسب قريش لمصعب الزبيري، الإصابة لابن حجر، أسد الغابة لابن الأثير، الطبقات لابن سعد.
)١( الغارب: الكاهل، ومنه قولهم: حبلُكِ على غاربِك. اللسان (غ ر ب).
(٢) ضغا الذئب والسِّنَّورُ والثعلب: صوّت وصاح. اللسان (ض غ و).
)٣( الحديث أنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ الفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُها (بنُو مخزومٍ ، وكان لهم عزَّةٌ ومَنَعَةٌ) إلى أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ، قالَ عُرْوَةُ(يعني ابنَ الزبير): فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسامَةُ فيها، تَلَوَّنَ وجْهُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( من الغضب)، فقالَ: أتُكَلِّمُنِي في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ، قالَ أُسامَةُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللَّهِ، فَلَمَّا كانَ العَشِيُّ قامَ رَسولُ اللَّهِ خَطِيبًا، فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّما أهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ: أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقامُوا عليه الحَدَّ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها ثُمَّ أمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتِلْكَ المَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُها، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُها بَعْدَ ذلكَ وتَزَوَّجَتْ قالَتْ عائِشَةُ (بنتُ الصدَّيق): فَكانَتْ تَأْتي بَعْدَ ذلكَ فأرْفَعُ حاجَتَها إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.. الحديث في صحيح البخاري: كتاب احاديث الانبياء / بابُ حديث الغار) ، (وكتاب الشهادات / بابُ الشهادة القاذف والسارق) ، (كتاب المناقب / بابُ ذكر اسامة بن زيد) وكتاب المغازي / بابٌ: وقال الليث)،(وكتاب الحدود / بابُ إقامة الحدود على الشريف والوضيع) ،(وبابُ كراهية الشفاعة في الحد اذا رفع الى السلطان، وبابُ توبة السارق)
(٤( الوَضَرُ: الدّرَن. اللسان (و ض ر).
)٥( المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَة: صحابي جليل، ولد بعد ابن الزبير، قيل بأربعة أشهر (الاستيعاب)، كان فقيها وَرِعًا حتى روت عنه أمُّه أنه كان لا يشرب الماء من المساجد ويرى أنه صدقة، روي أحاديث، لزم خاله عبد الرحمن بن عوف يوم الشورى، وكان لصيقاً بعمر ابن الخطاب، وشهد له الناسُ بالفضل والدين حتى وفاته سنة أربع وستين من الهجرة رضي الله عنه. للاستزادة: نسب قريش لمصعب الزبيري، والإصابة لابن حجر، وسير أعلام النبلاء للذهبي، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر.
)٦ ( عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بالأمْسِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلى جَزُورِ بَنِي فُلانٍ، فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَأَخَذَهُ ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، قَالَ : فَاسْتَضْحَكُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ عَلَى بَعْضٍ وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ ، لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ ، فَجَاءَتْ وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ ، فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ. الحديث في الصحيحين واللفظُ لمسلم في بابِ ما لقي النبيُّ صلّى الله عليه وسلم من أذى المُشركين، والسّلَى "بفتح السين واللام بعدهما ألفٌ مقصورة": الجلدةُ الرقيقةُ التي يكون فيها الولد اللسان (س ل و).
)٧( حديث وفاة أبي طالب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرجو أن ينطق أبوطالب بكلمة التوحيد وكان أبو جهل وعبدُالله بنُ أميةَ يصُدَّانه حتى مات على غير ملَّة التوحيد.. الحديث في البخاري بابٌ إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله عن المسيب بن حَزْن المخزوميّ.
)٨( الكهف: آية ١١٠، فصلت: آية ٦.
) ٩( حديث.." لَمَّا كُسِرَتْ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البَيْضَةُ (قلنسوة من حديد يلبسُها المقاتل) ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ (رباعِيَة بفتح الراء بدون تشديد بوزن ثمانية هي السنُّ بين الثنيَّة والناب)، وَكَانَ عَلِيٌّ يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ فِي المِجَنِّ (التُّرس)، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ الدَّمَ يَزِيدُ عَلَى المَاءِ كَثْرَةً ، عَمَدَتِ الى حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا ، وَأَلْصَقَتْهَا عَلَى جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَقَأَ(سكن) الدَّمُ.. الحديث في صحيح البُخاري بابُ حرق الحصير ليسد به الدم.
)١٠( حديث كانَتْ فاطمةُ إذا دخلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام إليها فقبَّلها وأجلَسها في مجلِسِه، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخَل عليها قامَتْ مِن مجلِسِها فقبَّلَتْه وأجلَسَتْه في مجلِسِها الحديث.. رواه الترمذيُّ وأبو داوود والنسائي واللفظُ للترمذي.
)١١( للاستزادة من خبر الحصار " سيرة ابن هشام " (الجزء الأول ٣٧٤)،" الدرر في اختصار المغازي والسير" لابن عبد البر/ ٥٩-٦٠) و"نسب قريش "لمصعب الزبيري/٤٢٩ ، "الإكمال لابن ماكولا" (٢/٢٩٨) ،"أُسد الغابة "( ٤/٦٢٨) ، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (١١/٢٣٤).

)١٢( تُوُفّيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بعد الخروج من الحصار بأشهر قيل بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام.. في السنة العاشرة من البعثة النبوية.. أُسد الغابة لابن الأثير، البداية والنهاية (٣/ فصل موت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها).
)١٣(كانت وفاة رقية مُنصرفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر في العام الثاني من الهجرة النبوية ولها اثنتان وعشرون سنة، ووفاة زينب.. أكبرُ بنات النبي صلى الله عليه وسلم كانت في العام الثامن من الهجرة ولها إحدى وثلاثون سنة، ووفاة أم كلثوم كانت في العام التاسع من الهجرة.
)١٤( قال ابن حبان: " هذا الفعل لو فعله عليٌّ كان ذلك جائزاً، وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم تعظيماً لفاطمة، لا تحريما لهذا الفعل" صحيح ابن حبان (٦٩٥٥).
)١٥( الإسلام يهدِمُ ما كان قبله ( رواه مسلم في قصّة إسلام عمرو بن العاص) فإذا اهتدى الكافرُ للإسلام محا الله ما كان في صحائفه قبل الإسلام وغدا كالمُسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم وما إسلام خالد بن الوليد ببعيد وهو الذي كان سيفاً ممشوقا في وجه المسلمين فلما أسلم أصبح سيفًا من سيوف الله ( البخاري باب غزوة مؤتة من أرض الشام) ووحشيُّ بن حرب قاتلُ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة لمَّا أسلم في الفتح مع وفد الطائف أجلسَه رسول الله بين يديه ليَسرد له كيف قتل حمزة ثمّ طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُغيِّب وجهه عنه (سرد قصّتَه البُخاريُّ في صحيحه بابُ قتل حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه) وعاش وحشيٌّ بحمص وبها مات رضي الله عنه.. وإنَّ من الغفلة بمكان أنْ يُفهم من هذا الكلام أن الصَّلاح في الدين يرادف الملاءمةَ في الزواج، أو أن عدم التناسُب في الزواج يعني قدحًا في أحد طرفيه..! وهذا ملموس تُبصره العيون من حولنا.
...المزيد

خطبة جمعة بعنوان : إحذر أن تلقى الله بغير زاد إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من ...

خطبة جمعة بعنوان : إحذر أن تلقى الله بغير زاد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من أنفق زوجين في سبيل الله, دعي في الجنة: يا عبد الله هذا خير, فمن كان من أهل الصلاة, دخل من باب الصلاة, ومن كان من أهل الجهاد, دخل من باب الجهاد, ومن كان من باب الصدقة, دخل من باب الصدقة, ومن كان من أهل الصيام دخل من باب الريان}. قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله, ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة, فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نعم. وأرجوا أن تكون منهم} –رواه البخاري ومسلم-.
يقول عليه الصلاة والسلام: {من أنفق زوجين في سبيل الله...} يعني من تصدق بشيئين من صنف واحد, إبتغاء وجه ربه الأعلى, من تصدق بثوبين, أو كيسين من طعام –هذه أمثلة-, أو درهمين, أو كتابين مثلا يهديهما إلى طالب علم, أو عقارين, أو غير ذلك من وجوه الإحسان, المقصود تشفيع صدقة بأخرى, والمقصود من الحديث, الاستكثار من الصدقات, ويلحق بذلك جميع أعمال البر, من صلاة وصيام, وحج, وغير ذلك, لذلك قال في الحديث: {...فمن كان من أهل الصلاة, دخل من باب الصلاة, ومن كان من أهل الجهاد...-وهكذا-}, والمسلم إذا أكثر من الصدقة, وسائر أعمال البر, عود نفسه البذل والعطاء, ودربها على الطاعة, فألفت نفسه ذلك, فصار طبيعة لها وعادة, والمال أيها المسلمون شقيق الروح, إذ كثيرا ما يرد في كتاب الله قول الله تعالى: [جاهدوا بأموالهم وأنفسهم] فمن أنفق مما جعله الله مستخلفا فيه, فذلك برهان على صدق إيمانه, ألم تسمعوا إلى قول البشير النذير صلى الله عليه وسلم: {...والصلاة نور, والصبر ضياء, والصدقة برهان...} –رواه مسلم-. الصدقة برهان: أي على صدق الإيمان, فمن أكثر من فعل الخير, نادته خزنة الجنة من باب العمل الذي كان يكثر منه, فقالت: يا عبد الله, هلم, أقبل, تعال فادخل من هذا الباب فهو خير لك, المقصود هنا بالأعمال الصالحة نوافل الطاعات, إذ هي التي يتفاوت فيها الناس, فمن مستقل منهم ومستكثر, وأما الواجبات فيستوي في القيام بها المسلمون جميعا, ومن ترك شيئا من الواجبات يخاف عليه أن يدعى من أبواب جهنم, وإنما يتفاضل الناس بعد أداء الواجبات بكثرة النوافل, التي تؤهلهم إلى أن ينادوا من تلك الأبواب. ولما فهم الصديق رضي الله عنه هذا المعنى قال: يا رسول الله هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ يعني تكريما له وتشريفا, لأن الإنسان لا يمكن أن يدخل إلا من باب واحد. سؤال أبي بكر الصديق: هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها يعني تكريما له وتشريفا, هو الذي يختار. وأبو بكرمن السابقين إلى الخيرات, وقد جمع كثيرا من خصال الخير, لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا عن سؤاله: {نعم يا أبا بكر, وأرجو أن تكون منهم} والله عز وجل لا يخيب رجاء نبينا صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث أن أبواب الجنة تسمى بالأعمال الصالحة, باب الصلاة, الصدقة, الجهاد, الريان, ترغيبا للعاملين في الجد والتشمير. وقد سمي الباب الذي يدخل منه الصائمون, بالريان, تنبيها على أن العطشان بسبب الصوم لاسيما في أيام الحر الشديد, سيروى, واكتفي بذكر الري عن الشبع, لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه. الحديث ذكرت فيه أربعة من أبواب الجنة, وقد دلت السنة على أن للجنة ثمانية أبواب, كما أن للنار سبعة أبواب, [لها سبعة أبواب لكل منهم جزء مقسوم]. ومن أبواب الجنة التي اطلعت عليها: باب الحج, وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس, وباب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولا عذاب, وقيل الباب الثامن هو باب الذكر, وقيل باب العلم, والله تعالى أعلم. قال الصديق: يا رسول الله, ما على أحد أن يدعى من تلك الأبواب من ضرورة, فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ يعني: ليس على الشخص الذي يدعى من باب واحد ضرر يلحقه, ما دام مصيره الفوز العظيم, فلا يهمه أن يدخل من باب واحد, ولكن يقول له: يا رسول الله هل يمكن أن ينادى أحد من تلك الأبواب كلها تكريما له وتشريفا لقيامه بالأعمال الموجبة لها؟, قال نبينا صلى الله عليه وسلم: {نعم. وأرجوا أن تكون منهم}. من فوائد هذا الحديث بيان فضل كثرة الطاعات, والإنفاق في سبيل الله, إذ العمل الصالح سبب لدخول الجنة, قال الله تعالى: [وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون]. وفي الحديث حث على التنافس في فعل الخيرات, والاستباق إليها, وقد ورد في كتاب الله عز وجل, آيات بينات ترغب في التنافس على فعل الخير, قال الله تعالى: [إن الأبرار لفي نعيم[] على الأرائك ينظرون[] تعرف في وجوههم نضرة النعيم[] يسقون من رحيق مختوم[] ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون]. [إن الأبرار لفي نعيم] إن أهل البر والإحسان لفي نعيم, وجنات فيها فضل عميم, وخير عظيم, [على الأرائك ينظرون] أي عل السرر المزينة بالفرش الحسان, ينظرون إلى ما أعده الله من الملك الكبير, ينظرون إلى وجه ربهم الكريم, وهذا في مقابل ما وصف به الفجار, قال الله تعالى: [كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون] هذه الآية تقول: [تعرف في وجوههم نضرة النعيم], يعني تعرف أيها الناظر إلى وجوههم وجوه أهل الجنة, بهاءها وحسنها, ورونقها, فإن توالي النعم والمصرات, والملذات, تكسب الوجوه نورا وبهاءا, وبهجة. قال الله تعالى: [يسقون من رحيق مختوم] أي من أطيب ما يكون من الأشربة, وألذها, وقيل هو خمر الجنة, قد طيبه الله بالمسك الأذفر, [...وفي ذلك فليتنافس المتنافسون] في ذلك النعيم الذي لا يعلم مقداره, وحقيقته إلا عالم الغيب والشهادة, فليتسابق المتسابقون. فهذا أحق ما بذلت فيه الجهود, وأنفقت في الأموال, ومن فوائد هذا الحديث: أن من أكثر من شيء عرف به, من كان من أهل الجهاد دخل من باب الجهاد, ومن كان من أهل الصدقة دخل من باب الصدقة, من أكثر من شيء عرف به, ومن فوائد هذا الحديث أن أعمال البر جميعا لا يمكن أن تتوفر في شخص واحد, ولا تفتح إلا للقليل من الناس. ومما يستفاد من هذا الحديث: أن الملائكة يحبون صالحي بني آدم, ويفرحون بهم, ويبشرونهم بفضل الله ورضوانه, ومن فوائد الحديث: جواز مدح الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه الفتنة, ألم تسمعوا إلى قول نبينا صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: {...وأرجوا أن تكون منهم}. أما إن خفت على أخيك أن تدخل عليه الغرور, فلا تمدحه في وجهه, ولذلك لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يمدح اخاه, قال: {ويلك, أو ويحك, قسمت ظهر صاحبك}, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين,ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أصبح منكم اليوم صائما؟} قال أبو بكر: أنا. قال: {من تبع منكم اليوم جنازة؟}, قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟}, قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن عاد منكم اليوم مريضا}, قال أبو بكر: انا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما اجتمعن –أي هذه الخصال- في امرئ إلا دخل الجنة} –رواه مسلم- الحديث يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أحوال أصحابه, ويحثهم على التنافس على فعل الخيرات, ويبين الحديث أن الإنسان إذا قال: انا ليجيب عن استفسار, عن استيضاح فلا حرج عليه, لأننا دائما نسمع من يقول: أعوذ بالله من قول أنا, نعم إذا قالها الإنسان مباهاة وتفاخرا فهذا مذموم, والدليل على ذلك قول إبليس لما أمره الله تعالى بالسجود لآدم: [قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين]. وفي الحديث بشارة عظيمة لمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربعة في يوم واحد, فليحاول كل منا أن يحقق هذه الأمنية العزيزة لأن وراءها الثواب العظيم, ولو مرة واحدة, وإن كان الحديث فيه حظ وحث على المواظبة على المداومة على كثرة الطاعات, وفيه الدعوة إلى مجاهدة النفس, بحيث لو تيسر للإنسان أن تجتمع فيه هذه الخصال وغيرها في أيام متفرقة مرات وكرات, فينبغي أن يغتنم الفرصة ولا يضيعها, فلا ينبغي أيها المسلم أن يكون حظك من هذه الأحاديث مجرد سماعها والعلم بها, ويستفاد من هذا الحديث أن العمل الصالح من أعظم أسباب تجديد الإيمان في القلوب, الإنسان محتاج من حين لآخرأن يجدد إيمانه, لا سيما في زمن الفتن الذي نحن فيه, قال نبينا صلى الله عليه وسلم: {إن الإيمان ليخلق –يعني ليبلى- كما يخلق الثوب, فسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم}. ثم ينبغي على المسلم أن يحول إيمانه إلى واقع عملي, الإيمان ليس مجرد اعتقاد, ينبغي أن تحوله إلى واقع عملي, في حسن خلقك, في محافظتك على الصلاة, في الإحسان إلى جارك, ينبغي أن تحول إيمانك الذي في قلبك إلى منهج حياة, أنظر إلى الصحابة رضي الله عنهم كيف استطاعوا أن يحولوا إيمانهم إلى منهج حياة, ويتحولوا من رعاة للإبل والغنم إلى سادة, وإلى قادة للعالم.
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم, اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا وكل ذلك عندنا, اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين, اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, آمين والحمد لله رب العالمين.
أبو أنس الجزائري
...المزيد

‏اللهُم أخرجنا من حولنا إلى حولك ومن عزمنا إلى عزمك ومن ضعفنا إلى قوّتك ومن إنكسارنا إلى ...

‏اللهُم أخرجنا من حولنا إلى حولك
ومن عزمنا إلى عزمك
ومن ضعفنا إلى قوّتك
ومن إنكسارنا إلى عزتك
ومن ضيق إختيارنا
إلى واسع لطفك وكرمك

هلوسات طويلب علم (3) شرح جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد . دائماً اذهب بخيالي بعيداً ...

هلوسات طويلب علم (3)
شرح جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد .
دائماً اذهب بخيالي بعيداً وتمر علي خاطري أشياء عجيبة , وحينما أعود بذهني إلى الواقع استبعد حصولها .
خاطرة اليوم هي باختصار شديد

شرح يجمع من عدة شروح مع ترتيب وتهذيب وعدم التكرار

وطريقته:
أن يعمد إلى الأحاديث التي أوردها المؤلف وهي في البخاري مثلاً وينقل شرحها من فتح الباري او احد شروح الصحيح الأخرى.
ثم أحاديث مسلم وينقل الكلام عليها من شرح النووي أو احد شروح صحيح مسلم الأخرى , وهكذا في بقية أحاديث السنن حتى يفرغ من الستة .
ثم يعمد إلى ما أورده المؤلف من أحاديث مسند احمد التي لم يمر شرحها في الستة إلى احد شروح المسند, وكذلك الموطأ و سنن الدارمي , فيكون بذلك قد فرغ من شرح ما حواه الكتاب من أحاديث التسعة ويسير على ذلك في بقية الكتب التي أورد المؤلف أحاديثها في الكتاب .
وفي نظري لو شٌرح هذا الكتاب بتوسع كطريقة الشيخ الاثيوبي حفظه الله في شرح سنن النسائي لجاء الكتاب في مائة مجلدة او تزيد .
من فوائد هذا الكتاب .
هذا الكتاب يريحك من عناء البحث في كتب كثيرة لتقف على اكبر عدد من الأحاديث في نفس الموضوع او الباب , فأنت مثلاً لو كنت تبحث عن أحاديث واردة في صلاة الوتر وصلاة الضحى ستحتاج إلى عدد كبير من المراجع لتجمع خمسين حديثاً مثلاً في حين تجدها في هذا الكتاب في موضع واحد .
من يحتاج إلى هذا الكتاب ؟؟؟؟؟.
يحتاجه العالم ليختصر له الوقت ويقرب له رؤوس المسائل .
وطالب العلم يحتاج هذا الكتاب ليكفيه عناء البحث في غيره .
وخطيب الجمعة يحتاج لمثل هذا الكتاب ليثري خطبته ويغذيها بالأحاديث والأدلة من أقوال الصحابة .
المفتي يحتاج مثل هذا الكتاب ليستدل بكلام النبوة على فتياه .
والقاضي يحتاجه ليحكم بما صح منه بين الناس ويفصل بينهم في قضاياهم .
والرجل العامي يحتاجه ليعرف الكثير عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا أقول:
كتبت حول هذا الكتاب منشورين مطولين بينت فيهما ما له وما عليه, تجدونهما على صفحتي الشخصية في ملتقى أهل الحديث وموقع الألوكة ( المجلس العلمي )

دمتم في طاعة الله وأمنه
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
.............. أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

كل ما تشتهي: وخلاصة القول وموجز الكلم أن كل ما ستشتهيه في الجنة من لذائذ حسية ومتع مادية سوف ...

كل ما تشتهي:
وخلاصة القول وموجز الكلم أن كل ما ستشتهيه في الجنة من لذائذ حسية ومتع مادية سوف تلقاه، عفوا بل تلقى أعلى منه وأروع، ودليلي على ذلك ثلاث أحاديث اخترتها على طرافتها لتبيِّن ما ينتظرك هناك إن أنت اهتديت وعملت ما عليك واتقيت.
ماذا مثلا لو أردت التحرك والانتقال في الجنة من مكان إلى آخر، فكيف يكون ذلك؟!

لا أحد يعلم ذلك تحديدا، فلعل ذلك يتم في لحظة واحدة أو أقل كما فعل عفريت سليمان حين نقل عرش بلقيس قبل أن يرتد طرف نبينا إليه، وهذا في الدنيا التي لا تساوي ذرة بجوار الآخرة، فكيف تكون سرعة الانتقال في الجنة إذن؟!

أو لعلك تحب أن تجرِّب وسيلة أخرى إن كنت من عشاق أحدث أنواع السيارات وتتابع أخبار الطائرات التي هي أسرع من الصوت أو البرق، لذا يُنصَح أمثالك بركوب دابة من دواب الجنة التي لا تشترك مع دواب الدنيا إلا في الاسم لكنها خلق آخر، وهو ما حدث مثلا مع عبد الرحمن بن ساعدة حين قال: كنت أحب الخيل، فقلت: يا رسول الله!! هل في الجنة خيل؟! فقال: «إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت» 1.

وفي حديث آخر أن رجلا آخر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها فقال: يا رسول الله!! هل في الجنة من إبل؟! فلم يقل له ما قال لصاحبه بل أوصد الباب في وجه كل من أراد أن يسأل بأن فتح له باب الأمنيات قائلا: «إن يُدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذَّت عينك » 2.

والحديث الثاني الذي اخترته لكم هو قوله صلى الله عليه وسلم):

«إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألستَ فيما شئت؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع! فبذر فبادر الطرفَ نباتُه واستواؤه واستحصادُه فكان أمثال الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم! فإنه لا يُشبعك شيء» 3.

وهذا مما سيحدث في الآخرة وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم الذي طوى الله له الزمان والمكان فرأى ما وراء العالم المنظور، وأخبر الحديث عن الأمر المستقبل بلفظ الماضي لأنه واقع لا محالة، وقصَّ عن رجل تمنى أمنية في الجنة قد توصف بأنها سخيفة، فقد تمنى الزرع وهو وسط جنات لا حصر لها، ومع ذلك حقق الله له ما أراد، وأعطاه البذر فبذر، وفي أقل من طرفة عين نما البذر وعلا واستوى وصار أمثال الجبال الشامخات، فنال العبد ما أراد وتمنى.

وثالث حديث:

« المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنه في ساعة واحدة كما يشتهي » 4.

وهي مزيَّة اختيارية لمن أرادها، فلعله هذا المؤمن حُرِم الولد في الدنيا وتقطَّع قلبه هو وامرأته سعيا وراءه دون جدوى، وفي الجنة تحقق له ما عجز عنه وتمناه، ولذا لما سُئل ابن عباس: أفي الجنة ولد؟! قال: « إن شاؤوا » 5.

لكن.. هل يقف الأمر على حدود ما شاءه العبد وتمناه فحسب؟!

بل ويتفضل الله عليه بفوق ما تخيله وتمناه، وليس ذلك لأعلى أهل الجنة منزلة، بل لأدناهم منزلة، نعم والله!! فعن أبي هريرةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمنَّ فيتمنَّى ويتمنَّى، فيقول له: هل تمنَّيتَ؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنَّيتَ ومثله معه » 6.

[1])حسن لغيره : رواه الطبراني ورواته ثقات كما في صحيح الترغيب رقم : 3755والصحيحة رقم : 3001

[2])حسن لغيره : صحيح الترغيب والترهيب رقم : 3756

[3])صحيح : رواه أحمد والبخاري عن أبي هريرة كما صحيح الجامع رقم : 2080

[4])صحيح : رواه أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي سعيد كما في ص ج ص رقم : 6649

[5])مسند أبي شيبة7/36

([6])صحيح : رواه مسلم 1/163حديث رقم : 301
...المزيد

#خواطر_رمضانية (2) ومضات من تاريخ الاندلس يقول النصارى في رواياتهم : أنه لو هُزم الفرنسيون في ...

#خواطر_رمضانية (2)
ومضات من تاريخ الاندلس
يقول النصارى في رواياتهم : أنه لو هُزم الفرنسيون في موقعة بواتييه (معركة بلاط الشهداء ) لفُتحت أوروبا جميعاً، ولدُرس القرآن في الجامعات الأوروبية.
فى ( أوائل رمضان 114هـ = 21 أكتوبر 732م ) كانت الواقعة ذات العبرة التي كانت أشبه ما تكون بغزوة حنين ....
ولى هشام بن عبدالملك في عام 112 هـ عبدالرحمن الغافقي إمارة الأندلس فتأهب لفتح بلاد الغال (فرنسا) فدعا العرب من اليمن والشام إلى مناصرته فأقبلوا إليه فاجتاز جبال البرانس بجيش من العرب والبربر وأوغل في مقاطعتي اكيتانيا ووبرغونية وبوردو ثم تقدم يريد الإيغال داخل البلاد .

وبعد أن وحد عبد الرحمن الغافقي الناس وظن أن القوة قد اكتملت أخذ هؤلاء الناس وانطلق بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتوح من جديد، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، فقد فتح أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح المدينة تلو المدينة؛ وفتح مدينة آرل، ثم مدينة بوردو، والتي تسمى الآن بهذا الاسم، ثم مدينة طلوشة، ثم مدينة تور، ثم وصل إلى بواتييه غرب باريس، والتي تبعد عنها حوالي مائة كيلو متر، وتبعد من قرطبة حوالي (1000) كيلو متر، فقد توغل جداً في بلاد فرنسا في اتجاه الشمال الغربي، وهناك في مدينة بواتييه عسكر عند منطقة تسمى البلاط، والبلاط في اللغة الأندلسية تعني القصر، فإن هذه المنطقة كان فيها قصر قديم مهجور، وبدأ ينظم جيشه ليلاقي جيش النصارى، وكانت حملة عبد الرحمن الغافقي أكبر حملة تدخل بلاد فرنسا، فقد وصلت إلى خمسين ألف مقاتل، ما وصل إليها المسلمون قبل ذلك الوقت.
والمشكلة الخطيرة في جيش عبد الرحمن الغافقي هي تعلق قلوبهم بالغنائم الكثيرة التي غنموها، وافتتانهم بتلك الأموال الضخمة التي حصلوها من بلاد فرنسا، واشتهرت بين الناس فكرة العودة إلى أرض الأندلس لوضع هذه الغنائم هناك حتى لا يأخذها الفرنسيون، لكن عبد الرحمن الغافقي رحمه الله جمع الناس وقال لهم: ما جئنا لأجل هذه الغنائم، ما جئنا إلا لتعليم هؤلاء الناس هذا الدين، ولتعبيد العباد لرب العباد سبحانه وتعالى، وأخذ يحفز الجيش ويحضهم على الجهاد في سبيل الله، وعلى الموت في سبيله سبحانه وتعالى، وأخذ الجيش وانطلق إلى بواتييه رغماً عن أنف الجنود، وعندما وصل إلى منطقة بواتييه ظهرت أمور جديدة في الجيش وهي العصبيات التي كانت في بلاد الأندلس بين العرب والبربر، فقد تجددت من جديد، بسبب الغنائم الكثيرة التي لم توزع.

فبدأ الناس يختلفون، وكل واحد ينظر إلى ما في يد أخيه، وكل واحد يريد الشيء الأكثر، وكل واحد يرى نفسه أو نسبه أفضل من الآخر، فالعربي يقول: أنا عربي وأنت بربري والعربي أفضل، والبربر قالوا: نحن الذين فتحنا البلاد، ونسي الناس أن الفاتحين السابقين ما فرقوا أبداً عند الفتح وعند الدعوة إلى الله سبحانه في تلك البلاد بين عربي وبربري، وبين هؤلاء الفاتحين وبين الأندلسيين الذين دخلوا في الإسلام بعد ذلك، فلم يفرقوا إلا بحساب التقوى.

فبدأت هذه المشاكل تظهر في الجيش، فاجتمعت العصيبة، واجتمع حب الغنائم والخوف عليها، كما اجتمع إلى جوار ذلك الاعتداد بالعدد الضخم؛ الذي لم يسبق في تاريخ الأندلس، فأخذتهم العزة بهذا العدد، وظنوا أنهم لن يغلبوا.
ومن جديد تعود موقعة حنين الجديدة، قال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة:25]، وللأسف الشديد مع وجود هذا القائد الرباني المجاهد التقي الورع، إلا أن عوامل الهزيمة الكثيرة كانت موجودة في داخل جيش المسلمين، من حب الغنائم، والعصيبة القبلية العنصرية، والاعتداد بالأرقام والأعداد والعدة والعتاد، والمسلمون ما انتصروا أبداً بعدتهم ولا عتادهم، وإنما بطاعتهم لله ومعصية عدوهم لله سبحانه وتعالى.

أما جيش النصارى فقد أتى من باريس بقيادة شارل مارتل، ويلقب عند العرب بقارلة، وينطقونه تشار قارلة، وكلمة مارتل لقب وتعني المطرقة، وقد سماه بها بابا إيطاليا؛ لأنه كان شديداً على أعدائه، وكان من أقوى حكام فرنسا على الإطلاق، وأتى شارل مارتل بأربعمائة ألف مقاتل من النصارى، أي: ثمانية أضعاف الجيش المسلم، والمسلمون أبداً ما كانت تهزهم هذه الأرقام، لكن جيش المسلمين فيه عوامل الضعف.

والتقى الجيشان في موقعة من أشرس المواقع الإسلامية على الإطلاق في منطقة بواتييه؛ دارت الموقعة بينهما عشرة أيام كاملة، وكانت في رمضان سنة (114) هجرية، وكانت في بداية الموقعة الغلبة للمسلمين على قلة عددهم، لكن النصارى في آخر الموقعة فطنوا إلى كمية الغنائم الضخمة المحملة خلف الجيش الإسلامي، فالتفوا حول الجيش وهاجموا الغنائم، وبدءوا يسلبون غنائم المسلمين، فارتبك المسلمون وأسرعوا ليحموا الغنائم الكثيرة؛ لأن حب الغنائم دخل في قلوبهم.

فحدث ارتباك شديد في صف المسلمين، وبدأت تحدث هزة أدت إلى هزيمة للجيش الإسلامي في هذه الموقعة العجيبة موقعة بواتييه أو موقعة بلاط الشهداء، وسميت بذلك لكثرة شهداء المسلمين في موقعة بواتييه بالقرب من البلاط وهو القصر، ولم يرد في الروايات الإسلامية حصر دقيق لشهداء المسلمين في موقعة بلاط الشهداء، لكن الروايات الأوروبية تبالغ كثيراً حتى تقول: أنه قتل من المسلمين في موقعة بلاط الشهداء ثلاثمائة وخمسة وسبعون ألف مسلم، وهذا مبالغ فيه جداً؛ لأن جيش المسلمين كان خمسين ألفاً.

وقفات يسيرة مع معركة بلاط الشهداء :
إن سبب هزيمة المسلمين في الاحد وحنين ومعركة بلاط الشهداء كانت حب المال والحرص عليه ولقد صدق الله عزوجل ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ).

• أثار المعاصي على الأمم والهزيمة من أجلها .
هذه المعركة يظهر أثر المعصية والفشل والتنازع في تخلف النصر عن الأمة، فبسبب معصية أمر الأمير وبسبب التنازع والاختلاف حول الغنائم، ذهب النصر عن المسلمين بعد أن انعقدت أسبابه، ولاحت بوادره، {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
فكيف ترجو أمة عصت ربها، وخالفت أمر نبيها، وتفرقت كلمتها أن يتنزل عليها نصر الله وتمكينه؟. وبالمعاصي تدور الدوائر، ففاضت أرواح في تلك المعركة بسبب خطيئة، وخرج آدم من الجنة بمعصيته، و((دخلت امرأة النار في هرة)) فما الذي أهلك الأمم السابقة وطمس الحضارات البائدة سوى الذنوب والمعاصي{ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} ، فالمعاصي سبب كل عناء وطريق كل وشقاء ما حلت في ديار إلا أهلكتها ولا فشت في مجتمعات إلا دمرتها وأزالتها وما أهلك الله تعالى أمه إلا بذنب وما نجى وما فاز من فاز إلا بتوبة وطاعة ، قال مجاهد رحمه الله:" إن البهائم لتلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا شؤمه معصية بني آدم" وما تخلف النصر اليوم الا بالمعاصي وترك العبادات وروح المسلم الشجي القوي بل ذهبت عنا نخوة العرب وحفظ كرامتهم فصرنا ما نحن عليه اليوم من الذل والهوان فالله المستعان .

• خطورة إيثار الدنيا على الآخرة .
وهذه المعركة تعلمنا كذلك خطورة إيثار الدنيا على الآخرة، وأن ذلك مما يفقد الأمة عون الله ونصره وتأييده ، قال ابن مسعود: " ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله - - صلى الله عليه وسلم -- يريد الدنيا حتى نزل فينا يوم أحد { مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ } "، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لما هزم الله المشركين يوم أحد، قال الرماة: (أدركوا الناس ونبي الله، لا يسبقوكم إلى الغنائم، فتكون لهم دونكم) وقال بعضهم: (لا نبرح حتى يأذن لنا النبي - صلى الله عليه وسلم ) فنزلت: ( مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآَخِرَةَ ) .

وفي ذلك درس عظيم يبين أن حب الدنيا والتعلق بها قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان والصلاح ، وربما خفي عليهم ذلك ، فآثروها على ما عند الله ، مما يوجب على المرء أن يتفقد نفسه وأن يفتش في خباياها ، وأن يزيل كل ما من شأنه أن يحول بينها وبين الاستجابة لأوامر الله ونواهيه.

وقد وردت نصوص عديدة من آيات وأحاديث تبين منزلة الدنيا عند الله وتصف زخارفها وأثرها على فتنة الإنسان، وتحذر من الحرص عليها,

قال تعالى:( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) وقد حذر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أمته من الاغترار بالدنيا، والحرص الشديد عليها في أكثر من موضع ، وذلك لما لهذا الحرص من أثره السيئ على الأمة عامة وعلى من يحملون لواء الدعوة خاصة.

إن الذي حدث في أحد عبرة عظيمة للدعاة وتعليمًا لهم بأن حب الدنيا قد يتسلل إلى قلوب أهل الإيمان ويخفى عليهم ، فيؤثرون الدنيا ومتاعها على الآخرة ومتطلبات الفوز بنعيمها ، ويعصون أوامر الشرع الصريحة كما عصى الرماة أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصريحة بتأويل ساقط ، يرفعه هوى النفس وحب الدنيا ، فيخالفون الشرع وينسون المحكم من أوامره ، كل هذا يحدث ويقع من المؤمن وهو غافل عن دوافعه الخفية ، وعلى رأسها حب الدنيا ، وإيثارها على الآخرة ومتطلبات الإيمان ، وهذا يستدعي من الدعاة التفتيش الدائم الدقيق في خبايا نفوسهم واقتلاع حب الدنيا منها، حتى لا تحول بينهم وبين أوامر الشرع ، ولا توقعهم في مخالفته بتأويلات ملفوفة بهوى النفس وتلفتها إلى الدنيا ومتاعها .

• ومع ذاك لا بد من الأخذ بالأسباب :
لا بد أيضاً من الأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية مع التوكل على الله والاعتماد عليه ، والإكثار من العبادة والطاعة وحفظ حرمات الله عزوجل ، وتجنب المعاصي وترك حب الدنيا وكراهية الموت مع تجنب الدعة والركض لوراء العشب والزرع وترك روح الجهاد والقتال في سبيل الله عزوجل والتمني لنيل الشهادة في سبيل الله والدين ، فقد ظاهر النبي - - صلى الله عليه وسلم -- بين درعين، ولبس لأْمَة الحرب ، وكافح معه الصحابة ، وقاتل عنه جبريل وميكائيل أشد القتال ، رغم أن الله عصمه من القتل.

• التضحية من أجل الدين:
إن هذا الدين وصل إلينا بعد كفاح مرير من الصحابة والأسلاف، ذاقوا فيه مرارة المصائب والمحن : أنس بن النضر يصاب غزوة الاحد ببضع وثمانين جراحة ، ثم مثّل به بعدها ، فلم يعرفه أحد سوى أخته عرفته ببنانه ، وفي سعد بن الربيع سبعون طعنة ، فماذا قدمنا لديننا؟؟ وللصحابة الكرام الصُحبة والسبق والإقدام، تقطعت منهم الأشلاء ، وتمزقت الأجساد ، وترمل النساء ، قدَّموا أرواحهم فداء لهذا الدين ، حتى وصل إلينا كاملاً متمّماً ، فاقدر لهم قدرهم ، واشكر لهم سعيهم ، وترض عنهم ، فقد أحبهم ربهم، - رضي الله عنهم وأرضاهم .


• العاقبة للمتقين :
وليعلم المؤمنون في كل معركة وملحمة ان للحق جولة ، وللباطل صولة ، والعاقبة للتقوى ، فلا تيأس من إصلاح المجتمع ، ولا تقنط من هدايته ، فصَبَر النبي على الأذى والجراح ، حتى دخل الناس أفواجاً في دين الله ، إن عواقب الأمور كلها بيد الله ، فامض في الدعوة ، وداوم على الدعاء ، وهداية البشر بيد خالق البشر، فمما ورد في غزوة احد ان أبو سفيان يقود المشركين، وشعاره:"اعلُ هُبل"، وفي فتح مكة يقول:"لا إله إلا الله".ووحشي يقتل حمزة، ثم يُسلم ويقتل مُدعي النبوة مسيلمة الكذاب ، وها هي القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فجاهد وقاتل وكافح وقاوم وردد اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك .

كان هذا ما تيسر لي من المعالم في هذه المعركة المعروفة بمعركة (بلاط_الشهداء) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
كتبه الشيخ شرماركي محمد عيسى
2 من رمضان 1440 هرجيسيا .
...المزيد

سلسلة أخطاء المؤلفين (1) الشيخ عائض القرني في كتابه (عاشق ) ص 222 وهو يتكلم عن كتب الرجال قال ...

سلسلة أخطاء المؤلفين (1)
الشيخ عائض القرني في كتابه (عاشق ) ص 222
وهو يتكلم عن كتب الرجال قال ما نصه :
يعتبر كتاب (الكمال في أسماء الرجال) مِن أعظم الكتب عند المسلمين في علم الرجال ، وهو لعبد الغني بن سعيد المقدسي ، وهو البحر بجواهره ودرره ، لكن فيه إغفالاً وإخلالاً ، فجاء المزي – مِن علماء القرن السابع ومِن زملاء ابن تيمية – فهذبه وزاد عليه ونقحه ووشحه ودبجه فأحسن كل الإحسان وذلك في كتابه (تهذيب التهذيب) ثم ألف (تقريب التهذيب) .
قلت انا حمدي الصيودي : غفر الله لك وهنا عدة أوهام :
الوهم الأول : الكتاب الذي ألفه المزي رحمه الله ونقحه ووشحه ودبجه هو كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال كما هو معروف وليس (تهذيب التهذيب )
الوهم الثاني: هو نسبة كتابين للإمام المزي وهما ليسا له حيث قال:
وذلك في كتابه (تهذيب التهذيب) ثم ألف (تقريب التهذيب) .
وهذه ليست للمزي رحمه الله كما هو معلوم للجميع .
الوهم الثالث: مؤلف تهذيب التهذيب ثم تقريب التهذيب هو ابن حجر العسقلاني رحمه الله يعرف ذلك صغار طلاب العلم .
فما ادري هل هذا خطأ مطبعي او وهم من الشيخ او سقط أثناء الطباعة أدى إلى هذا الخطأ الفادح لكن سرعان ما تلاشت كل هذه الأسباب حينما رجعت لصفحة الغلاف لأجد ان المقيد عليها هو الطبعة الخامسة لهذا الكتاب ولا ادري أطٌبِع الكتاب طبعات أخرى ولو كان طبع هل طبع بنفس الأخطاء أم لا ؟
علماً أن الطبعة التي في مكتبتي هي طبعة: مؤسسة الريان للطباعة والنشر - لبنان وهي المرفقة في الصورة .
كتبت ذلك لعل احد الأخوة ينقل كلامي هذا للشيخ عائض فيتدارك هذا الخطأ في الطبعات التالية للكتاب .
دمتم في طاعة الله وأمنه
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
ابو مسلم الصيودي الاثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

من يتكلم في العلماء لابد ان يكون من العلماء حتي يعرف ما الذي يفعله العلماء وكيف يفعلوه ولماذا ...

من يتكلم في العلماء لابد ان يكون من العلماء حتي يعرف ما الذي يفعله العلماء وكيف يفعلوه ولماذا يفعلوه ففاقد الشيئ لا يعطيه

🔹لا تحزن فالدين منصور والدعوة باقية🔹 كثير من الناس يظن أن الدنيا انتهت ، وأن القيامة قد قامت ، ...

🔹لا تحزن فالدين منصور والدعوة باقية🔹

كثير من الناس يظن أن الدنيا انتهت ، وأن القيامة قد قامت ، وأن الإسلام قد انكسر فلا يستقيم له شأن ..
كل ذلك بسبب موت بعض المعظمين لديه ، من علماء أفاضل وشيوخ كرام ..
وهذا فهم خاطيء نتج عن جهل بحقيقة هذا الدين ..
فهذا الدين لا يرتبط بقاؤه ببقاء رجل بعينه أو رجال بأعينهم ، ولو كان كذلك لانتهى بموت النبي ﷺ.

ولقد كان القرآن صريحاً في تقرير هذا المبدأ ، فبعدما أُشيع أن رسول الله ﷺ قُتل في يوم أُحد انكسر بعض المسلمين ، وتخاذلوا ، وظنوا أن الإسلام قد أُتي من قبل الكفار .. فعاتبهم الله ﷻ على ذلك بقوله : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
[آل عمران:144]

- قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- :
" لما انهزم مَن انهزم من المسلمين يوم أُحد ، وقُتل مَن قُتل منهم ، نادى الشيطان : ألا إن محمداً قد قُتل ، ورجع ابن قميئة إلى المشركين ، فقال لهم : قتلتُ محمداً ، وإنما كان قد ضرب رسول الله ﷺ فشجه في رأسه ، فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس ، واعتقدوا أن رسول الله قد قُتل ، وجوّزوا عليه ذلك ، كما قد قصَّ الله عن كثير من الأنبياء -عليهم السلام- ..
فحصل ضعف ووهن ، وتأخُّر عن القتال ، ففي ذلك أنزل الله ﷻ على رسوله ﷺ : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ " أي : له أسوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه .

- قال ابن أبي نجيح عن أبيه :
أن رجلاً من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يتشحَّط في دمه فقال له : يا فلان ! ، أشعرت أن محمداً قد قُتل ؟
فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قُتل فقد بلّغ ، فقاتلوا عن دينكم ، فنزلت الآية .

- ثم قال ﷻ منكراً على من حصل له ضعف : " أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ "
أي : رجعتم القهقري ..
" وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
أي : الذين قاموا بطاعته ، وقاتلوا عن دينه ، واتبعوا رسوله ﷺ حياً وميتاً .

- فإذا كان هذا في شأن رسول الله ﷺ ، فما الحال بغيره ممن لا يساوي قطرة في بحر بالنسبة إلى رسول الله ﷺ ؟!

فاطمئن..
الدين منصور .. والدعوة باقية.


بلال العربي
...المزيد

🌷فائدة 💡✨ سورة الحج من أعاجيب سور القرآن، فيها: أول الحج: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ )، وآخره: ...

🌷فائدة 💡✨

سورة الحج من أعاجيب سور القرآن، فيها: أول الحج: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ )، وآخره: (وَلْيَطَّوَّفُوا) (الحج:٢٧-٢٩)، فيها: الساعة والتوحيد، والصلاة والإخبات، والمواعظ والآداب، فيها: المكي والمدني، والليلي والنهاري، والسفري والحضري، والحربي والسلمي، والشتائي والصيفي، هي سورة عجب، وأعجب منها حاجٌّ يقصد الحج ولم يتدبر سورة الحج.

- د. عصام العويد
التفسير الإجمالي للآيات :👇🏽📚

*﴿وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلَّهِ فَإِن أُحصِرتُم فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ وَلا تَحلِقوا رُءوسَكُم حَتّى يَبلُغَ الهَديُ مَحِلَّهُ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو بِهِ أَذًى مِن رَأسِهِ فَفِديَةٌ مِن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ فَإِذا أَمِنتُم فَمَن تَمَتَّعَ بِالعُمرَةِ إِلَى الحَجِّ فَمَا استَيسَرَ مِنَ الهَديِ فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبعَةٍ إِذا رَجَعتُم تِلكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَن لَم يَكُن أَهلُهُ حاضِرِي المَسجِدِ الحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾* [البقرة: ١٩٦]

وأدوا الحج والعمرة تامَّين، مبتغين وجه الله تعالى، فإذا مُنِعْتُم من إتمامهما بمرض أو بعدوٍّ؛ فعليكم بذبح ما تيسر من الهدي - من الإبل أو البقر أو الغنم - لتتحلَّلوا من إحرامكم. ولا تحلقوا رؤوسكم أو تقصروها حتى يبلغ الهدي الموضع الذي يحلُّ فيه ذبحه، فإن كان ممنوعًا من الحرم فليذبح حيث مُنع، وإن كان غير ممنوع من الحرم فليذبح في الحرم يوم النحر وما بعده من أيام التشريق. فمن كان منكم مريضًا، أو به أذى من شعر رأسه؛ كقمل ونحوه، فَحَلَق رأسه بسبب ذلك، فلا حرج عليه، وعليه أن يفدي عن ذلك؛ إما بصيام ثلاثة أيام، أو بإطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، أو بذبح شاة توزع على فقراء الحرم، فإذا كنتم غير خائفين فمن استمتع منكم بأداء العمرة في أشهر الحج، وتمتع بما حرُمَ عليه من محظورات الإحرام إلى أن يحرم بالحج من عامه؛ فليذبح ما تيسر له من شاة أو يشترك سبعة في ذبح بعير أو بقرة، فإذا لم يقدر على الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام من أيام المناسك بدلاً منه، وعليه صيام سبعة أيام بعد رجوعه إلى أهله، ليكون مجموع الأيام عشرة كاملة، ذلك التمتع مع وجوب الهدي أو الصيام للعاجز عن الهدي هو لغير أهل الحرم ومن يقيم قريبًا من الحرم؛ لأنهم لا حاجة بهم إلى التمتع فهم لوجودهم بالحرم يكفيهم مطلق الطواف عن التمتع بالعمرة إلى الحج، واتقوا الله باتباع ما شرع، وتعظيم حدوده، واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره.

- المختصر في التفسير

الفائدة من الآية :-
وجوب إتمام الحج والعمرة لمن شرع فيهما ، وجواز التحلل منهما بذبح هدي لمن منع عن الحرم ..
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً